الناشف لـ «البناء»: لا بدّ من تشكيل الحكومة اللبنانية بمنظار الوحدة الوطنية… وتلبية مطالب الناس فتح المعابر بين لبنان والشام والأردن والعراق سيفرض نفسه لأنّ هذه المعابر هي شريان حياة لشعبنا في كلّ كيانات الأمة

حاوره رمزي عبد الخالق

اعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف أنّ تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن يتمّ بمنظار الوحدة الوطنية، ولا بدّ من النظر إلى الحكومة وإلى المشاركة فيها على أنها وسيلة لتلبية مطالب الناس.

وفي حديث موسع وشامل لـ «البناء» أكد الناشف أنّ أيّ تجاهل للحزب القومي يعني أنّ هناك خللاً في تشكيل الحكومة ونقصاً في تمثيل الاتجاهات الوطنية والقومية… وسأل: كيف يمكن أن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية إذا لم يكن الحزب القومي ممثلاً فيها؟

وشدّد الناشف على أنّ مصلحة لبنان العليا هي في التمسك بالثلاثية الماسية «الجيش والشعب والمقاومة»، وبالانفتاح الكامل على بيئتنا الطبيعية والتكامل مع محيطنا القومي.

وعن عودة النازحين السوريين قال الناشف إنّ هذه العودة ليست مجالاً للتنظير السياسي، بل هي أمر يجب أن يطبّق على أرض الواقع وهذا لا يمكن أن يحصل كما يجب إلا بالتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في كلّ النواحي الأمنية والاقتصادية والإعمارية والخدماتية.

وأعلن الناشف أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي شكل هيئة مركزية في لبنان، وسيشكل هيئة مركزية مماثلة في الشام لمتابعة ملف عودة النازحين… وستكون فروعنا الحزبية في لبنان والشام مجنّدة لخدمة هذا الهدف القومي الكبير.

وأضاف: اقترحنا في مبادرتنا لإعادة النازحين تشكيل لجنة برلمانية مشتركة لبنانية ـ سورية خاصة أنّ للحزب القومي كتلة نيابية في كلّ من لبنان والشام، ويقوم رئيس المجلس الأعلى في الحزب النائب أسعد حردان، كونه رئيس الكتلة القومية الاجتماعية، بالاتصالات اللازمة في هذا الشأن لترجمة الاقتراح إلى صيغة عملية.

ورأى رئيس الحزب أنّ لبنان يجب أن ينظر إلى عملية إعادة الإعمار والبناء التي ستنطلق قريباً جداً في الشام على أنها فرصة لإنقاذ اقتصاده المأزوم والمتهاوي… مضيفاً إنّ التنسيق في موضوع فتح المعابر بين لبنان والشام والأردن والعراق سيفرض نفسه وهو أساسي جداً لأنّ هذه المعابر هي شريان حياة لشعبنا في هذه الكيانات.

وأشار إلى أنّ أقوال بعض الأفرقاء السياسيين اللبنانيين ضدّ سورية لا تعبّر عن المصلحة اللبنانية العليا بل هي تأتي نتيجة لارتباط هذا البعض بأجندات خارجية كان لها دور أساس في دعم الإرهاب وفي تخريب سورية.

وبشأن معركة إدلب المتوقعة، قال الناشف: إذا لم تحصل تسوية لوضع إدلب فسوف نشهد معركة شرسة، وسيكون الجيش السوري ومعه كلّ الحلفاء هو المنتصر فيها حتماً… وبعدها يمكن القول إنّ الانتصار على الإرهاب قد اكتمل.

ولفت إلى أنّ النصر السوري على الإرهاب هو نصر غير مسبوق، لأنّ فريق المهزومين كبير جداً ويضمّ دولاً وقوى كبيرة سخّرت كلّ إمكاناتها في الحرب الكونية ضدّ سورية، لكن إرادة شعبنا وقوانا الحية تمكّنت من مواجهة كلّ ذلك وتحقيق الانتصار المؤزّر.

وبالنسبة للزيارة التي قام بها وفد مركزي موسّع من قيادة الحزب القومي إلى السويداء قال رئيس الحزب إنّ زيارة السويداء كانت للتعزية بالشهداء وللتعبير عن تضامننا الكامل مع أهلنا في السويداء، والتأكيد أننا كما شاركنا من خلال «نسور الزوبعة» في صدّ الهجمة الإرهابية وملاحقة فلول الإرهابيين سنكون حاضرين دائماً إلى جانبهم والى جانب الجيش السوري والقوى الشعبية الرديفة لحماية أهلنا وأبناء شعبنا.

وفي الشأن الفلسطيني جدّد الناشف التأكيد على أنّ الأولوية القومية هي لترسيخ الوعي والمعرفة بأنّ فلسطين هي أرض مغتصبة ويجب أن تتشكل قوة واحدة لمحاربة العدو وتحرير أرضنا وعودة أبناء شعبنا الفلسطيني إلى أرضهم وقراهم وبلداتهم.

وعبّر رئيس الحزب عن قناعته بأنّ استهداف إيران هو السبب الأول وراء الانفتاح الخليجي خاصة السعودي على الكيان الصهيوني، وهذا ما نرفضه كقوى مقاومة وترفضه معنا دول الممانعة كلياً انطلاقاً من رفضنا لأيّ تعاون مع العدو الصهيوني مهما كان شكله سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو غيره .

وفي ما يلي وقائع الحوار الشامل مع رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف:

البداية من الوضع اللبناني، نحن الآن أمام تشكيل حكومة جديدة، ويبدو أنّ هناك استعصاء في هذا الإطار على أكثر من مستوى، ماذا لدى الحزب القومي في الشأن الحكومي؟

ـ من المؤسف أنّ المصالح الخصوصية والفئوية تتغلّب دائماً على المصلحة الوطنية العامة في لبنان، لذلك نرى التمترس وراء الغايات الخاصة ومحاولة إلباسها لبوس المصلحة العامة، والأخطر برأينا هو هذا التمترس وراء التحزّبات الطائفية والمذهبية، حيث أنّ المتنازعين على الحصص الحكومية لا يكترثون لشؤون الناس وشجونهم الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، لا سيما أننا على أبواب موسم المدارس والأقساط والتجهيزات والكتب، وما يعنيه ذلك للعائلات من أعباء تضاف إلى المتراكم من الأزمات المعيشية الأخرى. كلّ هذا يتمّ تجاهله والتعامي عنه في سياق سعي بعض الفرقاء إلى تكبير حصتهم الوزارية.

نحن نرى أنّ تشكيل الحكومة يجب أن يتمّ بمنظار الوحدة الوطنية، بل لا بدّ من النظر إلى الحكومة وإلى المشاركة فيها على أنها وسيلة لتلبية مطالب الناس، وتأمين الحدّ الأدنى من التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومعالجة هموم الشرائح الشعبية وذوي الدخل المحدود.

عدم تمثيلنا يعني أنّ هناك خللاً في تشكيل الحكومة

تطرحون شعار «حكومة وحدة وطنية»، أين أنتم من مثل هذه الحكومة؟

ـ نحن نمثل شريحة شعبية علمانية مدنية كبيرة في لبنان، وبالتالي عندما نقول حكومة وحدة وطنية فإننا نعني حكومة تمثل كلّ الشرائح الشعبية بما فيها العلمانية والوطنية، ونحن ممثلون في البرلمان وطبيعي أن نكون ممثلين في الحكومة.

أعلنتم موقفاً قلتم فيه إن لا معنى لحكومة وحدة وطنية لا يتمثل فيها الحزب القومي، هل ما زلتم عند هذا الموقف؟

ـ طبعاً لا نزال مصرّين على موقفنا، وأيّ تجاهل للحزب القومي يعني أنّ هناك خللاً في تشكيل الحكومة ونقصاً في تمثيل كلّ الاتجاهات الوطنية والقومية، ونحن نسأل في هذا الإطار: كيف تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية إذا لم يكن الحزب القومي ممثلاً فيها؟

سنستمرّ في إعلاء الصوت من أجل معالجة القضايا المطلبية

هل هناك خطوات سياسية معينة ستقومون بها حيال هذا الموضوع؟

ـ بالتأكيد سنتخذ الخطوات السياسية المناسبة، وكلّ شيء في وقته، ونحن في كلّ الظروف والمواقع سنبقى دائماً داعمين وحاملين للمطالب الشعبية والعمّالية، وإلى جانب أصحاب الدخل المحدود، وبالتأكيد سنستمرّ في إعلاء الصوت من أجل معالجة القضايا المطلبية، وتوفير الخدمات الأساسية التي لم يعد جائزاً بكلّ المقاييس ألاّ تكون متوفرة بشكل تامّ، والمقصود تحديداً البيئة النظيفة والكهرباء والماء والطرقات والاتصالات والإنترنت السريع وغيرها.

تكلمت عن المطالب الشعبية وضرورة تلبيتها، وهذا مهمّ جداً بالطبع، لكن أمام الحكومة العتيدة أيضاً مهمّة سياسية أساسية داخلية وخارجية، وهذه المهمة من شأنها أن تحدّد وجهة البلد، وإلى أين سيذهب، من هنا… كيف يمكن الجمع بين عدة أفرقاء لا يملكون النظرة السياسية نفسها ولا الأهداف نفسها؟

ـ هذا ما قصدته بالتحذير من وقوع خلل في تشكيل الحكومة لمصالح فئوية، خصوصاً عندما يتمّ الربط بينها وبين مصالح بعض الدول الخارجية، وهذه المصالح هي التي تؤخّر تشكيل الحكومة، وليس خافياً أنّ هناك قوى في لبنان ترتبط بشكل أو بآخر بمصالح دول خارجية، بينما التوجّه السياسي الوطني المفروض أن يكون هو التوجه المستقلّ والمتحرّر من الضغوط والإملاءات، وهذا الشيء غير متوفر حالياً في الحياة السياسية اللبنانية، التي نعمل ونناضل في سبيل جعلها سياسة مستقلة تعبّر فعلاً عن مصالح لبنان بمجموع مواطنيه وليس عن مصالح فئات طائفية ومذهبية. وقد أصبح ثابتاً للجميع أنّ مصلحة لبنان العليا هي في التمسُّك بالثلاثية الماسية «الجيش والشعب والمقاومة»، وبالانفتاح الكامل على بيئتنا الطبيعية والتكامل مع محيطنا القومي على كلّ الصعد وأوّلها الصعيدان السياسي والاقتصادي.

التواصل بين لبنان وسورية ضرورة

من هذه النقطة نصل إلى العلاقة مع سورية، سواء بالنسبة للوضع السوري الداخلي وما يتصل بعملية النهوض وإعادة الإعمار، أوّ بالنسبة لعملية إعادة النازحين، خاصة أنّ الحزب القومي طرح مبادرة في هذا الشأن عمادها ومنطلقها، هو التواصل والتنسيق المباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية…؟

ـ ليس سراً أننا نقول ونؤكد دائماً على ضرورة التواصل مع الحكومة السورية ومع الدولة السورية في كلّ المجالات وليس فقط في موضوع إعادة النازحين، وهو موضوع كبير وهامّ جداً على أكثر من مستوى، وتحديداً بما تعنيه عودة النازحين من اكتمال الانتصار السوري على المشروع الإرهابي المعادي.

كما أنّ هذه العودة تعني الكثير للناس العائدين الذين يتوقون إلى بيوتهم وأرزاقهم وبلداتهم وقراهم، وإلى إعادة لمّ شمل عائلاتهم وأقاربهم، لذلك ليست العودة مجالاً للتنظير السياسي، بل هي أمر يجب أن يطبّق على أرض الواقع، وهذا لا يمكن أن يحصل كما يجب، إلا بالتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، في كلّ النواحي الأمنية والاقتصادية والإعمارية والخدماتية وغيرها…

الحكومة اللبنانية الجديدة مطالَبة باتخاذ قرارات جديّة على صعيد التنسيق والتواصل مع الحكومة السورية، وهذا ما يجب أن ينصّ عليه البيان الوزاري، بالدرجة الأولى في ملف النازحين، وأيضاً وبالدرجة نفسها لا بدّ أن تدرس الحكومتان أوجه التعاون من كلّ جوانبه، لا سيما الجانب الأمني، والاستمرار في مكافحة الإرهاب وتفويت الفرصة على أيّ عمل أمني يمكن أن يستهدف لبنان أو سورية، وهذا ما تنصّ عليه الاتفاقات المشتركة المنبثقة عن معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق، كما نتطلع إلى أن يشمل التنسيق والتعاون الأردن والعراق، خصوصاً أننا بادرنا منذ سنوات إلى إطلاق مبادرة مجلس التعاون المشرقي.

كلام البعض يثبت ارتباطه بأجندات خارجية

كذلك لا بدّ أن يشمل التعاون الجوانب الاقتصادية، بدءاً من موضوع فتح المعابر كمعبر نصيب باتجاه الأردن، ولاحقاً معبرَي التّنف والبوكمال باتجاه العراق، وصولاً إلى عملية إعادة الإعمار والبناء التي ستنطلق قريباً جداً في سورية، والتي يجب أن ينظر إليها لبنان كفرصة من شأنها أن تنقذ اقتصاده المأزوم والمتهاوي، لا كما نسمع من البعض أقوالاً لا تعبّر عن المصلحة اللبنانية العليا، بل تأتي انعكاساً لارتباط هذا البعض بأجندات خارجية كان لها دور أساس في تخريب سورية وفي دعم الإرهاب الذي حاربه لبنان وسورية معاً.

هيئة في الشام لإعادة النازحين

بالنسبة لموضوع النازحين هناك مبادرات صدرت عن أحزاب أخرى، مثل حزب الله والتيار الوطني الحر، وهناك الدور الكبير الذي يؤدّيه اللواء عباس ابراهيم بتكليف رسمي من رئيس الجمهورية، هل هناك تنسيق بين هذه المبادرات… لا سيما أنّ الحزب القومي له وجود فاعل في لبنان وفي سورية؟

ـ منذ فترة طويلة ونحن نؤكد في مواقفنا على ضرورة عودة النازحين إلى بيوتهم، لأنّ حالات النزوح كانت في نسب كبيرة منها نتيجة تحريض دولي وإقليمي ومحلي، ومؤخراً أطلقنا مبادرة متكاملة بهذا الخصوص، وشكّلنا في مجلس العمُد هيئة مركزية «هيئة متابعة عودة النازحين» لتهتمّ بعودة هؤلاء إلى ديارهم وبيوتهم، وهذه الهيئة ستهتمّ بالموضوع وسنقوم بفتح مكاتبنا في كلّ الكيان اللبناني للمساعدة قدر الإمكان على تحقيق هذه العودة، كما سنشكّل قريباً هيئة مركزية في الشام وسنفتح مكاتبنا أيضاً في الجمهورية العربية السورية لاستقبال النازحين ومساعدتهم، ولا شكّ أنّ للحزب السوري القومي الاجتماعي ميزة مهمة جداً على صعيد ملف عودة النازحين، وهي ميزة غير متوفرة لدى غيره من الأحزاب والقوى، كونه موجوداً ومنتشراً في لبنان وفي سورية، ولذلك متاح له المساعدة في حلحلة هذا الملف ومتابعة النازحين سواء عند مغادرتهم لبنان أو عند وصولهم إلى الشام.

هذا على صعيد الجانب التنفيذي، اقترحتم أيضاً في مبادرتكم لإعادة النازحين تشكيل لجنة برلمانية مشتركة لبنانية ـ سورية، خاصة أنّ للحزب القومي كتلة نيابية في كلّ من لبنان والشام.

ـ نعم، هذا الاقتراح جزء أساسي في مبادرتنا المتعلقة بإعادة النازحين، وقد توجّهنا به إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، وأن تكون النواة لهذه اللجنة البرلمانية المشتركة كتلتي الحزب القومي في البرلمانين اللبناني والسوري، ويتولى رئيس المجلس الأعلى في الحزب النائب أسعد حردان، كونه رئيس الكتلة القومية الاجتماعية، القيام بالاتصالات اللازمة مع الجهات السياسية وقد تمّ رفع مذكرات إلى الجهات الرسمية، من أجل تشكيل هذه اللجنة المشتركة بين لبنان والشام، والتي ستكون قادرة برأينا على إنجاز الكثير من الأمور على صعيد التنسيق المطلوب لعودة النازحين.

ماذا عن الخطوات على الأرض، يعني أنتم شكلتم هيئة مركزية في لبنان وستشكلون هيئة مركزية مماثلة في الشام، هل ستكون هناك لجان مناطقية تساعد هذه الهيئات، وما هي طبيعة العمل وطريقة التنسيق، خاصة أننا فهمنا من خلال المواقف التي أعلنتموها عند إطلاق المبادرة أنّ هناك نوعاً من التبنّي لمبادرة رئيس الجمهورية، وهناك تناغم مع مبادرات الأحزاب الأخرى في هذا الشأن… هل من الممكن أن نضيء أكثر على هذه التفاصيل؟

ـ أولاً: الهيئات التي شكلها وسيشكلها حزبنا، سواء في لبنان أو في الشام، ستكون على تواصل يومي ودائم مع فروعنا الحزبية المنتشرة في كلّ المناطق، وستكون اللجان المسؤولة في هذه الفروع، المنفذيات والمديريات والمفوضيات، على أتمّ الاستعداد لبذل كلّ ما يلزم من جهود في سياق إنجاح هذه المهمّة، ولا شكّ أنّ هيئات المنفذيات ومعها هيئات المديريات، على اطلاع تفصيلي في نطاق مسؤولياتها على أوضاع النازحين وأعدادهم وأماكن تواجدهم، وهذا الأمر سيؤمّن للهيئات المركزية قاعدة المعلومات المطلوبة لتسهيل عملها وجعلها أكثر قدرة على تنظيم العمل وتحديد الخطوات الواجب القيام بها.

هذا على صعيد خطواتنا، أما على الصعيد السياسي والتواصل مع المسؤولين والأحزاب الأخرى المعنية بمسألة عودة النازحين، فقد اتصلنا بداية بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وأبدى كلّ اهتمام بإعادة النازحين، لأنّ هذا توجهه الأساسي، كذلك سنقوم بالتنسيق في هذا الشأن مع الأجهزة الأمنية في لبنان والشام، لا سيما مع الأمن العام اللبناني.

وبالنسبة إلى اللجان التي شكلها حزب الله والتيار الوطني الحر، سيكون هناك تنسيق وتواصل مع الجميع، حتى يأتي العمل متكاملاً ويصبّ في مصلحة الهدف النهائي نفسه وهو عودة النازحين إلى بيوتهم وقراهم.

المعابر شريان حياة لشعبنا ويجب التنسيق مع سورية اقتصادياً..

التنسيق اللبناني ـ السوري بشأن إعادة النازحين أمر مطلوب وملحّ، لكن هناك أيضاً مواضيع وملفات عديدة أخرى بحاجة إلى تعاون وتنسيق بين الدولتين، خاصة على الصعيد الاقتصادي، مثلاً هناك اليوم مسألة فتح المعابر بدءاً بفتح معبر نصيب مع الأردن، ولاحقاً معبري التنف والبوكمال مع العراق، وهذه المعابر هي بمثابة الرئة التي سيتنفّس منها لبنان، ألا يفرض ذلك حصول تنسيق؟ وإلى متى سيستمرّ البعض في المكابرة وخدمة أجندات خارجية…؟

ـ هذا بالضبط ما قصدته حين تحدّثنا عن مسألة تشكيل الحكومة، وبأنه لا يوجد اهتمام حقيقي بمصالح الناس. التنسيق في موضوع المعابر بين لبنان والشام والأردن والعراق أساسي جداً، لأنّ هذه المعابر هي شريان حياة لشعبنا في هذه الكيانات، هذا هو إيماننا وهذه هي عقيدتنا، ويجب أن نعمل بكلّ ما توفّر لنا من جهد، لكي تفتح هذه المعابر التي تمثل الشريان الاقتصادي الحيوي لتصدير واستيراد المواد من وإلى كياناتنا ودولنا، ولطالما سمعنا صرخات المزارعين والمصدّرين اللبنانيين الذين اضطروا نتيجة إقفال المعابر خلال السنوات الماضية، إلى تصدير إنتاجهم الزراعي والصناعي جواً وبحراً، وتكبّدوا كلفة إضافية بقيمة أربعة أضعاف أو أكثر، وهذا لا يساعد أبداً في تسويق هذا الإنتاج كونه يصل بكلفة عالية جداً وبالتالي لا يكون قادراً على المنافسة في الأسواق التي يصل إليها.

يعني أنتم تريدون أن تتبنّوا هذه القضية، وستطالبون بفتح المعابر رغم مواقف الحكومة اللبنانية، التي يقول المسؤولون عنها بمعنى من المعاني أن لا تطبيع للعلاقات مع الشام…؟

ـ أولاً لا يستطيع قائل هذا الكلام أن يحدّد بمفرده سياسة الدولة اللبنانية، هناك مؤسّسات يجب أن تصدر عنها مثل هذه القرارات، ثانياً نحن على ثقة تامة بأنّ مصالح الناس المتشابكة والمتداخلة على كلّ الصعد الاجتماعية والاقتصادية، ستفرض نفسها على كلّ الحكومة وعلى رئيس الحكومة، وعلى كلّ السلطات أن تأخذ القرارات التي تتفق مع مصالح لبنان واللبنانيين.

لم يتبقّ من البؤر الإرهابية سوى تلك المدعومة أميركياً وتركياً

بالانتقال إلى الوضع في سورية، ما الذي يحدث وهل أصبحت الدولة السورية على مشارف إعلان النصر النهائي؟

ـ نحن نعتبر أنّ الجيش السوري والحكومة السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، وبمؤازرة حزب الله ونسور الزوبعة والقوى الشعبية الرديفة، وبدعم من إيران وروسيا، استطاعوا تحقيق الانتصار على الإرهاب وداعميه، وتمّ القضاء على أكبر البؤر الإرهابية في الشام، وبالتالي لم يتبق من هذه البؤر الكبيرة، سوى تلك المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وتركيا…

تقصد إدلب؟

ـ نعم… القيادة السورية حاسمة في مواقفها، والجيش السوري يتهيّأ دون شكّ لخوض هذه المعركة كما خاض غيرها من قبل، لاستعادة كلّ شبر من الأرض السورية وبسط سلطة الدولة عليها وتوفير الأمان لأهلها الذين عانوا الأمرّين من سطوة المجموعات الإرهابية المتطرفة وإجرامها، هذه معركة كبرى، وهي معركة ستُخاض مهما كانت القوى التي تقف خلف المجموعات الإرهابية. وإذا لم نر تسوية أوضاع في إدلب كما حصل في مناطق أخرى، فستكون هناك حرب فعلية شرسة، ولا نشكّ للحظة أنّ الجيش السوري ومعه كلّ الحلفاء سيكون هو المنتصر فيها، كما سينتصر في حسم معارك مناطق الشمال السوري برمّته، وبالتالي باستطاعتنا بعدها القول إنّ الانتصار على الإرهاب قد اكتمل، وحان وقت الاحتفال بالنصر، وهو نصر غير مسبوق لأنّ فريق المهزومين كبير جداً ويضمّ دولاً وقوى كبيرة سخّرت كلّ إمكاناتها في الحرب الكونية ضدّ سورية، لكنّ إرادة شعبنا وقوانا الحية تمكّنت من مواجهة كلّ ذلك وتحقيق هذا الانتصار المؤزّر.

ـ إذا لم تحصل تسوية لوضع إدلب فسوف نشهد معركة شرسة سيكون الجيش السوري ومعه كلّ الحلفاء هو المنتصر فيها… وبعدها يمكن القول إنّ الانتصار على الإرهاب قد اكتمل

ـ النصر السوري على الإرهاب غير مسبوق لأنّ فريق المهزومين كبير جداً ويضمّ دولاً وقوى كبيرة سخّرت كلّ إمكاناتها في الحرب الكونية ضدّ سورية لكن إرادة شعبنا وقوانا الحية تمكّنت من مواجهة كلّ ذلك وتحقيق الانتصار المؤزّر

دخول الإرهابيين إلى السويداء حصل بتسهيل من الأميركيين

ربطاً بمسألة مواجهة الإرهاب، أرسلتم وفداً مركزياً من الحزب لزيارة السويداء، خصوصاً أنّ هناك نوعاً من التحريض الذي تمارسه بعض القوى السياسية في لبنان، ماذا تخبرنا عن حصيلة هذه الزيارة؟ وما هي الرسالة التي أحببتم أن ترسلوها من خلال هذه الزيارة؟

ـ حاول البعض في لبنان ركوب موجة التحريض الطائفي والمذهبي بموضوع الهجوم الإرهابي الإجرامي على عدد من قرى مدينة السويداء، من خلال بعض الجيوب وبتحريض أميركي مكشوف، وقد توضّح كلّ ذلك وتبيّن للجميع بالأدلة الثبوتية، أنّ دخول الإرهابيين حصل من بعض الثغرات إلى السويداء بتسهيل من الأميركيين.

وكان ذلك واضحاً أيضاً من خلال طريقة التعامل الإجرامي للإرهابيين مع المواطنين في القرى التي استهدفوها، حيث عاثوا قتلاً وإجراماً ووحشية وبصورة طائفية ومذهبية مقيتة… ورغم كلّ تلك البشاعة حاولت بعض الجهات السياسية في لبنان استغلال المجزرة لتوجيه السهام إلى السلطات السورية، والسعي لتحريض الناس في السويداء في هذا الاتجاه، إلا أنّ وعي الناس الموجودين هناك، ومعرفتهم للحقائق الواضحة أمامهم وضوح الشمس، وترابط النسيج المجتمعي، كلّ هذا أدّى إلى خيبة كبيرة لدى المحرّضين الذين باءت كلّ محاولاتهم بالفشل…

الوفد القومي زار السويداء أولاً للتضامن مع أهلها، والتعزية بالشهداء، وثانياً أردنا التأكيد أننا معهم وإلى جانبهم، وكما شاركنا من خلال نسور الزوبعة في صدّ الهجمة الإرهابية وملاحقة فلول الإرهابيين، سنكون حاضرين دائماً إلى جانبهم والى جانب الجيش السوري والقوى الشعبية الرديفة لحماية أهلنا وأبناء شعبنا، أينما كانوا لأننا نمثل كلّ النسيج الوطني والاجتماعي في كل مكان من أمتنا.

الحزب القومي يدافع عن الأرض والشعب وهذا ما يثبته كلّ يوم على أرض الواقع

هل لمستم ذلك من الفاعليات التي زارها الوفد الحزبي في السويداء، من مشايخ العقل ومن أهالي القرى المستهدفة؟

ـ بالفعل لمسنا الكثير من الامتنان والشكر على موقف الحزب القومي عموماً وبنوع خاص على دوره الفعّال وتضحياته، ووقوفه مع الجيش السوري والقوى الرديفة إلى جانب أهالي السويداء لصدّ المعتدين وطردهم، وملاحقة فلولهم إلى مسافات بعيدة جداً.. وقد جرى استقبال وفد الحزب السوري القومي الاجتماعي بطريقة مميّزة جداً، من قبل مشايخ العقل كما من قبل الفاعليات الاجتماعية والأهلية ومن قبل المواطنين عموماً، لأنّ أهل السويداء وكلّ أبناء شعبنا يعرفون تمام المعرفة أنّ الحزب القومي حزب مقاوم يدافع عن الأرض والسيادة والكرامة والشعب، وهذا ما أثبته دائماً ويثبته كلّ يوم على أرض الواقع.

الجيش السوري سينتصر في معركة الشمال لأنه مؤمن بحماية شعبه وتحرير أرضه

معركة الجنوب الشامي حسمها الجيش السوري وأصبحت على مشارف النهاية، كيف ترى حضرة الرئيس معركة الشمال، وخصوصاً إدلب، في ضوء تداخل دعم الجماعات هناك بين الولايات المتحدة التي تدعم «قسد» وبين تركيا التي تدعم مجموعات أخرى؟

ـ سنقسم الموضوع إلى قسمين… الأول هو الجهد العسكري الذي يقوم به الجيش السوري والقوات الرديفة، وهذا الجهد العسكري طبعاً سيكون جهداً ضخماً نثق بأنّ الجيش السوري قادر على القيام به مهما كان حجم التضحيات، إنما في النهاية سينتصر الجيش السوري والقوات الرديفة على كافة القوى الموجودة هناك، والمدعومة من الأتراك والأميركيين… سينتصر الجيش السوري لسببين: أولاً الثقة بالنفس وبقواه وإيمانه العميق بوجوب تحرير أرضه، وثانياً لأنه تعوّد على تقديم التضحيات وبرهن للقاصي والداني أنه جيش مقاتل ومؤمن بحماية شعبه وتحرير أرضه من كلّ احتلال وإرهاب.

هذا من ناحية الجهد العسكري، أما الجهد السياسي فينقسم إلى التعامل مع قوتين هما: الولايات المتحدة وتركيا، والاثنتان دخلتا دون إرادة الحكومة السورية، وبالتالي هما قوّتان محتلتان، وهذا ما يتمّ بحثه، وتتولى روسيا قيادة التفاوض سواء في السياسة أو باللجوء إلى المنظمات الدولية لإنهاء الاحتلال سياسياً والانسحاب من الأرض السورية دون قتال.

سعاده حذر من الخطرين اليهودي والتركي وأطماعهما بأمتنا

بالمناسبة حضرة الرئيس، حين بدأ الأتراك باحتلال أراض سورية جديدة صدرت مواقف من الحزب القومي تُذكّر بالأراضي السورية السليبة، وهذا الموضوع هو في صلب مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي…؟

ــ الزعيم سعاده حذر من خطرين بدءاً من العام 1925 أيّ قبل تأسيس الحزب ثم بعد تأسيس الحزب، هذان الخطران هما الخطر اليهودي الصهيوني وأطماعه بفلسطين وبغير فلسطين، والخطر التركي، عدا عن مطالبته باستعادة كيليكيا التي استولى عليها الأتراك، وكذلك الاسكندرون التي هي أرض سورية أيضاً، ولا يزال فيها حتى الآن مواطنون سوريون يطالبون بالعودة إلى الدولة السورية. الأتراك لديهم أطماع دون شك بالأرض السورية الخصبة والغنية خاصة بالبترول والغاز والمعادن، ولديهم أحلام ومطامع بأن يعود حكم السلطنة العثمانية إلى الأراضي السورية. أما نحن فسنبقى بالتأكيد على موقفنا العقائدي بأنّ هذه الأرض في كيليكيا والاسكندرون هي أرض سورية، وواثقون تماماً بأنه سيأتي يوم نستعيد فيه هذه الأرض سواء بالتفاوض أو بالقوة العسكرية.

من المبدأ الحقوقي إلى المبدأ السياسي حضرة الرئيس… تواجه تركيا اليوم حصاراً أميركياً يطال اقتصادها بشكل أساسي، هل من الممكن بالرؤية السياسية أن يكون هناك نوع من التشابك بالمصالح، أيّ التقاء مصالح معينة في هذه المرحلة، رغم الدور التركي الوحشي والسلبي في الشام، هل من الممكن أن نرى سياسة هدفها إعادة إنشاء منظومة إقليمية من ضمنها تركيا… أم أنّ الأمر مرفوض بالمطلق؟

ـ أحياناً يُنظر إلى المنظومات الاقتصادية بشكل مستقلّ عن منظومة السياسة، وهذا ما نرى أنّ تركيا تحاول فعله، وقد تتقاطع في السياسة مع روسيا وإيران، إضافة إلى الاقتصاد، وهذا قد يجبرها على الانسحاب من الأرض السورية المحتلة بدون حرب، وهو أمر يصبّ في مصلحة الدولة السورية التي تكون عندها قد حققت هدفها باستعادة أرضها.

إيران حليف موثوق وقادر على التأثير في السياسة الإقليمية والدولية

نصل إلى الموضوع الإيراني، حيث تتعرّض إيران مجدّداً اليوم لحصار اقتصادي أميركي ولضغوط كبيرة نتيجة موقفها وسياستها المناهضة والرافضة لهيمنة الولايات المتحدة وحليفتها الدائمة «إسرائيل»، وهذا الاستهداف ليس منفصلاً بالطبع عن استهداف سورية أيضاً بسبب مواقفها الوطنية والقومية، ونتيجة تحالفها الثابت مع إيران…؟

ـ السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة الاميركية تبيّن أنها سياسة هدفها الأساسي بما يختصّ بمنطقتنا هو حماية «إسرائيل» وتقويتها ومساعدتها على التحكم بمنطقتنا، أو ما يعتبرونه «الشرق الأدنى»، وقد بيّنت الحرب السورية ضدّ الإرهاب أنّ التحالف مع إيران هو ضرورة ماسّة وأساسية إذا أردنا مواجهة أميركا و«إسرائيل»، خاصة أنّ إيران حليف موثوق وثابت، فضلاً عن أنها دولة كبيرة وقادرة على الفعل والتأثير في مجمل السياسة الإقليمية، وصولاً إلى التأثير على صعيد السياسة العالمية أيضاً، والاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الكبرى خير دليل على الدور العالمي الذي يمكن أن تؤدّيه إيران، ووقوف أوروبا وروسيا وغيرها من الدول ضدّ قرار أميركا بإلغاء الاتفاق النووي يثبت دور إيران السياسي والاقتصادي الفعّال.

لذلك نعتقد أنّ الحرب الأميركية على إيران هي حرب ذات وجهين… حرب اقتصادية بالدرجة الأولى، وحرب سياسية لمنع إيران من أن تشكل قوة رادعة وداعمة للمقاومة بوجه الاحتلال الصهيوني، وتحويلها إلى دولة فقيرة لا تتمكّن من تصدير بترولها وغازها وإنتاجها، وضرب العملة الإيرانية، وبالتالي ضرب الاقتصاد الإيراني كله وهذا باعتقاد أميركا ما قد ينسحب إلى القوة العسكرية الإيرانية، إذ تعتقد أنه عندما يضرب الاقتصاد تضرب معه إمكانات القوة العسكرية، وبالتالي يتأثر الدور السياسي الإيراني سلباً. لكنّ إيران كما يؤكد تاريخها لم ترضخ للمقاطعة الأميركية سابقاً، واستطاعت في ظلّ العقوبات السابقة أن تكون قوة لا يُستهان بها اقتصادية ودفاعية وعسكرية، ولذلك نثق بأنّ إيران لن ترضخ ولن تقع تحت الضغط الأميركي، وستجد القنوات الاقتصادية والسياسية والمالية اللازمة للوقوف صامدة في وجه العقوبات الأميركية.

نأمل أن تعي أوروبا مصالحها في الشرق

في السياق نفسه هل ترون أنّ المستجدات والتحوّلات الساسية على الساحة الخليجية هي أحد وجوه استهداف إيران؟

ـ نحن نعتقد ذلك طبعاً، ونرجّح أنّ استهداف إيران هو السبب الأول وراء الانفتاح الخليجي، خاصة السعودي على الكيان الصهيوني، هذا الانفتاح الذي ظهر بعدة خطوات بارزة أهمّها إنشاء مكاتب تمثيلية لـ «إسرائيل» في معظم دول الخليج، والتعاون الاقتصادي والتجاري، ثم أخيراً الخروج بما يسمّى «صفقة القرن»، هذه كلها مظاهر وسياسات نرفضها كقوى مقاومة وترفضها معنا دول الممانعة كلياً، انطلاقاً من رفضنا لأيّ تعاون مع العدو الصهيوني مهما كان شكله سياسياً أو أمنياً أو اقتصادياً أو غيره .

وماذا عن الدور الأوروبي على هذا الصعيد، خاصة أنّ الدول الأوروبية ترفض حتى الآن السير خلف أميركا في موضوع العقوبات ضدّ إيران؟

ـ نأمل أن تعي أوروبا مصالحها في الشرق، وأن تحافظ على هذه المصالح، وأن لا تكون أداة في يد أميركا لتدمير وإضعاف القوى الممانعة للكيان الصهيوني، وأن تكون قوة مستقلة تسعى إلى تحقيق مصالحها التي هي مصالح مهمة جداً، وأن تنسّق مع روسيا والصين لتأمين مصالحها السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية.

انتصارنا يحتاج توحد القوى الفاعلة والحية في الأمة السورية

النقطة المركزية في كلّ المواجهة، والهدف الأساسي من استهداف سورية واستهداف إيران واستهداف المنطقة هو المواجهة الكبيرة في فلسطين، وسعي أميركا لتوفير مقوّمات الأمن للكيان الصهيوني…

ـ نحن نقول دائماً إنّ حربنا مع العدو الصهيوني هي حرب وجود وليست حرب حدود، هناك دولة اغتصبت أرض فلسطين، وهذا الاغتصاب لا يمكن تبريره على الإطلاق، لا بالقانون الدولي ولا الإقليمي ولا بأيّ قانون في العالم، إنه احتلال موصوف مارس المجازر والمذابح والقتل الجماعي بحقّ الفلسطينيين وهجّرهم وشردّهم وحوّل أرضهم إلى كيان اغتصابي عنصري يهودي.

نحن نؤكد أنّ حربنا مع العدو الصهيوني مستمرّة، وانتصارنا في هذه الحرب يحتاج إلى أن تتوحّد القوى الفاعلة والحية في الأمة السورية كلها بالرؤية وبالهدف وبالوسائل، وبالاتفاق مع الدول الحليفة والصديقة الممانعة، كما يحتاج إلى أن يترسّخ الوعي والمعرفة بأنّ هذه الأرض هي أرض مغتصبة، ويجب أن تتشكل قوة واحدة لمحاربة العدو وتحرير هذه الأرض وعودة أبناء شعبنا الفلسطيني إلى أرضهم وقراهم وبلداتهم.

نختتم الحديث معك حضرة الرئيس بالحديث عن الانتصار الكبير الذي حقّقه لبنان على العدو الصهيوني في حرب 2006، هل من كلمة في هذه المناسبة التي نحتفل هذه الأيام بذكراها الثانية عشرة؟

ـ أفق الصراع هو أفق المقاومة بكلّ أوجهها، مقاومة اقتصادية وعسكرية وفكرية وثقافية واجتماعية… ويجب أن تكون هناك مقاومة حتى نفسية ووجدانية لوجود الكيان الصهيوني على أرضنا القومية، وطبعاً نحن جزء من هذه المقاومة، ونحن نبارك بالانتصارات، ونعتبرها انتصارات عظيمة جداً، ونرى أنها أثمرت وأثرت في كلّ أبناء شعبنا، وها هي إرهاصات النضال الفلسطيني نراها ماثلة أمامنا، ونرى المواجهات والنضالات اليومية، التي تبشّرنا بتحقيق الانتصار الموعود في فلسطين، وهو انتصار سيتحقق وسيستكمل بالتأكيد إذا عملنا كشعب واحد، لبعث النهضة في كلّ الأمة السورية وتوحيدها شعباً ونظاماً ومؤسّسات ورؤى وقناعات.

تصوير: مخايل شريقي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى