تأكيد أهمية الدور الذي تتنكّبه الجبهة في الحياة السورية العامة باعتبارها صيغة متقدّمة وخلاقة للعمل السياسي

اختُتمت أعمال المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية الذي انعقد تحت شعار: «من أجل سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية». وجرت الجلسة العامة الختامية، بحضور نائب رئيس الجبهة عمران الزعبي والأمناء العامين للأحزاب ورؤساء وأعضاء قيادات الفروع وأعضاء المكاتب السياسية. وتلا رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي عضو القيادة المركزية للجبهة صفوان سلمان البيان الختامي للمؤتمر.

وكان المؤتمر قد افتتح أعماله صباح 18 نيسان الحالي في القاعة الرئيسية بمجمع «صحارى السياحي بدمشق»، ضمن جلسة افتتاحية حضرها إضافة لأعضاء المؤتمر رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء ومسؤولون من مختلف القطاعات ووسائل الإعلام.

الهلال

وكانت الجلسة الافتتاحية قد تضمّنت كلمتين للأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال ممثلاً رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد رئيس الجبهة الوطنية التقدّمية، نقل فيها تحيات سيادة الرئيس وتوجيهاته لتفعيل العمل الجبهوي. وأكد أن التجربة الجبهوية الرائدة في سورية والتي يزيد عمرها عن خمسة وأربعين عاماً وصلت الى مرحلة من النضوج وهي تتطلّب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي كما تقع على عاتقنا كممثلين للقوى الشعبية مسؤوليات ومهام نوعية تتطلب مستوىً عالياً من ثقافة المبادرة والعمل الجاد في الجوانب كافة.

وقال: تقع اليوم على عاتقنا كممثلين للقوى الشعبية في سورية مسؤوليات ومهام نوعية تتطلّب مستوى عالياً من ثقافة المبادرة والعمل الجاد متعدّد الجوانب، والسبب الأول هو ما يقوم به شعبنا اليوم من تصدٍ مدهش للإرهاب وداعميه وحماته والملحمة التي هي امتداد لملاحم تاريخنا والتي أضحت مثالاً لكل الشرفاء والشعوب الراغبة في حماية استقلالها. هذه الحيوية الشعبية التي لا مثيل لها تتطلّب منا الارتقاء بعملنا باستمرار وتعميق الوحدة الوطنية من أجل بناء مستقبل يبدأ الآن، مستقبل نبنيه نحن متمسكين باستقلالنا وكرامتنا في منطقة عزّ فيها الاستقلال وعزّت فيها الكرامة. والسبب الثاني هو أن تجربتنا الجبهوية التي عمرها خمسة وأربعون عاماً وصلت إلى مرحلة من النضوج تتطلّب المتابعة والتطوير نحو مزيد من الارتقاء النوعي. وإن نضوج التجربة الجبهوية هو في حدّ ذاته عامل مهم آخر يدفعنا لتحمّل مسؤولياتنا كاملة تجاه شعب من أعظم الشعوب.

الزعبي

من جهته قدّم نائب رئيس الجبهة عمران الزعبي عرضاً عن مسار العمل الجبهوي وما هو مطلوب اليوم. وقال الزعبي إن المؤتمر ينعقد في توقيت سياسي بالغ الأهمية وفي ظل الإنجازات الوطنية الكبيرة التي تحققها سورية جيشاً وشعباً وقيادة على جميع الأصعدة، لذلك فإن هذا الاجتماع يأتي تكريساً لمبادئ وقواعد وروح ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية، بهدف تأكيد دورها في حوار وطني مستمر يشكل الحامل الأساسي لكل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية.

وأضاف الزعبي أن المتغيرات الدستورية والقانونية تضع الجبهة أمام تحديات كبيرة بصفتها جزءاً من السلطة الشعبية، مؤكداً أن الجبهة الوطنية ترفض أيّ مسّ بالدستور النافذ ما لم يكن مبنياً على ارادة الشعب السوري. كما أن الجبهة ترفض الإملاءات والتدخل الخارجي في الشأن الوطني أو أي دور للغرب والخليج ولكل الحكومات التي سعت لتدمير الوطن.

لجان المؤتمر

بعد الكلمات، توزّع المجتمعون إلى ثلاث لجان: سياسية – اقتصادية اجتماعية تنظيمية. ووضعت اللجان برسم المؤتمر التوصيات اللازمة. حيث ساهم ممثلو الحزب السوري القومي الاجتماعي من أعضاء المكتب السياسي وقيادات الفروع الجبهوية بكثافة في الحوارات والمناقشات.

اللجنة السياسية

ترأس اللجنة السياسية نائب رئيس الجبهة عمران الزعبي، وفيها قدّم وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عرضاً سياسياً أجمل فيه آخر المستجدات السياسية والعسكرية، وقال المعلم: «اميركا لا تحتمل البقاء في شرق الفرات ولكن السعودية دفعت ما يقارب 4 مليارات دولار للحفاظ على الانتشار الأميركي ولكن ترامب لن يتحمل الوجود أكثر في سورية، لذلك قال للرياض تعالوا اجلسوا مكاني».

وذكر المعلم أنّ «إسرائيل» تدعم داعش والفصائل الإرهابية وبعد أن لاحظت أن لا جدوى منهم وأن الجيش السوري يتقدم خشيت واستدعت قوات الفصل الاندوف . ونحن في سورية نطالب بحل سياسي وحوار منذ 2011، ولكن بعد العدوان نريد أن نلمس جدية والتزام الامم المتحدة خاصة أن الغرب سارع للمطالبة باستئناف عملية جنيف بعد العدوان وطرح مشاريع تفرض على سورية رؤى سياسية خارجية.

واعتبر أن العدوان الثلاثي على سورية فرز المواقف الدولية فهناك دول استنكرت العدوان في حين أيدته بلدان خليجية. وأضاف المعلم ان العدوان قد اظهر الفجوة بين شعوب دول العدوان وحكوماتها عندما خرجت مظاهرات حاشدة في تلك الدول.

ولفت إلى أن العدوان الثلاثي الذي قامت به أميركا وفرنسا وبريطانيا ضد سورية قد فشل بتحقيق أهدافه، وأنه بُني على ادعاءات باطلة وكاذبة، مضيفاً أن قوات دفاعنا الجوي تصدّت ببسالة لـ 110 صواريخ توماهوك واستطاعت إسقاط 70 في المئة منها، مضيفاً أن المعركة الأخيرة أثبتت قدرة قواتنا المسلحة في الميدان وأنها حققت إنجازاً كبيراً انعكس سلباً على كافة المجموعات الإرهابية في مناطق أخرى والتي تتفاوض من أجل إعلان استسلامها ومنها ما نتابعه في منطقة الضمير اليوم.

وأوضح أن ما قدّمته سورية في تصدّيها للعدوان خلال السنوات السبع الماضية تعجز العديد من دول العالم عنه، مبيّناً أننا كنا نخوض حرباً ضد أكثر من مئة دولة، وأن دول الخليج أنفقت أكثر من 140 مليار دولار لدعم المجموعات الإرهابية بالمال والعتاد والسلاح، ومع ذلك فقد استطاعت الحكومة السورية أن تقدّم كل ما تستطيع للشعب بدءاً من رغيف الخبز إلى رواتب الموظفين إلى تأمين كافة الموارد ودعم الاقتصاد وعدم تصفية أي شركة من شركات القطاع العام.

اللجنة التنظيمية

وترأس اللجنة التنظيمية رئيس المكتب السياسي للحزب السوري القومي الاجتماعي عضو القيادة المركزية للجبهة الدكتور صفوان سلمان وقدّم أمامها عرضاً لواقع الجبهة التنظيمي وآفاق عملها.

ناقشت اللجنة واقع العمل التنظيمي للجبهة وآفاق تطويره وتفعيل عمل الفروع في المحافظات واللجان في المناطق، لكونها فرق العمل الحقيقية القادرة على تنفيذ خطط العمل والأهداف والبرامج والسياسات، باعتبارها على تماس مباشر مع المواطن في المجتمع، وضرورة عقد اجتماعات اللجان بشكل دوري وإرسال محاضر الاجتماعات إلى الفروع، ومنها إلى القيادة المركزية لمناقشتها، وطرح الأفكار التطويرية القابلة للتنفيذ والملبية لحاجة المجتمع وتوفير مستلزمات العمل والاهتمام بشريحة الشباب والاهتمام بقضاياهم وإسناد المهام الإدارية إليهم ليكونوا قادرين على تحمّل المسؤوليات المسندة إليهم في أحزابهم وتعزيز التشاركية بين أحزاب الجبهة وتنفيذ القرارات التي يتمّ اتخاذها من قبل قيادة الجبهة بسرعة أكبر واستكمال تأمين مقارّ للفروع الجبهوية. وأشارت إلى ضرورة دعم نشاطات الفروع إعلامياً ومواجهة الفكر الظلامي وأن تكون الفروع أكثر تواجداً في الساحة السياسية لتجاوز حالات القصور التي حصلت والإسراع بتأهيل الفروع التي طالها التخريب من قبل المجموعات الإرهابية، وأن يكون للفروع دور رقابي في المجالين الخدمي والاقتصادي، وإقامة المزيد من المناظرات والندوات الحوارية مع المواطنين وتفعيل العمل الفكري والثقافي الجبهوي.

وأكد رئيس اللجنة الدكتور صفوان سلمان أن الجبهة تضم الأحزاب الرئيسية المؤسسة للحياة السياسية في سورية في مطلع القرن الماضي، وهي اليوم مطالبة بأن تجمع بين عراقة التجربة والمشاركة في صياغة الرؤية لسورية المنتصرة والناهضة، مشيراً إلى أن أهمّ مقوّمات تطوير عمل الجبهة هي تطوير عمل الفروع واللجان في مختلف المناطق، لكونها تحالف صفوف حزبية وليس تحالف قيادات فقط، لافتاً إلى ضرورة تعزيز هذا التحالف لتحقيق مصلحة سورية وأن يكون عمل أحزابها المشترك متناغما ومحققاً أهدافها وفي الوقت ذاته يعمل وينمو كل حزب وفق خصوصيته، وأن نشاط أي حزب يخدم بالنتيجة العمل الجبهوي. ومن هنا تقع على احزاب الجبهة مسؤولية النمو على مساحة أكبر من المجتمع لتتمكن من القيام بدورها التنويري والعمل على النهوض بالوعي الجمعي للمواطنين في مواجهة أي امتداد لأفكار التفتيت والتطرف.

وشدّد سلمان على انه المؤتمر الاول للجبهة الذي يعتمد توزيع أعضاء المؤتمر على لجان اختصاصية بغية تعميق الحوار وإنضاج التوصيات. مضيفاً: تمّت خلال الاجتماع مناقشة التعديلات التي أدخلت على ميثاق الجبهة ونظامها الأساسي واللائحة الداخلية لعمل قيادات الفروع والذي تمّ إقرارها من قبل القيادة المركزية للجبهة وبموجبها لم تعُد الجبهة جزءاً من الإدارة التنفيذية للدولة، بل تحالف سياسي يجمع بين العراقة التاريخية والقدرة على التطور ومواجهة التحديات الكبرى.

اللجنة الاقتصادية

اللجنة الاقتصادية ترأسها حنين نمر وحضرها رئيس الوزراء المهندس عماد خميس وعدد من الوزراء. وقدّم أمامها عرضاً لاعمال الحكومة ورؤيتها الاقتصادية. وقد أكد خميس أن تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين أولوية حكومية من خلال تبنيها رؤية تعتمد على تعزيز القدرات الإنتاجية، التي ستؤدي بالتأكيد إلى انخفاض أسعار المواد والمستلزمات بالنسبة للمواطن، إلى جانب تأمين فرص العمل لعشرات الآلاف من غير العاملين.

وحول الخطط والرؤية المستقبلية بين رئيس مجلس الوزراء قال رئيس الحكومة إنها تعمل حالياً وفق استراتيجيات مستقبلية عدة لتكون أساس عمل الحكومة خلال المرحلة المقبلة، وهي المشروع الوطني للإصلاح الإداري، ومشروع سورية ما بعد الحرب، الذي يتكوّن من خمسة محاوز أساسية تُعنى بالبناء المؤسسي ومكافحة الفساد ومحور تطوير البنى التحتية ومحور النمو والتنمية المتوازنة والمستدامة والتنمية الإنسانية والحوار الوطني، إضافة الى البرامج عبر الوزارية التي تتكوّن من 30 مشروعاً على المستوى الكلي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية وبرامج ورؤى الوزارات، ولفت إلى أن الحكومة عملت على معالجة عدد من الملفات النوعية تتضمّن معالجة واقع القروض المتعثرة وبلغت قيمة المبالغ المحصّلة حتى الآن 115 مليار ليرة سورية من اصل 286 مليار إضافة الى تحصيل 25 مليار ليرة نتيجة إعادة تقييم بدلات استثمار أملاك الدولة.

تركّزت المداخلات على ضرورة تشجيع الإنتاج الوطني وتخفيض كلف الإنتاج من خلال تخفيض أسعار حوامل الطاقة، كما دعت إلى ضرورة تشميل العمال المتقاعدين بالتأمين الصحي وزيادة الاهتمام بأسر الشهداء والطبقة العاملة وتأمين المزيد من فرص العمل لهم والاعتماد على شركات القطاع العام في مرحلة الإعمار.

البيان الختامي

وقد صدر بيان ختامي عن أعمال المؤتمر العاشر لأعضاء المكاتب والقيادات السياسية

لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء قيادات الفروع المنعقد يومي 18 و19 نيسان 2018، ومما جاء فيه:

في الثامن عشر والتاسع عشر من نيسان الحالي، وتحت شعار «من أجل سورية في مواجهة الإرهاب والعدوان، وحوار وطني لتأصيل مفهوم الدولة الوطنية»، انعقد المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية في مجمع صحارى العمالي بدمشق، بمشاركة أعضاء المكاتب والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة وأعضاء قيادات الفروع.

افتتح المؤتمر بجلسة عامة ضمّت أعضاء المؤتمر والضيوف المدعوّين، وتمّ الاستماع إلى كلمتين ألقاهما كل من الرفيق هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثل سيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، والرفيق عمران الزعبي نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية.

تمّ تشكيل ثلاث لجان توزع عليها السادة أعضاء المؤتمر هي: اللجنة السياسية واللجنة الاقتصادية الاجتماعية واللجنة التنظيمية.

واستمعت اللجنة الاقتصادية الاجتماعية إلى عرض اقتصادي قدّمه الرفيق المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء، كما استمعت اللجنة السياسية إلى عرض سياسي قدّمه الرفيق وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين. واستمعت اللجنة التنظيمية إلى تقرير عن الواقع التنظيمي، وجرى نقاش معمّق للأفكار المطروحة في كل لجنة وفقاً لاختصاصها.

أكد المؤتمر أهمية الدور الذي تتنكبه الجبهة الوطنية التقدمية في الحياة السورية العامة باعتبارها صيغة متقدمة وخلاقة للعمل السياسي، وتضم في بنيتها الأحزاب المعبرة عن الاتجاهات الفكرية والسياسية التقدمية المؤسسة للحياة السورية منذ مطلع القرن الماضي، حيث شكّل تحالفها في إطار الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972 متغيراً وطنياً نوعياً ونواة فاعلة لتعددية حزبية وسياسية، وتجربة ديمقراطية منبثقة من خصوصيتنا الوطنية والقومية.

كما أكد المؤتمر أن الجبهة الوطنية التقدمية التي تضمّ في صفوفها أحزاباً سياسية ومنظمات جماهيرية، تشكل نموذجاً وطنياً بارزاً في التاريخ السياسي السوري الحديث، تعمل على تطوير تجربتها بما يساعدها في المساهمة الأكثر فعالية في بناء سورية، وتعزيز صمودها في مواجهة الحرب الإرهابية الشاملة وتأصيل مفهوم الدولة الوطنية.

أشاد المؤتمر بالدور الذي أدته الجبهة الوطنية التقدمية، بأحزابها ومنظماتها الشعبية، في الدعم المطلق للدولة السورية ومؤسساتها وجيشها وقواتها المسلحة، حيث تحركت هذه الكتلة الشعبية الفاعلة والمؤثرة، في الاتجاه الصحيح، وعملت مع قواعدها المنتشرة على امتداد الجغرافية السورية، بغرض تنمية الوعي الجمعي وتحفيزه على ممارسة دوره في مجابهة محاولات تفتيت المجتمع السوري وتمزيق بنيته.

كما تناول المؤتمر اهتمام الجبهة الوطنية التقدمية بمواكبة المسائل الوطنية الرئيسة كالإصلاح الإداري وإعادة الإعمار وتشجيع المصالحات المحلية على قاعدة أولوية المصلحة الوطنية.

وعبّر المؤتمر عن اعتزازه بالدور البطولي الذي جسّده الجيش العربي السوري والتضحيات التي بذلها في مواجهة الحرب الإرهابية على سورية التي تشنها منذ سنوات قوى دولية واقليمية وعربية، وأشاد المؤتمر بالإنجازات الوطنية الكبرى التي حققها أبطال هذا الجيش مع القوى الرديفة والحليفة في تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية الإجرامية، وآخرها الإنجاز الميداني الهام المتمثل بتحرير الغوطة الشرقية وتنظيف رئة دمشق من دنس الإرهاب ولتدخل عاصمة القرار المقاوم فسحة الأمان المطلق.

وأكد في هذا السياق على مواصلة دعم الجيش والقوات المسلحة والاستمرار برفدها بالطاقات والكفاءات، كما توقف المؤتمر عند الصمود اللافت والمميّز الذي أظهره المجتمع السوري في مواجهة الحرب الإرهابية وآثارها ملتفاً حول قيادته السياسية وجيشه الوطني.

وتوقّف المشاركون بإجلال أمام قامات الشهداء الباسقة، التي غمرت سورية بألق الفداء وشكلت منارات دالة إلى دروب الانتصار ورأى المؤتمر أن الاهتمام بملف أسر الشهداء والعناية بالجرحى من أبطال الجيش والقوات المسلحة هو قيمة عليا يجب أن تنصب من أجلها جهود الجميع أحزاباً ومنظمات شعبية وجمعيات أهلية في مؤازرة جهود الدولة والمؤسسات المعنية في هذا المجال.

تناول المؤتمر ظاهرة الإرهاب التي شكلت الأداة الأساسية في الحرب على سورية خلال السنوات الماضية، حيث قامت حكومات دولية وإقليمية وعربية بخلق وتغذية هذه الظاهرة وتزويدها بكل متطلبات دورها الإجرامي من موارد مالية وعوامل دعم سياسي وإعلامي وعسكري مستهدفة سورية التاريخ وسورية الجغرافيا وسورية الدور.

وأكد المؤتمر دور أحزاب الجبهة ومنظماتها في مواجهة الفكر المتطرّف والإرهابي واستئصال أي امتداد له في المجتمع.

أكد المؤتمر ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية وبوحدة سورية أرضاً وشعباً، وبالحفاظ على الهوية القومية الجامعة، وشدّد المؤتمر على انتماء سورية العضوي إلى جسم المقاومة الذي يتعاظم شأنه وتزداد قوته وصلابته يوماً بعد يوم.

أشاد المؤتمر بالعلاقات المتنامية مع دول صديقة أثبتت بالدليل القاطع وقوفها إلى جانب سورية على أكثر من مستوى، السياسي منها والعسكري، وفي المقدّمة الاتحاد الروسي والجمهورية الاسلامية الإيرانية.

وحيا المؤتمر الأخوة في حزب الله الذي وقف إلى جانب الجيش العربي السوري في المواجهة المصيرية المشتركة.

أكد المؤتمر ضرورة العمل على الارتقاء بالمشهد الاقتصادي السوري إلى مستوى التحديات الراهنة، ووضع الأسس المكينة لبناء اقتصاد وطني قادر على تحمل مسؤوليات الإسهام في تعزيز مقومات الدولة السورية في مرحلة ما بعد الحرب، ويلبي مصالح الإنتاج والمنتجين وحاجات جماهير الشعب.

استعرض المؤتمر واقع الجبهة الوطنية التقدمية والإجراءات المتخذة لتعميق دورها في الحياة السياسية للبلاد، ولتفعيل حضورها الشعبي والجماهيري، وذلك من خلال النشاطات النوعية التي بدأت تؤسس لحالة نوعية تضع الجبهة، حيث ينبغي لها أن تكون، قوة حاضرة في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

أكد المؤتمر التفاف الجبهة الوطنية التقدمية حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي يشكل المعادل الموضوعي لقدرة سورية على إحراز النصر الكامل والناجز على محاولات إضعافها، واستلاب دورها، وتقطيع أوصالها، والذي يشكل في الوقت نفسه الضمانة الوطنية الكبرى، وقامة قيادية عليا.

كما قرأ المؤتمر وقائع ونتائج العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي الخائب على سورية، ورأى المؤتمر أن هذا العدوان الامبريالي الرجعي جاء كمحاولة من الأطراف المعتدية والمشاركة والمشغلة للحرب على سورية من أجل إعاقة ومنع الدولة السورية من استكمال تحرير الأرض السورية من البؤر الإرهابية وإتمام النصر، وخدمة مباشرة للمشروع الصهيوني التوسعي والعدواني.

أكد المؤتمر أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع العربي الصهيوني وأن النضال العربي يجب أن تبقى بوصلته فلسطين وتحرير كامل ترابها المحتل وضمان حق العودة وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

وإذ ينجز المؤتمر العاشر للجبهة الوطنية التقدمية أعماله في غمرة احتفالاتنا بعيد الجلاء وطرد المستعمر الفرنسي من أرضنا، فقد أكد المؤتمر أن السوريين اليوم يواصلون انجاز معركتهم الوطنية الكبرى في سبيل تحرير أرضهم من جميع أشكال الاحتلال والإرهاب من الجولان وحتى لواء اسكندرون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى