صالح: لا بديل عن منطق القوّة سبيلاً لتحرير أمّتنا من الإرهاب الطويل: سورية تواجه الإرهاب وتتصدّى للمشروع الأميركي الأمين: سورية قادرة على إسقاط المخطّطات الاستعمارية كافة

نظّمت منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقفة تضامنية حاشدة تنديداً بالعدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على الشام، وذلك في قاعة مكتب المنفذية بحضور عضو المجلس الأعلى قاسم صالح، منفذ عام ملبورن صباح عبد الله وأعضاء الهية، ناموس المندوبية السياسية سايد النكت، وعدد من أعضاء المجلس القومي.

كما حضر عضو المجلس الاستشاري في وزارة الخارجية والمغتربين عبد الله الطويل، مسؤولو الأحزاب والجمعيات الاجتماعية، وممثلون عن: حزب البعث العربي الاشتراكي، الحزب الشيوعي اللبناني، حركة أمل، تيار المردة، التيار الوطني الحر، الاتحاد الوطني لطلبة سورية، مؤسسة الحوار الإنساني، المركز الإسلامي العلوي الاجتماعي، جمعية سقيلبة، نادي شباب لبنان، تجمع النهضة النسائي. وحضر عن وسائل الإعلام كل من: مراسلة صحيفة «تلغراف»، مندوبة عن وكالة «سانا للأنباء»، ومراسلة إذاعة صوت الجالية السورية، وفاعليات اجتماعية وثقافية.

النكت

افتُتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت تحية للشهداء، ثمّ ألقى النكت كلمة جاء فيها: إن الأمم العظيمة هي الأمم التي تعتصم بالبطولة طريقاً لها للبقاء، هي الأمم التي ينعتق عقلها من أسوار محدودية المكان إلى الوجود وفهم الوجود، إلى متطلبات الحياة والارتقاء بالحياة إلى حياة أجمل وأرقى وأجود.

إن الأمم التي عاشت محدودية المكان حكمت على نفسها بعدم الفاعلية في الوجود، وبالتالي الانعزال، وتلك التي عاشت ما وراء الوجود فقدت نفسها في الوجود، وفقدت كما يقول سعاده الأرض والسماء معاً.

وتابع: سورية أمّ العقل ومصدر القيم الثقافية الإنسانية التي نوّرت العالم ووضعته على سكة الارتقاء الإنساني. سورية طافت بحيويتها فوق أسوار المكان لتفيض على الأمم المجاورة، وأمم الأرض بنِعَم المعرفة لا بل النطق والثقافة والرسالات والتمدّن والرقي.

سورية الحضارة والتاريخ، تواجه المؤامرات والحروب الاستعمارية والإرهابية، تواجه وهابية قاتلة، وتواجه الانحطاط العثماني المتجسّد بأردوغان ومجموعاته، وتواجه يهوه وكيان الاغتصاب اليهودي في فلسطين، وتواجه كل إرهاب العالم، الذي يستهدف بلادنا بالصواريخ القاتلة المحملة برؤوس كيماوية، ويهدّدنا بإرسال الأساطيل والجيوش والمدرّعات وحاملات الطائرات والغوّاصات، من آلات الموت والدمار والخراب التي فتكت بأبنائنا وأحرقت أرضنا وشوّهت حضارتنا.

وأضاف: أرادوا حرق الشام بعد العراق وفلسطين ولبنان لكي يحرقوا وجودنا، لكنّ وجودنا راسخ بفعل قوتنا، القوة التي قال عنها سعاده، «لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ» وقد فعلت في فلسطين ولبنان والعراق وتفعل في الشام، متحدّية غطرسة العالم وقوى الطغيان والإرهاب أجمعين، قوة ترسم تاريخاً جديداً، وترسخ معادلة عالمية جديدة… وبهذه القوة انتصرت سورية على قوى الغطرسة والعدوان وقهرت أدواتهم، وأفشلت أهداف العدوان الثلاثي الأميركي ـ البريطاني ـ الفرنسي.

وختم النكت: في هذا اللقاء التضامني مع سورية، نقول نحن مع سورية لا بل نحن سورية، ونحن مع دمشق لا بل نحن دمشق، ومن هنا من ملبورن نوجّه التحية إلى دمشق وإلى سورية.

الطويل

وألقى عضو المجلس الاستشاري في وزارة الخارجية والمغتربين السورية عبد الله الطويل كلمة أشار فيها إلى أن الحديث عن سورية، هو الحديث عن بلد له مكانته الكبرى في التاريخ القديم والجديد، وهو الحديث عن بلدٍ عرف للقاصي قبل الداني بأنه بلدٌ السلام والوئام، والذي تجمعت اليوم قوى الغدر والعدوان لتقف في وجه مسيرة تقدمه، وهو البلد الذي قدّم القادة والمفكرين والأبطال، ومنهم أنطون سعاده وحافظ الأسد، واليوم تقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد بمواجهة أشرس حرب على البلاد، تقف معلنة تمسكها بمواقفها الثابتة وبدعم قضية فلسطين ورفض المشروع التقسيمي للمنطقة.

وتابع: إن لقاءنا اليوم في هذه الوقفة التضامنية استنكاراً للعدوان الثلاثي على سورية الصمود والمقاومة، تجسيدٌ لما يشعر به كلّ إنسانٍ سوري وعربي، وهذا العدوان لقي استنكاراً عارماً، وفي بريطانيا وقف أعضاء البرلمان البريطاني في وجه رئيسة الوزراء معلنين معارضتهم القوية للعدوان ومطالبين بعدم تكرار ما حدث في العراق وليبيا واليمن، والأمثلة كثيرة.

إن سورية تحارب الإرهاب منذ أكثر من سبع سنوات، وهي متمسكة بمواقفها القومية وتتصدى للمشروع الأميركي في المنطقة المدعوم من دول تابعة أرادت تفكيك سورية وحرفها عن مسارها القومي، ولكن الجيش السوري المدعوم من الشعب السوري وكل الأحرار في العالم، استطاع بعزيمته الجبارة وبقيادة الرئيس بشار الأسد دحر الإرهاب وعكس اتجاه المعركة لتصبح ضد قوى الإرهاب ومن يقف وراءها.

كذلك لفت الطويل إلى أنّ الصواريخ التي سقطت على الأرض السورية في هذا العدوان، دليلٌ على صحة الموقف السوري الذي أوضح خيوط المؤامرة منذ اليوم الأول لهذه الأزمة، واليوم بعد ان تم القضاء على الإرهاب من الغوطة إلى دوما إلى حمص وحلب ودير الزور ودرعا، سيتحقق النصر النهائي في أقرب وقت بفضل جهود وتضحيات جيشنا بقيادة الرئيس بشار الأسد.

وختم الطويل: نقدّر ونثمّن عالياً موقف روسيا وإيران والمقاومة المشرّفة بقيادة السيد حسن نصر الله، وبدعم الشرفاء في جميع دول العالم، ونحن في أستراليا نتابع مراحل الحرب في سورية، ونتابع انتصارات الجيش السوري بانتظار إعلان النصر النهائي، كما نشكر الحزب السوري القومي الاجتماعي لإقامة هذه الوقفة التضامنية، ونؤكد لجاليتنا هنا ولشعبنا في سورية بأننا سنقضي على الإرهاب وسنعيد إعمار سورية لتعود كما كانت، أفضل وجهةٍ سياحيةٍ إقليمياً ودولياً.

الأمين

وألقى ممثل حركة أمل علي الأمين كلمة قال فيها: إن وقفتنا التضامنية في أستراليا هي إدانة بالكلمة للعدوان الهمجي على الجمهورية العربية السورية الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء صارخاً على الدولة السورية العضو المؤسس للأمم المتحدة. إن العدوان الثلاثي ومعه تحالف الراغبين، قد يفتح الباب على مصراعيه لجعل المنطقة ساحة حرب على امتداد قواعد العدوان العابر للأجواء والحدود، الذي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.

وتابع: إن حركة أمل ومعها كل الشرفاء لا يمكنهم أن ينأوا بأنفسهم على استهداف سورية ودورها، خصوصاً أن هذا العدوان في تداعياته يطاول المنطقة بكاملها، فهو أتى متزامناً مع تحرير الجيش السوري مساحات واسعة من الأراضي السورية من سطوة الإرهاب، ومع انصراف لبنان والعراق إلى إنجاز استحقاقاتهما التشريعية، ومع هبّة الشعب الفلسطيني للتأكيد على حقّه في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن حركة أمل بقدر ما تعبّر عن شجبها واستنكارها هذا العدوان، بقدر ما تشيد بشجاعة القيادة والجيش والشعب السوري في تحفزهم وجهوزيتهم وتأهبهم الدائم الذي مكنهم من إسقاط أهداف العدوان. ومن هنا نوجّه تحية اعتزاز إلى سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد والمقاومة الشريفة، كما نحيّي أبطال قوات الدفاع الجوي في الجيش السوري لتصدّيهم البطولي لصواريخ العدو «الإسرائيلي» ومنعها من تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، وذلك بعد أيام على تصدّيهم لصواريخ العدوان الثلاثي وإسقاط العدد الأكبر منها، ما أحبط دول العدوان وأصابهم بالخيبة ومعهم العدو «الإسرائيلي».

وختم الأمين: إن أبطال الجيش السوري أثبتوا للعالم بأسره مدى قوتهم وكفاءتهم وجهوزيتهم للدفاع عن أراضي الجمهورية السورية، كما أثبتوا أن سورية لم تضعف عزيمتها وهي قادرة على إلحاق الهزيمة بدول العدوان، وفي الوقت نفسه مواصلة تطهير الأراضي السورية من جحافل الإرهاب، وبأن سورية الأسد بمساعدة حلفائها لا سيما إيران وروسيا وقوى المقاومة وكل الشرفاء، قادرة على استنهاض الأمة وإنعاش الأمل فيها من جديد وإسقاط كافة المخططات الاستعمارية، وقادرة على صناعة النصر المحقق وإننا لمنتصرون.

صالح

ختاماً ألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح كلمة مركز الحزب، ومما جاء فيها: نلتقي اليوم في ملبورن لنعلن عن إدانتنا العدوان الثلاثي الذي شنّته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على شعبنا في الشام، بدعم من الرجعية العربية والدول الحاضنة للإرهاب بهدف رفع معنويات المجموعات الإرهابية، بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في المقاومة وأبطال نسور الزوبعة، والهزيمة التي ألحقوها بالمجموعات الإرهابية وخصوصاً في الغوطة الشرقية ودوما.

وأضاف: لقد انقلب السحر على الساحر فلم تفلح الصواريخ الذكية التي أطلقتها طائرات العدوان في خرق واضح للسيادة الشامية وتجاوز فاضح للقانون الدولي، من تحقيق أهدافها بل ألحق الضرر بأبنية مدنية وصروح علمية.

وتابع صالح: بدل أن يؤدي هذا العدوان إلى إضعاف محور المقاومة والجبهة الداخلية، فقد شكّل حالة في الاحباط لدى أعداء الأمة فصرح قادة العدوّ الصهيوني بأنّ نتائج هذه الصواريخ الجديدة والذكية تساوي صفراً، فلقد تمكنت الشام وعلى مدى سبع سنوات من مواجهة الحرب الكونية التي شُنّت عليها من أربع أرجاء المعمورة وصدت الأعداء وسجلت الانتصار تلو الانتصار، ودحرت «داعش» و«النصرة» وأخواتهما عن معظم الأرضي المسيطر عليها. وتواصل الشام مع حلفائها تطهير أرضنا من قوى الإرهاب وستتصاعد المواجهة حيث ستؤكد الشام أنها قلب الأمة النابض وقلعة الصمود والمقاومة.

وتابع صالح: التحية إلى دماء الشهداء الزكية التي روت تراب الشام فأزهرت نصراً وتحريراً، وتحية إلى الجيش الباسل الذي قدّم أثمن التضحيات ولا يزال قابضاً على الزناد، وتحية إلى نسور الزوبعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين يقدّمون الشهيد تلو الشهيد لنصرة أمّتهم وعزّتها، والتحية إلى القيادة الشامية الشجاعة والصامدة. وإننا نعلن بالفم الملآن تضامننا ووقوفنا إلى جانب دمشق لأن انتصارها هو انتصار للأمة جمعاء.

وقال صالح: كما في الشام كذلك في فلسطين، فإنّ شعبنا يخوض مواجهة بطولية، وفي الآونة الأخيرة، وللأسبوع الرابع على التوالي في مسيرة العودة التي بدأها بمناسبة يوم الأرض فانطلقت في الثلاثين من شهر آذار ولا تزال، حيث نرى شباب فلسطين وأطفالها ونساءها وشيوخها يتصدّون باللحم الحيّ وبإرادة لا تلين للعدو الصهيوني، ويقدّمون التضحيات والدماء وعشرات الشهداء ومئات الجرحى لإسقاط كلّ المشاريع التي تهدف إلى تصفية المسألة الفلسطينية، ولدفن صفقة القرن التي يحضّر لها الرئيس الأميركي والتي بدأ تنفيذها بقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وأضاف: لقد أثبت شعبنا أنه متمسك بأرضه ويبذل في سبيل تحريرها والحفاظ عليها الدماء ولن تتمكن كل المؤامرات والتهديدات من أن تثنيه عن المقاومة حتى تحرير فلسطين من رجس الاحتلال. وإنني أؤكّد أنّ شعبنا الذي يقدّم هذا الكمّ من الشهداء والدماء على مدى أكثر من نصف قرن لا بدّ أنه سينتصر وستعود فلسطين إلى حضن الأمة عزيزة كريمة ومنتصرة.

وأردف صالح: إننا في الحزب السوري القومي الاجتماعي نؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي يعيد حقوقنا القومية كما أكد زعيمنا سعاده أنّ «القوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره»، وإن الشعب الذي يسلّم نفسه للسلم يسلّم نفسه للعبودية. لذا، لا بديل عن منطق القوة سبيلاً لتحرير أمّتنا من الإرهاب بكلّ مكوّناته والذي يهدّد أمتنا في وجودها ووحدتها وحضارتها وثرواتها. وإننا مصمّمون مع حلفائنا على الاستمرار في حمل راية المقاومة حتى تحقيق النصر على أعداء أمتنا. وإننا ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ.

وتطرّق صالح في كلمته إلى لبنان، وقال: أما في لبنان، فبعد التحرير عام 2000 وهزيمة العدوّ الصهيوني عام 2006، لا تزال دوائر الشرّ والتآمر تمارس الضغط على بلدنا وقوى المقاومة، محاولة التدخّل في شؤونه. وما حصل من حجز حرّية رئيس الحكومة ومحاولة التأثير في الانتخابات النيابية التي ستُجرى في السادس من أيار، هو دليل واضح على أهمية هذا الاستحقاق الذي سيرسم مستقبل لبنان السياسيّ في السنوات الأربع المقبلة.

وختم صالح بالقول: ندعو جميع اللبنانيين إلى المشاركة وبكثافة في صناديق الاقتراع واختيار الشخصيات القادرة على حفظ البلد وصونه من الأخطار، وإسقاط جميع الدعوات المذهبية والطائفية التي تحاول إضعاف لبنان وإسقاطه وتركه لقمة سائغة في فم الأعداء. انطلاقاً من مقولة سعاده «إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»، وسوف تفعلون ليبقى لبنان قوياً سيّداً حرّاً مستقلاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى