رغم تفاؤله.. ترامب يمكن أن يُلغي قمته مع كيم أون ومون يريد معاهدة سلام مع الشمال

عبّر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي – إن عن رغبته في التوصل إلى معاهدة سلام تُنهي رسمياً الحرب الكورية مع اقتراب قمّته مع نظيره الكوري الشمالي، فيما حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جهته بأنه «يمكن أن يلغي قمته مع كيم جونغ أون إذا لم يكن اللقاء مثمراً».

ترامب

في هذا الصّدد، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن «تفاؤله بشأن قمته المرتقبة مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، إلا أنه هدّد بمغادرتها في حال عدم نجاحها».

وأكد ترامب، أنه «في حال اعتقاده بأن القمة لن تنجح، فلن يعقدها، وفي حال عدم نجاحها»، فـ «سيغادرها»، وفقاً لشبكة «سي بي إس» الأميركية.

وجاءت تصريحات دونالد ترامب السابقة، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عُقد بينه وبين رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، أمس، في نادي مارمغو لاغو، في ولاية فلوريدا الأميركية.

وقال ترامب خلال المؤتمر: «أتمنى أن أحظى باجتماع ناجح للغاية، وإذا كنت لا أعتقد أن القمة ستنجح فلن نقيمها.. لن نقيمها، وإذا كنت أعتقد أن الاجتماع لن يكون مثمراً، فسوف أغادره بكل احترام، وسأواصل ما نقوم به أو ما سيستمر، ولكن هناك شيء سيحدث، لأنني أحبّ أن أكون مرناً».

وكان ترامب أشار، عبر حسابه على موقع «تويتر»، في وقت مبكر أول أمس، «أنّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بومبيو، التقى رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون في وقت سابق من الشهر الحالي، وادعى ترامب أن الاجتماع تمّ بسلاسة تامة».

وقال ترامب في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: «كما تعرفون سأجتمع مع كيم جونغ أون خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة مسألة نزع الأسلحة النووية بشبه الجزيرة الكورية وآمل أن يكون هذا الاجتماع ناجحاً ونحن ننتظره».

وأشار ترامب إلى أنه سيكون من الجيد جداً التخلص من الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، ومن العالم كله، وقال «نحن نحترم كثيراً ما تقوم به كوريا الديمقراطية في العديد من الجوانب، يجب أن نعمل معاً، يجب أن نضع حداً للأسلحة النووية، ومن الناحية المثالية في جميع أنحاء العالم».

وشدّد ترامب على أنّ: «الاجتماع سيكون مهماً لكوريا الشمالية والعالم»، مضيفاً أنّ «الاجتماع مع كيم جونغ أون، لن يحدث في حال لم يبدو مثمراً للجانب الأميركي».

مون جيه

في السياق نفسه، قال رئيس كوريا الجنوبية مون جيه، «إنّ كوريا الشمالية عبرت عن رغبتها في نزع السلاح النووي بالكامل في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً «أنّها لن تفرض شروطاً مثل انسحاب القوات الأميركية من الجنوب أولاً».

وأضاف مون في تصريحات صحافية أمس، «أنه يجب ألا يكون التوصل لاتفاقات شاملة بشأن تطبيع العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة صعباً، خلال القمتين المقرّر عقدهما بين الشمال والجنوب وبين الشمال والولايات المتحدة، سعياً لكبح برامج بيونغ يانغ النووية والصاروخية».

وتابع: «أبدوا استعداداً لنزع السلاح النووي بالكامل. لم يضعوا أية شروط لا يمكن للولايات المتحدة قبولها مثل سحب القوات الأميركية من كوريا الجنوبية. كل ما يريدونه هو وضع حد للسياسات العدائية تجاه كوريا الشمالية، وضمان للأمن».

وقال مون: «إنه يرى أفقاً لإبرام اتفاق سلام أو حتى تقديم مساعدات دولية لاقتصاد الشمال إذا نزع سلاحه النووي». لكنه أضاف «أنّ هناك قيوداً كثيرة مفروضة على القمة بين الكوريتين، إذ لن يكون بوسع البلدين تحقيق تقدّم بمعزل عن القمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، كما لن يتسنّى التوصل لاتفاق يتجاوز العقوبات الدولية».

وصرّح مون لعدد من ممثلي الإعلام في القصر الرئاسي «أنّ الهدنة التي امتدت 65 عاماً يجب أن تنتهي»، مضيفاً «يجب السعي للتوقيع على معاهدة سلام بعد إعلان انتهاء الحرب».

وتابع مون «في الوقت الحالي تُبدي كوريا الشمالية استعداداً أمام الأسرة الدولية إزاء نزع سلاح نووي تام»، لكنه حذّر من أنه «لا يزال من المبكر جداً ضمان نجاح الحوار الذي لا يمكن أن يحصل إلا بعد نجاح القمة الأميركية الكورية الشمالية».

وود

من جانبه، قال روبرت وود، السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح، أمس، «إنّ الولايات المتحدة ستبحث عن الدعم خلال اجتماع بشأن معاهدة تاريخية تحظر انتشار الأسلحة النووية لمواصلة ممارسة ضغوط على كوريا الشمالية حتى تفي بالتزاماتها».

وأضاف وود، في مؤتمر صحافي في جنيف، قبل مؤتمر بشأن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، يبدأ يوم الاثنين المقبل ويستمرّ أسبوعين: «ستظلّ الولايات المتحدة ملتزمة بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي على نحو كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه».

وتابع وود: «في ما يتعلق بحملة الضغط، فإن الأشياء التي تحظى باهتمامنا الكبير هي مواصلة الضغط، بمعنى فرض عقوبات، وضمان ألا تتمكّن كوريا الشمالية من الحصول على أموال تساعدها على تطوير برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية».

واعتبر السفير الأميركي أنّ «مواهب ترامب التفاوضية ستكون حاسمة من أجل أن تفضي القمة المرتقبة إلى نتائج ملموسة».

وتابع وود في مؤتمره الصحافي في جنيف «لا نريد العملية التقليدية التي شهدناها طيلة سنوات والتي تقوم على تبنّي مقاربة تدريجية تنتهي بتراجع الشمال عن مواقفه».

ومضى يقول «الرئيس ترامب مفاوض لا يُستهان به ويجب ألا يستخفّ به الناس»، مضيفاً «أنها محادثات تنطوي على تحدّيات هامة في حال تحققت».

ودافعت كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة الذي تطوّره في تحدّ لقرارات مجلس الأمن الدولي بوصفه وسيلة ردع ضرورية ضدّ ما ترى أنه عداء أميركي لها. وللولايات المتحدة 28500 جندي في كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.

الأنباء الكورية الشمالية

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية «أنّ حزب العمال الحاكم سيعقد جلسة بحضور كامل الأعضاء اليوم الجمعة من أجل اتخاذ قرارات حاسمة».

ولا توضح الوكالة ما سيكون جدول الأعمال واكتفت بالقول «إنّ الحزب سيتباحث في مرحلة جديدة خلال حقبة تاريخية مهمة من الثورة الكورية في طور النمو».

وقالت كوريا الشمالية منذ سنوات «إنها قد تدرس التخلي عن ترسانتها النووية، إذا سحبت الولايات المتحدة قواتها من كوريا الجنوبية وأزالت ما يُعرف باسم مظلة الردع النووي من كوريا الجنوبية واليابان».

وستكون القمة بين كيم ومون ذروة الحمى الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة منذ الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافها الجنوب. كما ستكون مقدمة لقمة تاريخية مرتقبة جداً بين كيم وترامب.

الخارجية الأميركية

كشفت الخارجية الأميركية، أول أمس، «أنّ القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا، سوزان ثورنتون، من المقرّر أن تزور كوريا الجنوبية في الفترة ما بين 22 و24 نيسان الحالي».

وقالت الوزارة «إنّ ثورنتون ستناقش أثناء زيارتها مع مسؤولين كوريين جنوبيين التنسيق الوثيق والمستمر بين سيول وواشنطن إزاء القضايا المعنية بكوريا الشمالية وقضايا التعاون في منطقة المحيط الهادئ والهندي».

وأضافت في بيانها «أنها ستؤكد مجدداً التزامات الولايات المتحدة تجاه حلفائها وستنسق القضايا ذات الأهمية للحفاظ على الأمن والازدهار في المنطقة».

وتقود القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا الجهود الدبلوماسية للقمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون التي من المقرّر عقدها في نهاية أيار أو مطلع حزيران 2018.

محلّلون

يرى المحللون أنّ «بيونغ يانغ يمكن أن تعلن في هذه المناسبة تغييرات جذرية في سياستها إزاء الولايات المتحدة».

وصرّح كيم دونغ – يوه الباحث لدى معهد دراسات الشرق الأقصى في جامعة كيونغنام «إنّ كوريا الشمالية بحاجة إلى تفسير منطقي وتبرير قبل تعديل علاقتها مع العدو الأميركي التي يعيش في ظلها الكوريون الشماليون في السنوات السبعين الأخيرة»، مضيفاً «يبدو أنهم مستعدّون للقيام بذلك».

قناة أميركية ترجّح لقاء الرئيس الأميركي والكوري الشمالي في سويسرا

أفادت قناة «أن بي سي» بأنّ «اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ يمكن أن يجري في سويسرا».

ونقلت القناة عن مصادرها «أنّ القرار النهائي بهذا الشأن لم يتخذ حتى الآن»، مضيفة «أنّ الأماكن الأخرى التي تمّت مناقشتها لإجراء القمة كانت تضمّ بكين الصين وبيونغ يانغ كوريا الشمالية وأولان باتور منغوليا ، لكنه تمّ رفضها كلها لأسباب أمنية».

وأشارت إلى أنّ «السلطات الأميركية تؤيد فكرة عقد القمة في الأراضي الأوروبية، وخاصة في سويسرا».

وكانت وكالة «بلومبيرغ» قالت في وقت سابق «إنّ السويد قد تكون أحد الأماكن الممكنة لإجراء اللقاء بين ترامب وكيم، إذ إنها كانت تمثل مصالح كلا الجانبين». وتمّت إقامة الاتصالات بين البلدين عبر سفارة السويد في كوريا الشمالية بالذات.

تقرير أميركي: كوريا الشمالية لديها ثلاث قواعد جوية تحت الأرض!

كشف موقع أميركي متخصّص «أنّ كوريا الشمالية شيدت على نطاق واسع تحت الأرض منشآت عسكرية محصنة، بما في ذلك قواعد جوية وملاجئ للوحدات العسكرية، ما يمنحها ميزة في زمن الحرب».

قالت مجلة «the national interest» الأميركية «إنّ كوريا الشمالية، البلد الأكثر سرية في العالم، ليس غريباً عليها بناء منشآت عسكرية تحت الأرض، بما في ذلك حفر أنفاق في المنطقة المنزوعة من السلاح تتيح تسلل الآلاف من الجنود إلى الشطر الجنوبي عند الضرورة، إضافة إلى مخابئ تستوعب قيادات النظام».

ولفت المصدر إلى أنّ «أحد أقدم الأمثلة عن الهندسة المعمارية تحت الأرض لكوريا الشمالية هو اكتشاف العديد من الأنفاق الممتدة من كوريا الشمالية، عبر المنطقة الفاصلة المنزوعة السلاح، إلى كوريا الجنوبية».

ويكشف التقرير مفاجأة مدوّية، مشيراً إلى أنّ «القوات الجوية لكوريا الشمالية لديها ثلاث قواعد جوية تحت الأرض في مناطق ونسان و جانجين و أون تشون ، بعضها مزوّد بمدرج طوله 5900 قدم وبعرض 90 متراً يمرّ عبر جبل!».

يُذكر أنّ أول تلك الأنفاق اكتشف عام 1974، وهو يمتدّ لمسافة كيلو متر واحد جنوب المنطقة الخالية من السلاح. وهو كبير بما يكفي لتنقل نحو ألفي جندي في الساعة تحت المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.

كما اكتشفت أربعة أنفاق على الأقل محصنة بألواح من الخرسانة المسلحة، ومزوّدة بالكهرباء والإضاءة، ويولد فيها الهواء النقي، إضافة إلى قضبان سكة حديدية ضيقة لنقل الصخور وبقايا الحفر إلى خارج النفق.

ويلفت التقرير الأميركي إلى أنّ «هذه الأنفاق الأربعة كان بإمكانها على الأرجح نقل لواء من الجنود خلال ساعة واحدة تحت دفاعات كوريا الجنوبية».

ويفيد أحد التقارير «أنّ الرئيس الراحل كيم إيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية، والرئيس الحالي حفيده كيم جونغ أون أمرا بأن تحفر كل فرقة من الفرق القتالية العشر، المتمركزة في الخطوط الأمامية، نفقين. هذا الأمر يعني نظرياً وجود العشرات من الأنفاق غير المكتشفة تحت المنطقة المنزوعة السلاح».

ويؤكد جنرال كوري جنوبي يُدعى هان سونغ – تشو، «وجود ما لا يقلّ عن 84 نفقاً، عدد منها يصل إلى العاصمة سيول»، إلا أن سلطات كوريا الجنوبية تشك في ذلك وتعتقد أنّ «خطر حفر الأنفاق قد ولّى».

التقرير كشف أيضاً عن «ملاجئ ضخمة للقوات البرية يتّسع كل منها لإخفاء ما بين 1500 – 2000 من الوحدات المقاتلة بكامل أسلحتها قرب الحدود مع الشطر الجنوبي»، ويشير إلى «بناء ما لا يقلّ عن 800 مخبأ».

كما كشف المصدر أنّ «كوريا الشمالية تُخفي مدفعيتها الثقيلة ومنظوماتها الصاروخية شمال المنطقة المجرّدة من السلاح داخل الكهوف، وعند استخدامها يتمّ الدفع بها إلى مدخل الكهف وبعد إطلاقها النار تُسحب إلى الداخل!».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى