الأسد: الحوار مع الأميركيين مضيعة للوقت .. والغرب لن يشارك في إعمار سورية

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه «ومنذ بدء التفاوض مع الولايات المتحدة عام 1974 لم يتحقّق أي شيء في أي موضوع»، موضحاً أنه «لا بوادر لتغيّر ذلك قريباً».

وأكّد الأسد في مقابلة له مع قناة «أن تي في» الروسية، عرضت أمس الأحد، أن «المشكلة مع الرؤساء الأميركيين هي أنهم رهائن لدى مجموعات الضغط لديهم، لوسائل الإعلام الرئيسية، للشركات الكبرى، المؤسسات المالية، شركات النفط والأسلحة، وغيرها».

ورأى أن الأميركيين يستطيعون قول ما نرغب بسماعه، لكنهم سيفعلون العكس، «هذا هو الحال وهو يزداد سوءاً والرئيس دونالد ترامب مثال صارخ على ذلك».

وتابع الأسد «لا يسعدنا التحدث إلى الأميركيين لمجرد أنهم أميركيون، ونحن مستعدّون للحوار مع أي طرف يثمر النقاش معه. ولا نعتقد أن السياسة الأميركية ستكون مختلفة في المستقبل المنظور».

وأكد الرئيس السوري أن لدى سورية ما يكفي من القوة للإعمار، معلناً أن الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سورية.

وقال الأسد: «بالرغم من وجود حرب الآن، لدينا قوة كافية لإعادة إعمار البلاد، ونحن على يقين من ذلك». وأضاف أن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية منذ العام 2013، مشدداً على أن اتهام الجيش السوري باستخدامها لا علاقة له بالواقع وهو حجة لتدخل عسكري مباشر من قبل دول أخرى.

وأشار إلى أن وجود القوات الروسية في سورية يسهم في تحقيق التوازن العالمي، وقال: «في العلاقات مع روسيا توجد نقطتان، الأولى: نحن وروسيا معنيون بمحاربة الإرهاب والانتصار عليه في سورية، وروسيا وكل العالم. أما النقطة الثانية وهي بعيدة الأمد. روسيا تلعب دوراً مهماً في إعادة بناء التوازن الدولي الذي تفكك وفقد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي».

وأشار الرئيس السوري إلى أن الإصلاح الدستوري يعتمد فقط على إرادة الشعب السوري. وهناك ضرورة لاستفتاء وطني عليه.

وعن شمال سورية قال: «لدينا خياران، أحدهما وهو الرئيسي، المصالحة التي عادت بفضلها الحياة الطبيعية إلى الكثير من المناطق السورية».

وتابع: «السبيل الثاني، هو مهاجمة الإرهابيين إن لم يستسلموا ويقبلوا المصالحة. سنستمرّ في قتالهم حتى نعيد سلطة الدولة بالقوة. هذا بالتأكيد ليس خيارنا الأفضل، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لبسط سيطرة الدولة على البلاد».

وأعلن الرئيس السوري أنه لم يقرّر بعد ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2021، مشيراً إلى أن ترشحه من عدمه سيستند إلى عاملين. وقال: «الأول هو رغبتي، أما العامل الثاني فيتوقف على إرادة الشعب السوري. وما زال أمامنا ثلاث سنوات أخرى».

وتابع: «بحلول عام 2021 هل سيكون الشعب السوري جاهزاً لاختيار الشخص نفسه.. الرئيس ذاته.. إذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي سيفيدني المنصب الرئاسي؟ فعندها لن أتمكّن من النجاح، ولن أتمكن من تقديم أي شيء للبلد، لذا فإن الإجابة هي «لا»… أما إذا كان الشعب مستعداً، إذا كانوا مستعدين للاختيار، عندها سأفكر في الأمر. ورغم ذلك ما يزال الوقت مبكراً للتفكير في ذلك».

واشنطن تدعم «الخوذ البيضاء»

إلى ذلك، أكدت سورية أن تمويل الولايات المتحدة الأميركية وتعويمها لمنظمة «الخوذ البيضاء» فضح دون حياء علاقتها بتنظيم إرهابي خلافاً لادعائها مكافحة الإرهاب.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية في بيان صادر عنها تلقت سانا نسخة منه أمس.. تُدين الجمهورية العربية السورية القرار الأميركي الأخير المتمثل بتقديم دعم مالي قدره 6,6 ملايين دولار لمنظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية.

وأضافت الوزارة: أن الجمهورية العربية السورية تعتبر هذا القرار الأميركي الذي تفوح منه رائحة التمويل العلني للإرهاب تجسيد فاضح للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية وكل من فرنسا وبريطانيا ودول أخرى للإرهاب المتعدد الأشكال الذي شهدته سورية منذ العام 2011.

وتابعت الوزارة.. لقد قامت الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية بتسخير هذا التنظيم لممارسة الإرهاب وخاصة الإرهاب الكيميائي بهدف تشويه صورة سورية وإطالة أمد الحرب عليها، حيث لم يعد خافياً أن ما تُسمى «الخوذ البيضاء» هي الذراع الأساسي لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وأن الإرهاب الذي مارسه هذا التنظيم قد أدّى إلى مقتل الكثير من السوريين الأبرياء.

وشددت وزارة الخارجية والمغتربين في ختام بيانها على أن تمويل الولايات المتحدة الأميركية وتعويمها لهذه المنظمة قد فضح دون حياء علاقتها بتنظيم إرهابي خلافاً لادعائها مكافحة الإرهاب وخلافاً لقرارات مجلس الأمن التي أكدت أن تنظيم جبهة النصرة وكل ما يرتبط به هي تنظيمات إرهابية تجب مكافحتها.

«ألوية العمري» تنضم للجيش

ميدانياً، أبلغت الولايات المتحدة الأميركية الجماعات الإرهابية بضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها في مواجهة عمليات الجيش السوري لاستعادة مناطق جنوب سورية، ومرتفعات الجولان السوري المحتل.

وفي رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة الجماعات الإرهابية أكدت أن الحكومة الأميركية تريد توضيح ضرورة ألا تبني قرارها على افتراض أو توقّع أي تدخّل عسكري من قبل الولايات المتحدة.

وقالت الرسالة للمقاتلين الإرهابيين أيضاً إن «الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنّها الجيش السوري بناءً على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم»، بحسب الرسالة.

مصدر مطلع تحدّث عن حالة من الارتباك في أوساط الجماعات المسلحة في جنوب سورية بعد الموقف الأميركي.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري صدّ هجوماً لأكثر من ألف مسلح من جبهة النصرة هاجموا مواقعه في منطقة خفض التصعيد الجنوبية.

مركز المصالحة الروسي أعلن أن الهجوم استهدف الفرقة التاسعة التابعة للجيش السوري في محيط منطقتي داما ودير داما.

وأشار بيان المركز إلى أن فصائل من الجيش الحر لجأت عبر مركز المصالحة إلى طلب الدعم من قيادة الجيش السوري لصدّ هجمات مسلحي النصرة.

ويُشار إلى أن قرار مجموعة من «ألوية العمري» بالقتال إلى جانب الجيش السوري ضد النصرة فتح الطريق أمام مجموعات مسلحة أخرى لسلوك الطريق ذاته، وهي خطوة تُضعف من سيطرة المجموعات المسلحة المرتبطة بـ «غرفة الموك» والاستخبارات الإقليمية.

كما لفت إلى أن خطوة «ألوية العمري» مهّدت طريق التسوية في منطقة اللجاة القاسية بتضاريسها الوعرة، وهي خطوة تشجع كثيرين على الإقدام بعيداً عن تهديدات الفصائل المسلحة التي اغتالت أكثر من عشرة وجهاء وعاملين في المصالحات خلال أقل من شهر.

ويواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في ملاحقة فلول داعش في عمق البادية السورية.

وذكرت وكالة سانا الرسمية في السويداء أن وحدات من الجيش كبّدت وبإسناد من سلاح الجو والمدفعية المجموعات الإرهابية التابعة للتنظيم خسائر كبيرة في مناطق انتشارها على أطراف ريف دمشق باتجاه البادية.

وأفيد بأن الجيش السوري يستهدف بالقصف المدفعي أمس، غرفة عمليات للمسلحين في النعيمة في إطار عمليته في درعا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى