لقاء فانكوفر يطالب بتشديد إجراءات تفتيش السفن المتّجهة من بيونغ يانغ وإليها موسكو تعتبره تعقيداً للوضع ومسيئاً لسمعة مجلس الأمن

بحث وزراء خارجية الدول المشاركة في اجتماع فانكوفر حول التهديد النووي الكوري الشمالي «زيادة الضغط على بيونغ يانغ بدعوى دفعها إلى التخلي عن طموحاتها النووية».

ويواجه الاجتماع الذي يضمّ الدول التي شاركت في الحرب على كوريا الشمالية في خمسينيات القرن الماضي انتقادات روسية وصينية بوصفه خطوة لا تساعد على تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

في هذا الصّدد، استنكرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، اجتماع فانكوفر حول كوريا الشمالية، باعتباره «لا يساعد على تطبيع الوضع في شبه الجزيرة الكورية، بل يعقده».

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية: «للأسف نضطر لتأكيد أن مثل هذه الفعاليات، التي تعقد على عجل وتؤثر سلباً على عمل الأطر المتعددة الجوانب التي أثبتت فائدتها، لا تساعد على تطبيع الوضع في شبه الجزيرة الكورية، بل على العكس تعقده».

وأضافت الخارجية الروسية «أن قرار المشاركين في الاجتماع التفكير في فرض عقوبات أحادية الجانب واتخاذ إجراءات دبلوماسية أخرى، تخرج عن إطار المطالب المثبتة في قرارات مجلس الأمن الدولي غير مقبول وغير بناء».

وتابعت في بيانها «أنه من غير الجائز أن تأخذ 17 دولة على عاتقها دور مساعدي مجلس الأمن الدولي»، مشيرة إلى أن «ذلك يسيء إلى سمعة المجلس، باعتباره الهيئة الرئيسية المسؤولة عن ضمان الأمن والسلام في العالم».

كما انتقدت بكين اجتماع فانكوفر، معتبرة إياه «غير شرعي بسبب غياب أطراف رئيسيين عنه في طليعتهم روسيا والصين»، مطالبة بـ «إبقاء المحادثات الخاصة بالعقوبات داخل إطار الأمم المتحدة».

الجدير بالذكر أنه وبالرغم من أنّ روسيا والصين أيدتا فرض عقوبات دولية جديدة على كوريا الشمالية، إلا أنهما طالبتا الولايات المتحدة بـ «وقف التمارين العسكرية في المنطقة مقابل تعليق بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية».

من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة في ختام اجتماع فانكوفر «أنها اتفقت مع حلفائها على ضرورة تشديد إجراءات تفتيش السفن المتجهة من كوريا الشمالية وإليها لمنع الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد».

وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن «التدابير العسكرية ضد كوريا الشمالية ليست مطلوبة الآن».

وأضاف تيلرسون «أن الدول العشرين التي شاركت على مدى يومي الإثنين والثلاثاء في اجتماع كندا، وبينها اليابان وكوريا الجنوبية، دعمت تعزيز الحظر البحري بغية إحباط عمليات النقل التي تتم من سفينة إلى سفينة في عرض البحر للالتفاف على العقوبات»، موضحاً في الوقت نفسه «حرص الولايات المتحدة وحلفائها على عدم التدخل بالأنشطة البحرية المشروعة».

وصرّح الدبلوماسي الأميركي إنّ «كوريا الشمالية تدفع في اتجاه الحرب إن لم تجنح إلى المفاوضات».

هذا التصريح كان إجابة من تيلرسون عن سؤال عما إذا كان يجدر بالأميركيين التخوّف من حرب مع بيونغ يانغ أم لا، طُرح عقب الاجتماع الوزاري في فانكوفر بشأن كوريا الشمالية.

في هذا الشأن، قال رئيس الدبلوماسية الأميركية: «علينا جميعاً أن ننظر إلى الوضع الراهن بشكل واضح وجلي. كوريا الشمالية تواصل إحراز تقدّم كبير في الأسلحة النووية، في القوة المميتة لهذا السلاح، كما ظهر ذلك في التجربة النووية الحرارية الأخيرة، والتقدّم المتواصل للصواريخ الباليستية. يجب أن نقرّ بأن هذا التهديد يزداد، وإذا لم يختَرْ الكوريون الشماليون طريق التواصل والمناقشات والمفاوضات، فهم بأنفسهم يستفزون الخيار العسكري».

بالمقابل، امتنع تيلرسون عن الإجابة عن سؤال حول إمكانية توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية محدودة لكوريا الشمالية، قائلاً: «لن أعلق على قضايا لم يتمّ البت فيها بعد».

وكانت وسائل إعلام أميركية عدة تحدّثت، استناداً إلى مصادر عسكرية، عن «احتمال توجيه ضربة عسكرية محدودة وغير نووية لكوريا الشمالية»، مشيرة إلى أن «العسكريين الأميركيين يأملون أن تكون نتيجة مثل هذه الضربة إيجابية، على الرغم من امتلاك كوريا الشمالية المثبت للسلاح النووي».

بدوره، هاجم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة قائلاً «للأسف، لا يزال الأميركيون وحلفاؤهم يريدون فرض رؤيتهم معتمدين حصراً على إملاء قراراتهم وإصدار الإنذار الأخير». وتابع «هم لا يريدون سماع وجهات نظر قوى أخرى على الساحة السياسية الدولية».

وتضم مجموعة فانكوفر 20 دولة شاركت في الحرب الكورية بين 1950 و1953، وبينها أستراليا وبريطانيا وفرنسا والهند واليابان والفيليبين وكوريا الجنوبية.

على صعيد آخر، أعلنت كوريا الشمالية اعتزامها «إرسال وفد مكوّن من مئتين وثلاثين شخصاً إلى جارتها كوريا الجنوبية لتشجيع الوفد الشمالي أثناء أولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي».

بدورها، أعلنت وزارة الوحدة في سيول في بيان مشترك «إن الكوريتين الجنوبية والشمالية اتفقتا على تشكيل فريق مشترك يشارك في منافسات هوكي الجليد للسيدات في الألعاب الأولمبية الشتوية».

وأضاف البيان، أمس، «أن الكوريتين اتفقتا خلال محادثات نادرة، على السير معاً تحت علم موحّد لشبه الجزيرة الكورية في طابور العرض في حفل افتتاح الأولمبياد».

وقال البيان «إن كوريا الشمالية سترسل بعثة مؤلفة من نحو 550 فرداً للأولمبياد بينهم 230 مشجعاً و140 فناناً و30 لاعباً سيقدّمون استعراضاً في التايكواندو».

وذكر البيان أنّ «من المقرّر أن يبدأ أعضاء البعثة في الوصول إلى كوريا الجنوبية في 25 كانون الثاني».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى