توقيف العشرات من مثيري الشغب في إيران وتظاهرات حاشدة رفضاً للتدخّلات الخارجية الرئيس الأميركي: سيحصل المحتجّون في إيران على دعم عظيم من الولايات المتحدة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب «إنّ كل الأموال التي منحها سلفه باراك أوباما بحماقة لإيران ذهبت للإرهاب ولجيوب المسؤولين عنه».

كما أعرب ترامب عن تأييده للاحتجاجات في إيران، وكتب على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «إيران تفشل على جميع المستويات، على الرغم من الصفقة الهائلة التي أبرمتها إدارة أوباما معها»، مضيفاً أنه «حان وقت التغيير».

وفي تغريدة له نشرها على حسابه الرسمي في موقع «تويتر» أمس، «إنّ واشنطن تراقب الوضع في إيران بعد تحرّك الشعب ضدّ النظام الوحشي والفاسد».

كما أعلن الرئيس الأميركي، «أنّ المحتجين في إيران ضد حكومة البلاد سيحصلون على دعم عظيم من الولايات المتحدة في وقت مناسب!».

وقال ترامب، في تغريدة جديدة: «احترام كبير لشعب إيران الذي يسعى لإسقاط حكومته الفاسدة»!

وتتهم إدارة ترامب الحكومة الإيرانية بأنها «تمثل الداعم الأكبر للإرهاب عالمياً، وتزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التدخّل في شؤون الدول».

فيما ذكرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، الثلاثاء الماضي، «أنّ الولايات المتحدة تطلب عقد جلستين طارئتين لمجلس الأمن الدولي والمجلس الأممي لحقوق الإنسان حول الأحداث الجارية في إيران».

من جهته، أكد رئيس مجلس الأمن الدولي «أنّ إيران ليست على جدول أعمال المجلس»، مشيراً إلى أنّ «عقد الجلسة مرتبط بتوافق الأعضاء».

يذكر أن إيران تشهد منذ 7 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الأشخاص وبدأت من مدينة مشهد، التي تُعدّ مركزاً دينياً مهماً في البلاد، لتتوسّع لاحقاً إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى تنديداً بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتردّي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس الحالي، حسن روحاني.

وتتحدّث المعلومات الرسمية التي أعلنتها السلطات الإيرانية عبر التلفزيون عن مقتل أكثر من 20 مدنياً و4 رجال أمن خلال الاحتجاجات في مختلف مدن البلاد، إلا أنّ ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي يقولون «إنّ عدد القتلى يتجاوز الرقم المعلن».

وأكدت الحكومة أنّ «الشرطة اعتقلت مئات المحتجّين منذ اندلاع الاضطرابات، منهم 450 في العاصمة وأكثر من 50 في مشهد، متهمة مجموعات من المتظاهرين باللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات العامة»، فيما أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس، عن «هزيمة الفتنة».

ورفع المحتجون خلال المظاهرات شعارات ولافتات من ضمنها «الموت لروحاني» و»الموت للديكتاتور».

وشدّدت السلطات الإيرانية، بما في ذلك الرئيس روحاني، على «حق الشعب في التظاهر والانتقاد من دون الخروج عن إطار القانون»، داعية إلى «الهدوء والعمل المشترك مع الحكومة لحل المشاكل العالقة»، فيما حمّلت مع ذلك جهات أجنبية تصفها بـ «الأعداء» المسؤولية عن تصاعد التوتر في البلاد.

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، «أنّ الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي يدعمان الاحتجاجات في إيران»، داعياً إياهما إلى «تفادي التدخل في شؤون طهران».

وقال أوغلو خلال لقاء مع صحافيين في أنقرة «إنه يعارض أي تدخل خارجي في شؤون إيران الداخلية إزاء ما تشهده الآن من احتجاجات»، معرباً عن «أمله في أن الاستقرار والسلام سيعودان قريباً إليها».

وأكد وزير الخارجية التركي «أنّ الإدارة الحالية في إيران تمّ اختيارها عن طريق الانتخابات»، داعياً الدول إلى «الكفّ عن الكيل بمكيالين في انتقاداتها لطهران».

وقال أوغلو: «من الجلي تماماً مَن يحاول إثارة المتاعب في إيران.. إذا كانت هناك تغيّرات فينبغي أن تكون عبر انتخابات»، مضيفاً أنّ «تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني حول المظاهرات السلمية كان مهماً جداً».

وتعليقاً على مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره الإيراني قال مولود جاويش أوغلو «إنّ محمد جواد ظريف أبلغه أن المظاهرات في إيران تشبه مظاهرات جيزي بارك باسطنبول التي بدأت بشكل سلمي وتحوّلت سريعاً إلى اشتباكات واحتجاجات مناهضة للحكومة». واعترف ظريف بـ «سقوط ضحايا بين المتظاهرين والشرطة»، مؤكداً أنّ «الحكومة الإيرانية توخّت الحيطة والحذر في تعاملها مع المتظاهرين».

وسبق لرئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، أن «أيّد الاحتجاجات في إيران»، معتبراً أنّ «سقوط النظام الإيراني سيؤدي إلى صداقة بين الإيرانيين والإسرائيليين».

وكتب نتنياهو في حسابه الرسمي على موقع «فيسبوك»: «عندما سيسقط هذا النظام أخيراً، وهو سيسقط يوماً ما، سيكون الإيرانيون و»الإسرائيليون» أفضل أصدقاء مرة أخرى». كما تمنّى للشعب الإيراني «النّجاح في نيل حريته».

كما تواجه إيران اتهامات من قبل البيت الأبيض بـ «انتهاك روح» خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بتسوية الملف النووي الإيراني، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية «التزام الحكومة الإيرانية بهذا الاتفاق الدولي».

كلام الرئيس الأميركي جاء بالتزامن مع تجديد البيت الأبيض التلويح بملف العقوبات على إيران، حيث أعلن أن «خياراتنا مفتوحة في ما خصّ العقوبات على إيران».

أما نائب الرئيس العراقي نوري المالكي فقد أكد أنه «على ثقة بأن إيران ستسقط كل المخططات الخارجية بتلاحم شعبها وقيادتها»، مبدياً «إدانته واستنكاره التدخّلات الخارجية بالشأن الداخلي لإيران وأي دولة أخرى».

على الصعيد الأمني، أعلنت السلطات الايرانية «توقيف العشرات من مثيري الشغب في مشهد وأردبيل وغيرهما من المدن، بينهم الشخص الذي أطلق النار على محتجين في درودي بلورستان جنوب غرب البلاد».

وشهدت مدن إيرانية تظاهرات حاشدة رفضاً للتدخلات الخارجية ومحاولات الإخلال بالاستقرار الأمني، فيما انحسرت التظاهرات التي سجلت أعمال شغب وسجل مقتل شخص في اشتباكات في مدينة خميني شهر في محافظة أصفهان.

في السياق نفسه، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، «هزيمة خطة فتنة 2017»، في إشارة إلى الاحتجاجات، التي اندلعت في المدن الإيرانية وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

وقال جعفري، إن «الأعداء لا يمكنهم تهديد إيران عسكرياً، لذلك يعملون على تهديدها من الناحية الثقافية والاقتصادية».

وقال جعفري إن «أميركا وإسرائيل والسعودية أعطت الأوامر لداعش لتدخل الأراضي الإيرانية حتى أن بعضهم دخل إيران كي يقوم بأعمال تخريبية وتفجيرية».

وأضاف الجعفري أن «استعداد إيران الأمني هزم الأعداء مرة أخرى، لأننا لو كنا نعيش ظروف مصر وتونس وليبيا لكانت الخسائر لا تعوّض»، مشيراً إلى أن «الحرس الثوري تدخّل لفضّ الاحتجاجات في محافظات أصفهان ولورستان وهمدان».

وأشار قائد الحرس الثوري إلى أن «عدد المتظاهرين كان قليلا، ولم يتجاوز في كل إيران وفي ذروة الاحتجاجات 15 ألف متظاهر».

وقال جعفري إن «الكثير من مثيري الشغب تدربوا على أيدي منظمة خلق الارهابية حيث تم اعتقالهم وسنتعامل معهم بحزم».

وأول أمس، علق المرشد الإيراني السيد علي خامنئي على ما يجري في البلاد بالقول إن «أعداء إيران ينتظرون الفرصة لتوجيه ضربة للشعب الإيراني، ويثيرون التوتر في البلاد باستخدام المال والسلاح وعملاء المخابرات».

كلام المرشد الإيراني جاء بعد وقت من تأكيد المتحدّث باسم الحرس الثوري أن «الأوضاع في طهران وباقي المدن الإيرانية الأخرى تحت السيطرة».

فيما أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس الإيراني حسن روحاني، حيث أكد أنه «لا يمكن إنكار دور الحرس الثوري الإيراني في القضاء على داعش».

بدوره قال روحاني «إنه يتوقّع من الحكومة الفرنسية وفي إطار مكافحة الإرهاب أن تقوم بواجبها تجاه منظمات إرهابية تتّخذ من باريس مقرّاً لها»، ومن غير المعلوم ما إذا كان روحاني يقصد بذلك منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية التي توجد قيادتها في باريس.

من جهته، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني «أهمية المحافظة على السلم والاستقرار الاجتماعي لإيران».

كلام الرئيس التركي جاء خلال اتصال هاتفي مع روحاني الذي أعرب عن أمله بــ «انتهاء الاحتجاجات في غضون أيام قليلة».

وأفاد مصدر محلي بأن «التظاهرات التي تجري في أبادان والأحواز وكرمنشاه وخرم آباد وقم وغيرها ستتواصل حتى نهاية الأسبوع بما فيها دعوات لمسيرات ضخمة نهار الجمعة المقبل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى