بأقلام الرصاص… كسر السوريون أنف الحرب

مجدولين الجرماني

عنقاء هي لا تستكين، من رماد غيابها قامت بزنود أولادها، لم يكتب التاريخ بأن رهج نورها خفت ذات هوج، بل كانت تستجدي مثل مهرة من كبوتها قيامة تالية.. هذه المرة ليست كما المرات الماضيات.. تجسّد حضورها بألوان الضوء، من لطشة ريشة شفيفة المعنى تنبلج دهشة بعيون الرائي.

هي الفكرة.. تعالوا.. نكسر عتمة الحرب بافتعال الضوء..

في المركز الثقافي العربي بدمشق أبو رمانة، وبالتعاون مع «جمعية شموع السلام»، أقيم معرض تشكيلي لعدد من الفنانين التشكيليين السوريين كتحدٍّ صارخ بوجه لعنة الحرب. هذا ومن اللافت أن الجمعية قد أقامت فعاليات فنية عدة داخل وخارج القطر على الرغم من كل الصعاب..

اكتظت جدران المركز كلها بموضوعات عديدة وجديدة، وقفت طويلاً للغوص في عمق حكاياتها في محاولة لفك أكواد أسرار دهشتها.

وبعيداً عن إيهامات خطوطها إلا أن دلالة الألوان تشي ببعض ما تذهب إليه الرؤى والرؤيا، لهذا كان الأصفر في تشكيلات الفنانة لينا رزق طاغياً بكل تفصيلات الجسد التي تناولته في موضوعاتها كدلالة للتحدي واشتعال حواس الأنثى السابعة على حساب الأزرق الطافي بالهدوء والسكينة. وهكذا كان الوقت يمرّ كسيف ذي حدين يجزّ عنق الأحلام في التفاصيل المخفية داخل الإطارات..

وفي وقفة عابرة مع عدد من الفنانين المشاركين، تحدّثت الفنانة لينا رزق رئيسة الجمعية قائلة: نحن والرسم ولدنا معاً، وهذه الجمعية ولدت من رحم الحرب لتكون قفلة خواتيمها، وكفاتحة سورية أولى نشيدها الفرح والسلام.

الفنانة رزق ولدت والريشة بيدها، أقامت معارض مهمة عدة، كانت لها بصمة خاصة وهي تحلم كابنة لدمشق العريقة بانتشار فنها ولوحاتها بشكل عالمي، كما نالت العديد من الجوائز..

الفنان محمد الطريفي يرسم بطريقة السكين، يصوّر دمشق الرائعة بشكل ثلاثي الأبعاد.. وقد اشترك بمعرض في روسيا ونال جائزة عن لوحاته، وله معارض عدة، خريج كلية الفنون في دمشق نال الكثير من الجوائز والتقديرات يصور لنا حارات دمشق القديمة بمجسّمات تحاكي البناء العريق وتفاصيله. وهو محاضر في الفن بجامعة دمشق..

أما الفنانة سهير رمضان فرشقتنا ريشتها بسلسبيل عذب، دفقه روح ونبض المرأة وإحساسها وتطلعاتها المميزة للبعيد الأفضل. خريجة جامعة دمشق للفنون التشكيلية وقد أقامت معارض عدة ونالت العديد من التكريمات من الجمعيات والدولة..

الفنانة رندا تفاحة خريجة جامعة دمشق للفنون الجميلة، تبحث عن لون الحياة الزاهي تقتنص من بقع الضوء لوحات تحدثنا عن أمل بمستقبل زاهي، أقامت معارض عدة داخل سورية ونالت التكريم على لوحاتها المميزة..

كما الفنان والمتميز أيمن الدقر، وهو حاصل على ليسانس في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، وأمين سر مكتب الثقافة والفنون الجميلة، حاز على جائزة الملصق السياسي في مهرجان الشباب العالمي في موسكو عام 1985، وعلى الجائزة الأولى في تصميم بعض الأوسمة العسكرية للجيش والقوات المسلحة، وكذلك قام بتصميم لوحات التوضع الأرضي لدورة البحر الأبيض المتوسط، صمم عدداً كبيراً من أغلفة الكتب والمجلات السورية واللبنانية. أقام معرضاً وثائقياً في دار الأوبرا حوى أربعمئة وثيقة تاريخية بعنوان «فلسطين اليوم وأمس وغداً»، كتب قصة وسيناريو وحوار «حارة المشرقية» 2015 . في الختام، أشي بأن هذه الفعالية ستعمر طويلاً في ذهن كل السوريين الذين واكبوها، على أنها الصفعة الأخيرة على جبين الحرب اللعينة.

كاتبة سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى