مهدي: إذا ما تعرّضنا لعدوان جديد نعرف أين ومتى وكيف نردّ الصاع صاعات

بمناسبة مرور أسبوع على وفاة الرفيق عصام يوسف قاسم أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي مشغرة تأبيناً بالمناسبة حضره عضو المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي ممثلاً رئيس الحزب حنا الناشف، عضو المحكمة الحزبية محمد قمر، ناظر الإذاعة في منفذية البقاع الغربي طوني سلوان، مدير مديرية مشغرة وسام غزالي وأعضاء هيئة المديرية، أعضاء من المجلس البلدي لبلدية مشغرة، مختار مشغرة عبد الله صادر، إمام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة، القاضي أسد الله الحرشي وعدد من رجال الدين وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.

التعريف

بداية كلمة تعريفية ألقاها الأستاذ يامن رضا فقال:

زاوية إيدك سفينة نصر

شراعها زندك مجد بادي

وبين المسافة والمسافة قصر

حامل سما حرية بلادي

وسوارك الأسمر عا إمو خصر

فارش الأيام سجادي

وصابيعك الخمسة بيصلوا العصر

وقرص كفك راية سعاده

الحرية، الواجب، النظام والقوة، معان كنت تنتمي إليها، وها هي حاضرة في موعد تأبينك كي تقلدك وسام النضال.

كلمة العائلة

كلمة عائلة الفقيد ألقتها أليسار قاسم ابنة الراحل ، ومما جاء فيها: أيها الغالي، لم تحي يوماً من أجل نفسك، بل من أجلنا كنت تحيا وتعمل، من أجل أماننا وفرحنا واستقرارنا. كنت تقطف تعبك ونبضك وتقدّمه إلينا في سلال المحبة والعطاء بلا حدود.

كلّ الذين عرفوك عرفوا فيك الرجل الصادق الأمين المحبّ والقادر على البذل والعطاء. مددت لنا صدرك جسر عبور، وجعلت كلّ يوم من عمرك، وكلّ لحظة من حياتك من أجلنا. كنت التاج لقلوبنا، والربيع لحياتنا الذي قطفنا منه زهور المحبة والأمان وعزة النفس.

رافقتك في رحلتك الأخير، كنت تنازع وتكافح، وترغب بالحياة ليس من أجلك بل من أجلنا، نلمس يدك فنشعر بنبضات قلوبنا، ومن خلالك عرفنا قيم الإخلاص والمحبة ومعنى الوجود.

أنت حي فينا، صوتك بوح أمانينا، وجهك صورة المستقبل فينا، وكلماتك ذخر لنا في أيامنا القادمة.

كلمة مركز الحزب

كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عضو المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي فقال: نجتمع اليوم في ذكرى مرور أسبوع على وفاة الرفيق المرحوم عصام قاسم، وهو واحد من أبناء الحياة الذين نشأوا في كنف عائلة قومية كان على رأسها رفيقنا المرحوم يوسف قاسم أبو عصام الذي لم تمنعه مهنته كإسكافي من أن يكون علماً من أعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأن يسعى بكلّ عزيمة وإخلاص لنشر فكر الحزب وعقيدته. فابتدأ بعائلته الصغرى وكان انتماء فقيدنا الغالي الرفيق عصام في إحدى أصعب الظروف التي مرّ بها الحزب، عنيت بها فترة الملاحقات التي أعقبت الثورة القومية الاجتماعية الثانية.

أضاف مهدي: رغم كلّ الضغوط التي تعرّض لها رفيقنا الراحل، لم يلن ولم يشتك ولم يتراجع قيد أنملة عن عقيدة اعتنقها عن إيمان متولد عن قناعة. فختم بوفاته حياة حزبية استمرّت ما يقارب نصف قرن من الزمان، كانت ملأى بالجهاد والتضحيات من كلّ شكل ونوع، على الرغم من نشأته في منطقة مهملة إهمالاً تاماً من قبل الدولة اللبنانية، ولا تزال. وسأل: أيّ عقل سوي يرضى لهذه المنطقة المقاومة أن تكون أسيرة واحدة من أكبر الجرائم البيئية في لبنان التي تستهدف الليطاني أحد أهمّ شرايين الحياة في البلاد.

وتابع مهدي: نثمّن الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها المصلحة الوطنية لنهر الليطاني لجهة تحريك الدعاوى الجزائية ضدّ 226 مصنعاً ومؤسّسة شركاء في جريمة التلويث التي تطال نتائجها كلّ أبناء شعبنا المستفيدين من ذلك المشروع. ونؤكد على وجوب أن تتحمّل الدولة مسؤولياتها وتقمع المخالفات التي تنال من صفاء الليطاني وتحول دون الاستفادة منه كثروة وطنية.

وأردف: لكن عن أية دولة نتحدث، عن دولة اعتادت الفراغ حتى بات هو القاعدة، فيما أصبحت المؤسسات هي الاستثناء. اللبنانيون انتخبوا مجلساً نيابياً في السادس من أيار الماضي، وحتى اليوم لا يزال تشكيل الحكومة يراوح مكانه تاركاً البلاد في مهب الريح.

إننا إذ نؤكد على موقفنا الثابت لجهة وجوب الإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ كلّ الكتل النيابية. ونصرّ على مشاركة الحزب السوري القومي الاجتماعي فيها لما يمثله من ضمانة لوحدة المجتمع، ومن حضور شعبي في كلّ المناطق اللبنانية وبين كلّ أفراد المتحدات، وهو الحزب الذي قاوم الاحتلال الصهيوني والإرهاب والتطرف.

ولفت مهدي إلى أنّ الانتصار على الإرهاب في معركة الجرود حمى لبنان من خطر المجموعات الإرهابية وهذا الانتصار يُضاف إلى انتصارات أمتنا العظيمة وشكل محطة أساسية انعكست إيجاباً على العملية العسكرية القائمة في الشام للقضاء على كلّ أشكال الإرهاب والتطرف. وهو أيضاً خطوة داعمة لعودة أبناء شعبنا إلى الشام بعد أن اضطرتهم ظروف الأزمة إلى النزوح إلى لبنان وإلى كيانات أخرى.

وقال مهدي: نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن باب قيامنا بدورنا الطبيعي، شكلنا هيئة مركزية هدفها مساعدة أبناء شعبنا على العودة إلى مدنهم وقراهم في الشام، وتذليل كلّ العقبات التي تحول دون ذلك.

وأكد أنّ الشام التي حققت انتصاراً في حرب الوجود، تتعرّض اليوم لتهديد جديد من رأس الأفعى الولايات المتحدة الأميركية مدعومة بحلفائها التقليديين الذين يلوّحون بضربة عسكرية تستهدف مرافق أساسية في الدولة. لكن هيهات هيهات أن يحقق هذا العدوان أهدافه، فنحن الآن في زمن الانتصارات، وإذا ما تعرّضنا لعدوان نعرف أين وكيف ومتى نردّ الصاع صاعات. فشعبنا المقاوم على مرّ العصور، وعلى اختلاف الجبهات، لم يعجز عن إيجاد وسيلة لتحقيق نصر جديد. ولنا في رفقائنا وأهلنا في جنوب سورية فلسطين خير دليل على ذلك. فمن ضمن فعاليات مسيرات العودة التي انطلقت في ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار الماضي، وبطائرات ورقية بدائية، تمكن مقاومونا من قضّ مضاجع الاحتلال وتحويل المغتصبات التي تحيط بغزة إلى كتل من نار.

أهلنا في الشام والعراق وفلسطين وكلّ الأمة هم ذاتهم أهلنا في لبنان، وتحديداً في هذه القرية المقاومة مشغرة، التي قدّمت العديد من أبنائها شهداء فداء للوطن ودفاعاً عن أبناء شعبنا، فحجزت لنفسها حيّزاً كبيراً في ذاكرة الأمة التي انتقل إليها رفيقنا المرحوم عصام قاسم لينضمّ إلى شفيق وزكي ناصيف، أمين ومأمون منصور، إميل رفول، عبد الله محسن وعساف كرم.

باسم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين حنا الناشف نتقبّل العزاء مع رفقائنا وأهلنا من عائلات قاسم ورضا وصادر وعواضة لأنّ مصابنا واحد. فنحن وإياهم أهل الدار مثلنا مثل كلّ عائلات مشغرة.

عزاؤنا أنّ الرفيق عصام سلّم الراية لمن سيتابع المسيرة، وعزاؤنا الأكبر أنّ البقاء للأمة.

بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظلّ هتافنا ذلك الهتاف الذي ردّده دائماً الرفيق عصام قاسم: لتحي سورية وليحي سعاده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى