رئيس الجمهورية يدعو أبناء الجالية اللبنانية في أرمينيا إلى ممارسة حقها بالانتخاب

يواصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم زيارته الرسمية لأرمينيا، حيث يلتقي رئيس الجمهورية سيرج سركيسيان، ورئيس مجلس النواب آرا بابلويان، ورئيس مجلس الوزراء غارين غارابتيان.

أكد رئيس الجمهورية مساء أمس، خلال حفل استقبال أقامته، سفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر على شرفه والوفد المرافق، في مقر الإقامة بفندق RADISSON BLU في العاصمة الأرمنية يريفان، أن «لبنان وطن كوني»، مشيراً إلى أنها «ليست صدفة أنه حيث يوجد لبنانيون في ديار الاغتراب يكون إلى جانبهم قسم من الشعب الأرمني».

ودعا الرئيس عون «أفراد الجالية اللبنانية في أرمينيا الى المحافظة على ثقافتهم وتقاليدهم، لأن لبنان يغتني بتعدديته ثقافياً وعلمياً وفي المجالات كافة»، داعياً إياهم الى «ممارسة حقكم بالانتخاب، إما في لبنان أو في أرمينيا إن كنتم قد تسجّلتم ضمن المهلة المحددة».

ولفت إلى أن «لبنان وأرمينيا هما بلدا هجرة، وليسا فقط بلدَيْ استيطان، وهذا ما عزّز أواصر الصداقة والشعور الوطني بين الشعبين اللبناني والأرميني». وأشار رئيس الجمهورية إلى أن «اللقاء مع اللبنانيين خلال زياراتي إلى الخارج صار تقليداً أحبّه كثيراً».

وأضاف: «إن ذكرياتي مع اللبنانيين من أصل أرمني تبدأ منذ أيام الدراسة، ثم في الجيش حيث كنا إخوة في السلاح، وفي السياسة أيضاً، نحن نجلس مع بعضنا البعض ونشكل تكتلاً واحداً. وأنا أشعر اليوم بأنني موجود في بيروت، أو في أي مكان يوجد فيه لبنانيون بكثافة».

وكان الرئيس عون وصل إلى مطار Zvartnos الدولي في يريفان، آتياً من بغداد، في زيارة رسمية لأرمينيا يلتقي خلالها الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، رئيس مجلس النواب آرا بابلويان، ورئيس مجلس الوزراء كارين كارابيتيان. كان في استقبال الرئيس عون لدى وصوله إلى المطار نائب وزير الخارجية أرمين بابكيان، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية فاركان ماغاريان، سفير أرمينيا في لبنان صامويل مكردجيان، نائب رئيس بلدية يريفان كامو اريان، رئيس لجنة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية سأرمين بغداساريان، وسفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر. وقدّم طفلان إلى الرئيس عون الخبز والملح في خطوة تقليدية، واستعرض بعدها فرقة من حرس الشرف.

وبعد استراحة قصيرة في الصالون الرئاسي، توجّه إلى كاثوليكوسية عموم الأرمن في اتشميادزين للقاء كاثوليكوس عموم الأرمن البطريرك كاريكين الثاني.

ولدى وصول رئيس الجمهورية إلى الكاثوليكوسية، كان في استقباله عند المدخل الخارجي مدير قسم العلاقات الخارجية والمراسم رئيس الأساقفة الأب ناتان هوفهانيسيان، الذي اصطحبه إلى الداخل، حيث استقبله الكاثوليكوس كاريكين الثاني. وبعد مصافحة بينهما، عقدا لقاء موسعاً حضره عن الجانب اللبناني الى الرئيس عون، وزراء: الصناعة حسين الحاج حسن، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، السياحة اواديس كدانيان، النائب هاغوب بقرادونيان، سفيرة لبنان في أرمينيا مايا داغر، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون التعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، فيما حضر إلى جانب الكاثوليكوس كاريكين الثاني، نائب وزير الخارجية أرمين بابكيان وسفير أرمينيا في لبنان صامويل مكردجيان.

رحب الكاثوليكوس كاريكين الثاني بالرئيس عون والوفد المرافق في كنيسة اتشميادزين، «في الصرح الديني الكبير لشعبنا المنتشر في كل العالم، والذي بني في عام 301»، وقال: «نحن واثقون بأن هذه الزيارة ستكون حافزاً جديداً لتوثيق العلاقات بين البلدين التي تسودها الصداقة والاخوة والمبنية بقوة على أساس الثقة المتبادلة، وذلك نتيجة لجهود أبنائنا المستقرين في لبنان، فهم جسر الصداقة القوي للتعاون بين بلدينا».

وأعرب الكاثوليكوس كاريكين الثاني بصفته رئيساً روحياً للشعب الأرمني عن تقديره لـ»الجهود التي يقوم بها رئيس الجمهورية في لبنان لتوفير فرص العيش الكريم للشعب الأرمني الموجود هناك كي يشارك ويندمج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والروحية للبنان»، وقال: «نحن مسرورون أيضا بوجود ممثلين عن الأرمن في ادارة الدولة، الذين يرافقونكم خلال زيارتكم لأرمينيا. ونصلي من أجل أن تكون العلاقات بين شعبينا وبلدينا مثمرة».

وردّ الرئيس عون قائلاً: «إن البذور التي زرعت في علاقاتنا الثنائية أعطت ثمارها. ونحن نعرف الكثير عن أرمينيا، لا سيما عن تاريخ المسيحية فيها، فهي أول دولة اعلنت نفسها مسيحية، رغم الاضطهاد الروماني في ذلك الحين. وهذا التحدي يدل على شجاعة الشعب الأرميني ومعتقداته الصلبة».

أضاف: «نحن في لبنان نعيش مع لبنانيين من أصل أرمني، ويرافقنا اليوم في هذه الرحلة عدد من الشخصيات الأرمنية، وهم منسجمون مع الحياة اللبنانية، ويتبادلون مع اللبنانيين جميع الأحزان والافراح، وهناك شبه كبير بين اللبنانيين والأرمن».

وفي نهاية اللقاء، تم تبادل الهدايا بين الرئيس عون والكاثوليكوس كاريكين الثاني، ودّع على أثرها رئيس الجمهورية مضيفه، وتوجه الى الصحافيين مؤكداً أن «زيارته لأرمينيا ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين اللبناني والأرميني، خصوصاً أن بين اللبنانيين من هم من أصل أرمني.

ثم انتقل سيراً على الاقدام برفقة الأب ناتان لزيارة كنيسة سيدة اتشميادزين ومتحفها الديني، حيث عاين قطعة خشبية تعود لسفينة نوح، ورمحاً رومانياً أثرياً يعتقد أنه الرمح الذي طعن به السيد المسيح وهو على الصليب، إضافة إلى قطع أثرية أخرى.

وأبدى الرئيس عون إعجابه بالمحتويات الأثرية الموجودة في متحف الكنيسة، والتي تعكس التجذر الروحي للشعب الأرميني، وعراقة الإيمان المسيحي في هذا البلد.

ومن كنيسة سيدة اتشميادزين، توجه رئيس الجمهورية والوفد المرافق لزيارة النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية للأرمن.

وتقدم الرئيس عون بين ثلة من حرس الشرف وعلى وقع الموسيقى الكلاسيكية، باتجاه النصب حيث وضع إكليلا من الزهر، وحيا ذكرى شهداء الإبادة بانحناءة من رأسه، فيما بدأت فرقة موسيقية بعزف النشيد الوطني اللبناني. وتابع بعدها باتجاه الشعلة التي تخلد الضحايا، ووضع قربها وردة، وكذلك فعل باقي أعضاء الوفد المرافق، قبل أن يقف الجميع دقيقة صمت.

ومن النصب التذكاري توجه الرئيس عون سيراً على الأقدام إلى حديقة الرؤساء المحاذية والمعروفة باسم Alley Memory، حيث زرع شجرة أرز تحمل اسمه، رمزاً للصداقة التي تربط الشعبين اللبناني والأرميني.

ثم انتقل إلى المتحف التابع للنصب والخاص بالإبادة الأرمينية، الذي يضم مجموعة من الصور والوثائق والمقتنيات التي توثق الإبادة وفظاعتها، وقدّم له مدير المتحف ميدالية خاصة.

ودوّن الرئيس عون الكلمة التالية في السجل الذهبي للمتحف: «ما شاهدته في هذا المتحف من صور مروّعة ودلائل حسية تروي المرحلة الدموية التي طبعت تاريخ الشعب الأرميني، عبر مجزرة وحشية قلَّ حدوثها على مر العصور، تدفعني الى التأكيد أن العدالة يجب أن تتحقق في هذه القضية، لتنقية الذاكرة، وإعادة الثقة بانتصار الحق على الباطل. تحية لعظمة الشعب الأرميني الذي استطاع رغم المحن، والصعوبات، والتنكيل، أن يبني وطناً يفتخر به، ويحمل آثار حضارته العريقة، وينهض صوب مستقبل أفضل».

علاوي

وكان الرئيس عون قبيل مغادرته بغداد الى أرمينيا، اختتم زيارته الى العراق بلقاء مع نائب الرئيس العراقي اياد علاوي الذي أكد وجوب ان تقوم العلاقة بين لبنان والعراق على أساس واضح مبني على قيم وشراكات حقيقية على الارض وبذل الجهود المشتركة لتحقيق ذلك. وقال: «عندما زرت لبنان وكان الرئيس رفيق الحريري ما زال بيننا، اتفقنا على جملة امور منها ان تنشأ شركات مشتركة، وتطوير مصفاة طرابلس لتسويق المشتقات النفطية العراقية الى كل بلدان البحر الأبيض المتوسط، وتشكيل شركة لبنانية – عراقية لتسويق هذه المشتقات. واتفقنا كذلك على استئجار ميناء كبير في جنوب لبنان يُخصص للعراق فقط. وأشرت حينها الى ان ذلك من شأنه أن يضع العلاقات العراقية – اللبنانية والعلاقات العراقية – السورية على مستوى واحد لأن البضائع الواردة الى العراق ستمرّ عبر سورية او عبر لبنان. وانا أحث مجلس الوزراء العراقي على بذل اقصى الجهود للتعاون مع لبنان والتنسيق معه، واطلب من فخامة الرئيس أن يعاد البحث بالاتفاقيات التي عقدناها في الماضي مع لبنان لأنها تضعه في مصاف الدول المحصنة اقتصادياً». وردّ الرئيس عون شاكراً الرئيس علاوي على الضيافة وحفاوة الاستقبال، وأمل تطوير العلاقات بين البلدين في جميع القطاعات الاقتصادية والتجارية والمصرفية ايضاً، لأن في العراق أهم المصارف اللبنانية. ثم لبى عون والوفد المرافق دعوة الرئيس علاوي الى مأدبة فطور استكمل خلالها البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى