دمشق: عبور الفرات والتوجّه نحو البوكمال لا رجعة عنهما… ولا خطوط حمر ضغط بري لتقديم موعد الانتخابات يبعد شبح تأجيلها… تُعتمد البطاقة إذا جهزت

كتب المحرّر السياسي

تتسارع الخطوات التي ستعتمدها الدول المحيطة بكردستان العراق، والتي سيصير العراق واحداً منها بعد الاستفتاء، رغم إصرار حكومة إقليم كردستان أنّ الاستفتاء على الانفصال شيء والانفصال شيء آخر، وفيما تتداول بغداد حزمة إجراءات ستتخذها بوجه أربيل في حال إجراء الاستفتاء، أعلنت إيران على لسان رئيس مجلس أمنها القومي الجنرال علي شامخاني أنّ إقفال الحدود وإلغاء كلّ الاتفاقات الموقعة مع الإقليم سيكونان أولى خطوتين رداً على الاستفتاء الذي يهدّد استقرار المنطقة، بينما تتالت التصريحات التركية من رئيسَيْ الجمهورية رجب أردوغان وبن علي يلدريم للتحذير من اضطرار تركيا للتعامل ما بعد الاستفتاء مع كردستان بطريقة مختلفة، ستكون العقوبات الاقتصادية، وخصوصاً ما يتصل بتصدير النفط والتبادل التجاري والعلاقات المصرفية من بين بنودها، ويعقد مجلس الأمن القومي التركي جلسة طارئة يوم الجمعة المقبل كانت مقرّرة بعد موعد الاستفتاء بيومين، فيما المواقف الصادرة من أربيل لا توحي بأنّ ثمة تعديلاً جدياً على مواقفها، رغم المبادرة التي أطلقها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، لحوار المكوّنات السياسية بحثاً عن تسوية.

العنوان الكردي كردّ على انتصارات محور المقاومة يبدو عنوان التحريك الدولي والإقليمي لما يسمّى بالأوراق النائمة في المنطقة، من العراق إلى سورية، حيث بالتزامن مع انتصارات الجيش السوري وحلفائه ـ ظهرت الجماعات الكردية المسلحة، المدعومة أميركياً لتعلن توسيع انتشارها بداعي قتال داعش لسدّ طرق التقدّم على الضفة الشرقية لنهر الفرات أمام الجيش السوري والحلفاء، بينما نقلت مصادر مطلعة عن القيادة السورية عزمها على مواصلة التقدّم على الضفة الشرقية للفرات، ونحو مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، غير آبهة بما يصدر من تحذيرات من هنا وهناك، وأنها ستتصدّى لكلّ من يحاول أن يعترض طريق تقدّمها، مهما كانت التبعات، فلا مساومة على حق الجيش السوري السيادي في الانتشار في كلّ بقعة من بقاع الجغرافيا السورية، وأنّ التصدي لمشاريع التقسيم يشكل هدفاً وطنياً سامياً يحرص الجيش والحلفاء على وضعه بالتوازي مع هدف محاربة الإرهاب، ولن يتمّ التسامح مع كلّ من يريد الاختباء وراء شعار محاربة الإرهاب لبناء أرضية لمشاريع التقسيم.

في لبنان عادت الانتخابات النيابية إلى الواجهة مع السجال الذي شهدته الكواليس والمنابر حول اعتماد البطاقة الممغنطة، وإصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على معادلتين، الأولى إذا اعتمدت البطاقة الممغنطة التي كانت سبب القبول بتأجيل موعد الانتخابات فلن يقبل ربط موعد الانتخابات بجهوزيتها كي لا يكون ذلك عذراً لتمديد ثانٍ، من غير الوارد تمريره مهما كان الثمن، وإن جهزت قبل موعد الانتخابات فلا يمكن اعتمادها دون ربط ذلك بالتسجيل المسبق للناخبين عن خيارهم لمكان الاقتراع المعتمد من قبلهم منعاً للتزوير بقيام المقترع بالانتخاب مرتين، أما المعادلة الثانية فهي أنّ عدم السير سريعاً بالبطاقة الانتخابية بما يتيح وضعها في الخدمة قبل موعد الانتخابات فيجب السير سريعاً بتقديم موعد الانتخابات، لأنّ عذر التأجيل المرتبط بالبطاقة يكون قد سقط، ووفقاً لمصادر معنية سرّع ضغط بري بحسم مجلس الوزراء لقرار السير ببطاقة هوية ممغنطة تعتمد في الانتخابات النيابية، من دون إقرار آلية استخدامها ولا موعد الانتخابات التي ستعتمد فيها، بينما أقرّ آلية التسجيل المسبق لمكان الاقتراع بالنسبة للمغتربين، ما يعني بقاء الباب مفتوحاً لعدم اعتماد البطاقة الممغنطة، في الانتخابات المقبلة من دون ربط موعد الانتخابات بجهوزها، من جهة، ومن دون البت بآلية استخدامها وشرط التسجيل المسبق من جهة ثانية، بينما قالت المصادر إنّ الرئيس بري أبلغ المعنيين أنه لن يشارك بانتخابات مفتوحة على التزوير ما لم يعتمد التسجيل المسبق، فهو لن يترشح شخصياً ولن يرشح أحداً من حركة أمل وكتلة التنمية والتحرير، ما يعني برأي المصادر أنّ إنجاز البطاقة لا يعني استخدامها حكماً في الانتخابات، في غير بلاد الاغتراب، حيث التسجيل المسبق قد حُسم وثبّت في الآلية الرسمية المعتمدة.

السفير الفرنسي: معلوماتنا موثوقة وتداركنا الخطر

طغى الهاجس الأمني على المشهد الداخلي في عطلة نهاية الأسبوع بعد موجة الهلع التي انتشرت لدى المواطنين عقب البيانات المتتالية التي صدرت عن بعض سفارات الدول الغربية في لبنان التي حذّرت فيها رعاياها من عمل إرهابي يستهدف عدداً من المناطق والمرافق الحيوية، بينما عقد مجلس الوزراء جلسة مساء أمس، أقرّ البطاقة البيومترية والتصويت الإلكتروني للمغتربين وبنود جدول أعمال الجلسة الماضية، بينما تتّجه الأنظار الى كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي غادر أمس، والوفد المرافق الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين يشهد الأسبوع الطالع جلسة للمجلس الدستوري لبتّ الطعن بقانون الضرائب وجلستين تشريعيتين للمجلس النيابي يومي الثلاثاء والأربعاء.

وبعد ردّ وزارتي الداخلية والخارجية على التحذيرات الدبلوماسية، أوضح السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه أن «الظروف الأمنية دائمة ومستمرة، ويجب الحفاظ على اليقظة والانتباه، ولكنّها يجب ألا تمنعنا من أن نعيش حياتنا، حالياً يتم تدارك الخطر، والقوى الأمنية في لبنان تقوم بعملها بشكل جيد جداً ونحن نتعاون معها عندما تكون هناك أحداث وتطورات ومستجدات». وقال: «نحن قاطعنا هذه المعلومات مع السلطات اللبنانية وكانت موثوقة وقد رأيتم أنه تمت توقيفات وأن هناك شيئاً ما. نحن نثق بقدرات القوى الأمنية اللبنانية ويقظتها وقدرتها على إحباط كل ما يمكن ان يحاك لهذا البلد، ولكن من الطبيعي ان نأخذ في الاعتبار ما يحصل».

قائد الجيش: سنواصل الحرب على الإرهاب

وفي سياق ذلك، أشار قائد الجيش العماد جوزيف عون، خلال حفل تكريم الوحدات العسكرية التي شاركت في عملية «فجر الجرود»، أن «الدولة أصبحت أكثر مناعة في مواجهة التحديات الإقليمية والداخلية وأكثر قدرة على دفع ورشة النهوض الاقتصادي والإنمائي في البلاد».

وطمأن قائد الجيش «الداخل والخارج» إلى أن الجيش ليس نائماً على أمجاد انتصاره ولا غافلاً عن التهديد الإرهابي، وقال: «لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل، فلا يجب أن تحرفنا نشوة النصر عن مواصلة الحرب الاستباقية ضد الإرهاب بخلاياه النائمة وذئابه المنفردة، وعن متابعة مسيرة الأمن والاستقرار في الداخل وملاحقة كل مَن تطاول على أمن لبنان والجيش. وإذ أشار إلى أن «لن يبقى في داخل البلاد أي مكان آمن لمثيري الشغب ولمطلقي النار من السلاح المتفلّت»، جدّد التزام الجيش الكامل بمندرجات القرار 1701.

وشدّد الجيش إجراءاته الأمنية عند مداخل مخيم عين الحلوة، حيث يتوارى رأس خلية «داعش» التي أوقفت الاستخبارات أمس أفرادها الـ19 وكانت تُعدّ لعمل تخريبي، المصري فادي إبراهيم أحمد علي أحمد الملقب بـ «أبي خطاب»، بينما تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والقيادة الأمنية الفلسطينية لتسليم «أبي خطاب» المتواجد في المخيم.

قهوجي من السراي: فليكشفوا الأسرار!

وفي غضون ذلك، برز موقف لافت لقائد الجيش السابق العماد جان قهوجي من السراي الحكومي بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري، واكتفى قهوجي بالقول رداً على سؤال حول موضوع التحقيقات الجارية في أحداث عرسال: «هناك تحقيقات، فليذهبوا إلى التحقيقات. الدولة لها أسرارها، كما أي دولة في العالم، لكنها تعلن عادة بعد زمن طويل. كيف نحافظ على الدولة؟ إذا كانوا يريدون كشف الأسرار الآن، فليكشفوها».

وتحدثت قناة «المنار» عن أسماء أخرى متورّطة بملف أحداث عرسال عام 2014 قيد الملاحقة، وبعضها غادر عرسال هرباً، وذكرت معلومات أن «أهالي العسكريين الشهداء قرّروا، إثر اجتماع عقدوه في دورس، أن يرفعوا دعوى قضائية ضد المتورطين باستشهاد أبنائهم».

زاسبيكين: سورية أحبطت مخططات الأعداء

وأكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين على أهمية التفاهم بين روسيا ولبنان حول الالتزام بأمرين أساسيين: الأول حوار الحضارات كهدف دائم لتثبيت العدالة والأخلاق والقيم التقليدية الضرورية لضمان وجود البشرية، والثاني احترام الشرعية الدولية المسجلة في ميثاق الأمم المتحدة وعلى رأسها حق تقرير المصير واحترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدول، ونرفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية والهيمنة وفقدان التوازنات على الصعيد الدولي».

وخلال اليوم الثقافي الخامس، تحت عنوان « روسيا في قلب لبنان» الذي نظمته اللجنة الثقافية في اللقاء الارثوذكسي في فندق سنترال ضهور الشوير ، اشار زاسبيكين الى أن «سورية صمدت وأفشلت مخططات الأعداء ووقفت روسيا بجانب الجيش السوري وحلفائه وتمّ الهجوم على الإرهابيين من جهات عديدة».

وأشاد «بتحرير الأراضي اللبنانية من مجموعات النصرة وداعش»، مؤكداً «أن المعركة ضد الإرهاب في المنطقة ستستمر حتى القضاء عليه نهائياً»، لافتاً الى أن «روسيا تستعد لتتعاون مع جميع الأطراف المعنيين في هذا المجال على أساس اقتراح معروف للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب».

عون غادر إلى نيويورك

وغادر الرئيس عون والوفد المرافق وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول ووزير الخارجية جبران باسيل الذي ينضمّ إليه الاثنين وسفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام أمس، الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يلقي كلمة لبنان الخميس المقبل ويلتقي بعدها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

الحكومة أقرّت البيومترية وتصويت المغتربين

على صعيد آخر، وافق مجلس الوزراء على تطوير بطاقة الهوية الحالية إلى بطاقة بيومترية تعتمد في العملية الانتخابية، كما أقرّ المجلس في جلسته التي عقدها في السراي الحكومي مساء أمس، برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري جدول أعماله المؤلف من 38 بنداً، واستمرّت الجلسة لغاية الساعة التاسعة والنصف مساء. واستحوذ الملف الانتخابي على الجزء الأكبر من النقاشات. وعلمت «البناء» أن «وزير الداخلية نهاد المشنوق اصطحب معه المدير العام للأحوال الشخصية العميد الياس الخوري إلى الجلسة وقدّم شرحاً للبطاقة البيومترية وآلية اقتراع الناخبين في أماكن سكنهم.

كما عرض المجلس اعتماد مجمّعات مناطقية كبرى «ميغا سنتر» مخصصة لاقتراع المواطنين خارج مناطقهم في مكان إقامتهم، لكنه لم يُقرّ بسبب الخلافات حول الآلية المعتمدة لذلك، وأكد المشنوق لـ «البناء» على إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد في الربيع المقبل، نافياً وجود أي عائق أو سبب لتأجيلها، كما نفى المشنوق تقديم موعدها الى الشتاء، وأكد على إشراك المغتربين في العملية الانتخابية.

ووافق المجلس على اقتراح وزير الخارجية جبران باسيل على آلية تسجيل المغتربين للمشاركة في العملية الانتخابية الكترونياً. وأكد باسيل من أتلانتا، «أننا مدعوون للتصويت بالانتخابات والاثنين سيصدر تعميم عن السفارات بآلية التسجيل إلكترونياً»، وأشار الى أن «استرجاع الجنسية واجب».

وفي موقف لافت قال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط: «لقد أقرّ مجلس الوزراء البطاقة المغناطيسية عفواً الممغنطة، والآتي أعظم كل شيء مدروس لمغنطة الإفلاس».

وقرّر المجلس أيضاً تخصيص جلسة لبحث الوضع التربوي في لبنان على أن يعلن الرئيس الحريري عن موعد هذه الجلسة». وعرض وزير التربية مروان حمادة خلال الجلسة لـ «شؤون وشجون وزارة التربية والمشاكل القائمة، ولا سيما مثلث: المدارس، لجان الأهل والمعلمين، وتحدّث عن القانون النافذ وفي الوقت نفسه هناك القانون 515 الذي ينظم موازنات المدارس».

وعن موضوع الزيادات على الأقساط رد حمادة على أسئلة الصحافيين أنّه «لا بد من تطبيق القانون 515 الذي يفرض على المدارس تقديم موازنات موقعة من لجان الأهل إلى وزارة التربية. وعلى ضوء ذلك يظهر إن كان هناك أي تبرير للزيادة، خاصة أن المدارس الخاصة زادت أقساطها منذ خمس سنوات، وحتى الآن بمعدل 34 في المئة، ولكن هذه النسبة تتفاوت بين مدرسة وأخرى».

سجال رياشي – الخطيب

وإذ غابت الملفات السياسية الساخنة، شهدت الجلسة سجالاً بين وزيري الإعلام ملحم رياشي والبيئة طارق الخطيب حول ملفّ الكسارات، حيث سجّل وزراء القوات اعتراضاً على خطة وزارة البيئة في ما خصّ تراخيص الكسارات، نظراً لضررها على البيئة، حيث طالب رياشي بوضع ضوابط مشددة واقتصار التمديد للكسارات لستة أشهر مع تسوية أوضاعها وليس لسنتين، وإلا على الطبيعة السلام».

وتدخل الرئيس الحريري وطلب إحالة الملف الى مجلس شورى الدولة، بينما طلب المشنوق الاستماع الى رأي وزارة الداخلية، ولم يقر موضوع التمديد لعمل الكسارات غير الشرعية.

كما وافق المجلس على طلب وزارة الثقافة تأمين الاعتمادات اللازمة لتأهيل طريق وادي قاديشا وعلى طلب وضع «خان العسكر» الأثري في طرابلس بتصرفها ونقل الاعتماد اللازم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى