الخارجية الإيرانية: قمة طهران ركّزت على الحل السياسي للأزمة السورية

أكد مدير عام دائرة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الإيرانية محمد إيراني أن قمة الدول الضامنة لمسار أستانا التي عقدت في طهران ركزت على أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً وعلى أهمية الحوار السياسي ومكافحة الإرهاب وقضية المهجرين السوريين.

وبين في تصريح أن هذه القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان «جاءت في أفضل الأوقات»، موضحا أن «هناك نقاطاً مهمة طرحت في هذه القمة وتم بحثها ولا سيما الوضع في إدلب».

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لا تميل إلى حلحلة الأزمة السياسية في سورية وتحاول إشاعة عدم توصل قمة طهران إلى أي نتائج. وهذا غير صحيح.

وكان البيان المشترك لقمة الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران أكد أمس، الالتزام بوحدة وسيادة الأراضي السورية والاستمرار في محاربة الإرهاب.

إلى ذلك، حمّل سيناتور أميركي دولة ثالثة من حلفاء الولايات المتحدة المسؤولية عن الوقوف وراء التحضيرات لاستفزاز كيميائي جديدة في محافظة إدلب السورية.

واتهم العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فيرجينيا، ريتشارد بلاك، في حوار خاص مع قناة «الميادين»، اتهم جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 بالتحضير لاستفزاز كيميائي جديد في إدلب.

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم من عقد بلاك البالغ من العمر 74 عاماً، وهو من قدامى المحاربين المقلدين بالميداليات في حرب فيتنام وعمل سابقاً كمحام في البنتاغون، اجتماعاً مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وذلك للمرة الثانية خلال الحرب السورية.

وقال: «أصبحنا على علم، قبل أربعة أسابيع، بأن جهاز الاستخبارات البريطانية بدأ بالعمل على تحضير لهجوم كيميائي مركب، من أجل إلقاء اللوم على الحكومة السورية وتحميلها المسؤولية، واستخدام هذا الموضوع من أجل إنقاذ «القاعدة» في إشارة إلى مسلّحي «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» الإرهابية عمودها الفقري .

وشدّد السيناتور على أنه يدرس موضوع الاستفزازات الكيميائية في سورية منذ سبعة أعوام، قائلاً إن الحكومة السورية لا تتحمّل المسؤولية عن أي حالة من حالات استخدام الكيميائي في البلاد.

وفي تصريحاته اللاحقة إلى صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية يوم الجمعة الماضي، أوضح بلاك أن الاستخبارات البريطانية لا تنوي تنفيذ الاستفزاز بنفسها، لكنها تصدر توجيهات إلى المسلحين بهذا الخصوص.

وذكر السيناتور أن بعض الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية كانت في الواقع مسرحيات أخرجتها بريطانيا بدعم من قوات الدفاع المدني المعروفة بـ» «الخوذ البيضاء».

وأوضح: «أستطيع القول إنهم الاستخبارات البريطانية لم يحضّروا لهجوم واقعي بل مزيف، حيث يجري إجلاء السكان من بلدة، وثمة لديهم عناصر متدربون ينتحلون صفة ضحايا الاعتداء باستخدام الغاز السام.. والمخطط يقضي باستغلال «الخوذ البيضاء»، وهم متورطون دائماً في حالات الخداع سيئة السمعة هذه».

من جانبه، نفى مسؤول في الخارجية الأميركية ما ورد في هذه التصريحات للصحيفة، مجدداً اتهام واشنطن للحكومة السورية بزعم استخدام الكيميائي أكثر من مرة، وشدد على أن التحذيرات الروسية من التحضيرات لاستفزاز كيميائي جديد في إدلب تفتقد إلى المصداقية، ولا أساس لها، بحسب تعبيره.

وفي السياق، كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنّ الإرهابيّين اتفقوا في اجتماع بإدلب على سيناريو هجوم كيميائي لتحميل دمشق مسؤوليته.

وأوضحت الوزارة أن الإرهابيين يعتزمون تصوير مشاهد الهجوم الكيميائي المفبرك في أربع بلدات، لافتة إلى أنّ السيناريو سيكون جاهزاً للتنفيذ بدءاً من مساء الأحد وسينفّذون ذلك فور تلقيهم إشارة من رعاتهم في الخارج.

وكشفت معلومات خاصة لـ»الميادين» في وقت سابق أن عناصر الخوذ البيضاء يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، نُقلت عن مصادر أهلية بريف إدلب عن «مشاهدة نشاط ملحوظ لعناصر الخوذ البيضاء في سجن جسر الشغور والذي يحتوي على مستودعات لمواد سامة والتجهيز لمسرحية الكيماوي هناك».

وفي وقتٍ سابق، كشفت وزارة الدفاع الروسية أن مجموعة خاصة من المسلحين المدرّبين من قبل الشركة العسكرية البريطانية الخاصة «أوليفا» تخطط لتمثيل عملية إنقاذ لضحايا هجمات كيميائية تقوم بتجهيزها في إدلب، معلنةً أن تصرفات الدول الغربية في سورية تهدف إلى «تفاقم الوضع في المنطقة وعرقلة عملية السلام».

وكان عدوان أميركي بريطاني فرنسي قد استهدف مواقع سورية بنحو 110 صواريخ في نيسان/ أبريل الماضي، فيما أسقطت الدفاعات الجوية السورية معظم هذه الصواريخ.

ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش السوري ضربات مكثفة على محاور أوكار محصّنة وتجمّعات لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في ريف حماة الشمالي.

وذكر مصدر في حماة أن وحدة من الجيش دمرت بضربات نوعية آلية مصفحة ومستودع ذخيرة لإرهابيي ما يسمى «كتائب العزة» داخل جرف صخري حفره الإرهابيون الذين سقط العديد منهم قتلى ومصابين على تل الصياد شمال بلدة كفرزيتا بالريف الشمالي.

وأشار المصدر إلى أن وحدة من الجيش دمّرت منصات لإطلاق القذائف كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها في الاعتداء على التجمّعات السكنية القريبة وأوقعت 5 قتلى بين صفوف الإرهابيين خلال رمايات دقيقة على تجمعاتهم في أطراف بلدة كفرزيتا التي تعدّ من أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي شمال مدينة حماة بنحو 38 كم عرف منهم سامر سويدان الملقب «بابو تكس» وعبد العزيز معين سبيع.

ودمرت وحدات الجيش الخميس الماضي مستودع أسلحة وذخيرة ومقار قيادة لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وينتشر آلاف الإرهابيين والمرتزقة في بعض قرى ريف حماة الشمالي ومدينة إدلب وريفها منهم من تسلل من الأراضي التركية بدعم ومساعدة أنظمة إقليمية وغربية إضافة إلى مئات الإرهابيين الذين رفضوا التسويات بعد إحكام الجيش السوري السيطرة على المنطقة الجنوبية والوسطى وريف دمشق وغيرها وتم نقلهم إلى إدلب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى