مسيرة الحُدَيْدة: قوى العدوان تهدف إلى فرض الهيمنة على اليمن

تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، وقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جهة أخرى، وقُتل وجرح العديد من قوات التحالف السعودي في قصف مدفعي عند المدخل الجنوبي لمطار الحُدَيْدة.

فيما تظاهر الآلاف من سكان الحُدَيْدة في مسيرة مؤكدين من ميناء الحُدَيْدة أنّ «التحالف السعودي يهدف إلى فرض السيطرة على اليمن كاملاً ويدعو الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها».

بيان الحُدَيْدة

في هذا الصّدد، قال المشاركون في مسيرة الحُدَيْدة «إنّهم خرجوا ليؤكدوا للعالم أجمع أنّ قوى العدوان تهدف إلى فرض الهيمنة على اليمن كاملاً».

وجاء في بيان صادر عن المسيرة في مؤتمر صحافي عُقد من ميناء الحُدَيْدة، أنّ «ما تتحدّث عنه قوى الغزو الأجنبي من أسباب وذرائع واهية لا يمكن أن ينطلي على أحد»، مضيفاً «أنّ حملات قوى الغزو الأجنبي الإعلامية التضليلية المصاحبة لمحاولتها الهمجية في الساحل الغربي لا يمكن أن يصدقها أحد».

وشدّد البيان على أنّ «أفعال قوى العدوان في عدن والخوخة وكل المناطق المحتلّة تنسف كل تضليل إعلامي»، مضيفاً «نحن أبناء تهامة سنقف جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش واللجان الشعبية وإخواننا من كل المحافظات للدفاع عن تهامة».

وتابع البيان «لو حشدت قوى العدوان كل جيوش الدنيا فلن تتغيّر قناعات أبناء تهامة بأنها قوى غازية همجية محتلّة. وسنظل ننظر إلى معركة الدفاع والتحرير بقدسية»، محمّلاً «دول العدوان الأميركي السعودي الإماراتي وحلفائه المسؤولية الكاملة عن جرائمها وعن الحصار وتبعاته، لكونها تمثل خرقاً لمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية».

واعتبر البيان أنّ «بيانات الأمم المتحدة تؤكد أنّ المنظمة الدولية ما تزال بعيدة عن الحقيقة التي تلزمها بأن تحمّل المعتدي المسؤولية الكاملة»، داعياً الأمم المتحدة إلى «تحمّل مسؤوليتها والقيام بدورها في حماية المواطن وإيصال المساعدات له».

مواجهات عنيفة

على صعيد ميداني، أعلن مصدر عسكري يمني أنّ «سلاح الجو المسيّر شنّ عدداً من الغارات على تجمعات قوات التحالف السعودي في الساحل الغربي».

وتتواصل المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة وقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى، في حين قُتل وجرح العديد من قوات التحالف السعودي في قصف مدفعي عند المدخل الجنوبي لمطار الحُدَيْدة.

يأتي ذلك في ظل اشتداد المواجهات بين الطرفين في أماكن متفرقة من ساحل النخيلة ومنطقة الجاح بعد يوم واحد فقط من استعادة الجيش واللجان السيطرة على قرية الشيخلي الواقعة بين منطقة الجاح في مديرية الحسينية ومنطقة المجيليس في مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحُدَيْدة الساحلية غرب اليمن.

فيما شنّت طائرات التحالف غارات جوية مكثفة على الناحيتين الشرقية والشمالية لمطار الحُدَيْدة لإسناد القوات المشتركة في اجتياح المطار. كما امتد القصف الجوي المكثف لطائرات التحالف إلى حي الربصة ودوار الجمال المحاذي لمطار الحُدَيْدة من الناحية الغربية ومنطقة الكورنيش في مديرية الميناء غرب المدينة.

في السياق نفسه، لاتزال المعارك على أشدّها بين الطرفين في الناحيتين الجنوبية والغربية للمطار الذي يقول التحالف إنه «أتمّ سيطرته عليه» فيما نفى الجيش واللجان الشعبية ذلك الأمر.

وأفاد مصدر محلي بأنّ «3 نساء وطفل استشهدوا فيما جُرح 9 آخرين بينهم 5 نساء من أسرة المواطن يحيى ناصر غليس، وقصفت قوات التحالف بغارة جوية إحدى المدارس الحكومية، تزامناً مع قصفها بقذائف صاروخية ومدفعية مناطق سكنية بمديرية شدا الحدودية في المحافظة ذاتها».

فيما قُتل 9 عناصر من قوات هادي خلال مواجهات مع الجيش واللجان شمالي صحراء ميدي الحدودية، في الوقت الذي شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في مدينة ميدي الحدودية في محافظة حجة غرب اليمن.

وفي محافظة البيضاء، قتل القيادي العسكري البارز في قوات هادي العميد أحمد العقيلي قائد اللواء 153 وعدد من مرافقيه خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية ناطع.

وذكرت وكالة سبأ الرسمية في صنعاء أنّ «العميد العقيلي قتل وعدد من مرافقيه بعملية استدراج نوعية للجيش واللجان استهدفتهم شرق المحافظة وسط البلاد».

وفي ما وراء الحدود اليمنية «قتل وجرح العديد من قوات التحالف السعودي خلال تصدي الجيش واللجان لمحاولة زحفهم غربي منطقة مجازة في عسير من دون أن تتمكن تلك القوات من تحقيق أي تقدم»، وفق مصدر عسكري يمني.

المتوكل

من جهتها، قالت رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان ابتسام المتوكل «نحن في الحُدَيْدة منذ 8 أيام وما نشهده في شوارع المدينة يناقض ما يروّجه إعلام التحالف السعودي»، مضيفة «أنّ الجيش اليمني لن يسمح لقوى العدوان بالسيطرة على ميناء الحُدَيْدة».

الدفاع اليمنية

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن «مقتل 23 عنصراً من قوات التحالف وتدمير 28 آلية ومدرعة عسكرية أثناء تصدي الجيش واللجان لزحوفات قوات التحالف المشتركة شمال مديرية الدريهمي الساحلية خلال الساعات الماضية».

لقمان

وقال الناطق باسم الجيش اليمني العميد شرف لقمان أول أمس، «إن مطار الحُدَيْدة آمن مئة في المئة بأيدي الجيش واللجان»، وكشف عن «محاصرة لواء العماليق»، داعياً إياه لـ«الاستسلام».

كما عرض الإعلام الحربي الصور الأولى للمعارك التي شهدها جنوب مطار الحُدَيْدة بين الجيش واللجان مع قوات التحالف. وتظهر المشاهد الخسائر التي تكبّدتها قوات التحالف السعودي خلال محاولة تقدم فاشلة في المنطقة.

مصدر عسكري يمني أكد «إسقاط طائرة استطلاع للتحالف في مديرية الظاهر الحدودية في صعدة شمال البلاد».

غريفيث

في هذا السياق، شددت الأمم المتحدة على «ضرورة تجنب المزيد من التصعيد في الحُدَيْدة»، إذ أكد مارتن غريفيث المبعوث الدولي إلى اليمن أنه «سيواصل مشاوراته مع جميع الأطراف لتجنب حدوث مزيد من التصعيد العسكري في الحُدَيْدة»، مبدياً القلق من «العواقب الخطيرة لذلك على الصعيدين السياسي والإنساني».

التحالف السعودي

بالتزامن مع ذلك، أعلنت قوات التحالف السعودي عن «عملية عسكرية جديدة» أطلقت عليها عملية قطع رأس الأفعى والتي تسعى من خلالها التقدم في محافظة صعدة اليمنية من جهة نجران السعودية، حيث استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات هادي والجيش السوداني لبدء العملية، فيما استشهد وجرح 13 مدنياً من أسرة واحدة بغارة جوية للتحالف السعودي استهدفت منزلهم في منطقة غافرة في مديرية الظاهر الحدودية جنوب غرب محافظة صعدة شمال اليمن.

قرقاش

من جانبه، هدّد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بـ «ممارسة الضغط العسكري على أنصار الله في اليمن رغم الدعوات العديدة إلى فرض هدنة».

قرقاش قال في تغريدة له في تويتر «إن الإمارات لن تسمح لأنصار الله بتحويل القوات الإماراتية أهدافاً استراتيجية لهم»، وأكد أن «تحرير الحُدَيْدة سيؤدي إلى تسريع التسوية السلمية في اليمن»، على حد قوله.

الأمم المتحدة: مئات الآلاف من المدنيين

في الحُدَيْدة معرّضون لأخطار جسيمة

الأمم المتحدة أعلنت عن «تعرّض مئات الآلاف من المدنيين في محافظة الحُدَيْدة غرب اليمن لمخاطر جسيمة جراء القتال الدائر هناك».

مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن قال في بيان صحافي «إن الحُدَيْدة كانت تشهد ظروفاً هي الأسوأ حتى قبل بدء القتال». وأشار إلى أنّ «الحُدَيْدة تعد واحداً من مراكز تفشي وباء الكوليرا في العام الماضي، وهو التفشي الأسوأ للكوليرا في تاريخنا الحديث».

وفي جنيف تحوّلت ندوة لمناقشة حقوق الإنسان في السعودية إلى عرض للانتهاكات التي ترتكبها السعودية في اليمن، والتي ارتفعت حدتها مع الهجوم على الحُدَيْدة.

منظمات حقوقية عربية ودولية اتهمت الدول الغربية بـ «عرقلة عمل لجنة الخبراء الدوليين للتغطية على دور هذه الدول في استمرار مأساة اليمن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى