المعركة ضدّ داعش قاب أيام وحزب الله للتفرّغ لجبهات أخرى

هتاف دهام

مع التنظيف المرتقب لجرود القاع ورأس بعلبك والفاكهة من تنظيم داعش، تكون حدود لبنان الشرقية قد باتت آمنة. ما يعني إغلاق الملف الإرهابي في لبنان.

لقد مرّ ملف فصل لبنان عن الإرهاب بمراحل عدة:

المرحلة الأولى كانت تأسيسية، وبدأت بمعركة القصيْر التي خاضها حزب الله ضدّ جبهة النصرة.

المرحلة الثانية قادها الجيش السوري وأغلق فيها ملف تلكلخ بشكل أساسي، ورسم خط أمن كاملاً من حمص إلى طرطوس.

المرحلة الثالثة تركزت على تحرير الجيش السوري وحزب الله مدينة يبرود (عاصمة القلمون) من المسلحين.

المرحلة الرابعة تكرّست باستعادة تلال القلمون الغربي (تلة موسى، تلال فيع وشعب الجماعة وقرنا وتلة خربة النحلة…) .

المرحلة الخامسة تمثّلت بتطهير الجيش السوري وحزب الله مدينة الزبداني ومحيطها.

المرحلة السادسة حرر حزب الله خلالها جرود يونين ونحلة من تنظيم داعش.

المرحلة السابعة كانت الإجهاز على المسلحين في مضايا ضمن اتفاق المدن الأربع.

المرحلة الثامنة حملت عنوان تحرير حزب الله جرود عرسال من «النصرة».

وحتى يكتمل «النصاب الأمني» ينبغي تحرير جرود رأس بعلبك والقاع، لأنّ إغلاق الملف الحدودي، يعني تفرّغ حزب الله لملفات أخرى، تؤكد مصادر ميدانية في حزب الله لـ»البناء». فالمقاومة التي تقاتل في البادية السورية ستكمل حربها ضدّ معاقل داعش في دير الزور والرقة، فحماة، لتنتقل في مرحلة تالية إلى مناطق تواجد «النصرة» في إدلب والقسم المتبقي من حلب.

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي: «لا معركة مؤجلة للربيع أو الصيف المقبل ضدّ داعش، ما يفصلنا عن هذه المعركة أيام قليلة. ومعركة داعش ستحظى بإجماع وطني كامل لأول مرة. وهذه معجزة». وأعلن أنه «في الجرود من الجهة السورية ستفتح الجبهة على «داعش»، وهناك سيكون الجيش السوري وحزب الله وهي جبهة أطول». ونصح أن «يتمّ وضع النكد والكيد السياسي بعيداً عن المعركة، كي تكون الجبهة واحدة»، مؤكداً أن «توقيت الجبهة هو بيد الجيش اللبناني، لأننا في الجهة الثانية جاهزون لها».

رأى بعض المعنيين أنّ السيد نصر الله حدّد خريطة طريق لمعركة جرود القاع ورأس بعلبك، وحدّد أفقها الزمني، بمعنى أنّ حزب الله لن ينتظر طويلاً ليبادر بعد سقوط مبرّرات التأخير.

في موازاة ذلك، أكدت مصادر بارزة لـ «البناء» أنّ السيد نصرالله رسم في خطابه إحداثيات المعركة مع داعش من خلال تموضع الحزب والجيش السوري من جهة الحدود السورية، والجيش اللبناني من جهة الحدود اللبنانية. فكلام السيد عن التمركز في الجانب السوري أراح الجيش وحفّزه. وبالتالي، فإنّ معركة جرود رأس بعلبك والقاع باتت قاب أيام قليلة، تقول المصادر. فالقرار السياسي اتخذ. وعبّر عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في خطاب عيد الجيش الذي صادف بعد تحرير جرود عرسال، متوجّهاً إلى الضباط العسكريين بالقول «لتحرير ما تبقى من أرض مستباحة والكشف عن مصير العسكريين المخطوفين».

وبينما يتقدّم الجيش عسكرياً، أفادت مصادر عسكرية «البناء» أنّ اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اليوم برئاسة الرئيس عون، يهدف إلى البحث في التطورات الأمنية في السلسلة الشرقية، لاتخاذ القرارات اللازمة للنجاح في المعركة ضدّ داعش، والحرص على أقلّ خسائر ممكنة، مع اقتراب الساعة الصفر.

تُضاف إلى ما سبق المغادرة المرتقبة خلال أيام قليلة لنحو 3000 نازح بينهم 350 مسلحاً من سرايا أهل الشام من مخيمات عرسال باتجاه منطقة الرحيبة وباتجاه القلمون الغربي ضمن اتفاقيات المصالحة التي تقوم بها الدولة السورية.

وتتحدّث المعلومات عن غزارة الحركة اللوجستية من الأميركيين باتجاه الجيش، لا سيما على مستوى الذخيرة وحركية التنسيق العسكري اليومي، من خلال تزويد الأميركيين الجيش بالمعلومات الاستخبارية، وصولاً إلى غرفة عمليات مشتركة في اليرزة بالتوازي مع الحضور الأميركي اللوجستي في رياق.

قرار المعركة حُسم، غير قابل للبحث، تؤكد المصادر العسكرية نفسها. الجيش أعدّ العدة. استقدم ألوية وآليات ثقيلة. بدأ التمهيد الناري باستهداف ممنهج لتحركات داعش. فالجيش أصبح على تماس معه في الجانب الشمالي الغربي والجنوبي الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى