نصرالله: فشلت الفتنة السعودية… لا حلول رئاسية قريبة… ومع الحلفاء انتخابياً ترامب ونتنياهو يأخذان المنطقة للحرب… وكما هزمنا داعش الأقوى فسنهزمهم

كتب المحرّر السياسي

تخطّت إيران ما دبّر لها مع خروج التظاهرات الحاشدة لتجديد التمسك بالجمهورية الإسلامية وسياساتها، وغياب التظاهرات المعارضة من المدن الكبرى وانحسار موجة العنف، رغم بقاء التصريحات الأميركية المبشّرة بالمزيد، والرهان «الإسرائيلي» على الأكثر، والترويج السعودي بأنّ الآتي أعظم. وقد أكدت مصادر متابعة من طهران لـ «البناء» عودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة وفي أغلب المدن التي كانت مسرحاً لأحداث الأيام الماضية، وجاء كلام قائد الحرس الثوري عن نهاية الفتنة تعبيراً عن سيطرة القوى الأمنية والقضائية على الموقف الميداني، فيما ينصرف مجلس النواب والحكومة للعمل على معالجة الأسباب التي شكلت شرارة الأحداث من بوابة طروحات ومطالب وأزمات تتصل بالشأنين الاقتصادي والاجتماعي، والتي تتمحور وفقاً للمصادر نفسها حول قضيتي أسعار المحروقات التي تطال الشعب الإيراني كافة، ومعالجتها من ضمن موازنة العام المقبل من جهة، وقيام الدولة بضمان ودائع المستثمرين في المؤسسات المالية التي وقعت في العجز عن الدفع وهم بمئات الآلاف، بمعزل عن كيفية معالجة واقع هذه المؤسسات ومصير القيّمين عليها والأنظمة التي تعمل بموجبها.

هذه الحقيقة الإيرانية، أكدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في حواره مع قناة «الميادين» الذي توقف أمام أحداث المنطقة وتطوّراتها كافة، وخصوصاً ما يتصل بمستقبل الصراع مع «إسرائيل» من بوابة القرار الأميركي وتداعياته «الإسرائيلية» حول مصير القدس، وهو ما وجده السيد نصرالله باباً لحرب مقبلة ستلجأ إليها «إسرائيل» مع انسداد سبل التسويات، بعد سحب مصير القدس من التداول التفاوضي، وفي ظلّ استمرار الانتفاضة الفلسطينية، مؤكداً ثقته بوحدة الفلسطينيين حول القدس وعزمهم فصائل وشعباً وقيادة على مواصلة المواجهة، وعزم حزب الله وقوى ودول محور المقاومة على الاستعداد لفرضيات الحرب المقبلة وتحويلها فرصة لتحرير القدس، مستعرضاً عناصر القوة كافة لدى محور المقاومة وعناصر الضعف «الإسرائيلية»، وفقاً لمعادلة، داعش التي هزمناها أقوى من «إسرائيل».

في المنطقة توقف السيد نصرالله أمام الحرب في سورية، حيث حزب الله باقٍ، حتى تحقيق الأهداف وهي نهاية الحرب. والحرب توشك على النهاية وهي في مراحلها الأخيرة والنصر محسوم لسورية وجيشها ورئيسها، وبعد ذلك القيادة السورية تقرّر شكل الوجود الذي تريده من حزب الله، وفي اليمن عناد سعودي ومكابرة على الحقائق، ما يعني أنّ الحرب المدمّرة ستستمرّ وأنّ أفق التسوية ليس قريباً، رغم تواضع أهداف اليمنيين الذين يواجهون العدوان من دون أن ينسوا فلسطين ودورهم في محور المقاومة.

في لبنان، توقف السيد نصرالله أمام الأزمة الرئاسية مؤكداً مساعي حزب الله لحلحلة ما لا تبدو قريبة، مع وقوف حزب الله إلى جانب موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيراً لأهمية وجود مرجعية تبتّ بالخلافات الدستورية. وكشف السيد نصرالله عن نجاة لبنان من خطر حرب أهلية خطّط لها السعوديون عبر احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، تمهيداً لدفع لبنان نحو التصادم الشعبي والفوضى والفراغ الحكومي، وصولاً للحرب التي كانوا يُعِدّون لها مالاً وسلاحاً وتعرف دول كثيرة معلومات تفصيلية عن ذلك، منها فرنسا.

وفي لبنان نفى السيد نصرالله ما يُشاع عن تحالفات انتخابية رباعية وخماسية، مؤكداً أنّ الأولوية بالنسبة لحزب الله وحركة أمل هو توفير أفضل الفرص للحلفاء في الخط السياسي الواحد. وهذا من أولويات تبنّي قانون يعتمد النسبية، ولن يكون وارداً الذهاب لتحالفات تنسف هذا المبدأ مع الانفتاح على كلّ تعاون تحت هذا السقف.

نصرالله: السعودية أرادت جرّ لبنان للحرب الأهلية

كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن مساعٍ يقوم بها الحزب على خط أزمة مرسوم الضباط بين بعبدا وعين التينة كحليفٍ وصديقٍ لرئيسَيْ الجمهورية والمجلس النيابي، بمعزلٍ عن اقتناعه بموقف الرئيس نبيه بري لجهة احترام الدستور والميثاق، لكنّه لم يقدّم ضمانة تفاؤلية بأن الوساطة ستؤدي الى نتيجة إيجابية في المدى المنظور، نظراً لصعوبة وتعقيد الأزمة المرتبطة بالعلاقة الناظمة لعمل المؤسسات وغياب مراجع حاكمة يُركَن اليها أمام هذا النوع من الأزمات، رغم وجود المجلس الدستوري ومجلس شورى الدولة وهيئة الاستشارات، ما يعني أن السيد اعتبرها قاصرة في البتّ بأحقية وجهة نظر أحد الطرفين.

وفي أول موقف له بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من معتقله السعودي الى لبنان وعودته عن استقالته، ربط السيد نصرالله صمت الحريري عما حصل معه في الرياض بالحفاظ على علاقته بالمملكة، لكن ذلك لا ينفي للحزب المعلومات المتجمعة عن كل ما حصل في تلك المرحلة عن القضية التي تثبت وجود مخططٍ سعودي خطير يريد من قضية الحريري أن تكون رأس جبل جليد في عملية متدحرجة تدفع لبنان الى الحرب الأهلية في سلسلة مترابطة من الوقائع تجعل رئاسة الحكومة تعيش فراغاً طويلاً ما يستدرج الحاضنة الحريرية الى جر البلاد الى الفوضى ونشر السلاح، لكن موقف الأطراف الداخلية والخارجية فوّتت الفرصة على المخطط السعودي.

وكشف الامين العام لحزب الله أن الحريري شكر السيد نصرالله عبر قنوات التواصل القائمة بين الحزب وتيار المستقبل ونفى أي حاجة للقاء مع الحريري أو مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لكنه لم يلغِ احتمال اللقاءين.

وقارب السيد نصرالله الاستحقاق الانتخابي من منطلق فهمه لقانون الانتخاب الجديد الذي يحقق هدفين كما قال، هما: صحة التمثيل لكافة أحزاب وشرائح وأحزاب الشعب اللبناني، والثاني فرصة لتمثيل حلفائه. ونفى المعلومات المسرّبة عن تحالفٍ خماسي بالمعنى العام المعمّم للكلمة، وكشف أنه ميال الى استمرار أصحاب الكفاءة في المواقع الوزارية والنيابية الحالية، في ما خصّ حزب الله، ما يعني استبعاد أي عملية تغيير للحزب لنوابه في الانتخابات النيابية المقبلة.

ورفع السيد نصرالله من وتيرة احتمال الحرب الكبرى في المنطقة في ظل السياسات المتهوّرة والمجنونة والتصعيدية لمثلث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن من دون تهويل وتخويف الرأي العام ومن دون اعتبار كلامه كأمر عمليات وكأن الحرب واقعة غداً، بل من منطلق استعداد محور وحركات المقاومة لهذه الحرب إن وقعت وتحويلها فرصة تاريخية لتحرير فلسطين، وربط السيد نصرالله استمرار وجود مقاتلي الحزب في سورية بانتهاء المهمة وبطلب الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يُعِر أي اعتبار للواقع السياسي الداخلي ما يدحض أي التزامات قدّمها الحزب في مسألة النأي بالنفس.

الناشف: أحداث إيران مخطّط يستهدف محور المقاومة

وأكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أن «قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القدس، والقوانين التي يقرّها كيان الاحتلال الصهيوني لجهة تشريع الاستيطان في فلسطين المحتلة، تؤكد أن الولايات المتحدة والعدو «الإسرائيلي» ومَن يدور في فلكهما من دول غربية وإقليمية وعربية، مستمرّون في مخططاتهم لتفتيت بلادنا وتقسيمها ولتصفية المسألة الفلسطينية، والقضاء على قوى المقاومة في الأمة، ولذلك نحن معنيون بأن نواجه هذه المخططات بالوحدة والصمود والمقاومة».

وأشار الناشف خلال استقباله وفداً من المنظمات الشبابية والطالبية في مركز الحزب، إلى أن «إنجازات الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة في معركة القضاء على الإرهاب، أفشلت المؤامرة التفتيتية التي استهدفت سورية موقعاً ودوراً، وفي العراق حيث تمّ دحر الإرهاب وإفشال مخطط التقسيم ووضع حد لأوهام الدويلات الانفصالية».

واعتبر أن «ما يجري في إيران من تظاهرات تمارس الاعتداءات والعنف، هو جزء من المخطط الذي يستهدف سورية والعراق ولبنان وفلسطين المحتلة، فإيران وقفت الى جانب سورية في الحرب ضد الإرهاب، وتقف الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، ولذلك تحاول أميركا ومعها «إسرائيل» وبعض الدول المعروفة، النيل من أمن إيران واستقرارها».

أزمة المرسوم على حالها

بالعودة الى أزمة مرسوم الضباط، لم يسجل يوم أمس أي جديد والأمور على حالها، رغم الحديث عن وساطة يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري على مسار المعالجة، الأمر الذي أكّدته أوساط سياسية لـ «البناء»، لكنها لفتت الى أن الوساطة لم تُحرِز تقدماً حتى الآن، وقد تحدّث أكثر من مصدر اعلامي أن رئيس الحكومة يعتزم زيارة رئيس المجلس النيابي قبيل جلسة مجلس الوزراء اليوم، غير أن مصادر عين التينة نفت تحديد موعد للزيارة حتى الآن.

وبقيت بعبدا على موقفها بأن «المرسوم أصبح نافذاً ولا يحتاج الى نشر في الجريدة الرسمية ومن لديه اعتراض عليه أن يلجأ الى القضاء وهي ترفض الحلول الوسط». وردّت رئاسة الجمهورية عبر حسابها على «تويتر» على الأخبار التي تُنسب الى مصادر في بعبدا، مشددة على «ان المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية هو المصدر الوحيد الذي ينطق رسمياً باسم بعبدا».

وعلى ضفة عين التينة الوضع على حاله، ونقل النواب عن الرئيس بري قوله إن «الوضع لا يزال على حاله بالنسبة لمرسوم الضباط»، مجدداً «التأكيد على وجوب الالتزام بالأصول والقوانين والدستور في هذا الشأن». ونقل النواب عن بري قوله لـ «البناء» إن «بري على موقفه لجهة مخالفة المرسوم للدستور ورفضه اللجوء الى القضاء في هذا المضمار، لأن هناك مؤسسات وأعرافاً على الجميع احترامها».

ونقلت قناة «أن بي أن» عن وزير المال علي حسن خليل أنه «لم يَدّع يوماً أن له رقابة على زملائه لكنه متمسك بالصلاحيات المنصوص عليها في الدستور لجهة صلاحيات الوزارة والوزير». وأشارت مصادر «البناء» إلى أن وزير المال لن يوقع مرسوم ترقيات ضباط الجيش قبل معالجة الخلل الدستوري والميثاقي في مرسوم الأقدمية.

وقالت مصادر نيابية لـ «البناء» إنه «بعد توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المرسوم بات من الصعوبة بمكان ما أن يُرَدّ الى وزير المال لتوقيعه الأمر غير الجائز قانوناً وعرفاً وبروتوكولاً». وهنا تكمن المشكلة بحسب المصادر إذ «لا يوجد مخرج قانوني للأزمة يحفظ لرئاسة الجمهورية هيبتها ومكانتها وصلاحياتها ومعنوياتها».

هل يلاقي عون بري في الوسط؟

ولفتت أوساط نيابية في 8 آذار لـ «البناء» الى أن «الأزمة تحتاج الى تنازل متبادل من الرئيسين عون وبري»، مشيرة الى أن «بري تنازل بموافقة على توقيع وزير المال المرسوم من دون الغوص بمضمونه ومناقشة تفاصيله رغم اقتناعه بوجود إجحافٍ بحق ضباط آخرين يجب إنصافهم أيضاً»، لافتة الى أن «الأمر متوقف على تلقف عون لهذا التنازل وملاقاة بري في وسط الطريق وقبوله أن يضيف وزير المال توقيعه على المرسوم، كما هو. وهنا يدور محور وساطة ومساعي أكثر من جهة بين بعبدا وعين التينة». ولفتت المصادر الى أن حزب الله دخل على خط المساعي رغم موقفه المعروف بوقوفه مع الدستور والميثاق ويتبنّى وجهة نظر رئيس المجلس». واستبعدت الأوساط أزمة حكومية في الأفق، مؤكدة «مشاركة وزراء أمل وحزب الله في جلسة الحكومة اليوم في بعبدا».

وإذ تمنى بري للبنانيين في العام الجديد الخير والاستقرار، أكد «ضرورة الانصراف الى معالجة قضايا الناس الحياتية والخدمية»، قائلاً: «آن الأوان لتأمين الكهرباء والماء والطبابة وكل الاحتياجات الخدمية للمواطنين في كل لبنان». وحذر بري من قرار الكنيست «الاسرائيلي» حول القدس، معتبراً أن ذلك ينسف أي عملية تفاوض لحل الدولتين.

وفي سياق ذلك، وجّه الرئيس بري كلمة مسجلة خلال الوقفة البرلمانية التي نظّمها المجلس التشريعي في غزة، اعتبر فيها أن «محاولات إسقاط القدس هي البداية بل نهاية إسقاط كل العواصم العربية بالضربة القاضية»، ودعا الى «وقفة رجل واحد من اجل فلسطين، لأن الوحدة هي السلاح الأمضى في وجه الإحتلال، فإذا لم تجمعنا القدس، فلن نجتمع بعد ذلك».

وكان الرئيس بري قد استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من قيادة الجيش للتهنئة بالعام الجديد.

جولة اليعقوب على المقارّ الرسمية

وبعد أن قدّم أوراق اعتماده لوزير الخارجية جبران باسيل أمس الأول في وزارة الخارجية، تسلّم رئيس الجمهورية أمس، أوراق اعتماد السفير السعودي الجديد في لبنان وليد اليعقوب الذي زار أيضاً الرئيس الحريري مساءً في السراي الحكومي، في زيارة بروتوكولية لمناسبة تسلمه مهامه، جرى خلالها عرض آخر التطورات والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ورداً على سؤال لدى مغادرته السراي وصف السفير السعودي اللقاء بأنه كان «جيداً وممتازاً».

وتأتي زيارة اليعقوب بعد أزمة اعتقال الحريري في الرياض، كما تعتبر أول زيارة لمسؤولٍ سعودي رسمي الى لبنان والى الحريري تحديداً بعد تدهور العلاقات بين بيروت والرياض على خلفية احتجاز رئيس الحكومة. كما زار اليعقوب رئيس المجلس النيابي في عين التينة، ما يفتح صفحة جديدة في مسار العلاقة بين البلدين.

خلاف «عوني» «قواتي» بروفا لاشتباكٍ انتخابي

على صعيد آخر، تفاعل الخلاف بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ، وقد تظهّر خلال اليومين الماضيين على خلفية نتائج انتخاب رئيس مجلس إدارة صندوق التعاضد الوطني. ففي حين اتهمت مصلحة المعلّمين في القوات التيار الوطني الحر بالانقلاب على اتفاق عقد في منزل الوزير السابق الياس بو صعب. رد المكتب التربوي في «التيار » أمس، واصفاً بيان « القوات اللبنانية » بالتضليلي، معتبراً ذلك «محاولة مكشوفة لإقصاء التيار عن أي منصب». وعلقت مصادر في التيار على هذا الاشتباك بأنه «بروفا» لاشتباكٍ أكبر سيتجلّى في الانتخابات النيابية المقبلة، وبات شبه محسوم بأن لا تحالف بين «التيار» و»القوات» في معظم الدوائر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى