الوعد الصادق من جديد

يمضي من ميدان إلى ميدان لتحرير الأرض من كل أشكال الإرهاب، واليوم هو منشغل في حصد أزلام «النصرة» في منطقة عرسال وجرودها يقتلع ما أسّست له منذ عدة سنوات بدعم من بعض الداخل ومعظم الخارج، في وقت زمنيّ أذهل الأعداء وأثلج صدور داعمي المقاومة، وكذلك أهالي المصابين والشهداء بفعل رجال الله آمنوا بعقيدتهم أعظم إيمان، يساندهم طيران الجيش السوري أسطورة هذا الزمان، الحليف والشريك لحلف المقاومة المؤيد بنصر من الله يباركه الجيش الوطني اللبناني ويدعمه في حالة إبداعية من الانسجام والتوافق على أنه آن الأوان لنبذ الخلاف من أجل تحرير الأرض وتطهيرها من إرهاب هو الأخطر، لا يفرّق بين الرسل والرسالات، إنما هو مجرد ذراع فولاذية للصهيونية العالمية تضرب بها أمن واستقرار الدول العربية التي تحيط بفلسطين المحتلة إحاطة السوار بالمعصم، مهدّدة الأمن القومي لوطن الصهاينة المزعوم فيها «إسرائيل» المدعومة من الكونغرس الأميركي وإنكلترا وباقي الدول الأخرى، مستندة في حقها المزعوم بفلسطين إلى وعد كاذب تدّعي أنه إلهيّ يمنح بلاد كنعان من الفرات إلى النيل لإبراهيم ولنسله من بعده، وإلى أمر إلهيّ بإبادة سكان كنعان من غير تمييز بين رجل وامرأة وبين شيخ وطفل، وبإحراق مدنهم بالنار وإحلال قوم موسى محلهم، وهذا ما يفعله اليوم السفّاح رئيس وزراء الصهاينة، في فلسطين والفلسطينيين إسلاميين ومسيحيين. وعد إن صحّ فإن اليهود ليسوا من نسل إبراهيم الخليل ولا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد لأنهم خليط ولفيف عجيب غريب، وقد وجدوا بعد إبراهيم الخليل بعدّة قرون والشرح في ذلك يطول. وما يجري اليوم في القدس موطن كنيسة مهد السيد المسيح من محاولات لهدم الأقصى مسرى النبي وثاني القبلتين إلا تعزيزاً لفكرتهم أن فلسطين أرض الميعاد لهم وفيها سيتم بناء الهيكل المزعوم. سيبقى الخلاص من الإرهاب وتحرير فلسطين من الصهاينة المستعمرين أمانة في أعماق مليار ونصف مليار مسلم يملكون النفط والمياه والمعادن إضافة لموقع جغرافي هام وثروات ضخمة مكدسة في بنوك ومصارف العالم، لكن للأسف معظمهم يفتقدون للعقيدة والإيمان بأنهم معاً قادرون على التحرير والسيادة على ما يملكون. ستبقى حناجر المقاومين تزمجر أن هيهات منّا الذلّة، وما أُخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى