دمشق: أي تحقيق نزيه سيثبت تورّط واشنطن باستخدام الكيميائي.. وروسيا والصين متفقتان على الحل السياسي للأزمة في سورية

أدانت سورية البيان الصادر عن دول الغرب الاستعماري مؤكدة أنه استمرار لحملة التضليل والأكاذيب التي دأبت عليها منذ بدء العدوان على سورية وأن الولايات المتحدة وأدواتها هي من أعاقت أي تحقيق نزيه وموضوعي في الادعاءات حول الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سورية، لأنه يكشف كذبها وافتراءاتها.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم: إن الجمهورية العربية السورية تدين البيان الصادر عن دول الغرب الاستعماري الحاقد والذي يأتي استمراراً لحملة التضليل والأكاذيب التي دأبت عليها منذ بدء العدوان على سورية والتي شكلت هذه الدول الداعم الأساسي له ووفّرت له كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري والمالي واللوجستي.

وأضاف: لقد أصبح معروفاً للقاصي والداني أن الولايات المتحدة وأدواتها هي من أعاقت أي تحقيق نزيه وموضوعي في الادعاءات حول الاستخدام المحتمل للسلاح الكيميائي في سورية، لأن مثل هذا التحقيق يثبت كذبها وافتراءاتها وتورطها مع المجموعات الإرهابية في استخدام هذا السلاح لتوجيه الاتهام للدولة السورية. وقد كشفت المواد الكيميائية التي عثر عليها في معسكرات الإرهابيين في الغوطة الشرقية غايات الحملة الهستيرية لدول العدوان على سورية في حماية المجموعات الإرهابية من السقوط أمام تقدم الجيش العربي السوري وإخفاء شراكتها الكاملة مع الإرهاب بما فيها تزويده بالأسلحة الكيميائية وفضح زيف فبركتها وأكاذيبها.

وبين المصدر أن البيان الصادر عن عواصم الغرب الاستعماري لم يفلح في إخفاء مرارة الهزيمة جراء سقوط المشروع التآمري ضد سورية وأن الادعاء بحرصها على العملية السياسية في سورية تكذبه سلوكياتها في إعاقة أي جهد للوصول إلى تسوية للأزمة وما التواجد غير المشروع لقواتها في سورية إلا بهدف تعقيد الأزمة وإطالة أمدها.

وقال المصدر: إن المجرم لا يمكن أن يكون حكماً وإن نظام القطبية الأحادية الذي كرّس هذه السلوكيات آيل للسقوط لا محالة لوضع حد لنهج الهيمنة وعقلية الغطرسة واضطهاد الشعوب ونهب ثرواتها وقيام نظام عالمي جديد يحترم سيادة الدول ويحقق السلم والاستقرار الدوليين.

وختم المصدر تصريحه بالقول: إن الشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة الذي سطر أروع ملاحم البطولة والصمود مصمّم على دحر الإرهاب بشكل كامل والحفاظ على سيادة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، وكما حقق بالأمس الجلاء وطرد المحتل الفرنسي الغاشم هو أكثر قدرة وتصميماً اليوم على عدم السماح لقوى الاستعمار البائد بالتدخل في شؤونه وقراره الوطني المستقل.

وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف عن قلق بلاده من تسييس بعض الدول للوضع في سورية من خلال خلق استفزازات باستخدام الأسلحة الكيميائية الأمر الذي يضرّ بالتسوية السياسية للأزمة.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصينى وانغ يى في موسكو أمس: «المواقف الأميركية متضاربة حول العديد من الملفات الدولية وخاصة في ما يتعلق بوجود القوات الأميركية في سورية.. موسكو لم تفهم حتى الآن ما هي أهداف واشنطن في سورية ومختلف المناطق الأخرى وتودّ الحصول على توضيحات من الولايات المتحدة بهذا الشأن.. وربما يخططون لإقامة دويلة ما في الأراضي السورية».

وأضاف لافروف: موسكو وواشنطن بحاجة إلى الحوار وبوسعهما القيام بالمزيد للقضاء على الإرهاب نهائياً في سورية وتلبية المتطلبات الإنسانية للشعب السوري برمته وليس فقط للمجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة حالياً.

وأشار لافروف إلى أن الإدارة الأميركية تتخذ خطوات انتقامية على الصعيد الدولي وتقوم بتحريف كل الاتفاقات الجوهرية التي تم التوصل إليها دولياً وأغلبيتها في مجلس الأمن.

من جهته أكد وزير الخارجية الصيني أن بلاده وروسيا متفقتان على الحل السياسي للأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.

إلى ذلك، أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن التصريحات العدائية للرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تمديد وجود القوات الأميركية في سورية «عشوائية وفارغة».

وقال ولايتي في كلمة له اليوم: إنه «منذ أكثر من 7 سنوات شنت أميركا وحلفاؤها في الكيان الصهيوني والنظام السعودي وغيرهم من الأنظمة حرباً على سورية وحاولوا إسقاطها، ولكنهم لم يستطيعوا وهم اليوم يخرجون من هذا البلد مهزومين».

وأشار ولايتي إلى أن مزاعم ترامب هذه لم تعُد تلقى آذاناً صاغية من أحد مشدداً على أن محور المقاومة يقف بكل ثبات في مواجهة القوى المعادية ولن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستمر في ابتزازه للنظام السعودي مشيراً إلى أنه يحاول ذلك عبر استغلال الوضع في سورية.

وقال ظريف في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: إن «البقرة ما زالت تحلب دون نقصان وقد أصبح واضحاً اليوم أن ترامب يطلب من مموّلي تنظيم «داعش» 4 مليارات أخرى مقابل تكاليف بقاء القوات الأميركية في سورية»، لافتاً إلى أن هذا البقاء سيكون عاملاً مؤخراً للانتصار على الإرهاب.

وكان ترامب ساوم النظام السعودي على مدى الأيام الماضية على دفع فاتورة إبقاء قواته التي تحتل أجزاء من الأراضي السورية بعد أن أعلن أنه سيسحبها بينما طلب ولي عهد النظام السعودى محمد بن سلمان الإبقاء عليها، وذلك استكمالا للدور السعودي في دعم وتمويل الإرهاب في سورية.

ميدانياً، تعثر تنفيذ اتفاق دوما في الغوطة الشرقية القاضي بخروج المسلحين وعائلاتهم بسبب خلافات بين الجناحين العسكري والسياسي لـ «جيش الإسلام» الإرهابي.

وأكّد مصدر توقّف 13 حافلة عند معبر مخيم الوافدين بعد تعثر اتفاق دوما.

من جهتها قالت وكالة سانا السورية إنّه «لا توقف لاتفاق إخلاء مدينة دوما من الإرهابيين» وأنّ الحافلات تقف قرب حاجز الجيش السوري بانتظار العودة لاستكمال إخراج مسلحي دوما «بعد حل خلافاتهم الداخلية».

وأوضحت أنّ سحب الحافلات من داخل دوما كان بهدف «الابتعاد عن الخلافات الداخلية بين إرهابيي «جيش الإسلام» وتركهم لحلّ خلافاتهم بأنفسهم».

وأدّت هذه الخلافات إلى تأخير خروج الدفعة الرابعة من مسلحي دوما وعائلاتهم من دوما إلى جرابلس.

وحتى اللحظة لم يخرج «جيش الإسلام» بأي توضيح رسمي، لهذا التأخير، لكنه أشار بشكل غير مباشر في منشورات له على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنّ «قراراته واحدة» وأنه لن يسمح بمحاولات اختراق صفوفه.

كما نشر صوراً قال إنها لجولة رئيس هيئة الأركان التابع للجماعة على «جبهات مدينة دوما» دون أن يوضح تاريخها أو حتى الرسالة المراد من نشرها في هذا التوقيت.

وأمس قالت مصادر إنّ جناحاً كبيراً في «جيش الإسلام» بقيادة أبو همام بويضاني يعارض خروج المسلحين من دوما ويعرقل تطبيق الاتفاق الروسي مع الجماعة.

وبحسب المصادر فإنّ الجانب الروسي وجّه «إنذاراً أخيراً» للمسلحين بضرورة حسم موقفهم وتحديد أعداد الحافلات والمسلحين الخارجين من المدينة، وأنّه سيكون هناك «قرار آخر» في حال عدم الاستجابة.

وقالت تنسيقيات المسلحين إنّ الجانب الروسي أمهل مسلحي دوما 5 أيام لتنفيذ الاتفاق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى