موسكو توجّه أصابع الاتهام لـ«هواة» بإعداد تقرير استخدام الكيميائي في سورية

أكّدت الممثّلية الروسيّة لدى الأمم المتحدة أنَّ تقرير لجنة التحقيق الدولية حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية «واهٍ، ومبنيّ على التكهّنات ومهارة معدّيه في اجتزاء الوقائع».

وجاء في بيان صادر الأربعاء عن الممثّلية، أنّه «إذا ما تمّ الوقوف على هذا التقرير بحذافيره تعذّر الأخذ بجدّيته، فهو على ما يبدو قد أعدّته مجموعة من الهواة».

وأشار البيان إلى أنَّ الخبراء الروس شكّكوا في مصداقيّة الأدلّة التي تُبرئ التنظيمات المسلّحة من تهمة استخدام السلاح الكيميائي في بلدة أم حوش في ريف حلب الشمالي وتُلقيها على تنظيم «داعش» وحده، بحجة أنَّ هذه التنظيمات التي كانت في المنطقة لم تتورّط أبداً في استخدام غاز الخردل، ولم يسبق وأُدينت بذلك خلافاً لداعش».

وبحسب البيان، فإنّ حادث خان شيخون، الذي وقع في 4 نيسان الماضي في ريف إدلب، «لا يختلف عمّا قيل بشأن أم حوش، فقد استند تقرير لجنة التحقيق أيضاً إلى تأكيدات واهية قائمة على أدّلة ماديّة جمعتها المعارضة ومستندة إلى شهادات مؤسسات وخبراء مستقلّين وسريّين».

وكان مدير إدارة حظر الانتشار النووي بوزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف، قال في تشرين الأول الماضي، إنّ روسيا تميل إلى أنّ حادث الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون يحمل طابع التمثيل.

إلى ذلك، أعلن رئيس الوفد الإيراني في مفاوضات أستانة حول سورية، أنّ الدول الضامنة، وهي إيران وروسيا وتركيا، ستنشر كلّ منها 12 نقطة مراقبة في منطقة إدلب في إطار تنفيذ اتفاق خفض التوتر.

وقال مساعد وزير الخارجية ورئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري، في تصريح صحافي مساء الثلاثاء، في ختام اليوم الأول من محادثات «أستانة -7»: «لقد تمكنّا من حلّ بعض القضايا الخلافية المتعلّقة بتنفيذ الاتفاق حول مناطق خفض التوتر، خاصة في منطقة إدلب».

وأضاف أنّه خلال الجلسات قدّم الوفد السوري تقارير حول حالات انتهاك اتفاق خفض التوتر من جانب تركيا، إلّا أنّ الوفد التركي نفي ذلك وأعلن أنّه لم يدخل إدلب وتواجد في شريطه الأمني فقط، وطرح كذلك تبريرات أمنيّة لبعض خطواته في هذه المنطقة.

وأوضح أنصاري، أنّ هذا النقاش لم يصل إلى نتيجة، وتقرّر الاستمرار في بحث هذا الموضوع في اللجنة الفنّية الثلاثية المشتركة.

وحول نتائج «أستانة – 7» قال المسؤول الإيراني إنّ البيان الختامي يتضمّن التأكيد على التصدّي للإرهاب المتمثّل في «داعش» و»جبهة النصرة» وسائر الجماعات الإرهابيّة المرتبطة بهما، كموقف مشترك للدول الثلاث، وكذلك التأكيد على ضرورة الحلّ السياسي للأزمة السورية.

مع ذلك، أشار أنصاري إلى أنّه تعثّر التوصّل إلى تفاهم نهائي حول وثيقتَي إزالة الألغام وتبادل المعتقلين، بسبب تباين آراء الأطراف السوريّة، لكنّ الجميع أكّد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق في سورية.

إلى ذلك، استمرّت ردود الفعل على مؤتمر الحوار الوطني الذي سيُعقد في «سوتشي» بروسيا، بين القوى والأحزاب والجماعات السوريّة التي تؤمن بالحوار لإنهاء الأزمة في سورية. وأمس، أعلن قدري جميل، رئيس منصّة موسكو وأمين حزب الإرادة الشعبيّة السوري، أنّه لم يتلقَّ بعد دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر.

وقال جميل في تصريح له: «لم نتلقَّ بعد دعوة رسميّة للمشاركة في هذا الملتقى، غير ما نشر في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية، حيث تضمّنت القائمة المنشورة اسم الحزب والجبهة. لذلك، من المبكر تحديد موقف نهائي منها، مع التأكيد على موقفنا المبدئي المعروف للقاصي والداني من أيّ حوار».

وأكّد جميل، دعم أيّة خطوة حوارية من شأنها أن تساهم في دفع العمليّة السياسية إلى الأمام، استناداً إلى القرار 2254، ومسار جنيف، بما فيها مسألة تشكيل الوفد الواحد للمعارضة. وأضاف جميل: «كنّا نفضّل عقد اللقاء على الأراضي السوريّة، وهو الأمر الذي تحول دونه عوائق لوجستيّة كما يبدو».

وكانت وزارة الخارجية الروسية، نشرت أمس قائمة بالمنظّمات والجماعات التي دُعيت للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوريّ المقرّر تنظيمه في الـ 18 من تشرين الثاني الحالي في سوتشي.

وفي السِّياق، قال محمد علوش، عضو ما يُسمّى بـ»الهيئة العليا للمفاوضات»، أمس، إنّ المعارضة سترفض المؤتمر، ووصفه بأنّه سيكون اجتماعاً «بين النظام والنظام»، بحسب تعبيره.

وأضاف علوش: «الهيئة العليا تفاجأت بذكر اسمهم في قائمة الدعوة، وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى يحدّد الموقف العام الرافض لهذا المؤتمر».

من جهته، قال ما يسمّى بـ»الائتلاف الوطني السوري» المعارض، إنّه يعارض مؤتمراً للجماعات السوريّة الذي ترعاه موسكو، ورأى فيه «محاولة للالتفاف على محادثات السلام في جنيف»، التي ترعاها الأمم المتحدة وتهدف إلى تحقيق الحل السياسي في سورية.

وقال أحمد رمضان، المتحدّث بِاسم الائتلاف، إنّ «الائتلاف لن يشارك في أيّ مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف أو من دون رعاية الأمم المتحدة».

وأضاف رمضان: «دعوة روسيا لعقد مؤتمر للسوريّين في سوتشي محاولة للالتفاف على جنيف والإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سورية، وفق قرارات مجلس الأمن وتحت رعاية الأمم المتحدة».

ميدانياً، يواصل الجيش السوري تقدّمه في دير الزور، إذ تمكّن من استعادة عدد من المواقع هناك، ليتأهّب بذلك للتوجّه إلى أحياء الحميدية والشيخ ياسين وسط المدينة.

وفي هذا الوقت، أفادت وزارة الدفاع الروسيّة بأنّ ست قاذفات استراتيجية روسية من نوع «تو 22 ام3» وجّهت ضربات جوّية إلى مواقع الإرهابيّين قرب بلدة البوكمال في محافظة دير الزور السوريّة.

وجاء في بيان صادر عن الدفاع الروسية أمس، أنّ القاذفات الستّ أقلعت من أراضي روسيا ووصلت إلى سورية عبر أجواء إيران والعراق.

وأوضح البيان، أنّ الغارة الروسية استهدفت مراكز مسلّحين ومستودعات للأسلحة والذخيرة، مشيراً إلى أنّ الطائرات الحربية تمكّنت من تدمير كافّة المواقع المستهدفة.

وأضافت الوزارة الروسيّة في بيانها، أنّ مقاتلات من نوع «سو-30 اس ام» أقلعت من مطار «حميميم» حيث قامت بتأمين مهمة القاذفات الاستراتيجية الروسيّة، مشيرةً إلى أنّ كافّة الطائرات الحربيّة عادت إلى مطاراتها بعد تنفيذ المهمّة القتاليّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى