ثلاثة شهداء ومئات الجرحى في جمعة التحدّي.. و15 ألف جندي صهيوني يحاصرون مدينة القدس

أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينيّة «القسّام وسرايا القدس والعاصفة» بياناً عسكرياً أمس، يتعلّق بالتطوّرات في القدس المحتلّة، توعّد الاحتلال بردٍّ قاسٍ وغير مسبوق في حال استمر بإقامة البوّابات الإلكترونية على مداخل الأقصى. كما توعّد الاحتلال بالضرب بيد من حديد.

ويدعو البيان العالم الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليّاته قبل أن تقع الكارثة العظمى، ويحذّر من اشتعال المنطقة وانقلابها رأساً على عقب، مستغرباً «هذا التقاعس عن نصرة المسجد الأقصى المبارك».

وأضاف البيان، أنّ المسجد الأقصى كان ولا يزال الخط الأحمر الذي كلّما اقترب الصهاينة منه احترقوا، فلقد كانت شرارة جلّ الانتفاضات الفلسطينية هي الاعتداء على المسجد الأقصى بالتدنيس أو حفر الأنفاق أو انتهاك حرمته.

وحذّر البيان الاحتلال من مغبّة الإجرام بحق بيت المقدس، مضيفاً: «نحن نراقب عن كثب كلّ هذه الجرائم، وردّنا سيكون قاسياً وغير مسبوق في حال استمرّ الاحتلال بإقامة البوّابات».

وطلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من واشنطن التدخّل العاجل لإيقاف الانتهاكات الصهيوني في المسجد الأقصى، فيما أكّدت «إسرائيل» تمسّكها بسيطرتها على الأقصى.

وقالت وكالة «وفا» الفلسطينية، إنّ عباس تلقّى مساء الخميس، اتصالاً هاتفياً من كبير مستشاري الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى «الشرق الأوسط» جاريد كوشنير، حيث طلب عباس من الإدارة الأميركيّة والرئيس دونالد ترامب التدخّل العاجل لإلزام الكيان الصهيوني بالتراجع عن خطواته في المسجد الأقصى المبارك، وبما فيها إزالة البوّابات الإلكترونيّة.

وشدّد عباس على أنّ الأمور في غاية الخطورة، وقد تخرج عن السيطرة إذا لم يقم الكيان الصهيوني بالتراجع عن إجراءاته المتّخذة في القدس بشكلٍ عام وفي المسجد الأقصى وعلى بوّابته بشكلٍ خاص، محمّلاً في الوقت ذاته الحكومة الصهيونيّة مسؤوليّة التداعيات المستقبليّة نتيجة الإجراءات التي قامت بها في القدس.

وجاء ذلك بعد إعلان الحكومة الصهيونية المصغّرة قرارها مساء الخميس، إبقاء البوّابات الإلكترونية في أماكنها.

على صعيد المواجهات بين شعبنا الفلسطيني وقوّات الاحتلال، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينيّة ارتفاع عدد شهداء جمعة الأقصى إلى 3 شهداء، بعد استشهاد شاب خلال مواجهات بلدة أبو ديس بعد إصابته برصاصة بالقلب. وأفاد مصدر في القدس المحتلّة، أنّ الشهيد الشاب محمد محمود لافي من بلدة ابو ديس شرق القدس المحتلّة.

وكان الشهيد الأول فتىً استشهد بعدما استهدفه مستوطن بشكلٍ مباشر، كان يعتلي أحد المباني وأطلق النار اتجاه المصلّين في منطقة راس العامود، وقنص أحدهم وأصابه في رقبته، ما أدّى إلى استشهاده.

وأعلنت وزارة الصحة، أنّ الشهيد هو الفتى محمد محمود شرف 17 عاماً ، من بلدة سلوان.

كما أفاد مصدر في القدس باستشهاد شاب ثانٍ في المواجهات المندلعة في القدس، وقال إنّ «شابّاً أُصيب برصاص الاحتلال في حيّ الطور بالقدس ونُقل إلى مشفى المقاصد للعلاج، إلّا أنّه فارق الحياة هناك إثر إصابته البالغة».

وأفادت مصادر مقدسيّة، أنّ الشهيد هو محمد أبو غنام 21 عاماً ، من حيّ الطور بالقدس، وبأنّ الأهالي استطاعوا تشييع جثمان الشهيد على عجل، قبل أن تقوم سلطات الاحتلال باحتجازه.

وتشهد المدن الفلسطينيّة المختلفة والقدس المحتلّة بشكلٍ خاص، تحرّكات شعبيّة رافضة للإجراءات الصهيونية في المسجد الأقصى، حيث دعت مختلف الفصائل الفلسطينية إلى التحرّكات بعد أسبوع من الاعتداءات الصهيونية على الحرم القدسيّ والمصلّين، والتي أُصيب فيها عشرات الفلسطينيّين.

وفي هذا السّياق، قالت مصادر إنّ جنود الاحتلال اعتدوا على فلسطينيّين عند حاجز قلنديا العسكري بقنابل الغاز والرصاص المطاطي، بعد محاولتهم الصلاة عند الحاجز.

وفي الوقت الذي كشف فيه مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلّة أنّ 15 ألف جندي صهيوني يحاصرون مدينة القدس منذ ساعات الصباح الأولى، قالت مصادر إنّ اليوم أمس سيكون مصيريّاً وقد يفجّر انتفاضة ثالثة.

وقالت مصادر، إنّ «المسيحيّين» في مدينة القدس إلى جانب المسلمين يقفون سدّاً منيعاً مقابل أيّ هجوم قد يحصل على المسجد، حيث ناشد مُفتي القدس والديار الفلسطينيّة الشيخ محمد حسين رجال الدين المسيحيّين بأن يوصلوا قضيّتهم إلى العالم.

وأعلن الشيخ حسين، أنّ المسجد الأقصى أمانة في عنق كلّ العرب والمسلمين، وأنّ الأوان آن لكلّ العالم أن يلجم الاحتلال الصهيوني وممارساته ضدّ الشعب الفلسطيني.

هذا، وقد قرّرت السلطات الصهيونيّة إبقاء الإجراءات عند أبواب الأقصى، ومنع دخول الرجال ما دون الخمسين عاماً من العمر إلى البلدة القديمة.

وكانت سلطات الاحتلال صعدّت الموقف، وقرّر المجلس الوزاري الصهيوني المصغّر الإبقاء على البوّابات الإلكترونيّة أمام مداخل المسجد الأقصى، لتفتيش المصلّين قبل دخولهم الحرم القدسيّ للصلاة.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ «عشرات الإصابات وقعت بعد قمع المصلّين من أمام باب الأسباط، وطواقمنا تعمل على معالجه وإخلاء الإصابات من الموقع».

وأكّدت جمعية الهلال الأحمر، أنّ طواقمها تعاملت مع 377 إصابة في القدس المحتلّة والضفة، بينها 41 نقلت للمستشفيات الميدانيّة ومشافي القدس، مشيرةً إلى أنّ 52 من الإصابات وقعت في منطقة العيزرية.

وفي أحدث التطوّرات، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد بالقدس، وسط إطلاق قنابل صوتيّة ومسيّلة للدموع، محاولةً اعتقال مصابين داخل المستشفى.

وأفاد شهود عيان، أنّ مواجهات ضارية اندلعت بين المواطنين وقوّات الاحتلال المقتحمة.

إلى ذلك، أعلنت إدارة مستشفى المقاصد، وصول إصابة في حالة حرجة للغاية في مواجهات القدس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى