قضايا تطوير المنظمة وأولويات الشراكة على رأس الأولويات ولا نيّة لإشراك أعضاء جدد! بوتين: تعاون بريكس وجّه رسالة قوية واكتسب طابع الشراكة الاستراتيجية الحقيقية

بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، خلال اجتماع لقادة دول بريكس، في إطار القمة العاشرة للمنظمة في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية، مسائل تطور المنظمة وأولويات الشراكة.

كما ناقش قادة روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا «قضايا الاقتصاد والسياسة العالمية»، وشارك في قمة «بريكس» أيضاً عدد من قادة الدول الأفريقية، وعلى وجه التحديد رؤساء ناميبيا وأنغولا وتوغو ورواندا وأوغندا والسنغال والغابون.

بوتين

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ «التعاون بين دول مجموعة بريكس اكتسب طابع الشراكة الاستراتيجية الحقيقية».

البرنامج النووي الإيراني يخصّ الجميع

وفي الشأن الإيراني، قال الرئيس الروسي «إن قضية البرنامج النووي الإيراني تخصّ الجميع وليس الولايات المتحدة الأميركية فقط».

وذكر بوتين، في مؤتمر صحافي عقد أمس، عقب قمة بريكس، «كما هو الحال مع خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، هل هو يخص فقط إيران، أو أنه يخص فقط الولايات المتحدة؟ لا طبعاً. إنه يخص الكثير من الدول وكل أوروبا، والكثير غيرها».

الدولار لا يزال عملة احتياطية عالمية واليورو لم يسمُ بعد للعالمية الشاملة

في الشأن الاقتصادي والشق العُملاتي منه، أعلن بوتين، «أنّ روسيا لا ترفض استخدام الدولار، وتدرك مخاطر العقوبات وتحاول التقليل منها».

وقال بوتين: «بالنسبة للدولار مرة أخرى. يجب علينا تقليل المخاطر، ونحن نرى ما يحدث مع هذه العقوبات ومع القيود غير الشرعية. ونحن ندرك هذه المخاطر ونحاول تقليلها».

وأكد الرئيس الروسي «أن الدولار لا يزال عملة احتياطية عالمية، ولذلك روسيا لن تتخلى عنه، واليورو لم يسمُ بعد للعالمية الشاملة».

وقال بوتين، خلال المؤتمر الصحافي، رداً على سؤال حول تقليص الاستثمارات الروسية في سندات الدين العام الأميركية: «روسيا لن تتخلّى عن الدولار الدولار عملة احتياطية عالمية بقدر ما، يمكن لليورو أن يسمو إليها ولكن ليس في الحجم الكامل».

وأضاف «لذلك نحن على دراية تامة بما يمثله الدولار اليوم».

ميزة ترامب الكبرى هي سعيه لتنفيذ الوعود

في شأن لقائه مع نظيره الأميركي، قال الرئيس الروسي: «لقاءاتنا مع ترامب مفيدة»، مشيراً إلى أنّ «ميزة ترامب الكبرى هي سعيه لتنفيذ الوعود وبالدرجة الأولى للناخبين».

كما صرّح بوتين، بأنّ «الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يتمتع بميزة كبرى تتمثل في سعيه لتنفيذ وعوده وبالدرجة تلك التي قدمها للناخبين».

وقال بوتين في جنوب أفريقيا: «ميزة الرئيس ترامب الكبرى هي أنه يسعى لتنفيذ وعوده، قبل كل شيء، المقدمة للناخبين، أي للشعب الأميركي. هذه بالمناسبة ميزة الرئيس الحالي وأنا أراها إيجابية، لأنه بعد الانتخابات، ينسى هؤلاء القادة أو أولئك بسرعة الوعود التي قدموها للشعب عندما توجهوا للانتخابات».

وأعلن الرئيس بوتين، أنه «دعا نظيره الأميركي لزيارة موسكو»، مشيراً إلى أنه «مستعد للذهاب للقائه في واشنطن».

تنشيط المشاركة في العمليات الإنسانية في سورية

في الشأن السوري، أكد الرئيس الروسي «أنّ الزملاء في بريكس قيّموا بشكل إيجابي اقتراح روسيا للقيام بدور نشط في الأعمال الإنسانية في سورية».

وقال بوتين في مؤتمره الصحافي: «تلقى الزملاء إيجابياً مقترحنا بتنشيط المشاركة في العمليات الإنسانية في سورية لمساعدة الشعب السوري. إنها أشياء بديهية تماماً».

من أولويات عملنا محاربة الإرهاب وتنسيق السياسات

وفي معرض حديثه عن نتائج مباحثات قادة «بريكس»، أكد بوتين «أنّ محاربة الإرهاب وتنسيق السياسات الاقتصادية والتجارية لا يزالان من أولويات عمل المجموعة».

وقال: «أحد الاتجاهات التي بحثناها خلال اللقاءات السابقة وتناولناها في هذا اللقاء، محاربة الإرهاب وتنسيق نشاطنا في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة بالمعنى الواسع للكلمة».

وأضاف «أنّ من بين المواضيع الرئيسية لقمة بريكس، كان التصدّي للمواقف الأحادية الجانب في الشؤون الدولية وحماية الأطر المتعدّدة الأطراف والاستفادة من ثمرات الثورة الصناعية الرقمية الرابعة».

قمة بريكس وجّهت رسالة قوية

وأشار بوتين إلى أنّ «قمة بريكس وجّهت رسالة قوية مفادها أنه من الضروري الحفاظ على منظمة التجارة العالمية والتصدي للحمائية التجارية وتغيير قواعد التجارة العالمية ».

لا نخطط لقبول أعضاء جدد

على صعيد المجموعة، أكد الرئيس الروسي أن «مجموعة بريكس لا تخطط لقبول أعضاء جدد»، منوهاً إلى أنّ «الصيغة الحالية أثبتت فاعليتها». وأشار إلى أنه «لا توجد ضمن المجموعة أي دولة تتولى القيادة فيها رسمياً، وتتخذ كل القرارات بالتوافق».

الخارجية الصينية

فيما أعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان، أنّ «الرئيسين الروسي والصيني، فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، ناقشا خلال اجتماع ثنائي على هامش قمة بريكس، في جوهانسبورغ، الوضع الدولي والقضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك».

وجاء في البيان، الذي نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية: «عقد الرئيسان الصيني شى جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، اجتماعاً في جوهانسبورغ، وتناولا العشاء معاً، وتبادل الرئيسان وجهات النظر حول الوضع الدولي الحالي والقضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك».

كما حضر من الجانب الصيني عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيه تشى، ووزير الخارجية وانغ يى، ورئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني دين شيويشيانغ، ورئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاحات في الصين هو ليفنغ.

وفي وقت سابق ذُكر أن بوتين وشى جين بينغ، عقدا اجتماعاً على هامش قمة «بريكس» في جنوب أفريقيا».

اجتماع مغلق

عقد قادة دول المجموعة اجتماعاً مغلقاً، بحثوا خلاله «الخطوات المقبلة لتطوير نشاط مجموعة بريكس وتعزيز التعاون السياسي والأمني والتجاري بين أعضاء هذه المجموعة، وتنسيق جهودهم لمعالجة القضايا الإقليمية، بما فيها الوضع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية وحول برنامج إيران النووي».

وشارك في الاجتماع الذي عُقد خلف الأبواب المغلقة، «الرئيس البرازيلي، ميشال تامير، والجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، والصيني، شي جين بينغ، إضافة إلى رئيس الوزراء الهندي، نارندا مودي».

اجتماع «بريكس+» يبحث التعاون في التخطيط الاقتصادي

كذلك اجتمع قادة دول «بريكس» مع رؤساء وفود الدول المدعوة لحضور القمة في إطار ما يسمّى بـ «بريكس+».

بحث الاجتماع الموسّع لـ «بريكس+» التعاون في مجال التخطيط الاقتصادي في ظروف «الثورة الصناعية الرابعة».

وقال بوتين، خلال اجتماع رؤساء «بريكس» مع رؤساء وفود الدول المدعوة إلى قمة المنظمة العاشرة في جوهانسبورغ الجنوب أفريقية: «يجب التفكير بانضمام الشركاء الأفريقيين للعمل على كل من الاتجاهات المحددة الاقتصاد، المالية، الأمن الغذائي».

وعلى صعيد الشراكة الأفريقية، أعلن الرئيس الروسي، «أنّ الشركاء من أفريقيا يمكنهم الانضمام للعمل باستراتيجية الشراكة الاقتصادية لـ بريكس ، التي تمّ اعتمادها في عام 2015».

وأشار بوتين إلى أنه «منذ 5 سنوات جرى أول لقاء لرؤساء دول بريكس، وتمكّنت دول المنظمة من تعزيز وتوسيع تفاعلها في المجالات الاقتصادية، السياسية والإنسانية».

وذكّر بوتين أيضاً بـ «استراتيجية الشراكة الاقتصادية التي تم اعتمادها في قمة بريكس التي جرت عام 2015 في مدينة أوفا الروسية»، واقترح على جمهورية جنوب أفريقيا «الانضمام لتنفيذ بنود الوثيقة».

بينغ يدعو إلى توسيع تعاون «بريكس» مع أفريقيا

من جانبه، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى «توسيع التعاون مع الدول الأفريقية في إطار «بريكس+».

وقال بينغ خلال الاجتماع إنه «في وجه التحديات المشتركة، من المهم بالنسبة إلى الأسواق الناشئة للدول النامية تعزيز الوحدة والتعاون. ونظراً لذلك أودّ أن اقترح توسيع التعاون في إطار بريكس+ وتعميق شراكتنا التي تفيد جميعنا».

وأشار الرئيس الصيني إلى أنّ «أمام دول ريكس+ مهام مشتركة في ما يتعلق بالتنمية، وعليها إيجاد عوامل دفع جديدة للنمو الاقتصادي وتوحيد الجهود في هذا المجال».

فكرة لعقد قمة «روسيا أفريقيا»

كما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاجتماع الموسع لـ «بريكس+» في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا: «ندرس فكرة عقد قمة روسيا أفريقيا بمشاركة رؤساء الدول الأفريقية. وقد تسبقها لقاءات لرجال الأعمال والخبراء والشخصيات الاجتماعية البارزة. ونتطلّع إلى مناقشة ذلك مع ممثلي الدول الأفريقية».

وأكد أن «روسيا تخطط لزيادة المساعدات للدول الأفريقية في ما يتعلق بتطوير قطاع الطاقة فيها».

وأشار إلى أن «روسيا كانت قد وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية مع العديد من الدول الأفريقية، وقد بدأ العمل مع بعضها». واعتبر بوتين «أن مشاريع الطاقة ستكون لها أهمية استراتيجية بالنسبة لأفريقيا، حيث لا يزال نحو 600 مليون نسمة في القارة الأفريقية يعيشون من دون كهرباء».

وأكد الرئيس بوتين «اهتمام أوساط الأعمال الروسية بالتعاون مع أفريقيا في مختلف المجالات، بما في ذلك الزراعة والرعاية الصحية وتطوير الاتصالات وجيولوجيا واستثمار الثروات الطبيعية».

وثيقة تفاهم بين روسيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية

في السياق نفسه، وقعت كل من الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري والتقني في روسيا والمجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي «مذكرة تفاهم».

وقال مدير المكتب الصحافي للهيئة الفيدرالية الروسية، دميتري شوغايف، أمس، إن «توقيع المذكرة يبنى أساساً لتنمية التعاون العسكري الفني متعدد الأطراف بين الاتحاد الروسي وبلدان أفريقيا، في حين أن تنفيذ المشاريع المشتركة سيساعد في الحفاظ على الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية».

وقد تمّ توقيع المذكرة على هامش فعاليات قمة بريكس العاشرة.

ويذكر أن مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية هي منظمة دولية تم تأسيسها في عام 1992، تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية في دول أفريقيا الجنوبية، وتضم 16 دولة أفريقية.

ويناقش قادة روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا قضايا الاقتصاد والسياسة العالمية ويشارك في قمة «بريكس» أيضاً عدد من قادة الدول الأفريقية، وعلى وجه التحديد رؤساء ناميبيا وأنغولا وتوغو ورواندا وأوغندا والسنغال والغابون.

إعلان جوهانسبورغ المشترك

ووقع رؤساء المنظمة، في نهاية اجتماع موسع أول أمس، «إعلان جوهانسبرغ المشترك»، حيث أكدوا فيه «التزامهم بمبادئ المساواة والديمقراطية»، ودعمهم «الدور المركزي للأمم المتحدة، وضرورة استئناف الجهود الدبلوماسية لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني»، والتزامهم بـ»نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية».

واتفق أعضاء «بريكس» على أن «التسوية السورية يجب أن تتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة»، ودعوا لـ»وقف الأعمال القتالية واستئناف المحادثات في اليمن».

كما أعربت دول المنظمة عن «قلقها بشأن سباق التسلح المحتمل في الفضاء»، وتأييدهم لـ»جهود الكويت في تسوية الوضع مع قطر».

وعقدت قمة «بريكس» العاشرة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا في الفترة ما بين 25 و 27 تموز الحالي في جوهانسبرغ.

ودعي للمشاركة في القمة بالإضافة إلى قادة البلدان الخمسة، رؤساء ناميبيا والغابون وأنغولا والسنغال وأوغندا وتوغو ورواندا والأرجنتين وتركيا وجامايكا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى