قمة بوتين أردوغان

ـ من غير الطبيعي تخيّل انعقاد قمة تضمّ الرئيسين الروسي والتركي بعد الخلاف الظاهر بينهما في قمة طهران لتكريس هذا الخلاف لأنّ استمرار التباين في قضية بحجم معركة إدلب التي ظهر الرئيس الروسي متمسكاً بخوضها بلا تردّد أو تراجع، كان يقتضي تفادي القمة وتأجيلها لو كان موعدها محدّداً مسبقاً، فكيف والموعد جاء كحصيلة للمشاورات.

ـ كلّ المؤشرات المرافقة لعقد القمة تقول إنّ تركيا استجابت لجوهر المطالبة الروسية بحسم موقفها لجهة التسليم باستحالة وجود حلّ سياسي صرف للجماعات الإرهابية في إدلب واستحالة تجنّب عمل عسكري كبير، وفي المقابل عرضت روسيا تجزئة الحلّ العسكري وتضمين مراحله فرصاً لقياس الاحتمالات السياسية والأمنية بين جولة وجولة لتتولى تركيا القيام بها في حال ظهور الفرص لهذه الاحتمالات.

ـ الخط الأحمر الروسي مثلث أوّله الحسم مع الجماعات الإرهابية، وثانيه ضمّ من تسمّيهم تركيا بالجماعات المعارضة التابعين لها إلى عملية سياسية في ظلّ الدولة السورية ورئيسها وجيشها، وثالثه وضع سياق للتعاون ينتهي بخروج الجيش التركي من سورية ضمن سياق يضمن سيادة الدولة السورية على كلّ أراضيها ويطمئن تركيا لعدم قيام دويلة كردية وإنهاء الإحتلال الأميركي.

ـ المراحل الأولى والثانية والثالثة من عملية إدلب ستكون نهاياتها انتشار الجيش السوري في أغلب محافظة إدلب وفي النهاية تجميع الجماعات التابعة لتركيا مع الجيش التركي في شريط حدودي شمالي يرتبط مصيره بمصير منطقة شرق الفرات التي ستكون ساعتها قد دقت في هذه الحالة…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى