غصن: ارتفاع معدل البطالة هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار السائد في المنطقة العربية

على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر 27 لاتحاد عمال قبرص، زار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن مقرّ اتحاد عمال قبرص، في االعاصمة القبرصية نيقوسيا.

وركز الأمين العام خلال مشاوراته على هامش «المؤتمر» على التحديات التي تواجه العالم، ووحدة الحركة النقابية، ومواجهة النيوليبرالية، والوضع الاقتصادي، والتقديمات الاجتماعية في مختلف بلدان العالم بما فيها قبرص واليونان وتركيا وغيرها، وأيضاً آثار الإرهاب على الوضع الاقتصادي العالمي، محذراً من عدم التعاون والتكاتف الدولي لمواجهة الإرهاب من منابعه، مستشهداً بأحدث المعلومات الصادرة هذا الأسبوع، حسبما أظهر مؤشر الإرهاب العالمي لمعهد الاقتصاد والسلام البريطاني والذي نشر الأربعاء الماضي، حيث لقى 25673 شخصاً حتفهم العام الماضي في هجمات إرهابية على مستوى العالم، بتراجع قدره 13 ، مقارنة بعام 2015، و22 مقارنة بعام 2014.

وأكد على نقطة تحول في مكافحة التطرف في ضوء الهزائم العسكرية التي مُنِىَ بها تنظيم «داعش»، في سورية والعراق. وقال: أما بالنسبة لأوروبا وحدها فإنّ الأنباء غير جيدة، وأظهر المؤشر أنّ عدد ضحايا الإرهاب وصل العام الماضي إلى 826 قتيلًا، وهو عدد غير مسبوق منذ عام 2002. وبحسب المؤشر، فإنّ الجزء الأكبر من الأنشطة الإرهابية يحدث في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وتراجع عدد ضحايا الهجمات الإرهابية على نحو ملحوظ في أربعة من الدول الخمسة الأكثر تضرراً من الهجمات. وسجلت نيجيريا أكبر تراجع في عدد ضحايا هجمات تنظيم «بوكو حرام» بنسبة 80 ، وعزا الخبراء ذلك إلى المهمة العسكرية الدولية ضد التنظيم. كما تراجع عدد قتلى الهجمات الإرهابية في باكستان وسورية وأفغانستان، إلا أنه ارتفع في العراق بنسبة 40 ليصل إلى 9765 قتيلًا العام الماضي بسبب هجمات تنظيم «داعش»، على وجه الخصوص.

وأضاف غصن: مهما كانت الأرقام فإنّ خلفياتها تحمل تبعات خطيرة على الاقتصاد العالمي الذي يخسر 900 مليون دولار سنوياً بسبب الإرهاب حسب تقارير دولية حديثة، مشيراً إلى أنّ أخطر ظاهرة ناجمة عن عدم الاستقرار الاقتصادي هي البطالة. فالوضع خطيرٌ بخصوص هذه الظاهرة، لاسيما في جنوب آسيا والدول العربية وشمال أفريقيا حيث تتدنى معدلات مشاركة الشابات بمقدار 32.9 و 32.3 و 30.2 نقطة مئوية على التوالي عن معدلات مشاركة الشبان في عام 2016 حسب منظمة العمل الدولية التي توقعت زيادة عدد العاطلين الى 200 مليون عاطل نهاية هذا العام ،حيث تعود زيادة البطالة إلى تباطؤ النمو في الاقتصادات الناشئة، وتشير التقديرات إلى أنّ النمو الاقتصادي العالمي عام 2016 بلغ 3.2 في المئة، أي أدنى بمقدار 0.4 نقطة مئوية عما كان متوقعاً أواخر 2015.

ولفت إلى أنّ أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر في ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27 من سكان العالم، و في كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة في الأمراض المهنية، إضافة إلى أنّه هناك لا يزال 168 مليون طفلٍ يعمل في أسوأ أشكال عمالة الأطفال، و21 مليون ضحيةٍ من ضحايا العمل الجبري، كما أنّ نصف القوة العاملة في العالم يعمل في الاقتصاد غير المنظم، ويُعتبر استمرار ارتفاع معدل البطالة، والذي يقدَّر حاليًا بنحو 17 ، المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار السائد في المنطقة العربية.

وطالب غصن من المشاركين في المؤتمر بإدانة الاحتلال أو الإرهاب المتمثل بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة من فلسطين إلى الجولان السوري وتلال شبعا ومزارع كفرشوبا في جنوب لبنان، حيث انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال العرب وإهانتهم وإذلالهم على المعابر، فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال في أسوأ الأعمال وفي العمل الجبري والتي تشكّل من وجهة نظرنا مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى