مون: تأثير القضية الكورية يشمل العالم بأسره.. ولا نريد مواجهة مع جارتنا الشمالية

أعلن رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه إن، «أنّ بلاده لا تريد مواجهة مع جارتها الشمالية»، وأكد أنه «إذا اتخذت الأخيرة خياراً صحيحاً، فإنّ بلاده والمجتمع الدولي سيضمنان لها مستقبلاً مشرقاً».

وقال الرئيس مون الذي يقوم بزيارة دولة إلى الصين، في خطاب ألقاه أمس، أمام طلاب جامعة بكين، «إنّ كوريا الجنوبية والصين تتفقان على عدم السماح باندلاع حرب جديدة في شبه الجزيرة، وضرورة حلّ القضية النووية الكورية الشمالية عبر الحوار بطريقة سلمية».

وذكر أنّ «قضية كوريا الشمالية النووية والصاروخية لا تؤثر على كوريا الجنوبية فقط، بل يمتدّ ضررها ليشمل العالم بأسره»، مشيراً إلى أنّ «كوريا الشمالية دولة مجاورة للصين، ولذلك فإنّ تصاعد حدة التوتر في المنطقة، الناجم عن تطويرها للأسلحة النووية، يشكل تهديداً كبيراً ضدّ السلام والتنمية في الصين».

وأضاف «أنّ كوريا الجنوبية والصين جدّدتا التأكيد على عدم التسامح مع برنامج كوريا الشمالية النووي بأيّ حال من الأحوال، وضرورة فرض العقوبات وممارسة ضغوط شديدة عليها لوقف استفزازاتها».

وأعرب عن أمله في أن «تمثل زيارته إلى الصين نقطة انطلاق جديدة للمزيد من تطوير العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين، وأن يتغلّب البلدان معاً على الأزمات التي تواجه شمال شرق آسيا، كما تغلبا معاً على الاستعمار والإمبريالية في السابق».

وأكد مون على أنّ «التبادلات بين بلاده والصين التي يمتدّ تاريخها لآلاف السنوات تدلّ على الصداقة والثقة العميقتين بين البلدين»، مضيفاً أنه «يعتبر التواصل والتفاهم نقطة البداية لإدارة شؤون الدولة، وذلك يُطبّق على العلاقات مع الدول الأخرى في العالم».

وأوضح أنه سيعمل على «تعزيز التواصل والتفاهم بين قيادتي البلدين والحكومتين فضلاً عن تعزيز التواصل الشعبي»، مؤكداً «ضرورة تعزيز التعاون في السياسة والأمن إلى جانب الاقتصاد».

في السياق نفسه، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، «أنه يودّ أن يحصل على مساعدة من قبل روسيا في حل قضية كوريا الشمالية».

وقال ترامب، في مؤتمر صحافي عقده أمس، رداً على سؤال حول مكالمته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي جرت مساء الخميس: «إننا نودّ الحصول على مساعدته في قضية كوريا الشمالية، والصين تساعد، وروسيا لا تقوم بذلك».

وأضاف ترامب: «إننا نرغب في أن نتمتع بمساعدة روسيا، وهذا أمر بالغ الأهمية».

وكان الرئيسان الروسي والأميركي أجريا، أول أمس، بطلب من الجانب الأميركي، مكالمة هاتفية، وكشف الكرملين أنّ الرئيسين اتفقا خلال المحادثة الهاتفية، على «تبادل المعلومات والمبادرات لتسوية الوضع حول كوريا الشمالية».

وذكر السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أمس، «أنّ الرئيسين بحثا العلاقات الثنائية والوضع في نقاط الأزمات خلال محادثاتهما الهاتفية، مع التركيز على حلّ مشكلة شبه الجزيرة الكورية».

وقال بيسكوف للصحافيين « لقد ناقشا مسألة إقامة حوار وبناء اتصالات مع الجانب الكوري الشمالي واتفقا على تبادل المعلومات والمبادرات الممكنة في هذا الصّدد».

ولم يحدّد بيسكوف المدى الزمني الذي استغرقته المحادثات الهاتفية بين الرئيسين، لكنه أشار إلى أنها «كانت طويلة ومفيدة نوعاً ما».

من جانبه أشار البيت الأبيض إلى أنّ الرئيسين «ناقشا العمل معاً لحل الوضع الخطر جداً في كوريا الشمالية».

فيما اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مجلس الأمن القومي الروسي، لمناقشة الوضع في كوريا الشمالية بعد مكالمته مع ترامب، بحسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، ديميتري بيسكوف.

وقال بيسكوف «إنه تمّ خلال الاجتماع مناقشة الوضع في شبه الجزيرة الكورية». كما ناقش الرئيس مع الأعضاء الدائمين «عدداً من القضايا الدولية والمحلية».

من جهته، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «أنّ الدفع بحلّ أزمة كوريا الشمالية بالقوة سيؤدي إلى كارثة».

وفي تصريحات له أمام مجلس الاتحاد الروسي، جدّد لافروف موقف موسكو الداعي إلى «حلّ قضية شبه الجزيرة الكورية بالطرق الدبلوماسية».

على صعيد آخر، بدأت القوات البحرية الصينية مناورات عسكرية ستستغرق 4 أيام. ونقلت وسائل الإعلام الصينية عن وكالة الأمن البحري الصيني أنّ «المناورات انطلقت أول أمس غربي ولاية لياونين. وتشارك فيها سفن من الأسطول الصيني الشمالي».

كما تجري في بحر الصين الشرقي المناورات المشتركة للسفن الأميركية واليابانية والكورية الجنوبية. وذلك وسط تصريحات بيونغ يانغ تحذّر من أن الخطوات الأميركية الأخيرة تدفع المنطقة نحو حرب نووية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى