الجنرال الصهيوني المتقاعد كوبي ماروم مشرّحاً انتصار لبنان عام 2000 وتداعياته

أعدّه للنشر: جلال شريم

بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لاندحار العدو عن لبنان، وتحقيق حلم التحرير والانتصار، نشر الجنرال الصهيوني المتقاعد «كوبي ماروم» مقالاً مهماً، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عرض فيه بعض الخفايا والتفاصيل التي تُبرز مدى قوة الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان ومدى تأثير ذلك على الكيان الغاصب، ونظريته في الردع والدور الذي لعبه انتصار لبنان في تحفيز الانتفاضة الفلسطينية.

وتُبيّن القراءة بين سطور المقال مدى العمق الذي حفره الخامس والعشرين من أيار للعام 2000 في اللاوعي الصهيوني، كاوياً الكثير من الطموحات العبرية، وناثراً بذور الأمل في فضاء أمتنا الذي كان داكناً بالهزائم، ليضع فعلياً التحديات الجسام أمام هذا الكيان للمرة الأولى في تاريخه.

لعلّ هذا المقال، بما حوى وبموقعية كاتبه، أهمّ ما تمّ نشره في هذا الذكرى.

والعقيد الصهيوني المتقاعد كوبي ماروم أو يعقوب مويال هو يهودي من مواليد مكناس المغربية، في العام 1960. وانتقل مع عائلته إلى فلسطين المحتلة بعد ذلك بثلاث سنوات.

انتسب ماروم الى لواء غولاني في جيش العدو في العام 1978 حيث شارك في اجتياح العام 1982، كضابط عمليات. وإبان فترة الاحتلال ساهم في الكثير من المهمات الخاصة في جنوبي لبنان، لا سيما في قرية أرنون، ووادي السلوقي. وتولى مناصب قيادية متعدّدة ختمها بقيادته للقطاع الشرقي في الشريط الحدودي المحتلّ حتى التحرير، وكان ملاصقاً لقائد قوات العدو في لبنان الجنرال الصهيوني ايرز غيرشتاين الذي طالته يد المقاومة بعبوة على طريق كوكبا بتاريخ 28-2-1999. والجدير بالذكر أنّ كوبي ماروم هو القيادي الذي استهدفه الشهيد علي أشمر بعمليته الاستشهادية بتاريخ 20-3-1996 وحينها أصيبت مركبته، لكنه نجا كما يظهر في إحدى الصور المرفقة.

أُحيل ماروم للتقاعد بعد تحرير جنوبي لبنان، بحوالي سبعة أشهر، لينتقل للعمل كباحث في معهد يحمل اسم: «مكافحة الإرهاب»! في مركز هرتسليا العبري.

وفي ما يأتي النص الكامل للمقال:

18 سنة خارج لبنان: الشجاعة والثمن الكبير والفرصة الضائعة

في الأسبوع الماضي، شهدنا ذكرى مرور 18 سنة على الانسحاب من لبنان. وكشخص خدم هناك لعقود من الزمن، متنقلاً من جندي مقاتل إلى عضو في قيادة لواء غولاني ثم كقائد للقطاع الشرقي في التسعينيات، أرى أنه من الجيد دراسة العملية وآثارها الاستراتيجية، وأعتقد انّ الوقت الآن مناسب لفهم الوضع في مرتفعات الجولان والجليل وجنوبي لبنان.

«شجاعة باراك»…

بداية أرى أنّ القرار الذي اتخذه آنذاك رئيس الوزراء ووزير الدفاع إيهود باراك بالانسحاب من جانب واحد كان دراماتيكياً لكنه كان شجاعاً وصحيحاً ومناسباً، في ظلّ ظروف دقيقة وتحت قيود صعبة، لا سيما معارضة القيادة العسكرية. والحقيقة أنّ محاولة التوصل إلى اتفاق حول الانسحاب مع السوريين، وبالتالي مع لبنان، لم تنجح، كلّ ذلك جعل خطة الانسحاب معقدة وتنفيذها أشدّ تعقيداً.

قاد باراك يومها تحركاً دبلوماسياً مهماً في مجلس الأمن على أساس أنّ الانسحاب سيتمّ تحت غطاء الأمم المتحدة ما يضفي الشرعية على الخطوة «الإسرائيلية» بصفتها استكمالاً للقرار الدولي 425، وينزع بذلك حجة حزب الله في «مقاومة المحتلّ الصهيوني». وهي الحجة التي زادت من القوة السياسية للمنظمة «الإرهابية»! في البلاد، وبالتالي سيفقد حزب الله أيّ مبرّر على الصعيد الدولي لاستمراره في محاربة «إسرائيل»، وعلى الصعيد اللبناني الداخلي أيضاً.

نستطيع القول إنّ تلك الخطوة الانسحاب فاجأت حزب الله من نواح عديدة وخلقت واقعاً سياسياً معقداً بالنسبة له.

ليلة تحطم الطوافات

بدأت الظروف المؤدّية إلى الانسحاب قبل ذلك بفترة، وبالتحديد في ليلة شتاء باردة ومظلمة في الرابع من فبراير/ شباط من العام 1997، عندما تحطمت مروحيتان من طراز «ياسور» فوق موشاف شير يشوف فوق سهل الحولة في القسم الشرقي من الجليل المحتلّ وكانتا في طريقهما إلى لبنان. وبالنسبة لي، بصفتي قائد هؤلاء الجنود الـ73 الذين سقطوا في هذه الكارثة وكقائد للقطاع الشرقي في لبنان، كانت تلك أطول ليلة في حياتي وأكثرها صعوبة. لا توجد مدرسة تدريب، ولا حتى «جيش الدفاع الإسرائيلي» أو أي مكان آخر، يمكن أن يؤهّلك للتعامل مع مثل هذه الخسارة الضخمة، هي ليلة اختبار هائل للقيادة وذاكرة مشتعلة مستمرة.

من الواضح الآن للجميع أنّ هذا الحدث كان حافزاً لاتخاذ قرار الانسحاب من لبنان من جانب واحد. كانت تلك الكارثة صدمة كبيرة للغاية على المستوى الوطني، إلى درجة أنها قادت المجتمع في «إسرائيل» والقيادة أيضاً للتعامل بجدية مع أسئلة جادة لأول مرة حول مدى ضرورة وجود المنطقة الأمنية والثمن المؤلم والمرتفع الذي ندفعه للاحتفاظ بها.

«الأمّهات الأربع» على حق

دعت حركة «الأمهات الأربع»، التي تأسّست بعد «الكارثة»، إلى انسحاب فوري للجيش من لبنان.

أنا شخصياً يومها أمرت بإرسال آلاف المقاتلين إلى لبنان، واعترضت على احتجاجهن ولا سيما على بعض التصريحات التي رافقت تحركهن. لكن رأيي اليوم مختلف تماماً. لقد قدن، هؤلاء النساء الأربع، احتجاجاً تحدّى مفهوم الأمن الإسرائيلي في المنطقة الأمنية، وواجهن استجابات مزعجة وغامضة من قادتنا.

القيادة العسكرية نظرت إلى الاحتجاج على أنه يشكل نقطة ضعف في «المجتمع الإسرائيلي» الذي قبل التحدي في لبنان، من دون أن تدرك هذه القيادة أنها كانت عملية تغيّر عميقة في مجتمع بدأ يطرح أسئلة حول جدوى قتال طويل الأمد: ما هي مبرّراته؟ وما هو ثمنه؟

لكن حركة الأمهات الأربع تابعت احتجاجها، وتمّت تغطيتها من قبل عدد من الصحافيين والمراسلين الإعلاميين الذين ساندوا مطلب العودة إلى الحدود الدولية الانسحاب .

بين تموز وأيار

بعد كلّ تلك الإرهاصات غدا من المقرّر أن يتمّ الانسحاب في يوليو/ تموز 2000، ولكن في خطوة مفاجئة، قام حزب الله عملانياً بنقل الآلاف من مؤيديه إلى ما وراء «الخط الأحمر» في المنطقة الأمنية في أيار/ مايو من ذلك العام، ليطيح بجيش «لبنان الجنوبي»! بأكمله من دون إطلاق رصاصة واحدة. وكان وقع المفاجأة كبيراً بحيث لم يسمح بجلب ألوية عدة من الجيش «الإسرائيلي» من أجل تثبيت الأمر الواقع ونشر الأمن. حينها قرّر باراك ورئيس الأركان الانسحاب على وجه السرعة وفي غضون 48 ساعة. لكن ذلك لم يمرّ دون أن ندفع ثمناً كبيراً.

الثمن الكبير

كانت صور انسحابنا من لبنان غير مريحة لنا، عند نقلها عبر الإعلام. وتمّ توثيق قيام حزب الله بالاستيلاء على معدات «جيش الدفاع الإسرائيلي» حتى عند الحدود الدولية.

وفي مشهد موازٍ وقف الآلاف من أعضاء «جيش لبنان الجنوبي» في طوابير لا نهاية لها عند المعابر الحدودية للهروب الى «إسرائيل».

في رأيي، كان هناك سوء تقدير واضح لمدى ضرر هذه الصور وشدة وقعها، لأنها لن تخلق الشعور بالهروب والهزيمة وكيّ الوعي عند «الاسرائيليين» فحسب، بل ستؤثّر أيضاً على «لاعبين آخرين» في المنطقة.

اللاعب الأول كان الجمهور الفلسطيني، الذي أطلق بعد حوالي عام ونصف العام «الانتفاضة الثانية». وهناك آخرون في الشرق الأوسط نظرت إلى الأمر قائلة: «الإسرائيليون يهربون من لبنان لأنهم لا يفهمون إلا لغة القوة».

جيش «لبنان الجنوبي»

وقف جيش «لبنان الجنوبي» لعقود إلى جانب قوات الدفاع «الإسرائيلية» في المنطقة الأمنية، لكن قرار إبعاده عن فكرة الانسحاب وجداوله الزمنية كان مبرّراً على خلفية الخوف من «الخرق» الاستخباراتي الكبير داخله.

ومن ناحية أخرى، كان التفكير في أنّ جيش «لبنان الجنوبي» سيصمد في هذه الظروف حتى لا تفشل خطة الانسحاب كان خطأ فادحاً، لأنه وبمجرد أن نقل جيش «الدفاع الإسرائيلي» مواقعه الأمامية إلى جيش «لبنان الجنوبي» وعندما فهم عناصره أنّ «إسرائيل» تغادر المنطقة، بدأوا بالفرار والتفكك، ما سمح لحزب الله بالاستيلاء على المنطقة الأمنية وتفكيكها برمّتها.

لقد اعتنت دولتنا بالآلاف من أعضاء هذا الجيش، وأنفقنا مبالغ كبيرة من المال في التزام أخلاقي تجاه أولئك الذين قاتلوا إلى جانبنا وعلى حدودنا الشمالية، ودفعنا معاً ثمناً بشرياً كبيراً، لذلك علينا اليوم مواصلة مساعدة هؤلاء الناس. بدل نشر صورهم القاسية على بوابات الحدود الشمالية لـ«إسرائيل».

فرصة استراتيجية ضائعة

إلى جانب القرار الصحيح والشجاع بالانسحاب، كانت هناك فرصة استراتيجية ضائعة. كان ينبغي أن يكون التحرك الأحادي الجانب من قبلنا الانسحاب ، والاتفاق مع الأمم المتحدة، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن تكمل «إسرائيل» الانسحاب بموجب القرار 425، أداة لتغيير قواعد اللعبة على الحدود الشمالية وبناء ردع فعّال من جانبنا.

كلّ ذلك ذهب أدراج الرياح وأظهر أنّ سياسة «إسرائيل» للضبط والاحتواء كانت خاطئة، ونابعة من رغبة زائفة في تجنّب فتح جبهة أخرى موازية للانتفاضة الفلسطينية الثانية. وتجلى ذلك في اختطاف الجنود الثلاثة في هاردوف في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2000 ، وهجوم مستوطنة ميتسوفا في مارس/ آذار 2002 .

لقد سمحت سياستنا هذه لحزب الله وللإيرانيين بإقامة «دولة إرهابية»! ذات سيادة في جنوب لبنان ثم تعزيزها، عند الحدود الدولية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. كما أدّت نتائج حرب لبنان الثانية 2006 والقرار 1701 إلى تعزيز هذا الواقع الذي سمح ببناء ترسانة أسلحة ضخمة لها هدف استراتيجي واضح، وهو ردع «إسرائيل» عن مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.

خطر يتنامى

عندما دخل حزب الله اللعبة السياسية بقوة في لبنان عام 2009 عبر انتخابات عامة، واجهنا واقعاً معقداً يضمر لنا التهديد: فلبنان تحت سيطرة «منظمة إرهابية إيرانية شيعية»! تمتلك آلاف الصواريخ والقذائف، والكثير منها يهدّد المواقع الاستراتيجية في «إسرائيل».

نعم، من المستحيل تجاهل الإنجاز الاستراتيجي لسنوات من الهدوء والردع على الحدود اللبنانية، لكن في المقابل لا تزال الصواريخ تتربّص بنا من هناك.

إنّ سياستنا في ضبط النفس غير صائبة. كان علينا الردّ على أحداث هاردوف مزارع شبعا وميتسوفا شلومي ، بدعم شرعي داخلي ودولي، لأنّ ذلك كان يمكن أن يخلق واقعاً مختلفاً بردع أكثر فاعلية، ومن شأنه أن يمنع تدهور الأمور الى ما شهدناه في حرب لبنان الثانية 2006 . بالإضافة إلى ذلك، فإنّ اتفاقاً سياسياً غير الذي حصل بعد حرب الـ 2006 كان من الممكن أن يحبط، بلا أيّ لبس، عملية تقوية حزب الله وإيران في لبنان على مرّ السنين.

مراجعة ضرورية

بعد عقدين من الزمن على انسحابنا من لبنان، حان الوقت لإجراء بحث عام، واسع النطاق وجدي، في «إسرائيل» حول السنوات التي تمّ نسيانها في لبنان.

على مدى عقد ونصف العقد، شارك عشرات الآلاف من الجنود في حرب استنزاف صعبة ومؤلمة، مع قدر كبير من العبث الاستراتيجي، بثمن لا يُطاق، بدون طائل ودون أيّ انتصار، مثل الحرب الأخرى المنسية على ضفاف قناة السويس في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي.

لقد حان الوقت للمجتمع «الإسرائيلي» أن يعرب عن تقديره وشكره لعشرات الآلاف من الجنود الذين قاتلوا «إرهابيّي» حزب الله حفاظاً على أمن شمال البلاد. وهذا الاعتراف سيعطي بعض الراحة لعائلات القتلى وللجنود المنسحبين، وربما يعبّر عن تقدير للكثيرين ممن يحملون ندوب تلك الحرب المستمرة في أرواحهم وأجسادهم. وهذا بالنسبة لي هو التزام أخلاقي للجيش والمجتمع.

نعم كانت حرب لبنان مهمة ومؤثرة. ويجب ألاّ ننسى فضل رئيس الأركان الراحل أمنون شاحاك، الذي فهم أنّ مسألة محاربة حزب الله كمنظمة حرب عصابات، تطرح علينا تحديات معقدة، ويجب أن يكون «جيش الدفاع الإسرائيلي» مستعداً. وقد فعل الكثير لتحقيق ذلك. وقد أنتجت لنا حرب لبنان جيلاً من القادة، بما في ذلك أعضاء في قيادة الأركان العامة حالياً.

الثمن والحرب القادمة

وضعت الحرب في لبنان «مسألة الثمن» الذي سندفعه على بساط البحث في «إسرائيل»، وهي مسألة كان يُنظر إليها قبلاً على أنها غير ضرورية.

لقد تمّ اختبار «مسألة الثمن» بشكل متكرّر في السنوات الأخيرة، في لبنان على وجه الخصوص، وفي الساحة الشمالية بشكل عام، وفي المواجهات في قطاع غزة.

إنّ الخوف من وقوع ضحايا في القتال يشكل «سلسلة قابضة» على عنق القيادة عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات صعبة، وسيبقى يعتمد على المفاجآت التي لا تزال تنتظرنا.

من خلال تجاربي في لبنان أعرف أنّ المقاتلين الذين سقطوا كان يمكن أن يخدموا في «قواعد خلفية» في ظروف مريحة، لكنهم تطوّعوا للعمل في أكثر المهام صعوبة وخطورة، في «الشقيف» و»الريحان» و»السلوقي»، ضدّ معاقل حزب الله ومقاتليه.

هم سقطوا خلال تأدية مهمات في لبنان، فغدوا لنا منارة أخلاقية ورسالة تحفزنا للمساهمة في «جيش الدفاع الإسرائيلي» وفي الدولة، التي يجب أن تكون قدوة أمام الجيل الشاب الذي يحمل شعلة الأمن.

لا تزال تحديات الساحة الشمالية متقدّمة ويجب أن نعترف بالحرب المنسية في لبنان. ومن المطلوب أن نعترف بالآثار الاستراتيجية الهائلة للقرار المتعلق بالانسحاب ومعالجتها والحدّ من تداعياتها. ويجب أن ندرك الحاجة الحيوية لسياسة طويلة الأجل على حدودنا الشمالية، وأهمية الصورة النهائية لأيّ حرب قادمة. فمن الضروري أن نفهم مدى أهمية نتيجةٍ واضحة لا لبس فيها لـ«إسرائيل»، يمكن ترجمتها إلى إنجازات استراتيجية.

لا تزال التحديات في الجبهة الشمالية قائمة بجدية، وهي استحقاق سوف يأتي بلا شك.

هوامش:

إشارة الى عملية خطف جنود العدو من قبل حزب الله في مزارع شبعا المحتلة.

إشارة الى عملية شلومي التي قام بها مجاهدان من حركة الجهاد الإسلامي، وهما: غسان محمد الجدع 21 عاماً من مخيم المية ومية، ومحمد مصطفى عبد الوهاب 22 عاماً من مخيم شاتيلا، اللذان تسللا الى شمالي فلسطين من لبنان ونفذا عملية نوعية في مغتصبة شلومي، رداً على جرائم العدو المتواصلة، إثر ارتقاء 31 شهيداً في جباليا ورام الله، إبان انتفاضة الأقصى المبارك التي اندلعت في أيلول/ سبتمبر من العام 2000 ويومها أعلن العدو عن مصرع ستة من جنوده ومستوطنيه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى