موسكو تدعو إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب.. وظريف يرى أنه لولا صمود سورية لما تحققت هزيمة «داعش»

أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تضرّ بالشعب السوري وتعيق عملية إعادة إعمار البلاد داعية الى رفع هذه الإجراءات.

ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها أمس، إن «موسكو ترحّب بأي مبادرات من قبل المجتمع الدولي تستهدف تقديم مساعدة عملية لسورية وشعبها وتحقيق تسوية تقوم على أسس القانون الدولي وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».

وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في جنوب سورية في تحسن مستمر تزامناً مع تحقيق الجيش العربي السوري نجاحات على الأرض، مؤكدة أن إنجاز الانتصار الاستراتيجي على الإرهاب في سورية وعودة الاستقرار إلى معظم أراضي البلاد يمهدان للشروع في العمل على تجاوز أحد أخطر تبعات الأزمة في سورية وهي قضية المهجرين.

وأوضحت زاخاروفا أن عودة المهجّرين تتطلب إعادة إعمار مرافق البنية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل جديدة إضافة إلى نزع الألغام وهي مهام يصعب على الحكومة السورية تنفيذها وحدها، وقالت «نعتبر الجهود المشتركة من أجل إعادة المهجّرين وإعادة إعمار سورية اقتصادياً واجتماعياً عنصراً ضرورياً لتحقيق مهمة القضاء بصورة نهائية على تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية وإزالة الأسباب التي تنتج فكر الإرهاب والتطرف».

إلى ذلك أشارت زاخاروفا إلى أن بلادها لا تستبعد حدوث استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية في إدلب من قبل الإرهابيين واتهام الجيش العربي السوري بها.

وقالت زاخاروفا «وفقاً للمعلومات المتاحة يمكنني القول إن هناك معلومات عن وصول أعداد كبيرة من السيارات التي تقل أعضاء من جماعة «الخوذ البيضاء» إلى مدينة إدلب ومن بينهم متخصصون بالكيمياء».

وأضافت زاخاروفا «أنه تم نقل كميات كبيرة من الأسلحة الصاروخية.. لا شك في أن هذه الصواريخ ستستخدم من قبل «الخوذ البيضاء» لأغراض دعائية وفبركة أخبار وتلفيقات عن أن الجيش السوري يقوم بقصف إدلب بالأسلحة الكيميائية قائلة «لا يمكن استبعاد شيء مثل حصول استفزازات واسعة النطاق».

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده تربطها علاقات تعاون طيبة مع سورية وروسيا، مشددا على أنها ستواصل الحفاظ على هذه العلاقات لتحقيق هدفها الواضح في مكافحة الإرهاب والتطرف.

وقال ظريف في حوار مع قناة «يورونيوز» نشرت مقتطفات منه أمس: «لقد حافظنا على حسن التنسيق والعلاقات الجيدة مع روسيا والحكومة السورية وسنواصل القيام بذلك. فالهدف العام للأطراف الثلاثة هو محاربة الإرهاب والتطرف وأعتقد أنه لو لم تكن مقاومة سورية وشعبها موجودة لما حققنا النجاحات الأخيرة على صعيد عزل وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي».

وحول اللقاء الأخير بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب في فنلندا وتأكيدهما على نوع من التقارب تجاه ما يحدث في سورية شدد ظريف على أن مستقبل سورية يجب أن يقرره الشعب السوري. وقال أعتقد أن الشعب السوري أظهر مثابرة كبيرة في مواجهة الضغوط الشديدة والعمليات الإرهابية وغزو المتطرفين على مدى سبع سنوات. وبالطبع أظهرت كل من إيران وروسيا دعمهما لهذا الشعب.

ولفت إلى أن الرئيس الأميركي يريد أن يحصل على امتيازات من وراء دعم أميركا وحلفائها لتنظيم «داعش» الإرهابي طيلة الفترة السابقة، موضحا أن العثور على أسلحة أميركية بيد ارهابيي «داعش» والمجموعات المتطرفة الأخرى موثق حتى من مصادر غربية. وبالتالي ينبغي التركيز على حقيقة مفادها أن الذين جابهوا الإرهاب هم سورية وحلفاؤها.

على صعيد آخر، دخلت أمس عشرات الحافلات وسيارات الإسعاف عبر ممر تلة العيس بريف حلب الى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي لنقل الأهالي المحاصرين من قبل الإرهابيين منذ أكثر من 3 سنوات.

وذكر مصدر في حلب أن 121 حافلة والعشرات من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري دخلت اليوم على 3 دفعات إلى بلدتي كفريا والفوعة لنقل الأهالي المحاصرين منذ أكثر من 3 سنوات من التنظيمات الإرهابية، وذلك تنفيذاً للاتفاق الذي تم الإعلان عنه أمس، والقاضي بتحرير كامل العدد المتبقي من مختطفي قرية اشتبرق والآلاف من أهالي البلدتين.

وبين المصدر أن هذا الاتفاق يأتي بعد مرور أكثر من شهرين على تحرير 42 مختطفاً من قرية اشتبرق وخمس حالات انسانية من بلدتي كفريا والفوعة في اطار تنفيذ اتفاق يقضي بتحرير مختطفي اشتبرق والمحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة.

ومن المقرر أن تنقل الحافلات ما يقارب ستة آلاف وتسعمئة شخص ويصرّ أهالي كفريا والفوعة على الخروج دفعة واحدة لتجنب ما تعرّض له مَن سبقوهم من اعتداء إرهابيّ العام الماضي.

وكان الصحافي خالد اسكيف من معبر العيس أفاد بوصول نحو 90 حافلة من أصل 121 إلى بلدتي كفريا والفوعة تمهيداً لإخراج الأهالي المحاصرين.

وأوضح أن إجلاء أهالي كفريا والفوعة سيستغرق ما بين 24 و48 ساعة وفق الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه.

محمد زنوبة أحد سكان الفوعة قال إن نحو 90 حافلة دخلت حتى الساعة وباقي الحافلات تدخل بعد قليل، مشيراً إلى أنه لن تخرج أي حافلة من كفريا والفوعة حتى وصول باقي الحافلات.

وكالة «سانا» السورية كانت قد أعلنت ليل أول أمس الثلاثاء عن أنباء بالتوصل لاتفاق يقضي بتحرير الآلاف من أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب، بالإضافة إلى مختطفين سابقين.

ونقلت الوكالة عن مراسلها قوله إن الاتفاق يقضي بتحرير الآلاف من أهالي البلدتين بريف إدلب، بالإضافة إلى كامل العدد المتبقي من مخطوفي بلدة اشتبرق الواقعة بمنطقة جسر الشغور غرب إدلب.

المرصد السوري المعارض قال من جهته إن «الاتفاق ينص على إجلاء أهالي البلدتين المحاصرتين من قبل الجماعات المسلحة بالكامل مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين من سجون الحكومة السورية»، وفق المرصد.

يذكر أن أهالي بلدتي كفريا والفوعة محاصرون منذ آب/ أغسطس 2015 من قبل المجموعات المسلحة التي سيطرت قبل ذلك بأيام على مدينة إدلب وحاصرت البلدتين وشنت العديد من الهجمات لاقتحامهما لكنها فشلت، وقد تم تحرير الآلاف من أهالي البلدتين في اتفاقات عدة سابقة، كان أحدهما حين تحرير مدينة حلب وخروج الإرهابيين منها، وقبلها حين تحرير مدينة الزبداني وبلدة مضايا.

أما بلدة اشتبرق فقد سيطر عليها المسلحون في شهر أيار/ مايو 2015 وقاموا بارتكاب مجزرة بحق أهاليها وتم أسر ما يقارب 85 مدنياً، تمّ تحرير 42 منهم في شهر أيار/ مايو الماضي.

ميدانياً، واصلت المجموعات المسلحة المنتشرة فى منطقة درعا البلد تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري وذلك في سياق الاتفاق الذي تم التوصل إليه.

وذكرت مصادر في درعا أن المجموعات المسلحة فى منطقة درعا البلد سلمت اليوم 3 دبابات وعربتي بي ام بي و 4 مدافع ثقيلة و 6 حشوات خاصة بهذه المدافع و 3 قواعد إطلاق قذائف هاون وسبطانتي إطلاق ورشاشاُ عيار 23 ملم للجيش السوري وذلك في سياق الاتفاق القاضي بتسليم المسلحين في مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع سلاحهم الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وخروج الإرهابيين الرافضين للاتفاق.

وسلم المسلحون في منطقة درعا البلد منذ بدء تنفيذ الاتفاق دبابة وعربة مصفحة وعربة بريطانية الصنع ومدفعاً ثقيلاً وقواذف وحشوات صاروخية وقواذف ب 10 وأجهزة رؤية ليلية ونهارية تركب على الدبابات وعربات الـ بي ام بي وأجهزة اتصال حديثة اضافة الى كمية من الذخائر المتنوعة.

وتم الأحد الماضي إخراج دفعة من الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين للاتفاق القاضي بإخلاء منطقة درعا البلد من جميع المظاهر المسلحة وعودة مؤسسات الدولة إليها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى