ملك البحرين صوت سيّده في العمالة والخيانة والذين طردوا الصهيوني من لبنان سيطردونه من فلسطين

اياد موصللي

كبار الأعراب بدأوا التخلي عن فلسطين منذ العام 1918 وكانت البداية مع شريف مكة وأولاده، وتمّت الصفقة والبيع النهائي في العام 1948 على يد القادة من الملوك والأمراء والمشايخ، من الأمير عبدالله بن الحسين إلى فتات المشيخات وما جرى الآن من مواقف أظهرها ملك البحرين حمد بن خليفة هو البصمة الواضحة الظاهرة لما سبق وتمّ ترتيبه بحق فلسطين في عملية التآمر مع بريطانيا وأميركا وفرنسا وتركيا..

ملك البحرين أيضاً

موقف ملك البحرين ليس جديداً ولا خافياً، ففي العام 2006 نشر موقع «ويكيليكس» وثائق جديدة. قامت بنشرها أيضاً صحيفة «الغارديان» البريطانية. وتضمّنت هذه الوثائق معلومات حول العلاقات الوطيدة التي تربط ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مع الموساد الاسرائيلي.

موقف البحرين هو راية الخيانة ترفع لتثبت العار الذي صمت عليه كلّ الأعراب ولم يكشفه سوى الموقف القومي الذي أعلنه الزعيم سعاده بكل وضوح عندما قال:

لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل.

انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب.

تاريخ مليء بأمثال ملك البحرين وأمير قطر السابق واللاحق أمثال.. ابو رغال.. وعبدالله ابن سبأ..

انّ التاريخ يعيد نفسه مع أمراء وملوك ورؤساء هذا الزمن الرديء… الذين أصبحوا بمجموعهم الحرس الخاص لدول الاستعمار.

لم يكن العدو لينجح في الماضي والحاضر لولا الخيانات والعمالة التي قدّمنا نماذج عنها وليس بكاملها، وما كان لنا ان نبقى صامدين لولا انّ فئة مؤمنة نذرت نفسها من أجل صون كرامة أمتها وأمن شعبها… وكانت الأمل المستقبلي المشرق. «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل» ولولا إيمان هذه النخبة من صفوة أبناء الأمة بصحة مسارها ووضوح رؤيتها لما مهّدت طريق الحياة لأجيال مقبلة… انها مؤمنة، بأنّ طريقنا طويلة وشاقة وهي طريق الحياة ولا يثبت عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة أما الأموات فيسقطون على جوانب الطريق…

يتهاوى الخونة ويرتفع الأبطال والشهداء الذين هم أكرم من في الدنيا والآخرة… كلّ مناضل في هذه الأمة مؤمن بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها… وليكن كلّ واحد منا مؤمناً بأنّ من تقاعس عن الجهاد مهما كان شأنه فقد أخر في سير الجهاد وحياتنا مع وجود هذا العدو جهاد مستمرّ يجعل كلّ مواطن منا خفيراً ساهراً واعياً يقظاً في المدرسة والمتراس، في البيع والشراء في اليقظة والمنام، لأنّ آلاماً عظيمة آلام لم يسبق لها مثيل في التاريخ تنتظر كلّ مؤمن فينا…

ونعود لما قاله سعاده: «اننا لا نريد الاعتداء على أحد ولكننا نأبى أن نكون طعاماً لأمم أخرى، اننا نريد حقوقنا كاملة ونريد مساواتنا مع المتصارعين لنشترك في إقامة السلام الذي نرضى به وإنني أدعو اللبنانيين والشاميين والعراقيين والفلسطينيين والأردنيين إلى مؤتمر مستعجل تقرّر فيه الأمة إرادتها وخطتها العملية في صدد فلسطين وتجاه الأخطار الخارجية جميعها وكلّ أمة

ودولة إذا لم يكن لها ضمان من نفسها من قوتها هي فلا ضمان لها بالحياة على الإطلاق.

يجب أن نعارك يجب أن نصارع، يجب أن نحارب ليثبت حقنا. وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً، عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل».

لقد كتبت نهاية «إسرائيل» وبدأت فصولها الأولى على الأرض يوم انتفض الجيل الجديد في فلسطين وفي الشتات ليعلن رأيه ويحدّد موقفه ويرسم طريقه عبر تجمعات مؤمنة بقضيتها باذلة من أجلها دماً آمنت انه وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها، وما امتلاء السجون والمعتقلات إلا صوت من انغام نفير الجهاد، فهذا الجيل مؤمن بأنّ طريقنا طويلة وشاقة لأنها طريق الحياة وأبناء الحياة ولا يثبت عليها الا الأحياء وطالبو الحياة أما الأموات فيسقطون على جوانب الطريق… وها هي جثث الجبناء والعملاء بدأت تتساقط، انني أرى جيلاً مؤمناً بأن من تقاعس عن الجهاد مهما كان شأنه فقد أخر في سير الجهاد… وأنا لا أهرش ولا أحلم… انّ تاريخاً جديداً سيكتبه جيل جديد وانّ حدّ الذلّ قد وصل الى نهايته، انّ إرادة الحياة قد فرضت نفسها وأعلنت عن وجودها يوم ترجمت المقاومة في لبنان وعلى الأرض ما كنا نراه في أحلام النوم واليقظة، وها هي المقاومة بكلّ عناوين العز والفخار جاثمة على صدر العدو… عدو الإرادة وعدو الوجود.. عدو حاكم متخاذل وشعب مستسلم قانع، وعدو الوجود صهيوني متغطرس، بأرضنا ووجودنا في وجه هذا كله بصقت المقاومة وزغردت الصبايا وضحك الأطفال، وقبل ان تلوح شمس العز كان وميض نور الكرامة يشعّ من جباه جيل آمن بأنه ينتمي لأمة صنعت الحياة… وهذه المقاومة في لبنان كان هتاف الجراح يناديها من فلسطين نحن هنا رفقاء قضية رسالة حياة… توحدت إرادة العز ولاحت بيارقه وأمام كل شهيد، يولد وليد منتش بدماء جديدة يتنشق هواء نقياً مضمّخاً بأريج النبل والبطولة ويناديهم من بعيد صوت مدوّ يقول سيروا الى الجهاد وما أروع النصر الذي سوف تحققون…

والبطولة التي يسجلها ويجسّدها العاملون بصمت بعيداً عن الإعلام بعيداً عن الضوء والضوضاء تلك هي البطولة المؤيدة بصحة العقيدة والإيمان هي التي سوف تصحّح كلّ المفاهيم وتؤكد انّ فلسطين انتصرت والأعراب أفلسوا، انّ فلسطين انتصرت بالإرادات، والأعراب أفلسوا رغم القرارات… وانّ إرادات البقاء أقوى من القرارات والاملاءات…

والذين طردوا الجيش الذي لا يُقهر من جنوب لبنان وأخرجوه ذليلاً وأعادوا الكرة في تموز 2006 سيضعون حداً لـ»إسرائيل» عدواناً وكياناً… وقد أجبر الانتصار الذي تحقق في تشرين الأوّل/ اكتوبر 1973 الغرب على الاعتراف بأنّ العرب يملكون الإرادة إذا ما أحسنوا الاستخدام.

فكتبت صحيفة «التايمز» في تشرين الثاني/ نوفمبر 1973. «كانت الصورة التي قدّمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة «إسرائيل» العسكرية، إلا انّ حرب تشرين الأول/ اكتوبر اثبتت انّ للمقاتل العربي وجوده وقدراته».

كما قالت صحيفة «واشنطن بوست» انّ المصريين والسوريين أبدوا كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة، لقد حقق العرب نصراً ضخماً تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأنّ العرب لا يصلحون للحرب صفحة 187 كتاب أكاذيب التاريخ الكبرى… نحن لم نكن ننتظر هذه الشهادات لنعرف من نحن لقد قلنا وكرّرنا انّ «دود الخلّ منه وفيه».

ودودنا الذي قتل الإرادة العربية ونخر الجسد العربي ودنّس الكرامة العربية هذا الدود قضينا عليه بالمبيدات الفتاكة وهي الثقة وحرية القرار… فأسقطنا الحكام من معادلة انّ طاعة الحاكم من العبادة واتبعنا طريق لا طاعة لمخلوق في خيانة وطنه… فحكامنا فجرة كفرة لذلك نبذناهم وسنحقق النصر وهو آت…

مرة أخرى انتصرت فلسطين وأفلس الأعراب وسقطوا. لقد مرت أمتنا بمحطات مماثلة وتعرّضت حقوقها للاغتصاب مرات عدة في تاريخها فمن الأتراك الذين أوغلوا في قهرنا وإذلالنا حتى وصل بهم الأمر لمحاولة تتريكنا وإلغاء وجودنا القومي… إلى الفرنجة «الصليبيين» الذين أنكروا حقنا في أرضنا المقدّسة… إلى الافرنسيين والانكليز.. تعرّضنا لكثير من الحروب والحملات وأثبتت أمتنا على مراحل تاريخها أننا ما خشينا الحروب أبداً، نحن لا نخاف الحرب بل نخشى الفشل لأنّ الفشل بداية الانهيار وأثبتنا اننا قادرون والحياة نحن أهل لها، فنحن الذين صنعنا حطين وطردنا الصليبيين وعادت لنا مقدساتنا، نحن الذين طردنا الأتراك العثمانيين ووأدنا فكرة التتريك.. نحن الذين لقنا غورو وأحفاده الدروس في ميسلون، وسهول حمص وحماة، كما قلنا لكلّ محتلّ من عنجر، ومرجعيون.. اخرج بلا أسف، وأنشد اطفالنا بيّي راح مع العسكر حارب وانتصر بعنجر … مواقع العزّ كثيرة في بلادنا وترابط التاريخ متواصل…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى