ورد وشوك

تسأل صبية أضناها التعامل معها على أنها آتية من عالم الخيال يلفها الغموض في كل الأحوال…

أيعقل أن جلّ ذنبها في هذا الزمان اختلاف يميّزها فلا تشبه غيرها في الانتماءات والتصرفات… تدرك معنى الحرية بمقاييسها فتتعامل معها بحرص واحترام وتسعى دائماً لإيجاد مسافة الأمان هذا ما يقلل من الخسائر في حال وقوع اصطدام بفعل سائق طائش أو آخر أنساه ما به من تشتت ضرورة التركيز ليبقى مسيطراً على مقوده فلا يدعه يأخذه على غير هدى ويضطره فجأة لتغيير الاتجاه موقعاً بغيره الحيرة والارتباك…. في قانونها باقتناع أننا خلقنا ببصمة لا تشبه غيرها بين مليارات من البصمات وبتفاصيل خلقية تميّز الناس عن بعضها في مختلف أصقاع الأرض وبلون بشرة تحكمه الوراثة وجغرافية المكان وصوت تسمعه من شخص يجعلك تذوب في أناه أو تنفر منه فلا تروم به لقاء… إذاً هو اختلاف مقدر من فاطر السموات فلماذا يسعى الأشخاص لتوحيد الطبعة وتغيير المواصفات بإجراءات وعمليات ما أنزل الله بها من سلطان… تقول هذه الصبية أنا وكم كنت أتعوذ من الأنا، لكنني اليوم أتمسّك بها لأنها تعني تفرد لا بد أنه ملاقٍ من يقدره دون استهجان يفهمني فلا أعيش دائماً في حالة دفاع عن تصرّفات تُحسَب عليّ أنها غموض واستعلاء…. إنما هي عجينتي بمقادير تناسبني أخذتها عمّن ربتني وعلمتني الحياة وأقنعتني بأن خبزي هو أشهى من أفخر المأكولات… رغم ذلك ما زال سؤال الصبية تائهاً يبحث عن الجواب.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى