الألبسة الجاهزة في حلب تستعيد ألقها

استعادت صناعة الألبسة الجاهزة في حلب ألقها وسط إصرار الصناعيين وأصحاب الورشات على الاستمرار بالإنتاج والحفاظ على هذه الصناعة العريقة رغم التراجع الذي تعرضت له جراء ظروف الحرب.

وقد جالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» على عدد من الورشات الصناعية للألبسة الجاهزة في مناطق السريان القديمة وسيف الدولة ومركز مدينة حلب ورصدت مراحل التصنيع والصعوبات التي ما زالت تقف في وجه تطوير هذه الصناعة وتصريف المنتج ومطالب الصناعيين الذين عانوا من الإرهاب واستطاعوا بإصرارهم التلاؤم مع صعوبات العمل كانقطاع الكهرباء وقلة اليد العاملة وأسواق التصريف ومستلزمات الإنتاج.

وأشار الصناعي منير ملحيس رئيس لجنة الألبسة في غرفة صناعة حلب إلى أنه بسبب الحرب تضاءل عدد المنشآت من عشرات الآلاف إلى نحو 500 منشأة كون الإرهاب استهدف المناطق الصناعية كالليرمون والشيخ نجار ما اضطر الصناعيين إلى فتح ورشات صغيرة بدلاً عن المعامل الضخمة ذات الإمكانات والطاقات الإنتاجية العالية وأدى إلى انخفاض إنتاج القطع المصنعة من 600 قطعة إلى 200 قطعة أسبوعيا.

ولفت ملحيس إلى أنّ عدد المنشآت التي عادت للدوران والإنتاج من جديد بدأ بالارتفاع بشكل متسارع بعد عودة الأمن والاستقرار إلى حلب، مشيراً إلى أنّ الحرب التي تعرضت لها سورية أدت إلى تراجع مقومات صناعة الألبسة الجاهزة الثلاثة وهي المواد الخام والطاقة واليد العاملة.

كما بين ملحيس أنه بعد التخريب الممنهج للمنشآت الصناعية أصبح 80 في المئة من الأقمشة مستورداً الأمر الذي رفع أسعار المنتجات، إضافة إلى عدم توافر الطاقة الكهربائية واستخدام الأمبيرات باهظة الثمن بدلاً عنها ورفع أجور العاملين بسبب غلاء المعيشة.

وقال الصناعي محمد علي سخانة صاحب ورشة لتصنيع الألبسة الرجالية الجاهزة: «كنا نصدر قبل الحرب إلى دول عربية وأجنبية ولكن بسبب الحرب انتقلنا بين عدة أماكن ولم يعد في الإمكان التصدير لذلك نتمنى فتح المعابر الحدودية»، مشيراً إلى استمرارهم بالعمل لرفد السوق المحلية بمنتج عالي الجودة ودعم الاقتصاد الوطني».

وأوضح الصناعي عمار بادنجكي صاحب ورشة تصنيع ألبسة نسائية أنّ واقع صناعة الألبسة تحسن كثيراً بعد دحر الإرهاب، متمنياً عودة منطقة الليرمون الصناعية التي تضم أنواعاً مختلفة من الصناعات والمعامل من جديد.

واستعرض بادنجكي المشكلات التي عانت منها الصناعة الحلبية أثناء الحرب ومنها انعدام الكهرباء والطرقات غير الآمنة، داعياً إلى فتح المعابر مع دول الجوار وتأمين أسواق لتصريف المنتجات لتنشيط صناعة الألبسة.

وأكد الصناعي يوسف بركات أنّ الفرق كبير جداً عن الأعوام السابقة بالنسبة إلى الصناعة الحلبية، لا سيما بعد أن ساء وضعها خلال الحرب بسبب سرقة المعامل وتهجير اليد العاملة ورؤوس الأموال وضعف القوة الشرائية، لافتاً إلى ضرورة فتح الأسواق وتنظيم بعثات خارجية لتثقيف الصناعيين وإكسابهم الخبرات التي فقدوا جزءا منها أثناء الحرب.

ولفت العامل حسين عبد الحنان إلى مشاكل استيراد الأقمشة وضرورة فتح المعابر الحدودية فيما أشار العامل أحمد حبو إلى جودة المنتج المحلي ومنافسته للمنتجات العالمية.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى