نهرا يتفقّد المقالع والكسارات في كفرحزير وسجالات حادّة بين الأهالي ومسؤولي الشركات

تفقد محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا المقالع والكسارات في منطقة كفرحزير وجوارها، للاطلاع ميدانياً على مدى التزام هذا الكسارات بتطبيق القوانين والتقيد بنصوص التراخيص المعطاة لهم وبالمعايير البيئية.

ورافق المحافظ نهرا في جولته، أعضاء اللجنة البيئية التي تشكلت في الاجتماع الأخير الذي عقد في مكتبه في سراي طرابلس، ضمت، رئيس اتحاد بلديات الكورة كريم بوكريم، ممثل عن بلدية شكا نائب رئيسها ميشال العين، ورؤساء بلديات: الهري جلال منير بوعمر، كفريا يوسف السمروط، كفرحزير فوزي المعلوف وفيع حنا سمعان عبد الله، مندوب عن «شركة هولسيم للترابة» والمدير العام للشركة المهندس توفيق طباره، وعن المجتمع المدني جورج عيناتي وبيار شاهين، كما رافق نهرا مستشاره لشؤون التنمية الدكتور ماهر تميم، رئيس دائرة البلديات ملحم ملحم، رئيس قسم المحافظة لقمان الكردي وحشد من أبناء المنطقة.

وبعد جولة ميدانية، شدّد المحافظ نهرا على «تطبيق القوانين حفاظاً على صحة المواطنين والبيئة»، مشيراً إلى أنه سيعقد اجتماعات عدة «مع اللجنة للتوصل لحلول ترضي أهالي المنطقة من جهة وتحافظ على استمرارية عمل الشركات من جهة أخرى، لكن ضمن القوانين المرعية الإجراء».

وقال: «اطلعنا مع أعضاء اللجنة المؤلفة من رؤساء بلديات المنطقة ومندوبين عن الشركات والمجتمع المدني، وقد وجدنا أنه بعد تفاقم الأزمة، والناس تعترض على عمل المقالع والكسارات التابعة لشركة «هولسيم» وشركة «الترابة الوطنية»، وقررنا أن نقوم بهذه الزيارة، والوضع على ما هو عليه يجب أن لا يستمر بهذه الطريقة، وهناك شروط بيئية وضعتها وزارة البيئة وشروط صحية تفرضها وزارة الصحة يجب أن تنفذ لحماية الناس صحياً والحفاظ على البيئة، ونحن لن نقبل أن يتعرض المواطنون لهذه الأضرار، ويجب أن نحدّ منها حفاظاً على سكان المنطقة، وهذه المقالع يجب أن تستوفي الشروط البيئية والصحية، ويمكن أن تتم زراعة أشجار حولها وحول المنازل وعلى الطرقات بطريقة تمكنها من امتصاص الغبار الذي تسببها المقالع».

وختم: «سنعقد اجتماعات متتالية للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف مع تطبيق القوانين المرعية الإجراء وبالتأكيد سنجد حلولاً ترضي الناس من جهة ويستمر عمل الشركات من جهة أخرى».

بدوره قال عيناتي: «في كل منزل في الكورة توجد إصابة بمرض السرطان، وآخرهم احد عمال الشركات غسان سلوم الذي يوجد إلى جانب دارته عدد من الأشخاص المصابين بالسرطان أيضاً، إضافة إلى أن ابن عضو بلدية كفرحزير يعقوب وهبه مصاب أيضا بسرطان الجلد، وهذه الأمراض ليست بمحض الصدفة، بل سببتها الانبعاثات التي تخلفها هذه المصانع والمقالع بالإضافة إلى الغبار الملوث».

وأضاف: «متمسكون بالقرار الذي اصدرته بلدية كفرحزير، والذي يطالب الشركات بوقف اعمالها بشكل نهائي وفوري في خراج بلدة كفرحزير، كما يطالب المجلس البلدي بان يتم وقف عمل الجرافات واغلاق الكسارات المتواجدة في البلدة». وامل من المحافظ «توسيع اعضاء اللجنة التي تشكلت لتضم رؤساء بلديات، أميون وبترومين وبدبهون والحات واعضاء بلدية كفرحزير، ونطلب من المحافظ أيضاً، إلزام الشركات بإزالة النفايات السامة من الوادي التراثي والتاريخي، ونطالب بمنع تصدير مادة الكلنكر الإسمنت الخام وازالة هذه المادة الموجودة على الشاطئ وإقفال المقالع الموجودة إلى جانب الينابيع والأنهر والوديان والمحميات والأحراج والمنازل السكنية، وإلزام تطبيق مراسيم المجلس الوطني للمقالع والكسارات، ومنع مصانع الإسمنت من رمي مياه الصرف الاصطناعي في البحر، أو في المياه الجوفية التي تروي كل قرى الكورة، وتحويل المسؤولين إلى القضاء اللبناني والدولي». وتمنّى عيناتي «تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في جرائم الإبادة الجماعية التي سببتها مصانع إسمنت شكا لأهل الكورة، وجرائم تدمير بيئتهم وحفر المقالع بين بيوتهم وينابيعهم وجبالهم وبساتين زيتونهم ورمي النفايات السامة داخل وديانهم وإحراق البتروكوك بين قراهم ومنازلهم». وتخللت الجولة سجالات حادة بين ناشطي المجتمع المدني والأهالي من جهة ومسؤولي الشركات من جهة أخرى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى