شكوك وتساؤلات حول غياب «بن سلمان»!؟

إعداد سماهر الخطيب

في تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي، تاريخ آخر ظهور لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في وكالة الأنباء السعودية، وثقتّ إحدى الصور ظهوره أثناء اجتماع مجلس الوزراء إلى جانب والده الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

في حين كشفت صفحة الأخبار الخاصّة بمحمد بن سلمان، أنّ آخر اجتماعين وردا فيها له يعودان إلى تاريخ الحادي والعشرين من شهر نيسان خلال اللقاء الذي جمعه مع الرّئيس الجيبوتي، وبعد ذلك خلال جلسة اجتماع لجنة الاقتصاد والتنمية في تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان لتختفي بعدها أخبار ولي العهد السّعودي عن صفحة الوكالة الرّسمية السّعودية الرّسمية.

ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لم يصدر أي خبر حول محمد بن سلمان على موقع وكالة الأنباء السّعوديّة الرّسميّة. سوى تلك البرقيات الصادرة باسمه!

كما أنّ صفحة الصّور التّابعة للوكالة الرّسميّة السّعوديّة فإن آخر الصّور التي تتعلق بمحمد بن سلمان تعود إلى تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي في ملف صور حمل عنوان «معرض صور ولي العهد»، أي بعد 3 أيام من تاريخ حادثة الخزامي ، كما سبق ونوّهنا عنها.

في هذا الصّدد، نشرت إحدى الوكالات الإعلامية تقريراً حول مصير بن سلمان آخذة بعين الاعتبار «تاريخ الحادي والعشرين من شهر نيسان الماضي»، حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي «مقطع فيديو حول إطلاق للنار قرب أحد القصور الملكية السّعودية في منطقة الخزامي قرب الرّياض».

وأفادت الوكالة «أنّه وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على حادثة إطلاق النار في محيط القصر الملكي السّعوديّ، ولا يزال النّاشطون والمواطنون السّعوديّون يطلقون تحليلات مختلفة حول مصير ولي العهد السّعودي محمّد بن سلمان».

فيما تعدّدت التحليلات والآراء حول مجريات تلك الليلة من بينها «فرضيّات حول محاولة لاغتيال بن سلمان إلا أنّ الرواية الرسمية للحكومة السعودية شككت كثيراً في هذه التحليلات»، معتبرة أنّ «الفيديو الذي انتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي سبّب ردّات فعل واسعة في المجال الافتراضي ووسائل الإعلام العربية والغربية سرعان ما ردّت شرطة الرّياض على التّحاليل حول هذا الفيديو والفرضيّات التي أُطلقت عن حادثة إطلاق النّار حول القصر الملكي السّعودي»، بحسب الوكالة.

إلا أنّه وبالرغم من تشكيك السلطات السعودية بتلك التحليلات لكن يبقى لأحدها نوع من الإمكانية في الحصول، والتي تقول بـ «محاولة بعض الأمراء تنفيذ انقلاب على محمد بن سلمان». وبشكل خاص عقب الإجراءات والاعتقالات التي قام بها بن سلمان ضدّ أفراد الأسرة الحاكمة تحت ذريعة «مكافحة الفساد».

وتابعت الوكالة في تقريرها، «يُمكن وضع ما جرى في أواخر نيسان الماضي بين إطارين: إما إطلاق نار على طائرة مسيّرة دخلت أجواء القصر الملكي، وإما اشتباك مسلّح داخل القصر الملك السّعودي في محاولة لبعض الأمراء لتنفيذ انقلاب على محمّد بن سلمان ووالده سلمان بن عبد العزيز».

وأضاف التقرير «أنّ ما حدث كان خلافاً للمزاعم الرّسميّة السّعودية حول أن إطلاق النّار كان على طائرة مسيّرة، بحسب النّاشط السّعودي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وأكّد في سلسلة تغريدات له «إنّ إطلاق النّار كان سببه هجوم عبر سيّارات قامت بإطلاق نار عشوائي وكثيف». ونوّه التقرير إلى أنه «حتى اليوم لم تتضح هوية المهاجمين الذي نجحوا في الاختفاء كما لم تتضح بعد صورة الخسائر التي لحقت جرّاء الهجوم».

في حين أشارت معلومات إلى أنّ «تمّ نقل محمد بن سلمان إلى قاعدة عسكرية على أطرف الريّاض ووضعه تحت الحماية المباشرة للعسكريين الأميركيين». وتمّ إغلاق المجال الجّوي أمام كل الرحلات الجوّيّة العسكرية والتّجاريّة، فيما أشارت هذه المعلومات إلى تحليق للمروحيّات المتعلّقة بالحرس الخاص لابن سلمان، بحسب التقرير.

ويكشف مسؤولون سعوديون بأنّ «قوات الأمن السّعودية أسقطت طائرة مسيّرة على أطراف القصر الملكي». وأصدرت وسائل الإعلام السّعوديّة بياناً للملك السّعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان توجّها فيه لـ «وزير الداخلية»، أثنيا فيه على أدائه وأداء «الأجهزة الأمنية السّعودية».

وبالعودة إلى التقرير، ذكر بأنّ «بن سلمان قام باتّخاذ إجراءات متّعددة في أعقاب الحادث وقرّر منع سفر أفراد العائلة الملكية إضافة إلى المسؤولين السّعوديين رفيعي المستوى الى خارج السّعودية، وذلك في أعقاب القلق الذي عايشه في ليلة السّبت تلك، حيث كان يخشى أن ابن عمه محمد بن نايف يخطط لإطاحته من منصب ولاية العهد».

في الأثناء يزداد الغموض يحوم حول مصير بن سلمان منذ تاريخ تلك الليلة حتى اليوم ليس هناك من سبب أو تعليل لعدم مشاركة بن سلمان في اجتماعات مجلس الوزراء السعودي أو حتى إطلالة إعلامية أو صورة للقاء ما على الملأ. وإذا ما رجحنا سيناريو الانقلاب ضمن الأسرة الحاكمة فهل نجح ذاك السيناريو أم أنّ ولي العهد مختبئ في مكان ما حتى لا تتم تصفية أو معرفة مَن قام بالانقلاب!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى