ترامب يصف روسيا والاتحاد الأوروبي والصين بالأعداء وتوسك اعتبره ينشر أخباراً كاذبة..

في وقت تتفاقم فيه الخلافات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية سياسة ترامب التجارية، بما في ذلك فرض رسوم ضريبية على استيراد بعض البضائع من دول أوروبا، واتهامه الدول الأعضاء في الناتو بـ»عدم الإيفاء بالتزاماتها المالية لدعم الحلف». وصف الرئيس الأميركي كلاً من روسيا والاتحاد الأوروبي والصين بالأعداء، في حين تفاقم الغضب الشعبي البريطاني من زيارته لما قام به من تجاوز للبروتوكول أثناء لقائه مع الملكة إليزابيث الثانية وما قام به من هفوات أثارت السخط والغضب في الداخل البريطاني.

توسك

في الشأن الأوروبي، صرح رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، بأن «الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أفضل صديقين ومَن يعتبرهما خصمين ينشر أخباراً كاذبة»، في إشارة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وأكد توسك، في تغريدة نشرها أمس على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»: «أن أميركا والاتحاد الأوروبي أفضل صديقين، ومن يقول إننا خصمان، فإنه ينشر أخباراً كاذبة».

وأثارت تغريدة توسك، التي جرت رداً على تصريح أدلى به ترامب حول العلاقات بين واشنطن وبروكسل ونشر في وقت سابق من أمس، جدلاً واسعاً في «تويتر» بين معارضي ومؤيّدي الرئيس الأميركي الحالي وكذلك الاتحاد الأوروبي.

ترامب

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه قناة «CBS» التلفزيونية الأميركية في إسكتلندا السبت الماضي ونشرت أمس «إنه يعتبر الاتحاد الأوروبي، وروسيا والصين، خصوماً للولايات المتحدة».

وأوضح ترامب، قبيل توجهه إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين: «أعتقد أن لدينا خصوماً كثيرين. وأن الاتحاد الأوروبي خصم: ما الذي يفعله بنا في المجال التجاري! قد لا تفكر في الاتحاد الأوروبي، لكنه خصم. وروسيا خصم من بعض الزوايا. والصين خصم اقتصادياً، ولا شك في أنها خصم».

واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب «أن روسيا والاتحاد الأوروبي والصين أعداء بلاده لأسباب عديدة، قائلاً: «أعتقد أن الاتحاد الأوروبي عدو بسبب ما يفعلونه بنا في التجارة وروسيا هي عدو في بعض الجوانب.. والصين عدو اقتصادي، بالتأكيد هي عدو».

ولكنه استدرك بالقول «هذا لا يعني أنهم سيئون، هذا لا يعني شيئاً. هذا يعني أنهم منافسون».

كما أعلن ترامب «أنه قد يطلب من نظيره الروسي، خلال قمتهما اليوم، تسليم الولايات المتحدة 12 عنصراً في الاستخبارات الروسية اتهموا بقرصنة حواسيب الحزب الديموقراطي في أميركا».

وصرّح ترامب خلال المقابلة «أنه لا ينتظر الكثير من قمته مع بوتين»، لكنه دافع عن «قراره باللقاء معه رغم انتقادات المعارضة الديموقراطية»، وقال «أؤمن بوجوب عقد لقاءات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية. لن يكون الأمر سيئاً وربما يسفر عن أمور جيدة».

ماي

من جهة أخرى، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، «إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبق أن نصحها برفع دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي في إطار استراتيجيتها للخروج من التكتل».

وأضافت في حديثها لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «قال لي إنه يتعين عليّ مقاضاة الاتحاد الأوروبي … مقاضاته وليس التفاوض معه».

فيما أعلن ترامب الأسبوع الماضي «أن ماي تجاهلت نصيحته في هذا الصدد».

لقاء الرئيس الأميركي والملكة

وفي زيارته إلى بريطانيا، تجاوز رئيس أميركا، البروتوكول الملكي للمرة الثانية خلال أقل من يومين، وقام بكشف مضمون حديثه الخاص مع الملكة اليزابيث الثانية، فاضحاً ما أسرّت له عن بريكست ومشاكله.

وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة «ميل أون صنداي» نشرتها أمس، «إن ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية أعربت له عن اعتقادها بأن مسألة خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي صعبة فيها الكثير من التعقيدات»، وكشف أنها «ذكرت له شخصياً أن بريكست مشكلة معقدة للغاية».

والتقى ترامب الملكة اليزابيث الجمعة في قصر وندسور خلال زيارته التي استمرت 4 أيام لبريطانيا، وأثار خلالها غضب الحكومة عندما انتقد طريقة إدارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي ملف بريكست، كما أن الملكة إليزابيث نفسها لم تسلم من فظاظة الرئيس الأميركي الآتي إلى السياسة من عالم المال والأعمال والبزنس، حيث ترك الملكة البالغة من العمر 92 عاماً، تنتظره واقفة لمدة 12-15 دقيقة في ظل طقس حار بلغت فيه الحرارة نحو 27 درجة مئوية فوق الصفر، بعدما تأخر في الوصول لمكان اللقاء معها يوم الجمعة.

وفي محاولة متأخّرة لإصلاح هفواته أمام الملكة، قام ترامب بوصف اليزابيث الثانية بأنها «امرأة رائعة وفطنة»، وقال لصحيفة «ديلي ميل»: «إنها امرأة رائعة، لديها الكثير من الطاقة والذكاء والبصيرة، وكانت رائعة! هذه المرأة الرائعة والجميلة كان لي شرف عظيم أن ألتقي بها أخيراً»، حسب تعبير الرئيس الأميركي.

واعترف سيّد البيت الأبيض بأن «أمه الراحلة، ماري آن ترامب، التي ولدت في هيبريدس في اسكتلندا، كانت من أشد المعجبين بالملكة إليزابيث الثانية، وتعتبرها تجسيداً للأناقة».

وعلى الرغم من ذلك، نسي ترامب أو تناسى المثل القائل «إن المجالس بالأمانات»، وإن ما يناقش خلف أبواب مغلقة لا يتم البوح به بعد الخروج إلى الهواء الطلق، فكشف علانية للمعلق التلفزيوني، بيرس مورغان، عن «أنه ناقش مع الملكة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما يعتريها من صعوبات وتعقيدات».

وقال ترامب في مقابلته مع «ميل أون صنداي» إن الملكة «قالت – وهي محقة في ذلك – إنها مشكلة بريكست معقدة للغاية، أعتقد أن لا أحد كان يتخيّل كم ستكون معقدة».

كما كشف أنه «أبلغ تيريزا ماي ضرورة حصول لندن على استثناء من الاتحاد الأوروبي حول بريكست، بحيث يمكنها في ما بعد إبرام اتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة».

ورغم خلافاتها مع ترامب، تأمل ماي التوصل سريعاً إلى مثل هذا الاتفاق بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وقال ترامب في المقابلة متحدثاً عن ماي «قلتُ لها: تأكدي من حصولك على استثناء حتى يكون لك، مهما حدث، الحق في إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة».

انتقادات وسخط شعبي

في وقت سابق، تعرّض ترامب للانتقاد بعد نشر فيديو على الإنترنت عن اجتماعه مع الملكة إليزابيث الثانية، تضمن مشهداً وهو يدفع الملكة البريطانية جانباً. كما تضمن هذا الفيديو مشاهد يظهر فيها ترامب متقدماً الملكة ويسير أمامها بينما كان يتحدث إليها وتسعى هي للحاق به، ولكن من دون جدوى…

ووجد العديد من مستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أن سلوك الرئيس الأميركي يشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد وآداب السلوك في حضرة ملكة بريطانيا العظمى.

وبعد حضوره قمة حلف شمال الأطلسي وقيامه بزيارة رسمية لبريطانيا، يمضي الرئيس الأميركي عطلة نهاية الأسبوع في اسكتلندا، قبل توجّهه إلى فنلندا للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم في هلسنكي في أول قمة رسمية بينهما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى