الناشف: المعركة السياسية في الشام هي معركة كلّ شريف مؤمن بوحدة أرضه وشعبه

وجه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف بياناً إلى السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود، جاء فيه:

أتوجه في بياني هذا الى جميع السوريين القوميين الاجتماعيين في الأمة السورية وفي المغتربات عامة وفي الشام خاصة مردّداً مع سعاده: «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية، فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة».

لقد آمنتم بعقيدة غايتها بعث نهضة سورية قومية اجتماعية في الأمة كلها، تكفل تحقيق مبادئ حزبكم، وتعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوّتها ووحدتها وألقها، وسيادتها على كلّ أرضها، وعملتم على الأرض في كلّ أمتكم السورية شاهرين إيمانكم بعقيدتكم، وواجهتم المصاعب والعقبات والتحديات الكبرى، مهتدين بنور عقيدتكم التي شكّلت وتشكّل دائماً لكم منارة تيمّمون وجهكم نحوها، كلما اجتاحت الأنواء العاتية سبلكم وتوجهاتكم، وينبوعاً هادراً لا ينضب، تنهلون منه عقيدة الوحدة. وحدة الشعب، ووحدة الأرض، ووحدة الروح، ووحدة الفكر، ووحدة النهج. وكنتم تنهضون كلما تعرّضتم للتنكيل أو الظلم، أقوى باعاً وأصلب عوداً وأعمق إيماناً بصحة عقيدتكم.

مارستم البطولة في فلسطين ولأجل فلسطين، عندما تعرّضت فلسطين للغزو والاغتصاب ولا تزالون، ومارستم البطولة في لبنان ولأجل لبنان عندما حاولت قوى الانعزال والتقسيم عزله عن بيئته الطبيعية والانحراف به عن خطه الوطني والقومي ولا تزالون، ومارستم البطولة في الشام متصدّين مع القيادة السورية والجيش السوري والشعب السوري والقوى الرديفة والحليفة لقوى الإرهاب والظلام والتخلف، وتصدّيتم في العراق لجحافل الإرهاب، وحاربتم دعاة التفرقة والتشرذم والتفتيت في كلّ مكان من أمتنا السورية، وفي المغتربات واجهتم هناك أشرس عدو وأخبث عدو بالإعلام وبالسياسة وبأرزاقكم وقوت عيالكم.

قدّمتم الشهداء والجرحى والمعاقين، قوافل قوافل، لأجل من؟ أليس لأجل سورية أرضاً وإنساناً؟ نعم لأجل سورية تهون التضحيات، ولأجلها نحيا ولأجلها نموت، مردّدين مع سعاده المعلم: «كلّ ما فينا هو من الأمة، وكلّ ما لدينا هو للأمة، حتى الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها».

لم يجُد شهداؤنا بدمائهم وأرواحهم، لأجل منصب، او لأجل جاه، أو لأجل غاية خصوصية، أو مكسب فردي، بل بذلوا دماءهم الزكية وأرواحهم الطاهرة دون منة لأحد، سوى لسورية، للمساهمة في إنقاذ سورية من المحن والصعاب وقوى الظلام والتنكيل والقتل والإرهاب وللمساهمة بإنقاذ سورية من هجوم القوى الإقليمية والدولية الطامعة بأرضها وبخيراتها وبثرواتها، والعاملة على تفتيت وحدتها وتفكيك عراها ونسيجها الاجتماعي.

ومتى كانت رؤيتكم للأمور بهذا العمق، وبهذا الوعي، وبهذا الإدراك، فأجد من الواجب أن أؤكد لكم أنّ غايتنا ليست محصورة بالوصول إلى مقعد أو كرسي، ولا بالتنازع على مكسب، بل غايتنا هي الوصول إلى الشعب، أليس حزبنا هو حزب الشعب كما علّمنا سعاده؟

كما أجد من المهمّ والضروري أن أذكّر جميع السوريين القوميين الاجتماعيين في الشام بأنّ المعركة السياسية في الشام، هي معركتكم، كما هي معركة كلّ مواطن شريف مؤمن بوحدة أرضه وبوحدة شعبه، وبحقه بالعمل على حماية وطنه من كلّ اعتداء أو احتلال، هي معركة كلّ سوري مؤمن بسوريته. وهي معركة شرسة، ستظهر شراستها عندما تصمت المدافع، وتحتفل سورية بالنصر. انها معركة مصيرية بين من يريد لسورية أن تخرج من معركة المصير قوية، مهابة، موحدة، وبين من يريد لها السقوط في التشرذم والتفكك، والتقاتل. ونحن حكماً، وتلقائياً خضنا وسنخوض هذه المعركة مع القيادة السورية والشعب السوري المؤمن بحقه بسيادته الكاملة على كلّ حبة تراب من أرضه، والمؤمن بوحدته وبحيويته وعمق إيمانه بأنه سينتصر في السياسة، كما انتصر في الحرب.

وانطلاقاً من موقعنا هذا كحزب سوري قومي اجتماعي، ومن موقفنا القومي الثابت الذي لا يتزعزع، الحريص على خروج الجمهورية العربية السورية منتصرة بالحرب، وبالسياسة من الحرب الكونية الجامحة التي شنّت عليها. نؤكد أنّ كلّ أعضاء الجبهة الوطنية التي نحن جزء منها وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي، هم رفقاؤنا، يضيرنا ما يضيرهم، ونعمل معاً في هذه الحرب العدوانية الشرسة لهدف واحد هو الخروج منها منتصرين، وربحهم هو ربحنا، وخسارتهم هي خسارتنا، ولا محلّ ولا سبب للتمسك بصغائر الأمور عندما تكون أمتنا تحت نيران الصراع المصيري لتكون أو لا تكون.

وعليه فإنني أدعوكم مسؤولين وأمناء ورفقاء أن لا تلتفتوا الى المسائل العابرة، وأن تتنكّبوا مسؤولياتكم الجوهرية الكبرى في الانتصار لوحدة سورية وعزتها وسيادتها، وان تتوجّهوا جميعكم يوم الأحد الموافق في 16/9/2018 إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مرشحي الجبهة الوطنية التقدّمية، فهم منكم ولكم، وحرصكم على انتصارهم هو حرص على انتصار سورية الديمقراطية، سورية المتجدّدة، سورية المُحرّرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى