لافروف: موسكو لم تعُد تهتمّ بمثل هذه التصريحات.. الكرملين: إقحام اسم بوتين خرق لا يُغتفر

في تصعيد بشأن قضية الجاسوس السابق سيرغي سكريبال دفع الضغط الروسي على بريطانيا للتوجّه برسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وطلب إجراء تحقيق مستقل، فيما أعلنت روسيا أنها «سترد على الإجراءات البريطانية التي اعتبرتها غير مقبولة وغير مبررة»، وأكدت أنها وفي أول خطوة جوابية، قررت «طرد فريق من الدبلوماسيين البريطانيين».

لافروف

واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّ وزير الدفاع البريطاني غافن وليمسون «ربما لم يتلق التحصيل العلمي الكافي».

تقييم سيرغي لافروف هذا لوليمسون جاء في أعقاب تصريح للأخير قال فيه: «يجب على روسيا أن تبتعد وتخرس».

وقال لافروف: «إنّه شاب وسيم، ولا بد أنه أراد دخول التاريخ بتصريحاته الصارخة أو أنه يفتقر إلى التعليم».

وأشار لافروف إلى أنّ «موسكو لم تعُد تهتم بمثل هذه التصريحات».

بيسكوف

من جهته، وصف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الاتهامات الموجهة لبوتين بشأن قضية سكريبال بـ «انتهاك الأخلاق الدبلوماسية».

ورأى بيسكوف «أنّ الاتهامات الصادرة عن الجهات البريطانية الرسمية بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» حول تورطه في قضية تسميم عميل المخابرات البريطانية سيرغي سكريبال، «خرق لا يُغتفر لآداب الدبلوماسية».

وقال بيسكوف: «لقد ذكرنا مراراً على مختلف المستويات أن روسيا ليس لها صلة بالقضية».

وشدّد على أنّ «أية إشارة إلى الرئيس الروسي بهذا الصدد يُعتبر انتهاكاً مروعاً وغير مبرر للأخلاق الدبلوماسية».

من جهة أخرى، أكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، «أنّ الكرملين لا يميل إلى الحديث عن اندلاع حرب باردة جديدة بين روسيا ودول الغرب».

وذكر أنه «سيتوجب على لندن عاجلا أم آجلاً أن تقدم أدلة إثبات اتهاماتها لروسيا في قضية سكريبال بدلاً من المزاعم عديمة الأساس».

وأضاف: «من المستبعد أن توجد ضرورة لاستخدام عبارات مروعة. ولا شك في أن الجانب البريطاني سيضطر، عاجلاً أم آجلاً، لأن يثبت للأطراف التي وقفت معه وبالأدلة الملموسة الاتهامات التي يسندها إلى روسيا».

كما أكد بأنّ «الاتهامات الصادرة عن لندن بحق بلاده في قضية تسمم ضابط الاستخبارات الروسية السابق، سيرغي سكريبال، تتعارض مع القانون الدولي وتنافي العقل».

وقال بيسكوف: «نحن بصراحة، لم نصادف في الممارسات الدولية مثل هذا السلوك على مستوى الدولة، عندما توجّه التهم إلى دولة، وفي هذه الحالة إلى بلدنا، اتهامات خطيرة بصيغ مثل على ما يبدو و على الأرجح وما إلى ذلك».

وأضاف: «هذا الموقف البريطاني كما تعلمون لا يخالف القانون الدولي فقط بل وتنافي العقل. لذلك نحن مندهشون بالفعل».

وقال بيسكوف «لقد قلنا على مختلف المستويات، وبمختلف المناسبات، إنّ روسيا لا علاقة لها بهذه القصة. وأيّ ذكر لاسم رئيسنا في هذا الصدد ليس إلا تصرفاً مثيراً للصدمة لا يمكن التسامح معه من الناحية الدبلوماسية».

جونسون

وسبق لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن وجّه اتهامات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن قضية الضابط السابق في الاستخبارات الروسية والعميل المزدوج سيرغي سكريبال، الذي تقول بريطانيا إنه «سُمّم بغاز أعصاب».

وقال جونسون: «ليس لدينا أي شيء ضد الروس أنفسهم. ولن تكون هناك أي روسوفوبيا رهاب من الروس نتيجة لما يحدث الآن»، متابعاً: «إنّ خلافنا مع الكرملين بقيادة بوتين وقراره، ونحن نرجح أن هذا كان قراره، التوجيه باستخدام غاز الأعصاب في شوارع بريطانيا وشوارع أوروبا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية».

ويُعدّ هذا أول اتهام مباشر للرئيس بوتين على لسان مسؤول بريطاني رفيع المستوى. وفي وقت سابق كانت بريطانيا قد وجهت اتهامات لموسكو بأنها «تقف وراء الحادث»، واتخذت عدداً من الإجراءات ضدّها، بما فيها طرد دبلوماسيين وتجميد الاتصالات.

كوناشينكوف

فيما اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أنّ «الكلمات التي تفوّه بها وزير الدفاع البريطاني غافن ويليامسون عن روسيا، ضرب من الوقاحة والسوقية».

وأضاف «أنّ الكلمات البذيئة الصادرة عن الوزير البريطاني، تشهد على الانحطاط الشديد لمستوى تفكيره وعقمه الفكري».

ياكوفينكو

من جهة أخرى، صرّح السفير الروسي في لندن ألكسندر ياكوفينكو بأنّ «الضغط الروسي هو ما دفع بريطانيا للتوجّه برسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن قضية الجاسوس السابق سيرغي سكريبال».

وقال السفير في حديث القناة الأولى للتلفزيون الروسي: «بضغط من الجانب الروسي اضطرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتوجيه رسالة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وطلب إجراء تحقيق مستقل».

وتابع قائلاً: «برأيي هذه خطوة مهمة جداً، إذ أجبرنا الجانب البريطاني على أن يُقدم على نوع من التعامل مع المنظمة الدولية التي تتخصص في هذه الشؤون».

وبخصوص الدبلوماسيين الروس، الذين قرّرت بريطانيا طردهم على خلفية قضية سكريبال، أكد السفير أنهم «سيغادرون بريطانيا يوم 20 آذار»، موضحاً أنّ «العدد الإجمالي للمواطنين الروس الذين سيغادرون المملكة المتحدة سيبلغ نحو 80 شخصاً، باعتبار أفراد عائلات الدبلوماسيين».

واعتبر ياكوفينكو القرار البريطاني «حماقة»، مشيراً إلى أنه «سيغادر نحو 40 في المئة من العاملين في السفارة، الذين لا علاقة لهم بأي نشاط غير شرعي»، ونفى صحة ما تقوله بريطانيا حول أن «الدبلوماسيين الذين قرّرت طردهم يعملون لصالح الاستخبارات الروسية».

بيترينكو

في سياق متصل، أعلنت لجنة التحقيق الروسية عن «فتح قضية جنائية حول محاولة اغتيال يوليا سكريبال، ابنة الجاسوس الروسي البريطاني المزدوج، ومقتل نيقولاي غلوشكوف، مساعد رجل الأعمال بوريس بيريزوفسكي».

وقالت المتحدثة باسم لجنة التحقيق الروسية، سفيتلانا بيترينكو، في بيان صدر أمس، إنّ «المديرية العامة للتحقيق في قضايا ذات أهمية خاصة التابعة للجنة التحقيق الروسية، فتحت، في 16 آذار 2018، قضايا جنائية حول واقعة محاولة القتل العمد للمواطنة الروسية يوليا سكريبال، التي نفذت بأسلوب يهدد الأمن العام في مدينة سالزبوري الواقعة على أراضي المملكة المتحدة البريطانية العظمى وإيرلندا الشمالية.. وأيضاً حول قتل المواطن الروسي نيقولاي غلوشكوف في لندن».

وأضاف البيان «أنّ التحقيق في القضيتين المذكورتين سيجري بموجب متطلبات القانون الروسي والدولي، وسيتمّ إشراك خبراء من ذوي الخبرات العالية»، معرباً عن «استعداد المحققين الروس للتعاون مع الهيئات المختصة البريطانية».

ميركل

من جانبها، أعربت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن «أملها في أن تشارك روسيا في التحقيق في قضية الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال».

وقالت ميركل في هذا الصدد: «لا يسعني إلا أن آمل بمشاركة روسيا في هذا التحقيق»، مضيفة «أن الزعماء الأوروبيين والولايات المتحدة، حدّدوا مع وجود احتمال كبير، لآثار تشير إلى روسيا ولذلك فمن الضروري الإدانة بإصرار».

ووفقاً للمستشارة الألمانية، فإن «مجلس الاتحاد الأوروبي سيناقش قضية سكريبال، لكن الأمر لا يتعلق بمقاطعة كأس العالم، بل بإجراء تحقيق في القضية ».

ماكرون

فيما ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته للقسم الروسي في معرض باريس الدولي للكتاب الذي افتتح أمس.

وبحسب صحيفة Le Figaro، فماكرون الذي سبق أن دعا روسيا شخصياً إلى المشاركة في الفعالية بصفة ضيف شرف، أثناء لقائه الرئيس فلاديمير بوتين في أيار 2017، أوعز إلى قصير الإليزيه بـ «الإبلاغ بأنه لن يحضر إلى الجناح الروسي في المعرض، وذلك قبل بضع ساعات من توجّهه إلى المكان».

وقال ماكرون في بيان صدر عن القصر الرئاسي: «قرّرت عدم التوجّه إلى الجناح الروسي في معرض الكتاب، في سياق الهجوم في سولسبيري قضية سكريبال ومواقفنا الدولية وتضامناً مع حليفتنا بريطانيا».

وأضاف البيان: «لكن الرئيس سيجتمع مع المؤلفين الروس في إطار زيارة المعرض»، مشيراً إلى أن فرنسا مصمّمة «على مواصلة الاتصالات الثقافية الوثيقة التي تربط بين المجتمعين الروسي والفرنسي».

بيرمان

في هذا الصّدد، أعلنت السفيرة الفرنسية لدى روسيا سيلفي بيرمان، أمس، «أنّ باريس تواصل الاستعدادات لزيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، المقرّرة في نهاية أيار المقبل إلى روسيا».

وقالت السفيرة في افتتاح «معرض باريس للكتاب»: «نستمر في التحضير لزيارة موسكو، ولكن يجب طرح هذا السؤال على الرئيس ماكرون».

هذا وأعلنت الرئاسة الفرنسية، الشهر الماضي، أن الرئيس إمانويل ماكرون، قبل دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لزيارة روسيا في شهر أيار، والمشاركة في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي.

هذا ومن المتوقع خلال زيارة ماكرون المرتقبة، أن يتمّ إنشاء منصّة فرنسية روسية مشتركة تدعى «حوار التريانون» لتعزيز الروابط الثقافية والعلمية بين البلدين.

وتُعدّ الزيارة التي سيقوم بها ماكرون إلى روسيا، الأولى له منذ توليه الرئاسة، وكان الرئيس بوتين قد زار باريس في شهر أيار 2017 بعد انتخاب ماكرون رئيساً للبلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى