و«لحظة» يكبح الإدمان على مواقع التواصل

طوّر باحثون تطبيقاً جديداً يحدّ من شراهة المستخدم وإدمانه ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي لقضاء أطول وقت معها.

وتطبيق «ان مومنت» أو لحظة يساهم في ضبط استخدام المستخدم منصات التواصل الاجتماعية.

وفكرة التطبيق بسيطة جداً، وتقوم بحساب الوقت الذي تقضيه في كل مرة على الهاتف المحمول للمستخدم، ويتوقف عن الحساب عند كل مرة يغلق فيها الهاتف.

ويعمل التطبيق على ضبط الوقت الذي يتم استهلاكه على الشبكات الاجتماعية، كما يقوم بحساب الوقت لكل منصة من منصات التواصل على حدة.

ويتيح التطبيق تحديد أقصى حدّ لاستخدام المنصات على الهاتف الذكي، ليقوم بعدها بإرسال تنبيه يفيد بأن المستخدم تجاوز الحدّ الأقصى من الوقت المسموح به.

وبعد تثبيت التطبيق، يمكن البدء بضبط الإعدادات، على سبيل المثال.

وقام الباحثون بضبط مدة البقاء على الشبكات الاجتماعية لمستخدم ما وتقدّر بـ120 دقيقة، وعند تجاوز المدة التي قاموا بتحديدها لتصفح منصات التواصل، يقوم التطبيق بإرسال تنبيه بأن الوقت المخصّص لذلك قد انتهى، ولم يعُد بالإمكان الدخول إلا إذا قام المستخدم بإيقاف عمل التطبيق.

ويؤرق إدمان الهواتف الذكية وألعاب الفيديو ومنصات التواصل الاجتماعي الخبراء في العالم بأجمعه لما يسبّبه من أضرار جسيمة على الصحة العقلية والجسدية للمستخدم.

وأدرجت منظمة الصحة العالمية اضطراب ألعاب الفيديو ضمن النسخة النهائية لقائمة الأمراض المعترف بها دولياً للعام 2018. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها إدراج الاضطراب العقلي المترتب على إدمان ألعاب الفيديو الإلكترونية، ضمن قوائم الأمراض المعترف بها صحياً، والتي يتوجب رصدها، ويُنصح أن تكون لها عيادات وأطباء ووصفات علاجية.

ولم تشهد قائمة الأمراض المعترف بها دولياً أي تغيير منذ عام 1991، إلا أن منظمة الصحة العالمية قامت بإعداد مشروع نسخة جديدة للقائمة للعام 2018 تتضمّن اضطراب ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية باعتباره إدماناً ومرضاً عقلياً.

وتشخص المنظمة هذا المرض بأنه نمط سلوك مستمر أو مكرر لألعاب الفيديو أو الألعاب الرقمية، سواء أكان عبر الإنترنت أو غير متصل بالشبكة العنكبوتية، يتّسم لدى مَن يعاني منه بضعف السيطرة على النفس وعدم القدرة على التوقف عن ممارسة ذلك لساعات طويلة وبكثافة عالية.

وقال فلاديمير بوزنيا، عضو إدارة الصحة العقلية للمنظمة إن «الاختصاصيين يحتاجون إلى الاعتراف بأن اضطراب الألعاب له عواقب وخيمة مثل الإدمان على شرب الكحول».

يذكر أن الاختصاصيين اعتبروا سابقاً أن الإدمان على «الشراء أو العمل أو مشاهدة التلفاز» يؤدي إلى الهوس، فضلاً عن الأنواع الأخرى من الممارسات التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة، بما في ذلك الإدمان على الإنترنت.

وكان خبراء في منظمة الصحة العالمية، أعلنوا فى 2015 عن نيتهم وضع إدمان الإنترنت وتصوير «السيلفي» على قائمة الأمراض النفسية.

وأوضح كبير خبراء الأمراض النفسية في موسكو الطبيب بوريس تسيجانكوف أن الخبراء يعملون الآن على إعداد قائمة التصنيف الدولي للأمراض النفسية التي سيضاف إليها الإدمان على التقاط صور «السيلفي»، وعلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

ويقول الباحثون بأن مدمني الهواتف الذكية، وخاصة المدمنين على استخدام شبكات وبرامج التواصل الاجتماعي يجدون فيها «واقعاً بديلاً»، حيث إن الشخص يلجأ الى إيجاد واقع بديل عن واقعه المعاش الذي لا يطيب له في معظم الأحيان ولا يجسّد أمانيه، وكل ما يحتاجه لتغيير واقعه هو خلق حساب شخصي في موقع اجتماعي، فيخلق بذلك عالماً جديداً خاصاً به.

ويعني إدمان الهواتف الذكية إدماناً على تطبيقاتها وألعابها وشبكاتها الاجتماعية في الوقت نفسه.

وكالات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى