لافروف: واشنطن تعرقل إقامة «تعدّدية الأقطاب» والمجتمع الدولي يدفع الثمن

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنّ «مجموعة صغيرة من الدول الغربية بقيادة واشنطن تعرقل إقامة تعددية الأقطاب في العالم، والمجتمع الدولي كله يدفع ثمن مساعيها للحفاظ على الهيمنة».

وقال لافروف في تصريح لمجلة «العلاقات الدولية» البلغارية، نشر أمس، رداً على سؤال حول تعددية الأقطاب في العالم، «إنّ هناك للأسف العديد من العوائق الخطيرة في هذه الطريق، وأهمها السعي العنيد لمجموعة صغيرة من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة للحفاظ على الهيمنة على المحاور كافة، وهي تأمل من خلال ذلك ضمان ازدهارها على حساب الآخرين لاحقاً».

وتابع وزير الخارجية قائلاً، إنّ «المجتمع الدولي كله يدفع ثمناً باهظاً بسبب هذه الأعمال، حيث يتنامى خطر النزاعات وتتكاثر بؤر التوتر. ويستمر تآكل القانون الدولي بشكل واضح، ومحاولات استخدام القوة لتحقيق المصالح وتعزيز الأمن على حساب أمن الآخرين».

وأعرب لافروف عن «قناعته بأنه لتحسين الأوضاع في أوروبا وفي العالم بشكل عام من الضروري التخلي عن الرهان على خطوات أحادية الجانب والضغوط والتهديدات والابتزاز، وينبغي الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى».

وأكد أنّ «روسيا ستواصل الجهود لتفعيل الأجندات الإيجابية الداعية للتوحيد، والمساهمة في تسوية الأزمات والنزاعات».

وبشأن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، حمّل وزير الخارجية الروسية بروكسل «مسؤولية تجميد التعاون مع روسيا في الكثير من المجالات». ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «التخلي عن الجري وراء مجموعة صغيرة من الدول التي تكنّ الكراهية لروسيا».

وأضاف الدبلوماسي الروسي «أنّ سعي الناتو لضم عدد من دول البلقان يعزز الخطوط الفاصلة في أوروبا ويزعزع الأمن الأوروبي، وفي الوقت ذاته لا يزال الحلف عاجزاً عن الردّ على خطر الإرهاب الدولي». وأكد أنّ «روسيا ستصرّ على أن يبقى الأمن في أوروبا غير قابل للتجزئة».

وأعرب لافروف عن «أسفه لاستمرار الجهود لتخيير دول البلقان بين روسيا وبين واشنطن وبروكسل»، مشيراً إلى أنّ «الهدف من وراء هذه الأعمال هو تحويل البلقان إلى جبهة مواجهة أخرى في أوروبا»، معرباً عن «قناعته بأنّ الأغلبية في دول البلقان تعارض مثل هذه السيناريوات».

من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الروسية، أمس، «أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، سيترأسان اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك، في 14 آذار في موسكو».

وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في إحاطة إعلامية بهذا الصدد: «في 14 آذار، سيعقد في موسكو الاجتماع السادس لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك، التي يترأسها وزيرا الخارجية الروسي والتركي».

وأضافت: «الحوار السياسي بين روسيا وتركيا يتميز بديناميات عالية من الاتصالات على أعلى مستوى».

ووفقاً لزاخاروفا، سيناقش الطرفان خلال المباحثات المقبلة، «العلاقات الثنائية، ومشاريع في قطاع الطاقة، ومشروع التيار التركي». كما من المخطط أن يناقش الطرفان «الوضع في سورية ونتائج مؤتمر سوتشي».

على صعيد آخر، أعلن السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أمس، «أنّ الكرملين يرفض أيّ اتهامات بانتهاك روسيا لأي اتفاقات دولية في مجال التسليح، وأنّ موسكو التزمت وتبقى ملتزمة بجميع القواعد والمعايير المقرّرة».

وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن نرفض بشكل قاطع أي اتهامات بأن روسيا تنتهك أي أحكام أو مواد القانون الدولي حول نزع السلاح أو التسليح المراقب عليه»، مؤكداً «روسيا كانت وتبقى ملتزمة بجميع التزاماتها الدولية».

وأضاف بيسكوف، رداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تمتلك أسلحة لا يستطيع الجانب الآخر الدفاع عنها وتنهي التكافؤ الموجود: «أنّ روسيا لا تطور أنظمة أسلحة تحييد القوى الاستراتيجية للعدو، من المهم جداً أن نفهم ذلك».

وأشار المتحدث باسم رئيس الدولة الروسية: «لا ، التكافؤ موجود الجانب الآخر لديه أيضاً أسلحة لا تستطيع روسيا التصدي لها، والتكافؤ في ذلك، وهو يُعدّ الضامن لعدم استخدام هذه الأسلحة».

في سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، «إنّ بلاده تدرس كل خيارات الردّ على التصرفات الأميركية».

وذكر ريابكوف، أمس، رداً على تصريحات الخارجية الأميركية حول عقوبات محتملة على روسيا بشأن سورية، «أنّ موسكو أيضاً تدرس كل خيارات الرد على التصرفات الأميركية».

وتابع نائب الوزير، «نحن أيضاً لدينا على الطاولة كافة الخيارات للتعامل مع الأعمال غير الصديقة للولايات المتحدة، ويتم دراسة جميع الخيارات».

وأشار نائب الوزير الروسي إلى أنّ «بلاده أخطرت الولايات المتحدة بتأجيل المشاورات حول الاستقرار الاستراتيجي، كما أنّ الاتفاق على الموعد الجديد يتم لاحقاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى