«نصيب» سورية والأردن يوحدهما بعد سنوات القطيعة

افتتح صباح أمس معبر نصيب ـ جابر الحدودي مع الأردن وبدأت حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين لتنتهي بذلك فترة إغلاق استمرت نحو ثلاث سنوات نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية على المعبر.

وذكرت مراسلة الوكالة الرسمية السورية «سانا» أنّ جميع الإجراءات اللوجستية اتخذت لاستقبال حركة عبور السيارات والأشخاص على الجانب السوري من قبل جميع الجهات والوزارات المعنية وبدأت حركة دخول عدد من السيارات والأشخاص من سوريين وأردنيين إلى سورية.

وأعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار الأحد أنه تمّ الاتفاق مع الجانب الأردني على إعادة فتح المعبر إثر اجتماع اللجنة الفنية السورية الأردنية في مركز جابر الحدودي والاتفاق على الترتيبات والإجراءات الخاصة.

وبعد افتتاح المعبر قام وفد اقتصادي يضم رئيس اتحاد المصدرين السوري محمد السواح، ورئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس، وأمين سر اتحاد غرف التجارة السورية محمد حمشو، إضافة إلى مدير عام الجمارك السورية فواز أسعد وعدد من رجال الأعمال السوريين بزيارة إلى مركز جابر الأردني حيث أكد السواح في تصريح للصحافيين أنّ معبر نصيب-جابر يشكل شرياناً رئيساً لعودة تدفق البضائع بين سورية والأردن وتنشيط الاقتصاد وهو منطقة عبور لسورية نحو دول الجوار ويتمتع بالأهمية نفسها بالنسبة للأردن.

وكشف السواح عن إقامة مكتب للتصدير في معبر نصيب لتخديم المصدرين بالتوازي مع توفير كل المعلومات وتقديم كل مساعدة تتطلبها حركة عبور التجارة عبر نصيب الذي سيشكل افتتاحه رافداً مهماً للاقتصاد السوري.

ولفت السواح إلى أنه في غضون أسابيع قليلة سيتم افتتاح مركز دائم للصادرات السورية في كل من عمان والكويت وأيضاً العراق على اعتبار أنّ فتح المعبر سيمكن البضائع السورية من الوصول إلى الأسواق العراقية عبر الأردن، موضحاً أنّ مئات الشركات السورية متحمسة لعرض منتجاتها في المركز الذي سيتم تنفيذه وفق المعايير العالمية وبالشكل الذي يقدم المنتج السوري بأفضل صورة.

من جانبه، أشار رئيس اللجنة الزراعية في اتحاد المصدرين السوري إياد محمد إلى أنه تم أمس إدخال شاحنة محملة بنحو 21 طناً من الفواكه والخضار إلى الأردن كهدية من سورية إلى الفعاليات الاقتصادية في الأردن بينما تم بالمقابل إدخال شاحنة أردنية محملة بالتمر إلى سورية.

ولفت محمد إلى الأهمية الكبيرة لافتتاح المعبر ودوره في تنشيط حركة النقل البري وتنقل الأشخاص بين البلدين.

هاني أبو حسان رئيس غرفة صناعة إربد الأردنية بين في تصريح مماثل أن الزيارات الاقتصادية بين البلدين لم تنقطع، مشيراً إلى أن دخول الوفد الاقتصادي السوري إلى مركز جابر قادماً من معبر نصيب هو ترجمة حقيقية للجهود الجبارة لدى القطاع الخاص مع الجهات الحكومية في البلدين.

ولفت إلى أن رجال الأعمال الأردنيين وجدوا تجاوباً كبيراً من الحكومة السورية، معتبراً أنّ سورية والأردن «رئتان لجسد واحد والشريان عاد اليوم بينهما».

وأشار رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام ذيابات إلى أنّ سورية والأردن ترتبطان بعلاقات عائلية واجتماعية ونأمل أن يعود الاستقرار إلى كامل المحافظات السورية، لافتاً إلى أنّ أمن واستقرار سورية من أمن واستقرار الأردن.

وأكد رئيس غرفة صناعة عمان زياد الحمصي أنّ العلاقات الاجتماعية بين البلدين عادت على الفور والعلاقات الاقتصادية بدأت بالعودة تدريجياً، موضحاً أنّ نصيب هو شريان أساسي بين سورية والأردن وهو دافع قوي لإعادة تنشيط التجارة بين البلدين.

وفور افتتاح المعبر شهد حركة عبور عشرات الأشخاص في صورة تعبر عن شغف لزيارة سورية على اختلاف مقاصدهم وغاياتهم.

وأكد هشام فريوني رجل أعمال سوري مقيم في الأردن وهو أول الداخلين إلى سورية عبر نصيب أنه جاء ليوصل رسالة للجميع بأنّ المعبر آمن وسورية آمنة وستعود أفضل مما كانت.

ولفت المواطن الأردني محمد المحمود إلى حسن الاستقبال، معبراً عن اشتياقه لزيارة سورية بعد سنوات في حين أكد محمد عوض أنّ فرحته لا توصف بزيارة سورية، متمنياً للشعب السوري أن يعيش في ظل أمان واستقرار وموجهاً التحية لمن حمى أرضها.

وأشار محمد البلاسمة إلى فرحته الكبيرة مشبهاً نفسه بطفل لم ينم ليلة أمس وهو يستعد لرؤية بلده الثاني سورية.

وحول إجراءات الاستقبال وتسهيل عبور المدنيين، لفت أمين جمارك نصيب رائد سعد في تصريح لـ»سانا» إلى أنّ المعبر افتتح صباح الإثنين أمام حركة المسافرين والبضائع المغادرة والقادمة وجميع الإجراءات يتم العمل بها ضمن أمانة نصيب، مؤكداً أنّ المعبر جاهز لوجستياً لاستقبال جميع البضائع ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً إلى أن تتم إعادة تأهيل المعبر بشكل كامل.

وأوضح رئيس مركز الهجرة والجوازات في المعبر العقيد مازن غندور أنّ عناصر المركز جاهزون على مدار الساعة لاستقبال القادمين والمغادرين وهو مجهز بما يلزم لتقديم كل التسهيلات للمسافرين.

وكانت وحدات الجيش السوري طهرت في تموز الماضي المعبر الحدودي من الإرهاب وأعادت إليه الأمن وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم في المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا، إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البري وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين.

البستاني

غرد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب الدكتور فريد البستاني عبر حسابه على موقع «تويتر» وقال: «ننوه بفتح معبر نصيب الذي من شأنه إعادة تنشيط الحركة الاقتصادية في لبنان وحركة تصدير البضائع إلى مختلف الدول العربية عبر البر. علينا جميعاً أن نعمل لزيادة الإنتاج وفتح أسواق جديدة لتصدير منتجاتنا، لا سيما بعد عودة الترانزيت من وإلى بيروت، عبر سورية والأردن».

ترشيشي

ونقل رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي عن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم تأكيده إمكان مباشرة عملية التصدير من لبنان إلى الدول العربية عبر معبري نصيب وجابر عند الحدود السورية – الأردنية.

ولفت ترشيشي في بيان إلى أنّ «اللواء ابراهيم، بعد اتصالاته بالجانب السوري، أكد أنّ الطريق مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية وأنّ الوضع عاد إلى طبيعته وإلى واقعه ما قبل أزمة الحدود عام 2015.»

وقال ترشيشي إنّ اللواء إبراهيم «نقل أمراً وخبراً مفرحاً للآلاف من اللبنانيين بدءاً من المزارعين إلى المصدرين وأصحاب المشاغل ومكاتب التخليص الجمركي وسواها من مئات العائلات التي لطالما انتظرت هذه البشارة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى