هل أقصي «السود» من جوائز نوبل العلمية هذا العام؟

تُثار أسئلة كثيرة حول طريقة اختيار الفائزين بجوائز نوبل كل عام، واحتفت وسائل الإعلام والأكاديمية الملكية السويدية في الدورة الأخيرة، بفوز عالمتين امرأتين بجائزتي نوبل في مجال العلوم، إلا أن صحيفة «أيول» الجنوب أفريقية نشرت مقالاً للكاتب، ونستون مورغان، لفت فيه إلى عدم فوز العلماء السود بمثل الألقاب هذه، منذ أكثر من مضي قرن على إطلاق جوائز نوبل.

وأشار الكاتب إلى المفارقة في عدم حصول العلماء السود على جوائز نوبل رغم التزامن السنوي لتوزيعها في تشرين الأول/ أكتوبر، مع «شهر التاريخ الأسود» البريطاني، الذي يُعتبر بمثابة الذكرى السنوية للمآسي التي لحقت بالأفارقة على مدار القرون الأخيرة، جرّاء الاستعمار الأوروبي للقارة الأفريقية واستعباد سكانها، والذي «تحتفل» فيه أيضاً كندا والولايات المتحدة لكن في شهر شباط/ فبراير من كل عام.

وشدد مورغان على أن حصة السود من جوائز نوبل التي بلغت أكثر من 900 جائزة على مدار القرن الأخير، هي 14 جائزة، مُنحت معظمها في مجالات كـ»السلام» والأدب.

وقال مورغان إنه بعكس هذه الحالة، فإن أكثر من 70 آسيوياً حصلوا على جوائز نوبل، في إشارة إلى أنهم أيضاً ليسوا من العرق الأبيض الغربي المُهيمن. وعزا مورغان الفارق بين السود والآسيويين في توزيع جوائز نوبل، إلى قوة الجامعات الصينية واليابانية والكورية المتعاظمة ونجاح الأكاديمية الأميركية الآسيوية. ونوّه الكاتب إلى أن الفوز بجائزة نوبل في مجال العلوم يتطلب غالباً، مؤسسات تعليمية مرموقة تستطيع إنفاق أموال طائلة على العمليات البحثية. وربما يكون السبب الأساس لعدم فوز علماء سود بجوائز نوبل، هو عددهم القليل فقط، حيث يرى مورغان، أن الشباب السود، الأفارقة أو الذين لديهم أصول أفريقية، يختارون مواضيع غير علمية.

وقال مورغان إن ذلك ينبع من انعدام الفُرص في الدول الأفريقية، وتقييد الإمكانيات أمام غالبية السود الذين ولدوا في الدول الغربية، بسبب التمييز العنصري في التمويل البحثي المرافق للأوضاع المعيشية الصعبة. ورجح مورغان أن يكون أحد الأسباب الرئيسة في عدم اختيار السود للمواضيع العلمية، هو التصوّر العنصري الذي يُبث عن طريق المؤسسات «البيضاء» الغربية، بأنهم لا يستطيعون الوصول لدرجات عالية في العلوم.

وأضاف مورغان، أن فوز علماء سود بجوائز نوبل، «لن يكون فوزاً للمساواة فحسب، بل سيعود بالمنفعة على المجتمع الأوسع. فعلى سبيل المثال، أمراض كالسكري والقلب والسرطان وأمراض كثيرة أخرى، أكثر قابلية للحدوث عند الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية، لكن غالباً ما تكون الأبحاث منحازة لدراسة صحة البيض».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى