ندوات وقراءات فنية وشعرية… وإيقاعات موسيقية طبعت اليوم الأخير

اختتم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب فعاليات دورته الواحدة والستين بمجموعة نشاطات متنوّعة ما بين الندوات وتوقيع كتب والأمسيات الشعرية والقراءات المترافقة مع الموسيقى والترانيم على العود.

وكانت فعاليات المعرض على مدى أسبوعين، قد تميّزت بنكهة خاصة تضامناً مع القدس وفلسطين، عُبّر عنها بندوات وقراءات شعرية، وتُوّجت ببيان وقّعه رئيس «النادي الثقافي العربي» فادي تميم ودور النشر الـ222 اللبنانية والعربية المشارِكة. كما زُيّن مدخل المعرض بعلم فلسطين.

كذلك، زارت المعرض مجموعة من الشخصيات السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفئات والأعمار، ما يعكس الدور الذي تلعبه هذه الظاهرة «الملتقى السنوي»، كمساحة حوار وتلاقي ونقاش، تكرّس فعلاً دور بيروت كعاصمة للثقافة العربية.

الرؤية الفنية في شعر سلمان زين الدين

نظّمت «دار نلسن» ندوة حول كتاب «الرؤية الفنية في شعر سلمان زين الدين» للدكتورة جنان بلوط، شارك فيها إضافة إلى بلوط، الدكتور علي زيتون، الدكتورة هالة أبو حمدان، الشاعر جورج شكور والناشر سليمان بختي.

وتناولت بلوط شعر زين الدين كونه يجمع ما بين الحداثة والكلاسيكية، ويعبّر عن تجربة شعرية خاصة مستمدّة من الحياة ، ورؤية شعرية جديدة بكل عناصرها.

وبحث المحاضرون في هذه المواكبة النقدية، مشيرين إلى أهمية النقد من خلال هذا الكتاب الذي يستعيد ضرورة وجود النقد في الإنتاجات الفنية والشعرية. فيما تحدّث الدكتور زيتون عن مفهوم النقد وعلاقته بالشعر، إضافة إلى المنهج النقدي البنيوي الأسلوبي السيمائي الذي اعتمدته بلوط لقراءة شعر زين الدين. في حين قدّم الشاعر شكور قصيدة من تأليفه. وبعد الندوة، أقيم حفل لتوقيع للكتاب.

درفتين ومدى

نظّمت «جمعية محترف الفنّ التشكيلي للثقافة والفنون» ندوة حول ديوان «درفتين ومدى» للمحامي الشاعر مارون ماحولي. وشارك في الندوة كل من الدكتور محمد توفيق أبو علي، والإعلامي الشاعر حبيب يونس، إلى جانب ماحولي. وقدّمت الندوة الإعلامية رولا زيدان.

وتحدّث المشاركون عن موهبة مارون شعراً، والصوَر الجديدة غير المسبوقة التي قدّمها من خلال ديوانه. كما لفتوا إلى خياله الواسع وثقافته التي تتجلّى في قصائده. وقدّم أبو علي قراءة في الديوان الذي يقود إلى طرح إشكالية العلاقة بين الشعر الفصيح والشعر العاميّ.

كمال جنبلاط البيئيّ

نظّمت «جمعية طبيعة بلا حدود» بالتعاون مع «دار نلسن للنشر» ندوة حول كتاب «كمال جنبلاط البيئيّ سابق لعصره» شارك فيها كل من أمين عام اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس، الدكتورة فيفي كلاب، خالد صعب، الدكتور سامي أبو المنى، الدكتور نزار دندش، ومؤلّف الكتاب الدكتور محمود الأحمدية. فيما قدّمت الندوة نهلة الريس حاطوم.

مقاربات ومشاهدات

نظّم «مركز دراسات الوحدة العربية» ندوة حول كتاب «الزمن مقارابات وشهادات»، شارك فيها الصحافي بيار أبي صعب، الدكتورة أنيسة الأمين، الدكتورة سوسن أبطح. وتحدث فيها المشاركون عن كيفية التعامل مع الزمن وتعاطي الثقافة العربية معها بالإشارة إلى أن الزمن هو إدارة الوقت والتخطيط واستشراف المستقبل. كما أن الزمن لم يدرس في الإعلام كما درس في الأدب والفلسفة. وأشار المتحدّثون إلى علاقة طلاب الإعلام بالإنترنت وتعاطيهم مع الوقت.

أمسية فنية

ونظّمت جمعية «حقّك تفرح» و«منتدى الفن العربي» أمسية شعرية وفنية في جناح «النادي الثقافي العربي». شارك فيها كل من أنغام حرب رئيسة الجمعية، الشاعرة والإعلامية نهلة صعب، الشاعر الصاعد مياس خداج، الدكتور في علم الفن والفلسفة جميل قاسم، الشاعر السوري نورس الصفدي، رئيس «منتدى حروف النور» زين حاطوم، الشاعر الغنائي بول أبي خليل، وقدّمها سامي نور. واستُهلّت الأمسية بكلمة لرئيسة الجمعية شكرت فيها «النادي الثقافي العربي» ورئيسه فادي تميم على تسهيله إقامة هذه الأمسية. وتخلّلت الأمسية قصائد وطنية لبنانية وفلسطينية وسهرة غنائية وزجلية.

شهادات تقدير

ومع إنهاء فعاليات المعرض، قدّم «النادي الثقافي العربي» شهادات تقدير للفنانين التشكيليّين الذين شاركوا في زاوية خاصة لعرض أعمالهم طوال أيام المعرض.

توقيع كتب

وفي اليوم الأخير، أقيمت حفلات عدّة لتوقيع مجموعة من الكتب. فقد وقّع الكاتب الياس العشّي كتابه «دردشات صباحية» في جناح «دار فكر للأبحاث والنشر». أما في جناح «دار رياض الريّس»، فقد وقّع الكاتب سامي مبيض كتابه «غرب كنيس دمشق». ووقّعت الكاتبة سناء شبّاني والرسّامة ظريفة حيدر كتابهما للأطفال «الكائن العجيب» في جناح «دار أصالة».

كما وقّع الوزير السابق الدكتور جورج قرم كتابه «الفكر والسياسة في العالم العربي» في جناح «دار الفارابي».

يمّين وأبو شقرا

تميّز نشاط معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الحالية التي أُسدلت الستارة عليها أمس، بتوافد الشخصيات إليه من مختلف الفئات السياسية والفنية والثقافية والاجتماعية، والتي تسجّل لهذه الظاهرة الثقافية الجامعة استمراريتها رغم كلّ الظروف التي مرّ بها لبنان كما المنطقة. منوّهةً بدور «النادي الثقافي العربي» المصرّ على تنظيم هذا الحدث السنويّ.

عضو المكتب السياسي في تيار «المردة» الإعلامية فيرا يمّين، أشادت بمعرض الكتاب السنوي في «بيال» الذي يبقى بقعة ضوء في هذا البلد المثقل بالأعباء والأوجاع والآلام في ظلّ ما نعانيه من جهل وتراجع وحالة من التقهقر. متمنّيةً ألّا يبقى معرضاً فقط لعرض الكتب، بل أن يتحوّل إلى طاقة فعلية ومصدراً فعلياً لكي نستعيد متعة القراءة ومتعة المعرفة في العالم العربي الذي يعاني من مئة مليون أمّي.

اللافت دائماً وفق يمّين هو النشاط الفعلي لتوقيع الكتب، إضافة إلى وجود أسماء شبه دائمة لإصدارات شبه سنوية. ووصفت هذا الأمر بالتحدّي الثقافي الفكري.

وفي السياق، قال الممثل بديع أبو شقرا إنّ استمرارية معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يقع على عاتق الجهات الرسمية، وذلك بتقديم دعمها الكامل لهذه المناسبة الثقافية كي لا يدخل عليها الجانب الدعائي.

وأشار أبو شقرا خلال جولته بين دور النشر في المعرض إلى أنّ معرض الكتاب بات يشكّل تقليداً ننتظره كلّ سنة، وهناك متعة في زيارته ومطالعة الكتب الجديدة. مضيفاً أنّ الكتاب لم يتخلّ عن بريقه، ولعلّ الأنشظة التي تقام في المعرض والتي يجب أن تكون مستحدثة وتواكب الناس هي الحافز أو المستقطب للجمهور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى