بوتين يؤكد وجوب عودة المهجرين السوريين.. وميركل ترى حدوث تغيرات إيجابية في الوضع السوري

أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحثا الملف السوري على نحو مفصّل إضافةً إلى الشكل الشامل للتسوية في سورية.

المتحدث الصحافي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف أشار إلى أنّ المحادثات بين الجانبين استمرت نحو ثلاث ساعات حيث دعا بوتين العواصم الأوروبية إلى الإسهام في عودة المهجرين إلى سورية.

وكان بوتين قد شدد من برلين، حيث أجرى مباحثات مع المستشارة الألمانية ميركل، على وجوب بذل كل الجهود الممكنة من أجل عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم، وضرورة إعادة إعمار البنية التحتية في المناطق السورية المحررة.

بدورها قالت ميركل إنه «لا بد من حل الأزمة الإنسانية في سورية».

وأكدت «دعم عمل المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا»، مشيرةً إلى أن الأولوية في سورية هي «تفادي كارثة انسانية».

وشدّد الرئيس الروسي على أهمية تقديم المساعدة، في المقام الأول، لمناطق في سورية يمكن للاجئين الموجودين في دول جوار سورية ودول أوروبا، العودة إليها، داعياً أوروبا إلى تفعيل مشاريعها للمساعدات الإنسانية لتلك المناطق السورية.

وذكر بوتين بأن دول جوار سورية تستضيف الملايين من اللاجئين السوريين، إذ يوجد في الأردن نحو مليون لاجئ، فيما يقدر عدد اللاجئين السوريين في لبنان وتركيا بأربعة ملايين.

وقال بوتين: «تزايد عدد اللاجئين يشكل عبئاً هائلاً محتملاً على أوروبا، لذلك يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لتمكين هؤلاء الناس من العودة إلى ديارهم».

من جانبها، أشارت ميركل إلى «حدوث تغيرات إيجابية في الوضع السوري»، مشدّدة على أهمية منع وقوع كارثة إنسانية في البلاد.

ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها ضد أوكار وتحصينات إرهابيي تنظيم «داعش» في تلول الصفا آخر معاقل التنظيم التكفيري في عمق بادية السويداء الشرقية.

وأفاد مصدر بأن وحدات من الجيش عززت نقاطها في محيط تلول الصفا مضيقة الخناق على جيب إرهابيي تنظيم «داعش» المحاصرين حيث تتعامل بالأسلحة المناسبة مع أي تحرّك أو محاولة للارهابيين لكسر الطوق المفروض عليهم.

وأشار المصدر إلى أن سلاح الجو والمدفعية والدبابات نفذت رمايات مركزة على أوكار ودشم وتحصينات لإرهابيي «داعش» في تلول الصفا ذات التضاريس المعقدة والمليئة بالصخور والجروف والمغاور وكبدتهم خسائر فادحة بالعتاد والأفراد.

وكانت وحدات من الجيش مدعومة بالقوات الرديفة تمكنت قبل أيام قليلة من إحكام الطوق على تلول الصفا التى تعتبر آخر معاقل إرهابيي تنظيم «داعش» فى عمق بادية السويداء وقطع طرق الإمداد إليها، وذلك في إطار العملية العسكرية الرامية إلى تطهير المنطقة من البؤر المتبقية للتنظيم التكفيري.

أفاد المركز الروسي للمصالحة في سورية بأن عناصره أمنوا خلال الأشهر التسعة الماضية مرور أكثر من 70 قافلة أممية أوصلت المساعدات الإنسانية للمناطق السورية المنكوبة.

وقال رئيس المركز اللواء ألكسي تسيغانكوف: «في الفترة ما بين 21 ديسمبر 2017 و17 أغسطس الحالي، أمّن مركزنا مرور 71 قافلة مساعدات إنسانية أممية دون إعاقة في سورية»، مضيفاً أن عناصر المركز وفّروا الظروف الآمنة لعمل بعثات تابعة لـ27 منظمة دولية، بينها الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري، واليونيسيف وغيرها.

وأشار المسؤول الروسي إلى أن هذه المنظمات قدمت أكثر من 6 آلاف طن من المواد الغذائية والمستلزمات الأولية للمتضررين، مؤكداً أن العمل الإنساني يمثل أحد أهم جوانب نشاط مركز المصالحة الروسي.

وذكر تسيغانكوف أن دولا أخرى، لاسيما من أعضاء رابطة الدول المستقلة، بدأت تنضم إلى روسيا في تقديم المعونات الإنسانية للسوريين، حيث قدّمت حكومة أرمينيا مؤخراً 30 طناً من المواد الغذائية، كما شاركت فرنسا أيضاً في عملية تزويد سكان غوطة دمشق الشرقية بالمساعدات الإنسانية الشهر الماضي.

يُذكر أن العسكريين الروسي في سورية ينفذون عمليات إنسانية خاصة بشكل منتظم، حيث أجروا 1898 حملة لتوزيع الأغذية والأدوية في مناطق مختلفة من سورية، فيما بلغ الوزن الإجمالي لهذه الشحنات الإنسانية حوالي 3 آلاف طن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى