تداعيات الاقتراع اللبناني في موسكو صوت غير مجدٍ أثار جدلاً كبيراً

إبراهيم وزنه

في ضوء التسابق الذي حصل قبل يوم واحد من انطلاق نهائيات كأس العالم في موسكو بين الملف الأميركي المشترك والملف المغربي للفوز بتنظيم مونديال 2026، اقترع الوفد اللبناني المشارك في الجمعية العمومية لمصلحة الملف الأميركي ـ الكندي ـ المكسيكي ضارباً عرض الحائط بالقرار المتخذ في بيروت قبل السفر، مع الإشارة إلى أن سبع دول عربية قامت بالأمر نفسه، فيما 14 أعطت صوتها لمصلحة الملف العربي، وهنا لا بدّ من التوضيح بأن الاقتراع اللبناني جاء على عكس توجّهات الاتحاد وتمنيات وزارة الشباب والرياضة التي كان وصلها كتاب من السفارة المغربية في لبنان عبر بوابة وزارة الخارجية اللبنانية يتضمّن المناشدة لدعم ملف المغرب المونديالي.

في بيروت، ما أن تمّ الإعلان عن وجهة الصوت اللبناني في موسكو حتى اشتعلت المواجهة بين رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر والوفد الموجود في العرس الكروي العالمي، مع الإشارة إلى أن حيدر آثر عدم التصريح لحين عودة زملائه، ليبادر وزير الشباب والرياضة الحاج محمد فنيش معلناً امتعاضه مما حصل، مطالباً الاتحاد بضرورة توضيح الصورة، ولاحقاً اجتمع مع المعنيين باتخاذ القرار المخالف للمتفق عليه بحضور مدير عام الوزارة زيد خيامي، وفي ضوء الاجتماع تمّ تحميل الاتحاد المسؤولية الكاملة عمّا آلت إليه الأمور. وبعد الاجتماع بقيت إجابات من استفسرنا منهم الموضوع مبهمة وتبريراتهم غير واضحة. والبعض غاب عن السمع، فيما الشارع الكروي يفصّل كما يشاء والإعلام الرياضي ينسب التصريحاًت تارة إلى نائب الرئيس ريمون سمعان وأخرى إلى الأمين العام جهاد الشحف، فيما سمعان الدويهي المعترف باقتراعه الإلكتروني بالنيابة عن ريمون سمعان يقول مرتاحاً بأن «كافة الأمور ستتوضح قريباً». الأكيد بأن اجتماعاً سيعقد عصر اليوم، وعلى جنباته ستتخذ جملة القرارات الحاسمة، وربما تنهي ولاية الاتحاد الحالي عند هذا الحدّ.

وفي إضاءة على ما دفع الوفد الاتحادي للتصويت في الاتجاه المعاكس، يُحكى عن إغراءات قُدّمت له من الاتحاد الآسيوي ورئيسه البحريني، بالاضافة إلى مراعاة الرغبة السعودية التي قام مندوبها بعمليات استقطاب ميدانية أثناء البدء بعمليات التصويت، وصولاً إلى الاقتناع التقني ـ الفني ـ الرياضي.

يبقى أن المخرج الوحيد، الذي كان ممكناً، بحسب مصدر خبير، هو أن لا يصوّت اللبنانيون إطلاقاً، لا للمغرب، ولا لأميركا، كما فعلت إيران، والتصويت من عدمه لا ينفع أي الملفين! لكن اللافت أن الاتحاد الذي يحمّله البعض المسؤولية بشأن ما حصل، بدا في خندقٍ واحد خلال الاجتماع مع الوزير، وذلك بعد اقتناعه بتوضيحات وفده، الذي كان رئيسه واضحاً بأن أحداً لم يتصل به من أي وزارة، طالباً التصويت للمغرب، بل إن قرار اتحاده كان قد اتخذ ضمن هذا السياق، علماً أن قلّة تعرف بأنه خلال انتخابات الاتحاد العربي الأخيرة لم يصوّت المغرب لمصلحة عضو الاتحاد اللبناني محمود الربعة. يبدو أن الوزارة تريد موقفاً من الاتحاد، ولا تريد إحراجه أمام الفيفا، حيال ذلك أبدى سمعان للوزير فنيش رغبته بتقديم استقالته، ليردّ الأخير بأن «هذه المسألة هي شأن اتحادي داخلي».

حتى هذه اللحظة، ترى وزارة الشباب والرياضة أن ثمة خطأً حدث لجهة منح الملف الأميركي المشترك صوتاً لبنانياً، جاء تلبية للرغبة السعودية، لكنها تريد «كبش فداء» من الاتحاد، لكي لا يحسب موقف الوزارة نفسها تدخلاً سياسياً في كرة القدم، وهو أمر قد يكون عقاب الفيفا عليه شديداً، وإن غداً لناظره قريب!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى