الفشل الأميركي في العراق

ـ كان الانقلاب الذي اشتغل عليه الأميركيون بتمويل سعودي يحقق التقدّم في العراق منذ بدء العملية الانتخابية وما تلاها من تلاعب بالنتائج ومماطلة في إعلانها وصولاً لتشكيل الكتلة الأكبر وانتهاء بخراب البصرة مشروعاً كاملاً سياسياً وأمنياً قد أعدّت له كلّ مستلزمات النجاح.

ـ قراءة محور المقاومة للانقلاب كانت مبكرة وإدراك أهمية العراق وخطورة موقعه ومكانته كانت حاضرة، فكان القرار الاستعداد بهدوء والتحضير لكلّ الفرضيات والتعامل بروية ومرونة حتى يبلغ مشروع الانقلاب مراحله الأخيرة ويكون مكشوفاً بكلّ تفاصيله فيتمّ الانقضاض عليه وضربه بقوة وسحقه.

ـ ما جرى في البصرة كان مخططاً له أن ينتهي بمجزرة دموية تنتج عن تصادم بين قوى الحشد الشعبي وحراس القنصلية الإيرانية ومن يفترض أنهم متظاهرون «سلميون» لكن «ملثمين ومسلحين» على طريقة الثورات «السلمية» التي شهدها العالم العربي في مسمّى الربيع العربي الذي كانت الحلقة العراقية منه مطلوبة سريعة ودموية يساندها قناصة ملثمون قتلوا خلال أيام العديد من المتظاهرين.

ـ كان الاستعداد كاملاً والمعلومات متوافرة فانسحب حراس المقرات والقنصلية وتركوها طعماً للمدبّرين والمهاجمين بينما كانت المجموعات المتخصّصة بالأعمال الأمنية تقوم بمهامها في بغداد في فرض أمر واقع وتوجه رسالة حاسمة للأميركيين ومن ينفذ خططهم وتقول الكلمة الفصل في من هو صاحب اليد العليا في العراق.

ـ ما نراه ونسمعه حول العراق أميركياً وإيرانياً وعراقياً الآن يتمّ على خلفية هذا التحوّل الكبير الذي يشبه عملية السابع من أيار عام 2008 التي نفذتها المقاومة في بيروت رداً على مشروع الإنقلاب الأميركي الذي قاده الرئيس فؤاد السنيورة تحت عنوان تفكيك شبكة اتصالات المقاومة وانتهى الأمر في تسوية الدوحة…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى