«المعارضة المسلّحة» ستسلّم معبر «نصيب» مقابل الإفراج عن 100 سجين

بحث وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في نيويورك، العلاقات الثنائيّة بين البلدين في ظلّ الأزمة السورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «ناقشنا اليوم مع ريكس تيلرسون، اتصالاتنا حول سورية. تتواصل الاتصالات بين العسكريّين من أجل منع نشوب أيّة نزاعات تُعرقل تنفيذ خطط تحرير الرقة واسترجاع دير الزور. من ناحية أخرى، يتّفق العسكريّون على ضرورة مواصلة تنفيذ الخطوات المطلوبة لضمان عدم التأثير على أهداف الحرب ضدّ الإرهاب».

وأشار لافروف إلى أنّ تواجد القوّات الأميركيّة في سورية لم يجرِ بناءً على طلب من الحكومة السوريّة، «مع اعتراف الجميع بواقع وجود التحالف الأميركي في سورية، إلّا أنّه لا يزال ضيفاً غير مدعوّ إلى هناك».

وأضاف لافروف، أنّ الجانب الأميركي أكّد أنّه يعتبر «جبهة النصرة» منظّمة إرهابيّة، وتنتظر روسيا من التحالف اتّخاذ الإجراءات اللازمة في سورية بهذا الخصوص، «ذكّرنا زملائنا الأميركيّين أنّ «جبهة النصرة» هي منظّمة إرهابية، وبالتالي يجب تدميرها.. ريكس تيلرسون اعترف بحقيقة هذا الأمر، نأمل أن يُترجم هذا الاعتراف على أرض الواقع».

ميدانيّاً، أكّدت هيئة الأركان الروسيّة أنّ هجوم المسلّحين على منطقة وقف التصعيد المعلنة في إدلب شمال غربي سورية، جاء بتحريض من الاستخبارات الأميركيّة لتعطيل تقدّم الجيش السوري شرق دير الزور.

وأوردت الأركان الروسية في بيان عنها بهذا الصدد، أنّ «هجوم المسلّحين جاء بمبادرة من الاستخبارات الأميركيّة لوقف الجيش السوريّ المستمرّ في تقدّمه الناجح شرق دير الزور».

وأردفت: «بين أهم أهداف المسلّحين من وراء الهجوم، طرد الشرطة العسكريّة الروسيّة من النقطة التي تشغلها للرقابة على ثبات وقف التصعيد هناك».

وكان الجيش السوريّ وحلفاؤه في محور المقاومة صدّوا هجوماً لـ»جبهة النصرة» على محور معان وقرى الطليسيّة والشعثة وخفسين في ريف حماة الشمالي الشرقي.

وحرّر الجيش السوريّ وحلفاؤه المزيد من المناطق شرق دير الزور، وسيطروا على نحو أكثر من 60 في المئة على ضفة نهر الفرات اليسرى بعد عبورهم الفرع الأول للنهر وتحرير حويجة صكر، أكبر معاقل «داعش» في المنطقة.

وكانت «جبهة النصرة» والحزب التركستاني وجيش العزّة، قد أعلنوا عن عمليّة على مواقع للجيش السوري تحت مسمّى «يا عباد الله اثبتوا» في ريف حماة الشمالي الشرقي.

من جهته، أفاد الإعلام الحربي بعبور الجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة إلى الضفة الشرقيّة للفرات من جهة المريعية في ريف دير الزور. وأضاف الإعلام الحربيّ، أنّه جرى تحرير قرية مرّاط وأجزاء من بلدة خشام في ريف دير الزور الشرقي.

ويأتي هذا التقدّم بعد تحرير حويجة صكر، أكبر معاقل «داعش» في مدينة دير الزور، ومناطق أخرى غرب المدينة.

«المرصد السوريّ المعارض» من جهته، قال أمس إنّ «قوّات سورية الديمقراطية» أصبحت تسيطر على 90 في المئة من مساحة الرقّة شمال سورية، وتواصل القتال ضدّ «داعش» الذي يتحصّن في المساحة المتبقّية من المدينة، وتشير هذه القوّات قسد إلى أنّ حملة الرقة أصبحت في مراحلها الأخيرة.

وفي سياقٍ آخر، كشف مصدر عسكريّ لوكالة «سبوتنيك» الروسيّة، أنّ الولايات المتحدة الأميركيّة بصدد الاستعداد لإغلاق قاعدتها العسكريّة الموجودة في مدينة التنف السوريّة.

وحسب المصدر، فإنّ القيادة العسكريّة الأميركيّة لم تحدّد التاريخ الفعليّ لمغادرة القوّات الأميركيّة في سورية.

وحول استعداد الولايات المتحدة الأميركية تسليم القاعدة العسكرية في مدينة التنف السورية لإحدى القوى السورية، قال المصدر نفسه «إنّهم يستعدّون لذلك، لكن متى ولِمَن.. هذا غير معلوم بعد».

يُذكر أنّ القوّات الأميركيّة قد استحدثت منذ فترة قاعدة عسكرية في مدينة التنف السورية، وتستخدمها لتدريب المجموعات المسلّحة المعارضة.

هذا، وكشفت مصادر بأنّ جماعات مسلّحة سوريّة وافقت على تسليم معبر»نصيب» على الحدود السوريّة الأردنيّة للجيش السوريّ، مقابل الإفراج عن 100 من المعتقلين في السجون السوريّة.

ونُقل عن مصدر مطّلع في دمشق أول أمس، «بعد إنشاء مناطق تخفيض التوتّر في جنوب البلاد واستقرار الوضع، كثّفت الحكومة السوريّة ومركز المصالحة الروسي المباحثات مع المجموعات المسلّحة لفتح الطريق من خربة الغزال إلى معبر نصيب، وإعادة سيطرة الحكومة على المعبر الحدوديّ».

وتابع المصدر، أنّ مركز المصالحة الروسيّ يقوم بمهمّة جمع ممثّلين عن دمشق والمعارضة المسلّحة، للتوصّل إلى توافق في الآراء والاتّفاق حول المعبر.

وأوضح المصدر، أنّ السلطات الأردنيّة مارست ضغطاً على المسلّحين، وسط اهتمام الجانب الأردني بعودة التجارة بين البلدين، إذ بلغت خسارة عمّان بسبب سيطرة المسلّحين على الطريق التجاري أكثر من 800 مليون دولار سنوياً.

وقد بدأ الحديث يدور حول فتح هذا المعبر الحدودي الحيوي، في أعقاب اتفاق الهدنة في جنوب سورية، الذي أُبرم بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في شهر تموز الماضي في العاصمة الأردنيّة عمّان، ونصّ على إقامة منطقة «تخفيف توتّر» في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء السوريّة.

ويعود فتح هذا المعبر بالفائدة على الجانبَيْن السوريّ والأردنيّ من خلال رفد خزينة البلدَين، فضلاً عن أنّ ذلك سيؤدّي إلى عودة حركة البضائع بين لبنان والأردن من جهة، وبين لبنان ودول الخليج والعراق من جهةٍ أخرى، كون المعبر هو المنفذ البرّي الوحيد الذي يربط لبنان بدول المشرق العربيّ.

أمّا معبر «نصيب جابر»، فهو أحد المعبرَيْن الحدوديّين بين الأردن وسورية، ويقع بين بلدة نصيب السوريّة في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنيّة في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاماً على الحدود السوريّة، حيث تنتقل عبره البضائع بين سورية والأردن ودول الخليج.

وكان يعبر الطريق قبل الحرب بين سورية والأردن كلّ يوم حوالى 6300 شاحنة في كلا الاتجاهين، فيما بلغت الخسائر المقدّرة للاقتصاد السوري أكثر من 30 مليون دولار سنويّاً منذ العام 2015.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى