ترامب يؤكد سعيه لـ«منافسة روسيا» في بيع الغاز للسوق الأوروبي! بوتين: ولّت فترة المواجهة الإيديولوجية والأوضاع في العالم تغيّرت جذرياً

انعقدت أمس، القمة التاريخية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، لبحث العلاقات الثنائية المتوترة، وكذلك جملة من القضايا الدولية. وبحث قادة البلدين آفاق تنمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وأيضاً تبادلا وجهات النظر في الموضوعات الراهنة على الأجندة الدولية.

وقد عبّر الرئيسان في بداية لقائهما عن «أهمية هذه القمة»، من أجل بحث العلاقات الثنائية، وكذلك القضايا الدولية الملحّة.

فيما عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مباحثات في هلسنكي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو. والتقى الوزيران بشكل موازٍ، مع لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب، في العاصمة الفنلندية.

ويعتبر هو أول لقاء شخصي بين لافروف وبومبيو، منذ تعيين الأخير في منصب وزير الخارجية الأميركي. قبل ذلك، جرى الحديث بين الوزيرين مرات عدة بالهاتف فقط.

مؤتمر صحافي مشترك

اعتبر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد لقائه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، «أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا كانت في أسوأ حالاتها قبل اليوم، لكنها تحسّنت بفضل هذه القمة».

وفي مستهلّ مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيسين عقب لقائهما في العاصمة الفنلندية هلسنكي وصف الرئيس الروسي القمة مع نظيره الأميركي بـ»الناجحة والمثمرة»، وقال: «إنها انعقدت في أجواء بناءة وإيجابية»، واعتبر أنها «مثلت الخطوة الأولى في إزالة الأنقاض عن العلاقات بين البلدين».

وأوضح بوتين: «بالطبع، مشاكل كثيرة لا تزال قائمة، ولم نتمكن من إزالة جميع الأنقاض، وهذا كان مستحيلاً، لكنني أعتقد أننا قمنا بالخطوة الأولى في هذا الاتجاه».

وأشار بوتين إلى أنّ «الصعوبات والأجواء المتوترة في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لا سبب لها»، معيداً إلى الأذهان أنّ «الحرب الباردة انتهت منذ زمن بعيد».

وبين في هذا السياق: «لقد ولّت فترة المواجهة الإيديولوجية الحادة بين البلدين إلى الماضي البعيد، والأوضاع في العالم تغيرت بشكل جذري».

وشدّد بوتين على «ضرورة توحيد روسيا والولايات المتحدة جهودهما الرامية لمواجهة التهديدات المشتركة بالنسبة لهما».

وقال موضحاً: «إنّ روسيا والولايات المتحدة تواجهان اليوم تحديات أخرى تماماً، ومن بينها الانعدام الخطير لتوازن آليات الأمن الدولي والاستقرار، والأزمات الإقليمية، وتمدّد التهديدات النابعة عن الإرهاب والجرائم العابرة للقارات والعناصر الإجرامية، وزيادة عدد المشاكل في الاقتصاد العالمي، والمخاطر البيئية وغيرها. وليس من الممكن حلّ هذه المشاكل إلا بتضافر الجهود».

وتابع الرئيس الروسي: «آمل أنّ نتوصل إلى فهم مشترك لهذا الأمر مع الشركاء الأميركيين».

وأضاف مشدداً: «عكست المحادثات، التي تم عقدها اليوم، رغبتنا المشتركة مع الرئيس ترامب في إصلاح الوضع السلبي في علاقاتنا الثنائية ورسم الخطوات الأولى لمعالجتها وإعادتها إلى الدرجة المقبولة من الثقة والعودة إلى المستوى السابق للتعاون بشأن جميع القضايا التي تمثل اهتماماً مشتركاً».

وفي غضون ذلك، دعا بوتين إلى «تشكيل لجنة خبراء معنية بتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة».

وقال بوتين في هذا السياق: «اقترحنا على الولايات المتحدة في هذا السياق التفكير في فلسفة ترتيب العلاقات الثنائية على المدى البعيد، وليس فقط على الجوانب العملية».

وأضاف: «سيكون من المفيد إشراك خبراء متمرسين جيداً بتاريخ العلاقات الروسية الأميركية إلى هذه العملية».

وأضاف موضحاً: «الفكرة تتمثل في تشكيل لجنة خبراء ستضم محللين سياسيين روساً وأميركيين ذوي سمعة حسنة، وعلماء ودبلوماسيين سابقين. ومن شأن تلك اللجنة العمل على إيجاد القواسم المشتركة والتفكير في اقتياد التعاون الدولي إلى طريق التقدم الإيجابي المستدام».

بدوره، قال ترامب: «حتى في فترة التوتر خلال زمن الحرب الباردة، حينما كان العالم مغايراً تماماً عما هو الآن، كانت الولايات المتحدة وروسيا قادرتين على الاحتفاظ بالحوار الوثيق بينهما، وعلاقاتنا لم تكن أسوأ مما هي اليوم».

وأضاف الرئيس الأميركي: «وعلى الرغم من ذلك فهذا الوضع تغير، منذ حوالي 4 ساعات، إنني مقتنع بذلك».

وتابع ترامب موضحاً: «بحثنا مجموعة من القضايا الملحة المختلفة، ذات الأهمية بالنسبة لكلا البلدين، وأجرينا حواراً منفتحاً ومثمراً».

وشدّد على أنّ «الحوار البناء بين الولايات المتحدة وروسيا يعطي فرصة لتمهيد الطريق نحو السلام والاستقرار في العالم»، وأردف موضحاً: «الخلافات بين بلدينا معروفة، وناقشتها اليوم بشكل مفصل مع الرئيس بوتين».

واستدرك بالقول: «لو أردنا حل المشاكل التي يواجهها عالمنا، ينبغي علينا إيجاد سبل للتعاون وقواسم مشتركة».

في الشأن الإيراني، أعلن الرئيس الأميركي، «أنه شدّد خلال لقائه مع نظيره الروسي، على ضرورة الضغط على إيران لوقف نشاطها النووي»، كاشفاً عن «سعيه لمنافسة روسيا في بيع الغاز لأوروبا».

وقال ترامب: «شدّدت على أهمية وضع ضغوط على إيران من أجل وقف أنشطتها النووية».

وأضاف الرئيس الأميركي «لن نفوّت أي فرصة من أجل العمل تجاه السلام»، مضيفاً «متأكد من أننا سنلتقي أكثر في المستقبل وسنحلّ المشكلات بيننا كلها».

وأشار ترامب إلى أنه «يسعى لمنافسة روسيا في بيع الغاز للسوق الأوروبي».

من جهة أخرى، كشف الرئيس الأميركي، عن «تطرق الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لما وصفه بـ تدخل روسيا في السياسة الداخلية الأميركية ».

وقال: «شدد بوتين على أن موسكو لم تتدخل في الانتخابات الأميركية، وأنها لا تعتزم القيام بذلك».

بداية اللقاء

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، في بداية لقائه مع نظيره الروسي، «إنّ الولايات المتحدة وروسيا قوتان نوويتان كبيرتان وليس من الجيد أن تكون بينهما خلافات».

وأضاف: «لدينا مسائل كثيرة علينا أن نناقشها ومسائل أخرى علينا التفكير فيها»، مشيراً إلى أنّ «العالم كله يتطلع لنتائج هذه القمة».

وأشاد ترامب، بـ»استضافة روسيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم»، قائلاً: «أولاً، السيد الرئيس، أودّ أن أهنئكم بالفعل بطولة رائعة لكأس العالم لكرة القدم»، مضيفاً أنّ «الأهم من ذلك هو أن لدينا الكثير من الأمور الجيدة التي يمكن أن نتحدث بشأنها».

وقال «إن محادثاته مع بوتين ستتناول كل شيء بدءاً من التجارة ومروراً بالشؤون العسكرية والصواريخ وانتهاء بالصين»، قائلاً: «سنتحدث قليلاً عن الصين وصديقنا المشترك الرئيس بينغ».

وتابع الرئيس الأميركي: «لدى بلدينا إمكانيات كبيرة لتسوية العلاقات المتبادلة على مدى بضع سنوات».

كما صرّح ترامب عن «نيته في مناقشة القدرات النووية الروسية مع بوتين»، قائلاً: «سنتحدث عن قدراتنا النووية، بلدانا تملكان 90 من الترسانة النووية العالمية، وهذا ليس جيداً. ويجب علينا أن نفعل كل شيء لتحسين وضعنا في هذا الخصوص».

كما شدّد ترامب على أنّ «العالم كله تهمه علاقات جيدة بين موسكو وواشنطن»، قائلاً «أعتقد أن العالم يريد أن يرى كيف تتحسن علاقات دولتين نوويتين عظيمتين»، موضحاً أنه «في السنوات الأخيرة لم تكن علاقات روسيا والولايات المتحدة على ما يرام».

من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مستهل لقائه نظيره الأميركي دونالد ترامب أنّ «الأوان قد حان لحديث مفصل عن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية ومناقشة ما وصفه بـ المواضيع المؤلمة ».

وقال بوتين إن «الاتصالات الدائمة مستمرة بيننا . ونحن تحدثنا هاتفياً والتقينا مرات عدة في مناسبات دولية مختلفة. ولكن بالطبع آن الأوان للحديث بالتفصيل حول علاقاتنا الثنائية ومختلف المواضيع المؤلمة في العالم، إنها كثيرة بما يكفي لنوليها الاهتمام».

ترامب انتظر أكثر من ساعة!

أعلن صحفيو البيت الأبيض، أمس، «أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أرغم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على انتظار اللقاء الثنائي، حوالي الساعة».

وجاء في تصريحات مجموعة من صحافيي البيت الأبيض: «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعروف بتأخيراته، أرغم الرئيس الأميركي، على انتظاره، في مكان إقامته الخاص».

وأكد الصحافيون، «أن ترامب، انتظر في الفندق أكثر من ساعة من الوقت المخطط له للانطلاق».

هذا ووصل بوتين إلى العاصمة الفنلندية في تمام الساعة الواحدة بتوقيت موسكو، وكان اللقاء مخططاً له في وقت سابق، تمام الساعة 13:10 بتوقيت موسكو، ولكنه بدأ بعد ساعة، أي في تمام الساعة 14:10 بتوقيت موسكو، حيث وصل الرئيس الروسي، أولاً إلى مكان عقد القمة، وذلك في القصر الرئاسي في هلسنكي، ووصل ترامب إلى هناك بعده بـ20 دقيقة.

الرئيس الفنلندي

فيما أعلن الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، «أن لقاءه الصباحي مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في هلسنكي، كان متعدّد الجوانب».

وكتب نينيستو على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نقاش متعدد الجوانب في بداية يوم شيق. ناقشنا العديد من المواضيع خلال ساعة واحدة».

ومن جانبه رد الرئيس الأميركي على الرئيس الفنلندي، في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «بالنسبة لي، فإنه لي الشرف الكبير، بالانضمام إليكم صباح اليوم، شكراً».

وشكرت زوجة الرئيس الأميركي، في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، سيدة فنلندا الأولى، على الدعوة: «استمتعت بالحديث مع سيدة فنلندا الأولى، اليوم، كان حديثاً جيداً، عن المشاكل التي تقف أمام شعبينا، شكراً جيني هاوكيو، على هذه الدعوة».

موغيريني

من جانبها، قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أمس، تعليقاً على القمة الجارية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، في هلسنكي بفنلندا، «آمل أن يتم الاتفاق بين ترامب وبوتين على نقطة واحدة، هي محاولة التحكم بالأسلحة النووية في العالم».

الحكومة الألمانية

أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت، أمس، «أنّ بلاده ترحب بالقمة الاميركية – الروسية، وتعتبر عقد المباحثات خطوة مهمة».

وقال المتحدث للصحافيين: «نرحّب بقوة بهذه القمة. من المهم أن يتحدّث رئيساً الولايات المتحدة وروسيا مع بعضهما البعض».

وأشار المتحدث إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «أعربت عن أملها بأن يثير الاجتماع قضايا تتعلّق بنزع السلاح والسيطرة على الأسلحة النووية»، مؤكداً «أنه يجب بحث هذه القضايا».

اجتماع موسّع

اختتم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، لقاءً ثنائياً استمر أكثر من ساعتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي ومثل الجزء الأول من قمتهما.

وبدأ الزعيمان بعد محادثاتهما الثنائية، والتي استغرقت أكثر مما كان من المخطّط له مسبقاً، اجتماعاً موسعاً يشارك فيه من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشار الرئيس للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، والناطق باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، ومدير قسم أميركا الشمالية في الخارجية غيورغي بوريسينكو، والسفير الروسي لدى واشنطن أناطولي أنطونوف، فيما يشمل وفد الولايات المتحدة كلاً من وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الرئيس للأمن القومي، جون بولتون، وكبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، وكبيرة المستشارين في مجلس الأمن القومي المعنية بروسيا، فيونا هيل. طهران تطلب من أعضاء منظمة الدول المصدّرة للنفط الالتزام بتعهدات خفض الإنتاج

خامنئي: رغم «أنف» حكّام أميركا القدس ستبقى عاصمة فلسطين

روحاني: إيران تقاضي الولايات المتحدة في العدل الدولية

أكدّ المرشد الإيراني علي خامنئي «أنّ العالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى وحدة الصف وتجنب الفرقة لأن العدو يركز عليه».

وأشار خلال استقباله المعنيين بشؤون الحج في البلاد إلى أنّ «العدو يمارس ضغوطه من جانب على اليمن ومن جانب آخر على فلسطين. وهذه السياسة الشيطانية والخبيثة التي أسموها صفقة القرن، ليعلموا أن هذه السياسة لن تتحقق أبداً»، على حد تعبيره.

المرشد الإيراني أضاف «على الرغم من أنف حكّام أميركا، فالقضية الفلسطينية لن تمحى من الذاكرة والقدس ستبقى عاصمة لفلسطين».

وفي هذا الإطار، قال «إنّ الذين يحلمون بأن القدس يجب أن تكون للصهاينة واهمون وهذا لن يحصل وسيواجهه الشعب الفلسطيني».

وأسف أنّ «بعض الدول الإسلامية تضحّي بنفسها من أجل واشنطن بسبب عدم اعتقادها بالإسلام»، مضيفاً «ما بالكم بالقضية الفلسطينية، وهذا لن يؤثر وسيفشلون والشعب الفلسطيني سينتصر حتماً على الأعداء بتوفيق من الله وسيرون اليوم الذي تقتلع فيه جذور الكيان الصهيوني المزيف».

ولفت خامنئي إلى أنّ «مكة لكل المسلمين وأن على البعض أن لا يفكروا أنهم بإمكانهم اتخاذ كل ما يحلو لهم من إجراءات في هذه الأرض»، مشيراً إلى «أنّ كل مَن يفصل السياسة عن الإسلام لم يفهم الإسلام».

وفي هذا السياق، شدّد على أنّ «الكعبة لجميع المسلمين ولا يمكن لأحد أن يمنع تطبيق مفاهيم الحج وبعض جزئياته، وأنّ الحكومة التي تمنع ذلك تصد عن سبيل الله»، وفقاً للمرشد الإيراني.

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، «أنّ بلاده قدمت، أمس، شكوى لمحكمة العدل الدولية ضدّ إعادة فرض العقوبات الأميركية»، مشدداً على «التزام طهران بدور القانون الدولي».

وكتب ظريف، في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»: «اليوم قدمت إيران شكوى لمحكمة العدل الدولية، لتحميل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن إعادة الفرض الآحادي وغير القانوني للعقوبات».

وأضاف: «إيران ملتزمة بدور القانون الدولي في مواجهة ازدراء الولايات المتحدة الأميركية للدبلوماسية والالتزامات الدولية»، متابعاً: «من الضروري مواجهة عادتها في خرق القانون الدولي».

الجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، يوم 8 أيار، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي تم التوصل إليه بين السداسية كرعاة دوليين وإيران.

كما أكد ترامب، في وقت سابق، «أنه يجب فرض عقوبات صارمة على إيران بسبب تصميمها وتجاربها لصواريخ بالستية».

في سياق متصل، قال وزير النفط الايراني بيجن زنكنة «إنّ على أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أن تلتزم بتعهدات خفض الإنتاج، لأن عدم الالتزام سيؤدي الى تقويض المنظمة التي تمتد عراقتها لنحو 60 عاماً في اسواق النفط».

وفي رسالة إلى رئيس منظمة الأوبك وزير الطاقة الإماراتي سهيل المرزوقي ذكّر أن دولاً أعضاء في «الأوبك تعهدوا خلال الاجتماع الـ 174 للمنظمة في تاريخ 22 حزيران 2018، بالالتزام بنسبة 100 بقرار خفض الإنتاج».

ورأى أن «القرارات المتخذة والسقف المحدد في الاجتماع الـ 171 لمنظمة أوبك، لا يزال معتبراً وإنتاج الدول يتعين تطابقه للتعهدات المنصوص عليها».

وأضاف أنه «بحسب أحدث التقارير الشهرية لمنظمة أوبك، فإن إنتاج بعض الدول الأعضاء في شهر حزيران قد تخطى كثيراً الحصة المحددة لها، حيث يعد ذلك تجاوزاً للتعهدات المتفق عليها».

وفي رسالة إلى وزير الصناعة والطاقة السعودي خالد الفالح، قال زنكنة «إن اللجنة الوزارية المشتركة المشرفة على اتفاق أوبك وغير أوبك لا يحق لها تفسير قرارات المنظمة بحسب قرار الاجتماع 171»، مضيفاً «أن مهمة هذه اللجنة تنحصر في الإشراف وإعداد التقارير بشأن مدى التزام الدول».

وذكّر زنكنة «أن الدول الأعضاء في أوبك تعهّدت بحسب الاجتماع 171 الالتزام 100 منذ بداية العام الجاري بحجم الإنتاج المقرّر من المنظمة، لكن هذا لا يعني زيادة الإنتاج عن الحجم المتفق عليه في الاجتماع 171 ولا يسمح بناءً على ذلك بإعادة توزيع الحصص»، بحسب الوزير الإيراني.

كما شدّد زنكنة على أن «قرارات أوبك على مستوى الوزراء والتي تُتّخذ بالإجماع هي الوحيدة المعتبرة في ما يخص الإنتاج ومراعاة الحصص».

وفي السياق، أعلن وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين «أن الوزارة ستدرس إعفاءات في حالات معيّنة من العقوبات الخاصة بإيران للدول العاجزة عن خفض مشترياتها من النفط الإيراني إلى الصفر، وذلك لأن بلاده تريد تجنّب التأثير على أسواق النفط العالمية لدى إعادة فرض عقوبات على إيران»، وفق قوله.السبسي: يتعيّن على الشاهد الاستجابة

لمطالب الشعب أو الاستقالة من منصبه

اعتبر الرئيس التونسيّ الباجي قايد السبسي «أن مرحلة التوافق بين المنظّمات والأحزاب التي مضت على وثيقة قرطاج يجب أن تتواصل لمصلحة البلاد»، مشدداً على «ضرورة إيجاد أرضيّة ملائمة للانسجام في المواقف».

وفي حوار أدلى به لثلاث قنوات تلفزيونية محلية في تونس، قال الرئيس السبسي «إن البلاد وصلت حدّاً لا يمكن الاستمرار فيه»، مؤكداً «أن الأمور تسير من سيّئ إلى أسوأ»، مضيفاً أنه «يجب الخروج من الوضع الحالي الذي تعيشه الحكومة في تونس بتحقيق إجماع سياسي أو الاستقالة، لأنّه لا توجد حكومة صالحة لكل زمان ومكان».

كما أكّد السبسي أن «الوضع الحالي لا يجب أن يستمر، ولا يمكن أن تنجح أي حكومة في الاستجابة لمطالب الشعب إذا لم يتوفر لها نطاق سياسي وتحقق إجماعاً وتوافقاً سياسياً مع كل القوى».

كذلك، أوضح «أنه في حال لم ينجح هذا فإن على رئيس الحكومة، أما أن يستقيل من منصبه أو يتوجّه إلى مجلس النواب للحصول على الثقة مجدداً».

ولفت الرئيس التونسي إلى أنه «يتعين على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ن دون أن يسميه، الاهتمام بالوضع الحالي بدلاً من التفكير في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة»، مضيفاً «جميع الأنظار تتجه نحو عام 2019، لكن من يحكم الآن لا يجب أن يفكر في 2019 وعليه أن يفكر في إنجاح الحكومة، ومن لم ينجح في 2017 و 2018، فلن يأتيه الحكم في 2019».

وتطرق الرئيس السبسي إلى «الوضع الأمني في تونس»، قائلاً «إن الجيش والأمن التونسي حققا نجاحات كبيرة برغم العملية الأخيرة التي شهدتها منطقة جندوبة والتي أدت إلى مقتل ستة أمنيين وإصابة ثلاثة آخرين».

قمة هلسنكي: الاختراقات المستحيلة

حميدي العبدالله

لم يكن مفاجئاً أن لا تحقق قمة هلسنكي أيّ اختراق في جميع الملفات المطروحة باستثناء الاتفاق على مبدأ الحوار والتواصل.

عاملان حالا ويحولان دون حدوث اختراق في العلاقات الأميركية الروسية:

العامل الأول، طبيعة الملفات التي طرحت على البحث ولا سيما قضايا أوكرانيا، وتوسع الناتو شرقاً، والملف النووي الإيراني.

معروف أنّ الولايات المتحدة ومعها الغرب تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا، وتهدّد واشنطن بأنها لن ترفع هذه العقوبات ما لم تُعد روسيا جزيرة القرم إلى أوكرانيا، وما لم تقبل حلاً على قاعدة هيمنة حكومة موالية للغرب على أوكرانيا كلها. بديهي أنّ روسيا لن تعيد القرم إلى أوكرانيا حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق حول الأزمة الأوكرانية، لأنّ القرم بالأساس كانت جزءاً من روسيا وتمّ ضمّها إلى أوكرانيا عندما كانت أوكرانيا جزءاً من دولة الاتحاد السوفياتي التي تضمّ روسيا أيضاً. وبالتالي فإنّ أيّ اختراق في هذه المسألة يساعد على رفع العقوبات الأميركية والغربية أمر مستحيل في وقت قريب وفي هذه القمة.

قضية توسع الناتو شرقاً عملية مستمرة وأكدتها قمة الناتو التي سبقت قمة هلسنكي، وبالتالي لن يتمّ التراجع عن هذا التوجه الذي ترى روسيا بأنه يخالف تفاهمات عقدها الغرب سابقاً مع روسيا وتحديداً إثر انهيار الاتحاد السوفياتي وتوحيد الألمانيتين. مسألة الملف النووي الإيراني هي الأخرى قضية مستعصية ولا يمكن إحداث اختراق بشأنها فما يطلبه الرئيس ترامب لا يتعارض مع وجهة نظر الرئيس بوتين وحسب، بل وأيضاً مع وجهة نظر حكومات غربية موالية للولايات المتحدة، وبالتالي لن تقبل روسيا تقديم أيّ تنازل في هذه المسألة لمصلحة الرئيس الأميركي. أما القضية السورية، وهي أقلّ القضايا تعقيداً، فإنّ روسيا تطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، والولايات المتحدة تصرّ على إبقاء قواتها خلافاً لكلّ البيانات والتفاهمات التي وقعت عليها مع روسيا بشأن الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.

العامل الثاني، الذي حال دون الاختراقات، مرتبط بالمواقف والصراع الدائر داخل النخبة الأميركية الحاكمة حول الموقف من روسيا، حيث لا تزال الاتهامات توجه إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية، وكان آخر هذه الاتهامات توجيه إدانة لـ 12 ضابطاً في المخابرات العسكرية الروسية، ووضع هذا الاتهام في إطار نسف قمة هلسنكي والحؤول دون توصلها إلى أيّ تفاهمات مشتركة.

في ضوء ما تقدّم لم يكن مفاجئاً أن لا ينتج عن القمة أيّ شيء يوحي بعودة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة حول هذه القضايا المطروحة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى