بوتين: تركيا لم تنفذ مهمات إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.. وميدفيديف يدعو إلى تفعيل الحوار الوطني السوري

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العمليات الروسية بدأت في سورية بسبب التهديد الإرهابي بما في ذلك بالنسبة لروسيا، كاشفاً أن داعش في سورية يحتجز رهائن بينهم مواطنون أميركيون وأوروبيون.

وأعلن بوتين أمس، أن روسيا حرّرت نحو 95 من أراضي سورية ولم تسمح للدولة بالسقوط، معتبراً أن تركيا تفعل ما بوسعها لتنفيذ التزاماتها في ما يخص إدلب على الرغم من صعوبة الأمر، موضحاً أنها لم تنفذ مهمات إنشاء المنطقة منزوعة السلاح في إدلب إلا أنها تفي بالتزاماتها. وأضاف أن إرهابيي داعش احتجزوا 700 رهينة في سورية وتوعّدوا بإعدام 10 أشخاص كل مرة وأول أمس أعدموا أول دفعة.

وعن الإرهاب والمحاربة الروسية له، قال بوتين إن روسيا لم تنتصر على الإرهاب عالمياً لكن الأوضاع في البلاد تغيرت جذرياً ًنحو الأفضل، مؤكّداً أن بلاده حققت الأهداف التي وضعتها قبل بدء العملية في سورية.

وفي الحديث عن سورية أيضاً، كان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قد أعلن أن روسيا مستعدة للمساهمة بأكبر قدر ممكن في إعادة السلام لسورية، ووصف رد بلاده على العقوبات الأميركية بالوسائل العسكرية بالأمر «المستحيل».

وفي مقابلة مع «يورونيوز» أمس، أشار ميدفيديف إلى أن موسكو تأمل الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار في سورية بعد الانتخابات في البلاد، وأن تنتخب سورية قيادتها وتنتقل إلى مرحلة إعادة الإعمار.

واعتبر رئيس الوزراء الروسي أن الهدوء يمكن أن يعود إلى الأراضي السورية إذا تغيرت بعض القواعد وتمّ تفعيل الحوار الوطني.

حديث ميدفيديف عن سورية، جاء بعد يوم واحد من اعلان دي ميستورا استقالته كمبعوث أممي إلى هناك.

إلى ذلك، اعتبر الكرملين أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا «لم تكن كل تحركاته ذات فاعلية»، معرباً مع ذلك عن أمله في استمرار جهود التوصل للتسوية السورية بعد دي ميستورا.

وفي تعليقه على إعلان دي ميستورا عن استقالته القريبة، قال الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين أمس: «كما تعلمون، كنا على تواصل دائم مع دي ميستورا، لكن ربما لا يمكن وصف كل ما كان يفعل بأنه كان ذا فاعلية. وعلى أي حال، نأمل أن تستمر عملية التسوية السياسية في سورية لأنه لا يوجد بديل عنها».

وكان دي ميستورا قد أعلن الأربعاء أنه سيتنحى عن منصبه نهاية شهر نوفمبر 2018 لدوافع شخصية تتعلق بأمور عائلته.

من جانبها، أشارت الخارجية الروسية في وقت سابق إلى أنها تقيم مساهمة دي ميستورا في جهود التسوية السورية، مضيفة أنه «رجل كان تصغي إلى رأيه الأطراف المتصارعة والوسطاء الدوليون على حد سواء».

وفي سياق آخر، أكد مساعد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة اسحاق آل حبيب أن بلاده تقف إلى جانب سورية في إعادة الإعمار وإرساء الاستقرار، كما وقفت إلى جانبها في محاربة الإرهاب.

وشدد آل حبيب في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي على أن «اتخاذ القرار بشأن مستقبل سورية هو حق حصري للشعب السوري» وقال: «إن باقي الدول يجب أن تسهل الحوار الوطني السوري السوري لايجاد حل للأزمة في هذا البلد».

وأشار آل حبيب إلى الجهود المبذولة في إطار عملية استانا لإنهاء الوجود الإرهابي في إدلب داعياً إلى ضرورة خروج كامل الجماعات الإرهابية من هذه المنطقة.

ميدانياً، أقدم طيران «التحالف الدولي» على قصف مواقع لمجموعات «قسد» ما أدّى إلى مقتل ستة عناصر وإصابة نحو 15 آخرين.

وأشار مصدر دبلوماسي عسكري روسي في تصريح نشرته وكالة نوفوستي أمس إلى وجود معلومات مؤكدة عن «قصف بالخطأ» نفذته مقاتلتان أميركيتان من طراز أف 15 على تشكيلات تابعة لميليشيا «قسد» في ريف دير الزور بدلاً من استهداف مواقع إرهابيي «داعش» بسبب «أعمال التحالف غير المهنية».

وتُعدّ ميليشيا «قسد» ذراع «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن، حيث ارتكبت إلى جانب «التحالف» و»داعش» العديد من الجرائم والمجازر بحق الأهالي في المنطقة الشرقية إضافة إلى تسبب هذه الأطراف في تدمير مدينة الرقة وتهجير سكانها من منازلهم.

ويوجّه «التحالف» ضربات جوية مكثفة على القرى والبلدات بريف ديرالزور بذريعة محاربة إرهابيي «داعش» وقد استخدمت في غاراتها مطلع الأسبوع الجاري على بلدة هجين أسلحة الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى