عيد المقاومة.. بقعة ضوء تتوسّع

نظام مارديني

اليوم تمرُّ الذكرى الـ 18 لعيد المقاومة اللبنانية بفروعها كافة بعدما دحرت العدو الصهيوني ليس من جنوب لبنان نهائياً وبغير رجعة، بعدما دحرتها أفواج من الشباب القومي والشيوعي والناصري من بيروت والجبل.. ولعلنا هنا نعيد إلى الذاكرة عمليات الويمبي ومحطة أيوب للقومي، وصيدلية بسترس للشيوعي، كعمليات نوعية دفعت العدو الى القول: لا تطلقوا علينا النار إننا راحلون راحلون.. ورحلوا منهزمين.

ففي كل عام تتوسّع بقعة الضوء المقاومة.. تكبر وتكبر، تنمو.. وتصير أغماراً من الفعل المناضل والإرادة الحرة لوقفات عز تتلاحق وتتعاظم.

وفي كل عام تجدّد المقاومة لغتها ونبض كلماتها وسحر حروفها، كي تليق بوطن الحرية والحق، نورثها كتاب عزّ لأجيالنا، الحاضرة وتلك التي لم تولد بعد، لتبني مستقبلها غير هيّابة من عدو أذلّتْه وهو يصرخ «إننا راحلون إننا راحلون».

بين أيار القديم 1948 وأيار الجديد 2000 تتمثّل شخصيتنا، وتختصر قضية أمتنا.. ومن خلال التاريخين ننظر إلى حياتنا بفرح.

منذ إنشاء فرقة الزوبعة الحمراء دفاعاً عن فلسطين، واستمرارها في نسور الزوبعة دفاعاً عن لبنان، ها هم النسور أنفسهم يدافعون عن وحدة سورية وكرامتها، مدركين أن «أزمنة مليئة بالصعاب تأتي على الأمم الحية، فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة».

لعل ما تعانيه سورية اليوم من مؤامرة تستهدف دورها الداعم للمقاومة يكشف حجم الخطر الذي باتت تشكله هذه المقاومة على أجندات قوى الغرب الاستعماري وربيبتها «إسرائيل» ومشيخاتهم في الخليج، التي أضحى بقاء كياناتها مهدداً تحت تعاظم قوة واستعداد المقاومة الدائم لاسترجاع ما تبقى من أرض محتلة والدفاع عن حقوق شعبنا، رغماً عن «صفقة ترامب».

للألماني غانتر غراس «لا تستغربوا أن يكون الله قد صنع بعض السياسيين هكذا، ربما ليلهو بتلك المخلوقات العجيبة»!

في أفران عالية الحرارة.. يسخن الحديد ليُستخرج منه الحديد الزهر.. نقياً صلباً مثلما نيران النضال تصهر الرجال من مقاومتنا العظيمة في أتونها ليخرجوا أكثر نقاءً، وأشد صلابة.

فالسلام على مقاومتنا الغالية التي علمتنا منذ أطلق الزعيم أنطون سعاده شرارتها في فلسطين المحتلة، وكان القوميون أولى القوى التي حملت السلاح لمواجهة جحافل اليهود التي جاءت وهي تحمل خرافاتها. ولعلنا نتذكر هنا كيف تباهى الضابط البريطاني وهو يسحب زر الزوبعة من على ياقة جاكيت الشهيد سعيد العاص ويقول «لقد قتلنا قومياً».. السلام عليها ونحن نخوض لهيب الحياة المستعر لنكون أكثر صلابة في مواجهة الأزمات.

ففي هذه الذكرى الـ 18 المباركة ندعو كل أبناء أمتنا إلى الجهاد، لأن النيات ما قامت يوماً مقام الأفعال.. ولن تقوم.

لنكن أكثر وضوحاً ونقول إننا في محيطنا القومي وضعنا لقرون داخل ثقافة اللامعنى حتى نبتت المقاومة كسنبلة القمح، لأن قوة أمتنا في إيمانها وفي قوتها، وليس في ضعفها، والضجيج التوراتي في رؤوس ساسة الخليج وتركيا لن يكون أكثر من ضجيج!

للشاعر القومي الشهيد كمال خير بك:

«فليذهبوا.. صفقة الإذلال باطلة

وليرقصوا كيفما شاؤوا من الطربِ

حسابنا مقبل: والليل مملكة

للخائفين على التيجان والرتبِ».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى