حزب الله: إطالة الأزمة الحكومية يؤدي إلى نتائج لا تُحمَد عقباها

طالب حزب الله بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مع مراعاة نتائج الانتخابات النيابية ووحدة المعايير، محذراً »من أن إطالة الأزمة تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها».

وفي هذا السياق، رأى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش خلال احتفال أقامته بلدية كفرملكي لتكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، أن »لا داعي للسجالات والخلافات التي تزيد من التعقيدات والعقبات أمام تشكيل الحكومة، فالمطلوب بذل الجهد والتواصل، فلا يمكن أن تشكّل حكومة من دون تفاهم. فالدستور واضح، فتشكيل الحكومة يتم بمشاركة كل الفرقاء الأساسيين من خلال التفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، فلا داعي لاستحضار الخلافات والسجالات، المطلوب الذهاب والبحث ومواصلة الجهد لإيجاد هذا التفاهم، والجهد الأكبر يبقى على الرئيس المكلف، فلا مزيد من إضاعة الوقت لأننا بحاجة لتشكيل حكومة».

ودعا فنيش إلى «نظام النسبية كما اعتمدناه في الانتخابات النيابية لتحديد نسب وأحجام الكتل النيابية لتشكيل الحكومة، من دون اقصاء أحد. وهذا المعيار هو الكفيل لتذليل العقبات، ونحن واخواننا في حركة أمل لم نكن عقبة ابداً». وقال «هناك من يريد أن يشعر الناس بالخوف واليأس من مشكلات اقتصادية ومالية. نعم المطلوب الإسراع في تشكيل الحكومة وإيجاد حلول ولكن هذا لا يعني ان البلد على حافة الانهيار، فمن يروّج لمثل هذه الأقاويل، بعضهم يكون عن سوء نية، والآخر عن عدم معرفة. فالبلد لديه قدرات بشرية بحاجة إلى حسن إدارة والاستفادة من ثروتنا الأساس، وهي هذا الإنسان الذي يسعى دون كلل أو ملل لبلوغ مستويات علمية، ولبنان معروف بأنه مصدر غنى برأس ماله المتعلم. فنحن بحاجة إلى إيقاف الهدر ومكافحة الفساد».

وختم «نحن من موقعنا سنعمل من أجل مستقبل الوطن والأجيال الصاعدة. لم يعد البلد يحتمل هذا القدر من الفساد. وهذا لا يعني أننا مسؤولون عن النتائج الحاصلة، بل من موقعنا سنعمل بكل قوة من أجل أن نزرع الأمل وأن يكون لبنان قادراً على تجاوز أزماته وان نحدّ من أسباب الانهيار من خلال دورنا في المجلس النيابي أو في مجلس الوزراء».

من جانبه، لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد، خلال احتفال تكريمي للطلاب المتفوقين في الشهادات الرسمية، أقامه اتحاد بلديات الشلال في مركز «النادي الترفيهي للمسنين» في بلدة بوداي في بعلبك، الى انه «مضى زهاء 110 أيام على تكليف الرئيس سعد الحريري، لكن للأسف ولغاية اليوم، لم يتم تشكيل الحكومة العتيدة، بالرغم من أن المواطن يئن من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، والمشاريع في البلد شبه متوقفة، بالمقابل تعمل لجان المجلس النيابي بنشاط في ظل حكومة تصريف الأعمال».

وطالب بـ «تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مع مراعاة نتائج الانتخابات النيابية ووحدة المعايير، لأن إطالة الأزمة يؤدي للأسف إلى نتائج لا تحمد عقباها، وإذا لم يرَ المسؤولون خطورة هذا الأمر فتلك مصيبة»، معتبراً أن «حجم التحديات التي نواجهها على الصعيد الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي يحتم علينا تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لا سيما أن لبنان يعاني من أمرين: المديونية الكبيرة التي تثقل كاهله وعدم تصريف إنتاجه الزراعي والصناعي، نتيجة مكابرة البعض بخصوص التنسيق مع سورية، لفتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن أمام مرور إنتاجنا وبضائعنا نحو الأسواق العربية، ناهيك عن مشكلة تفشي البطالة بين صفوف الشباب ومتخرجي الجامعات بنسبة تصل إلى 35 بالمئة».

وقال «لا بد من توجيه كلمة شكر وعرفان بالجميل إلى المجاهدين الأبطال والشهداء والجرحى، الذين لولاهم لما كان بإمكاننا الاجتماع هنا اليوم، وإن جهودهم وتعبهم ودماءهم يجب أن تبقى راسخة في عقولنا وقلوبنا وذكرياتنا».

وسأل «لماذا نتأخّر بعدم السماح للأخوة النازحين السوريين بالعودة إلى بلدهم؟ لماذا تتلكأ الحكومة بالطلب من الحكومة السورية بفتح معبر نصيب؟ هذه الأسئلة برسم المسؤولين الذين يكابرون ويصمّمون على عرقلة حل هاتين المشكلتين الهامتين، لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين».

من جهته، سأل عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني أقيم في بلدة طيرفلسيه الجنوبية، عن «خلفية تأخير تشكيل الحكومة، وهل التأخير هو متعمّد أم عمل بريء؟»، مشدداً على أن «التأخير في تشكيل الحكومة له خلفية وأهداف سياسية تتلخص بمشروع رُكّب في الخارج، وفرض على اللبنانيين إقامة تحالف واصطفاف جديد لمواجهة سياسة جديدة لأهداف خارجية، والمستهدف بالدرجة الأولى ولاية رئيس الجمهورية، بينما اللبنانيون ينتظرون الحل، لأن القضايا المعيشية والحياتية والمالية باتت ضاغطة على الجميع».

ورأى أن «التأخير في تشكيل الحكومة يشكل ضرراً صافياً على جميع القوى السياسية واللبنانيين، وليس فيه منفعة لأحد، وحزب الله في موقع متقدم في متابعة المساعي لحل العقد وتسريع تشكيل الحكومة، شرط أن تكون حكومة وحدة وطنية، تعتمد معياراً واحداً، وليست استنسابية في المعايير».

وشدّد على أن «لبنان بات في الحصن الحصين والمنيع بمعادلة التعاون بين الجيش والمقاومة، والبلد الأكثر منعة في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، ولكن في الوقت الذي تصنع فيه المقاومة أروع صور كرامة وأمجاد وانتصارات الأمة، هناك مَن يصنع أسوأ صور تاريخ الأمة من خلال التفريط بالقضية الفلسطينية والتطبيع مع إسرائيل، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الكيان الإسرائيلي ودول الخليج منذ بداية العام الحالي إلى اليوم، أكثر من مليار دولار. وهذا ما عبّر عنه نتنياهو حينما قال، ما كنتُ أحلم أن يأتي يوم ويكون فيه هذه المستوى من التطبيع السياسي والأمني والاقتصادي مع الدول الخليجية».

ورأى أن «التطبيع الخليجي مع إسرائيل هو الذي جرأ ترامب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وشطب قضية القدس من جدول المفاوضات، وإلغاء الدعم والتمويل الأميركي لوكالة الأونروا».

وأشار قاووق إلى أن «الأمة اليوم باتت أمام نكبة جديدة وخطر تهجير الشعب الفلسطيني من جديد، وما عاد الكلام عن موعد عودة اللاجئين الفلسطينيين من سورية ولبنان والأردن إلى أراضيهم، فأصبح نتنياهو يتحدث الآن عن إخراج مئات آلاف الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى