ويرحلون

زاهر العريضي

إلى حيث يرحلون

ويحملون قبّعاتهم وضحكاتهم

يوضّبون ذاكرتهم وأشياءهم وثيابهم القليلة

يغلقون أقفال ما تبقى من حنينهم وأقداحهم

ويرحلون…

إلى حيث عوالمهم وانفصامهم الآخر

كأنّهم مرآة الظل

وخريف المواسم

وزوارق الرحيل

ويعبرون إلى حيث وجههم الآخر

وجسر الانفصال

ويرحلون من روائح الخبز الطازج

وأماكنهم الموقّتة

ومحطّات الانتظار من غيابهم ودوائر الفراغ

ومن العيون الجائعة وطرقات الضياع

من فتات أحلامهم

ومن أزقّة الموت وازدحام القتل

إلى حيث الضوء واحتمال الحياة…

هم كثيرٌ من الوداع

وكثيرٌ من الدفء والصقيع…

وكأس في محطات الانتظار

حيث جماد المعنى وفقدان الدهشة

وشوق الضحكات وبوح وبوح

بعد صيام الكلمات

ونشوة الروح في صحراء العطش

يرحلون… قل لي لغة تبسم ثغري

غنِّ لحناً ينعش قلبي

اِسقني كأساً تروي ظمئي

قل لي همساً يُرعش جلدي

وهات يداً واَرقص واَرقص بنشوة يديك

بضحكات عينيك… بصوتك وجرحك

بما تبقى منّك

واَرحل بي إلى حيث يرحلون

وقبّل أرواحهم وأشعل من سجائرهم

واَشرب قهوتهم حيث يكونون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى