منعاً لاستفتاء الاستقلال.. مدريد فرضت «حالة الطوارئ»

اتهم رئيس كاتالونيا كارليس بيغديمونت الحكومة الإسبانية أمس، بـ «فرض حالة طوارئ» في هذا الإقليم الواقع شمال شرق أسبانيا بعدما اتخذت سلسلة إجراءات بينها تجميد أمواله وتوقيف 13 من كبار مسؤوليه لمنع إجراء استفتاء مرتقب حول الاستقلال الأسبوع المقبل.

وقال بيغديمونت «إن الحكومة الإسبانية علقت بحكم الأمر الواقع الحكم الذاتي في كاتالونيا، وطبقت بحكم الأمر الواقع حالة طوارئ»، وذلك بعد هذه التوقيفات، متهماً حكومة ماريانو راخوي بأنها «استبدادية» وبانتهاك «الحقوق الأساسية».

بدوره، أكد الحرس الوطني الإسباني أمس، أنه أوقف 13 من كبار مسؤولي الحكومة الانفصالية في كاتالونيا.

وقالت ناطقة باسمه «تم توقيف 13 مسؤولاً كبيراً في حكومة كاتالونيا والقيام بـ22 مداهمة». فيما تتكثف عمليات الشرطة لمنع تنظيم الاستفتاء.

من جهته، قال ناطق باسم حكومة كاتالونيا «إنّ التوقيفات على صلة بالمواقع الالكترونية المرتبطة بالاستفتاء».

فيما نزل آلاف من سكان كاتالونيا إلى الشارع أمس، احتجاجاً على تلك التوقيفات. إلا أنّ رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي دعا إلى «الهدوء».

كما شدّد راخوي على ضرورة «العودة إلى الوضع الطبيعي والتعقل، لأنّ هذا الاستفتاء لا يمكن أن يحصل»، متهماً قادة كاتالونيا الانفصاليين بـ «خرق القانون ومخالفة الدستور الإسباني». وقال في هذا الصّدد «علينا جميعاً واجب احترام القانون».

وتزايد التوتر في كاتالونيا مع مضي قادة الإقليم في التحضيرات للاستفتاء حول الاستقلال، رغم أن مدريد حظرته واعتبره القضاء غير دستوري.

واتخذت مدريد خطوات عدة أخرى لمنع إجراء الاستفتاء بينها التهديد بـ «اعتقال رؤساء بلديات الإقليم الذين يسهلون التحضيرات للاستفتاء». لكن الانفصاليين الذين اعتمدوا في 6 أيلول قانوناً ينظم الاستفتاء تجاهلوا هذا التحذير.

وأقرّت حكومة كاتالونيا بـ «اعتقال نائب رئيس الإقليم أرويل خونكيراس وجوزيف ماريا جوفي الأمين العام لنائب الرئيس».

ولم تعرف دوافع التوقيفات وما إذا كان سيتبعها قرار بالحجز الاحتياطي.

وكتب جوردي سانشيز رئيس إحدى أبرز الحركات الاستقلالية المنبثقة من المجتمع المدني «الجمعية الوطنية الكاتالونية» في تغريدة «فلنقاوم سلمياً، ولنخرج للدفاع عن مؤسساتنا بشكل غير عنيف».

وأضاف «لقد ارتكبوا خطأ جسيماً نحن نريد التصويت، وهم أعلنوا الحرب».

كما أدان نادي برشلونة لكرة القدم الذي يجسد الهوية الكاتالونية، أي عمل يعيق «حق القرار»، وذلك على خلفية حملة التوقيفات في الإقليم.

من جانب آخر، أفاد مصدر مقرب من التحقيق «أن الحرس المدني صادر أمس، في كاتالونيا ملايين بطاقات الاقتراع التي كان يفترض أن تستخدم في الاستفتاء».

وقال المصدر «إنهم يعدونها، يمكن أن يصل عددها إلى تسعة ملايين بطاقة»، موضحاً أن عملية المصادرة تمت في بلدة بيغيس التي تبعد 45 كلم شمال برشلونة.

ويشكل الانفصاليون غالبية في برلمان كاتالونيا منذ أيلول 2015. لكن سكان الإقليم منقسمون حول مسألة الاستقلال، بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 70 في المئة يرغبون في التمكّن من التعبير عن رأيهم في الاستفتاء.

وإقليم كاتالونيا الواقع في شمال شرق أسبانيا، والذي توازي مساحته مساحة بلجيكا، يعتبر إحدى المناطق الأكثر استراتيجية لإسبانيا، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. ويعد الإقليم 7.5 ملايين نسمة ويمثل 20 في المئة من إجمالي الناتج الإسباني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى