فرنسا تواجه بلجيكا وعينها على تييري هنري في أولى مباريات الدور نصف النهائي للمونديال

ستحمل المواجهة الأولى من الدور نصف النهائي لمونديال 2018 في كرة القدم، والتي ستقام عند التاسعة من مساء اليوم بين الجارين فرنسا وبلجيكا، طابعاً خاصاً للفرنسيين، الذين سيواجهون شخصية هامة لها في قلوبهم مكانة خاصة، هي أحد رموز كرة القدم الفرنسية، وأحد أبرز عناصر جيل زين الدين زيدان الذهبي الذي قاد فرنسا إلى لقب كأس العالم عام 1998، وإلى لقب بطولة أمم أوروبا عام 2000، وإلى نهائي مونديال 2006. وهذه الشخصية هي المهاجم تييري هنري الذي يشغل منصب مساعد مدرب منتخب بلجيكا روبرتو مارتينيز. هذا، وستجمع المباراة بين منتخبين يتميّزان بالسرعة وبالهجمات المرتدة، وبالوصول إلى المرمى من خلال تمريرات معدودة للكرة، بوجود كيليان مبابي وأنطوان غريزمان وبول بوغبا ونغولو كانتي في صفوف فرنسا، وكيفن دي بروين وأدين هازارد وروميلو لوكاكو ومروان فيلايني في الصفوف البلجيكية. وقد أدّى المنتخبان دوراً كبيراً في المونديال، إذ نجحت فرنسا في إطاحة الأرجنتين من الدور الثاني بعد مباراة ملحمية انتهت 4-3 ، وثم بالأوروغواي من الدور ربع النهائي 2-0 ، فيما سجلت بلجيكا انتصاراً مثيراً على اليابان 3-2 في الدور الثاني بعدما كانت متأخرة أمامها 0-2 ، وهو انتصار سيسجله تاريخ كأس العالم، لأن بلجيكا باتت أول دولة تقلب تأخرها من 0-2 الى فوز 3-2 منذ أن فعلت ألمانيا الغربية ذلك في ربع نهائي مونديال 1970 في المكسيك، حين فازت على انكلترا 3-2 . أما الإنجاز الكبير لبلجيكا فكان في الدور ربع النهائي، حيث كانت تنتظرها مواجهة من نوع آخر من العيار الثقيل أمام أحد أبرز المنتخبات العريقة في تاريخ كأس العالم، وهي البرازيل. ورغم أن مجرد ذكر اسم البرازيل، يصيب المنافس بالتوتّر، فإن بلجيكا ظهرت بمظهر البطل أمام منتخب السامبا. وبدا واضحاً أن الخوف لم يكن عند البلجيكيين، بقدر ما كان عند البرازيليين. وفي هذا اللقاء المسمار، تفوّقت بلجيكا في الشوط الأول وسجلت هدفين، فيما سيطرت البرازيل على الشوط الثاني، لكنها لم تتمكن سوى من تسجيل هدف واحد فقط، فخسرت المباراة وودعت المونديال، فيما تأهلت بلجيكا إلى الدور نصف النهائي. ويملك المنتخبان الفرنسي والبلجيكي شخصية قوية وقوة هجومية ضاربة، وقد ظهرت هذه الشخصية في مباراة فرنسا والأرجنتين، ومباراة بلجيكا واليابان. ففي اللقاء الأول، قلبت فرنسا تأخرها من 1-2 في بداية الشوط الثاني، الى تقدم 4-2 في دقائق معدودة، بفضل النفاثة الصاروخية كيليان مبابي، فيما نجحت بلجيكا في تحويل تأخرها 0-2 الى فوز 3-2 على اليابان.

وفي الميزان الفنّي أيضاً، تتفوق فرنسا على بلجيكا من الناحية الدفاعية، وهو أمر قد يكون له دور مهم جداً في صنع الفارق في مباراة اليوم. ويقف التاريخ إلى جانب بلجيكا في المواجهات المباشرة مع فرنسا، إذ فازت عليها في 30 مباراة، آخرها 4-3 في مباراة ودية جرت في 7 حزيران في العام 2015، فيما خسرت أمامها في 24 مباراة. في حين تعادلتا في 19 مباراة. وهي المرّة السادسة التي تبلغ فيها فرنسا الدور نصف النهائي، بعد الأولى في كأس العالم عام 1958 في السويد، والثانية في مونديال اسبانيا عام 1982، والثالثة في مونديال المكسيك عام 1986، والرابعة في مونديال 1998 الذي استضافته على أرضها، والخامسة في مونديال ألمانيا عام 2006، فيما ستكون المرة الثانية لبلجيكا بعد الأولى في مونديال 1986.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى