إذا انتهت الحربُ

جهاد الحنفي

وكنا نقولُ

ذا انتهت الحربُ

لن نستعيرَ من الشّمسِ

أغنيةَ الضوءِ ثانيةً

سنغني الشروقَ

ونرسمُه مثلما نشتهي…

من شفاهِ الصغار

ومما تبقَّى من الزهرِ في حوضِنا

من ظلالِ الحكايا

ومن بوحِ جدراننا

من نثارِ الرماد

سئمنا انتظارَ الضياءِ على شرفةِ الليلِ

آن الأوانُ لنصنَعه من جديدْ

إذا انتهت الحربُ

سوف نغيِّرُ أسماءنا

مفرداتِ معاجِمِنا

أورثونا حروفاً بدائيةً

نحن أكبرُ من لغةٍ

لن نكونَ جديرين بالمستحيلِ

إذا لم نكن للنشيدِ

حياةَ النشيدْ

وآن الأوانُ لنكتبَه من جديدْ

إذا انتهت الحربُ

سوف نشقُ دروباً لأحلامِنا

سوف نختارُ أفْقاً لأقدامِن

لنرى من علٍ

ذكرياتِ الجروحِ

وأطلالَ آلامِنا

ونقولَ لنا

قد ظلمنا الحقيقةَ حين غرقْنا بأوهامِنا

قد قتلْنا صباحَ الأغاني

ليحيا الظلامُ

هجرْنا القريبَ القريبَ

لنمسك ظلَّ البعيدِ البعيدْ

إذا انتهت الحربُ

حربُ الذين يقولون «كنّا»

يعيشون « كنا»

ستصرخُ أرواحُنا

من رمادِ أساطيرِهم

قد قتلتم عصافيرَ دهشتِنا

برصاصةِ «كنّا»

متى سنكونُ

لنمضي الى شمسِن

واثقين من الضوء

ننهلُ منه رؤانا

ونهتفُ هل من مزيدْ

إذا انتهت الحربُ…

كلُّ مساحاتِ أيامِنا

مذ وُلدنا… وقبلُ هي الحربُ

لم نسترحْ

قالت النارُ للطينِ لا

فاشتعلْنا

وما لبثَ الطينُ أن ظلمَ الطينَ

أعني قتلْنا

فتحْنا مقابرَنا باكراً باكراً

والنهايةُ كانت بدايتَنا

نحن من أشعلَ الحربَ

ليس سوانا

كفانا

نصوِّرُ أعداءنا

ثم نشتمُهم

نحن أعداؤُنا

نحن أعداؤُنا

نحن … نحن

وليس سوانا

متى نَتَحررُ منا

ونطردُ أشباحَنا والعبيد

إذا انتهت الحربُ

كيف سيغفرُ أطفالُنا

ذنبَ من رقصوا كالضباعِ

وهم يلعقون دمي

ذنبَ من أغلقوا بالحديدِ فمي

ذنبَ من صدَّقوا الذئبَ

اذ قال إني أريدُ السلامَ

إذا انتهت الحربُ

أحلامُنا… والسماء

مواعيدُنا … والضياء

سنابلُنا… والشتاءٌ

وأعيادُنا… ومواسمُنا

لن تكون سوى

ما أسَرَّ به

للترابِ شهيدْ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى